الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للمرة الثالثة !!!

يحيى رباح

2013 / 9 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


علامات على الطريق
للمرة الثالثة ؟؟؟
يحيى رباح
محاكمة القضايا المستعجلة في القاهرة ,أصدرت يوم الإثنين حكماً تاريخياً,هوالحكم الثالث من نوعه منذ خمسة وستين عاماً,يقضى بحظر جماعة الإخوان المسلمين في مصر,وكل مايتفرع عنها ,ووضع اليد على مقراتها وأملاكها وأموالها السائلة والمنقولة ,وطالب لمجلس الوزراء بتشكيل لجنة مستقلة لإدارة هذه الأموال إلى حين صدور أحكام نهائية.
الحكم الأول ضد الجماعة صدر عام 1948 بعد عشرين سنة على إنشائها بسبب الإغتيالات التي نفذها مايطلق عليه في تاريخ الجماعة الدموي بالتنظيم الخاص !!! أما الحكم الثاني بحل الجماعة فقد كان في عام 1954على خلفية المحاولة الفاشلة الأغتيال الزعيم جمال عبد الناصر في المنشبه بالأسكندرية ,ثم ما هو الحكم الثالث يصدر يوم الإثنين الثالث والعشرين من سبتمبر 2013,فماذا بعد,ماذا سيفعل الشعب المصري ودولته بهذه التركة السوداء الثقيلة,وماذا تفعل الجماعة بنفسها؟؟؟
الأسئلة كما ترون كلها من الوزن الثقيل ,وحتى الدعوات التي انطلقت في الفترة الأخيرة للمصالحة والحوار ,القمت اصحابها حجارة في افواههم ، واظهرتهم انهم خارج الدائرة ، خارج الوعي ، وخارج الظروف الموضوعية ، لان الجماعة لم تتقدم ولو خطوة واحدة للتصالح مع الزمن التاريخي والزمن السياسي الذي تعيش فيه ، ولم تفتح اي حوار مع نفسها ، فكيف لاحد مهما كان فردا ام حزبا ، على المستوى السياسي او على المستوى الثقافي ان يتحدث عن هذه المصالحة وعن هذا الحوار ؟؟؟تجارب جمااعة الاخوان المسلمين على امتداد خمس وثمانين سنة لم تكن ناجحة ، بل كانت تنتهي بها في الوقوع في نفس الحفرة لانها كانت تتبنى نفس الافكار ، ونفس الاليات ، ونفس الاوهام!!! الفرق الوحيد ربما ، ان الجماعة في الفترات السابقة ، كانت تعيش مثل تلك الكائنات الغربية نصف في الماء ونصف في اليابسة ، نصف في النور ونصف في العتمة ، ولكن وصول الجماعة عن طريق صفقات التدخل الخارجي الى سدة الحكم لمدة سنة كاملة جعلها بالمطلق اسيرة وضحية لشهوة السلطة ، فاعمتها هذه الشهوة ، والاخطر من العمى انها كشفتها كاملا ، لدرجة ان كثيرا من المصريين الذين يعملون في العمل العام كان لهم جيران "الباب في الباب " للمدة عشرين او ثلاثين سنة ولم يكونوا يظنوا ان جيرانهم من الاخوان المسلمين !!! فاذا بهم بعد صعود مححمد مرسي الى الرئاسة يكتشفون ان جيرانهم من القيادات المهمة للاخوان المسلمين ،وعلى هذا فيكن القياس .
كما ان الاشتباك الوجودي بين الجماعة وخصومها في الثمانية عقود الماضية ، كان فيه قدر كبير من الالاعيب السياسية ، مثل الاحزاب ممع بعضها ، او الاحزاب مع القصر قبل الثورة ، او الاحزاب المندوب السامي البريطاني ،واسثمار الاخوان الذين لديهم قابلية في الاستخدام في لعبة تغيير موازين القوى الداخلية مثلما فعل الرئيس السادات الذي كان الضحية الكبرى لهذه اللعبة لانهم اغتالوه بعد ذلك !!! او عقد الصفقات العجيبة مع الجماعة التي كان يطلق عليها وصف المحظورة مع نظام حسني مبارك !!!وكان الشعب المصري على نحو ما ليس منغمسا في تلك الالعاب السياسية ، كان يرى الظاهر ولا يرى الباطن !!! ولكن هذه المرة فان الشعب المصري في اغلبيته الساحقة هو الخصم والحكم في ان واحد ، وان الجيش المصري بكل قوته ورصيده الوطني هو الحامي لمصالح الشعب ، فماذذا ستفعل الجماعة ؟؟؟ لقد انكشفت في الخارج قبل الداخل ولا تستطيع الان ان تهاجر مثلما حدث في الخمسينات والستينات ولا ان تلعب دورا في الصراع الدولي كما في السبعينات والثمنينات في افغانستان ، فالذين قدموا لها الماوى في ذلك الوقت كانوا اكثر من اكتوى في نارها ،وشعارهم اليوم انه لا يلدغ المؤمن من الجرح مرتين !!! والذين يلعبون بالجماعة الان عن بعد ، لاييستطيعون ان يتقدموا اكثر والا سيواجهون حالة ثارية من جميع الكبار في الوطن العر بي !!! وحتى الغرب نفسه ، الغرب البرغماتي لا يحب البكاء على الاطلال ، وهو يقف عادة مع الجيوش المنتصرة وليس مع الجماعات المهزومة ،انه سريع البحث عن بدائل ولا يذرف الدموع ععلى عملائه الفاشلين .
كما ان التجربة تقول لنا انه منذ سقوط مرسي ، وفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بطريقة مبهرة تسجل للجيش والشرطة المصرية ، فان المحاولات الانتقامية التي تقوم بها الجماعة تزيدها كرها ، وفشلا ،وعداوة مع الشعب المصري ، هل تخويف التلاميذ الصغار حتى لا يذهبوا الى مدارسهم يعتبر نوعا ناجحا من العمل السياسي ؟؟؟ وهل التهديد ليل نهار بهدم مصر على راس الجميع ممكن ، وخاصة ان هذه الانكشافات التي اثبتت ان التاكل والعجز والتقيح كان يتراكم في احشاء تلك الجماعة باكثر الف مرة مما توقع جميع الخصوم .
بالاضافة الى عنصر موضوعي جديد في المعادلة وهو ان نموذج النجاح المصري الذي تحقق ضد الجمماعة وجعلها تلحق جراح هزيمة سيكتب عنها التاريخ مجلدات ضخمة لاستقصاء اسبابها وتراكماتها وتداعياتها ، هذا النموذج سيعتمد بالمطلق في العالم العربي ، في تونس في سوريا في الاردن وفي الخليج كله ، ولقد سمعت تيار المعارضة الرئيسي في تونس يهدد علنا بتكرار النموذج المصري !!! كما ان الكراهية الدفينة المسكوت عنها بين الفصائل الاسلامية في سوريا بدات تنفجر بشكل مدوي ، بين الجيش السوري الحر ، وجيش دولة العراق والشام ، وجماعة النصرى ،وكل فئات وشرائح ومكونات الشعب السوري كله ، لان تلك الذئاب الغازية فتكت بالسوريين بنماذج من العنف البشع تخجل منها مذابح القرون الوسطى .
الاسئلة كللها من الوزن الثقيل تتساقط جميعها في فناء جماعة الاخوان المسلمين ، صحيح اانها اسئلة مهمة لجميع الاطراف ولكنها بالنسبة للجماعة اسئلة الحياة او الموت .
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إعلام: شبان مغاربة محتجزون لدى ميليشيا مسلحة في تايلاند تستغ


.. مفاوضات التهدئة.. أجواء إيجابية ومخاوف من انعطافة إسرائيل أو




.. يديعوت أحرنوت: إجماع من قادة الأجهزة على فقد إسرائيل ميزتين


.. صحيفة يديعوت أحرنوت: الجيش الإسرائيلي يستدعي مروحيات إلى موق




.. حرب غزة.. ماذا يحدث عند معبر كرم أبو سالم؟