الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العشق في محراب شيخ الشعراء الكورد

محمد سليم سواري

2013 / 9 / 26
الادب والفن


ليس ما دفعني للكتابة عن شاعر كوردي لقبَ بشيخ الشعراء الكورد لا لكوني كوردي آثر أن يعَرِف قراء لغة الضاد بهذا الشاعر الفذ ... لأنه إذا كان ديوان حافظ الشيرازي نجماً ساطعاً في سماء الأدب الفارسي ، وإذا كان ديوان إبن الفارض نجما لامعاً في فضاء الأدب العربي ، فإن ديوان الملا الجزيري من أنصع وألمع النجوم بل والقمر البازغ في الليلة الليلاء واليم المليء بالدرر واللآلئ والجواهر في عالم الأدب الكوردي .
بل إن ما دفعني للكتابة عن هذا الشاعر الخالد كونه كان عاشقاً من طراز فريد ورائع وإن حبه العذري والمثالي لـ ( سلوى ) شقيقة أمير جزيرة بوتان ومنذ نعومة أظافره والى أن بلغ الخامسة والسبعين من عمره وبقى على هذا الحب وزاهداً في الزواج ...كما وأن عشقه لأميرة قلبه وأميرة جزيرته كان الفضاء الذي يسبح فيه بأجنحة الشعر من الكلمات والمعاني ليمجد بهذا عشقاً إلهياً قل نظيره حتى في كل القواميس وتضرب به الأمثال عند الرهان ، حتى أن قصائده الصوفية كانت تحفظ في صدور تلامذة وطلاب العلم في المساجد وفقهاء الزوايا والتكايا الصوفية وفي أنحاء كوردستان... وإن الحب هو الحب وما كان منه صادقاً عليه أن يتحلى بالصبر والحلم والتضحية والإيثار والوفاء وينأى عن كل سلوك الشر والنفاق ، ليكون أي من الحب تجسيد العاشق لعامة الناس وخاصته من العلماء والشعراء والمفكرين صفة قلما يحظى بها الكل وإذا ما حظي به الفائزون فإنه يكون الفناء بذاته ... الفناء في المسير والمصير .
وكأنني هنا أحس من الأعماق بمعاناة هذا الشاعر تلك المعاناة المجبولة باللذة والتي كان يبحث عنها طالباً وطائعاً ، وما أروع أن يعاني الإنسان لذة المعاناة من أجل المحبوب والمحبوبة ... وإن عشقاً يصل الى حد التلذذ بما يعانيه الإنسان ويضحي جسداً ويسمو روحاً لهو العشق السرمدي بعينه ، حيث الفناء من أجل الحبيب في السماوات العُلى وإنه الحب المثالي بذاته .
هكذا إنطلق شاعرنا من حب جُبل بالمحبوبة سلوى الى حب قاب قوسين أو أدنى إلى المراتب العلى... ومن يطلع على الدرر من أشعاره يشعر بروعة المعاني البليغة والعبارات الرصينة حيث تفنن في المبنى والمعنى ليضمن بذلك كل فنون البلاغة من تورية وكناية ورمز وإيحاء في صور شعرية قل من يحس بها إلا من شَربَ من هذا النبع .
نعم لقد خاض الجزيري في عباب هذا اليم وكان رأسماله عشقه للأميرة سلوى بكل إحساسه المرهف وعاطفته الملتهبة ولم تخبُ هذه النار حيث وهو يرقد بلحده وفي قبو المدرسة الحمراء التي كان يُدرس في أروقتها وحلقاتها ... وكان من حق المعنيين أن يقفوا على مفترق طرق أمام عظمة حبه وعشقه وشعره ، فمنهم من قال إن كل هذا الحب والعشق والغرام كان لسلوى ، ومنهم من إستكثر كل هذا الحب لسلوى فذهبوا الى القول بأن عشق الجزيري كان عشقاً إلهياً ، ومنهم من أكد بأن عشقه لسلوى هو ما تراءى وتجلى له لعشق إلهي أبدي سرمدي .
ونحن في مملكة ملكتها الحب والعاشق عابد في معبدها وهو تلميذ على ساحل بحر شاسع للوصول إلى همسات قلب محبوبة الكلمات والتسلق لجبل شامخ هو الشيخ الجزيري العاشق قدس الله سره ، وأحس ما كان يحس به وهو يقول :

حل له القتل بشرع الهوى ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من كشف السر وبالسر باح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة الخميس


.. مغني الراب الأمريكي ماكليمور يساند غزة بأغنية -قاعة هند-




.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت


.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً




.. سكرين شوت | إنتاج العربية| الذكاء الاصطناعي يهدد التراث المو