الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السعودية في حالة إرتباك

محمد ضياء عيسى العقابي

2013 / 9 / 26
مواضيع وابحاث سياسية



يقال أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ومدير مخابراتها الأمير بندر بن سلطان في حالة هستيرية بسبب تطورات الوضع السوري. لا ألوم السعودية إذا تهسترت. القضية يعرفها السعوديون على أنها ليست قضية سوريا وكفى، رغم أهمية القضية السورية، بل القضية ستعود إلى قلب السعودية ونظامها الشمولي المتخلف في المستقبل القريب وليس البعيد. لم يفت السعوديون أن يلحظوا ما جرى لقادة قطر "النعاج" بعد أن إنتهى دورهم وركلتهم أمريكا.
دعونا نقلب الأمور لنرى ال"طركاعات" التي ستقع على رأس الحكام السعوديين:
1- القضية السورية: لا يدور النقاش الآن حول إسقاط النظام ولا حول خروج بشار الأسد من الرئاسة (كما طالب من ضمن المطالبين السيد أياد علاوي تملقاً لأمريكا وإسرائيل) بل أرادت أمريكا فقط أن تتم الموافقة على عدم ترشح الأسد في إنتخابات 2014 الرئاسية.
لكن روسيا والصين قد رفضتا هذا الطلب بالتنسيق مع إيران إذ تشير التسريبات إلى أن الدولتين قالتا لأمريكا في إجتماع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن: أما تدعين الديمقراطية؟ فكيف تريدين فرض إرادتكِ على السوريين؟ دعيهم يقرروا ما يريدونه بإشراف الأمم المتحدة.
تعرف أمريكا ما عرفه حلف الناتو قبل اشهر؛ إذ قدر الحلف أن 60% من الشعب مع الأسد و20% ضده و20% محايد. في الحقيقة إنقلب الرأي العام إلى جانب الحكومة بعد أن رأى أفعال الإرهابيين من جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام والجيش الحر . لذا فلدى أمريكا قناعة بأن الأسد سينتخب مرة أخرى. وأصبح للسعودية علم بالموقف الأمريكي فجن جنونها كما يبدو مما أصبح معلوماً عن جهود سعودية مشفوعة بإغراءات نفطية لأمريكا بغية ضرب سوريا ولكن دون جدوى.
اليوم بالذات كتب ميشيل كيلو (اليساري الذي إنقلب إلى حليف سعودي) كتب في صحيفة الشرق الأوسط مقالاً إنتقد فيه كل الأطراف المعارضة بضمنها الجيش الحر والإئتلاف المعارض وقال إنهم لا يعيرون أهمية للشعب.
2- السعودية تعلم أن المستقبل على الصعيد العالمي ليس لصالحها حسب المعطيات التالية:
2.1- الإتحاد الروسي يتقدم ويستعيد مكانته السابقة. ويعتبر أن شرق المتوسط منطقة حيوية جداً في ستراتيجيته لأنها على حدود روسيا الجنوبية ومنها قد تأتي موجات الإرهابيين إذا لن يوضع لها حد في مهدها.
2.2- الصين في تقدم مستمر وخاصة في الميدانين الإقتصادي والتكنولوجي إذ قد تتفوق على أمريكا من حيث حجم الإقتصاد ربما خلال عشرة سنين.
2.3- دول البريكس (روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا) التي تمثل 60% من سكان الأرض ولها قدرة إقتصادية متنامية قد تتفوق على الغرب. إنها في طريقها إلى إقامة مؤسسات مالية وإقتصادية دولية موازية لتلك القائمة الآن والتي هي تحت الهيمنة الأمريكية كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي. يبلغ رصيد البنك الخاص بدول البريكس الآن (100) مليار دولار. هذا يعني أن قدرة أمريكا على الضغط على الشعوب ستتضائل مع مرور الزمن.
3- الشرق الأوسط:
3.1- إيران: تتطور إيران عسكرياً وربما إقتصادياً أيضاً رغم العقوبات التي قد تخفف قريباً. لقد نالت ديمقراطية إيران إحترام ألعالم بضمنه أمريكا على لسان رئيسها ضمناً في خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أيام. وهي الآن أقوى قوة في الشرق الأسط إلى جانب إسرائيل وتركيا. وتزداد يوماً بعد يوم ثقة الشعوب العربية والإسلامية بها وتقتنع بدورها الصلب في مناصرة القضية الفلسطينية، رغم التأليب الطائفي ضدها الموجه من السعودية وإسرائيل.
3.2- العراق ستتطور فيه الديمقراطية بالضرورة لأن النظام الديمقراطي هو النظام الوحيد الملائم لحكم العراق بسلام. وإذا أصر أحد على "نجاعة نظام الدكتاتور العادل" فليس أمامه سوى دكتاتور شيعي والدكتاتور هو الدكتاتور سواءً كان سنياً أو شيعياً. سيقضى على الإرهاب سيقضى في كل من سوريا والعراق فهذا قرار دولي لا مناص منه. وهما، أي جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام، آخر معاقل القاعدة وأقواها في العالم بعد إضمحلال قوتها في كل من أفغانستان والباكستان. لقد أدت القاعدة دورها (كعميلة لإسرائيل وأمريكا من حيث تدري أو لا تدري) في كل من العراق وسوريا وأن أوان إنهائها حسبما تقتضيه مصالح جميع اللاعبين في الأزمة السورية عدا السعودية والخليجيين وتركيا . هناك تفاهم أممي بعدم السماح للقاعدة بالتمدد خارج سوريا إلى دول الجوار بل ضربها داخل سوريا ومساعدة العراق على القضاء عليها. من هذا جاءت التصريحات الروسية والأمريكية الداعمة للعراق ضد الإرهاب. ومن هذا جاء الإهمال لتظاهرات الأنبار والموصل وتكريت وغيرها بسبب الروائح الإرهابية الكريهة التي تنبعث منها.
إن تطور الديمقراطية العراقية والإستقرار السياسي ونمو الإقتصاد (حتى إذا بقي ريعياً معتمداً على النفط لفترة من الزمن) ستمنح العراق مكانة مرموقة في المنطقة وسيلعب دوراً سياسياً مؤثراً في الجامعة العربية وخارجها.
سيكون العراق اقل عرضة للضغوط الخارجية وستحترم إرادته وإستقلاله وسيادته من جانب جميع الأطراف الإقليمية والعالمية. وستضطر القوى السياسية العراقية إلى قطع علاقاتها مع الدول الخارجية رغم أنفها وسيفعل قانون السلامة الوطنية .
ستتطور الصناعة النفطية في العراق وقد تبلغ مستويات عالية تقترب من 9 ملايين برميل يومياً عندئذ سيكسر الإحتكار السعودي وبالتالي الإبتزاز السياسي الذي يرتكز على النفط، وستشتد الضغوطات الداخلية والإقليمية والعالمية ضد الحكم الشمولي المتخلف والمطالبة بإحترام حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية.
3.3- يبدو أن مستقبل سوريا ومهما كانت نتائج إنتخابات الرئاسة لعام 2014 فضغط الجماهير سوف لا يسمح لأية حكومة قادمة أن تقترب من المحور السعودي التركي لقربه من إسرائيل بل سيتجه الرأي العام نحو العراق ومصر والجزائر وتونس وليبيا واليمن وفلسطين.
قد تنشأ وحدة بشكل ما بين العراق وسوريا رغم المعارضة الشديدة المتوقعة من قبل إسرائيل وأمريكا والسعودية وتركيا. وإذا ما نجحت هذه الوحدة قد ينضم الأردن إليها ومن بعد أخرى وأخرى.
3.4- أعتقد أنه وفي نهاية المطاف سوف تنتصر الديمقراطية في دول الربيع العربي ولو بعد مخاض عسير. إلا أنها وعلى أي حال سوف لا تكون قريبة من السعودية والخليج بل أقرب إلى المحور الديمقراطي.
3.5- الجامعة العربية: ستستعيد الجامعة العربية مكانتها وأكثر إذ سوف تهيمن على قراراتها حكومات عربية منتخبة من الشعب وتبعد عنها تأثيرات النظم الشمولية المتخلفة. وهذا سيضيف ضغطاً آخر على النظام السعودي.
3.6- تركيا: لقد إرتدت سياسة أردوغان الهوجاء في كل من سوريا والعراق – إرتدت عليه ويواجه الآن مصاعب سياسية جمة مع شعبه. سيتقلص نفوذ تركيا السياسي في المنطقة. وهذا يشكل خسارة للنظام السعودي.
3.7- إسرائيل: أعتقد أن إسرائيل ستواجه ضغوطاً سياسية وعسكرية لم تواجهها طيلة حياتها، لأن النظم الجديدة ستكون أقرب إلى الديمقراطية والشعوب وستزول أطروحة أن إسرائيل واحة الديمقراطية في مستنقع الدكتاتورية.
3.8- أعتقد أن محور الممانعة الذي يضم سوريا وحزب الله وحماس وإيران قد يتسع ليضم دولاً عربية أخرى وستزداد أهمية وقوة حزب الله وستفشل مؤامرة تلبيس مسؤولية إستشهاد الرئيس المرحوم رفيق الحريري به.
خلاصة، يحق لقادة النظام السعودي أن يصيبهم الذعر لأن الأيام القادمة لا تبشر بخير لهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للإطلاع على "مفاتيح فهم وترقية الوضع العراقي" بمفرداته : "النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه" و "الطائفية" و "الوطنية" راجع أحد الروابط التالية رجاءً:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298995
http://www.baghdadtimes.net/Arabic/?sid=96305
http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=14181








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الدعم تشن هجوما على معسكر سلاح الإشارة التابع للجيش الس


.. صباح العربية | 5 خطوات لاستعادة التركيز والتخلص من التشتت ال




.. الصين تحظر حسابات لمؤثرين ينشرون محتوى يظهر -رفاهية أو بذخا-


.. لجان كرري: قوات الدعم السريع قصفت مركزا للنازحين في أم درمان




.. صباح العربية | بدائل صحية للخبر في صباح العربية