الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على فراش الموت -2-

نصيرة أحمد

2013 / 9 / 25
الادب والفن


الساعة تقترب من غروب لاأعرفه . سريرٌ نتنٌ في مستشفى باب المعظّم والطبيب الوسيم يمسك الرسغُ النحيل .لاأكادُ أفهم ماذا يريد مني .وجهٌ أبيض كالجدران الوسخة .هل أنا وحدي ؟ وعالم مجهولٌ يحاصرني بين دنيا دولة القانون وعالمُ البرزخ العقيم .أنا غفوتُ بين يديه ونبضُ القلب المجنون يتعدّى المائة .لم تأكل شيئا..؟ كلا ..منذ اسبوع .سائلٌ شفاف يقطر على الذراع الناعم ، اذ تحوطه الاسلاك والانابيب الرقيقة . قطرة إثر قطرة .ذراعي تؤلمني وكفي .كم أكره هذه الكانونة على كفي قرب الشامة السوداء . من يريحني منها ؟ والطبيب يمسك الرسغ والنبض يقاتل بشراسة .أريدُ أن تحملني .كلا .ظهري يؤلمني . أرجوك .كلا .أنت ثقيلة .لم أتعدّ العاشرة .أرجوك .ألعبُ حولك وأنت تدخّن السيجارة العاشرة .أسعل ُ .أسعلُ . .ستموت من قلّة الهواء . هيا لنشتري شيئا . أريد ببسي ونستلة . أركضُ خلفك وزهوٌ طفولي ٌ يُجبرُ الارصفة أن تنحني لنا معا . .أمسك بأصبعه الصغيرة وأقفز .أقفز .نقفز معا .لم أكبر معك .تضمنّي الى جنبك ..سحرٌ دافىء من الزمن البرىء لم أقل لك هذا وأنت تدري أننا كنّا معا .ذات ليلة ....كم أحببتك ذات ليلة .كانت السماء تمطر .تمطرُ بشدة .وقفنا معا لم نأبه لبلل الغيم الربيعيّ وزحام السيارات قرب السيطرة اللغز .أضع يدي على فمي وأضحك .متجهّم ٌ انت . أخافك قليلا .لم يحن وقت المدرسة .أخاف عينيك في وقت الضحى. والمطرُ يقتلني .. لم أقل لك هذا . وقفتُ أنتظرُ أن تأتي . لم أجد شيئا سوى الخوف من سيطرة مبهمة في عالم البرزخ .هل وصلتهُ ؟ .غادر الطبيب . وأنت تنحني ، وجهك يقرب من أنفاسي . لاتغادري. لاتغادري ياقلبي .. الطريق الى البرزخ زحامٌ قاتلٌ .أنا على فراش نتن في مستشفى في باب المعظم ..والطبيب يمسك برسغي .لاأفهم ملامحه ..أشجار الارز الخضراء الكثيفة ..لم أرها بهذه الكثافة .وزهرة الصباح الحمراء ، أتعثر بها ..آه ...ماأحلى هذا النسيم البارد في وقت الضحى . من يمسك رسغي ؟ من يقاتل نبضي الشرس ..؟ ..ابتسم لي . ودندن بموسيقى ( ياني ) ..أقفز ..أقفز ..الهث والحبل يهوي ويعلو ويعلو ...والنبضُ فارسٌ من جيش أسامة .قلبٌ لايهاب الموت ، ولايهاب زحام البرزخ ..قلت لك لااقوى أن أفعلها ..سرقني وطنٌ يأكله العهر ...وبراءتي وطئتها سنين القحط الاصم . من يمسك يدي ...؟ اقتربْ مني. اقتربْ . إله يعبد .فالحبل يعلو ...ويعلو ..اقتربْ مني ...سيهبط ..وكأني أمسك زهرة الصباح الحمراء ..اذ تظللّني أغصان الارز الكثيفة ..الحقيبة الصغيرة .والجوارب البيض والحذاء الاحمر ...هل أخبرتك أنك معي؟ ..دمي يسري في الليل ..وأنت تسري في النهار ...أريد لعبتي . وحقيبتي . والطين الطريّ ..قف ..قف ..قف ..لاتصرخ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل


.. ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ




.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع