الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تمكن الاسلاميون في سوريا

لؤي حاج بكري

2013 / 9 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


في تطور لافت للأوضاع القائمة في سوريا أصدر مؤخرا ثلاثة عشر فصيلا مقاتلا ضد النظام بيانهم المشترك الأول، مشيرين إلى عدم اعترافهم بالائتلاف الوطني وحكومته المؤقتة المزمع تشكيلها، داعين الجميع لنبذ التفرقة وتغليب مصلحة الأمة على مصلحة الجماعة، مركزين على الاطار الاسلامي وتحكيم الشريعة كبعد سياسي للبيان.
قد يكون لهذا الإعلان بعض المؤشرات الهامة التي لابد من التوقف عندها:
- يمكن اعتبار الفصائل الموقعة على البيان بمثابة قوى رئيسية وفي شمال وغرب وشرق البلاد بالتحديد، حيث تضم إضافة لجبهة النصرة، لواء التوحيد وحركة احرار الشام وكتائب نور الدين الزنكي وغيرها من الفصائل الاخرى، وإذا كانت جبهة النصرة ذات التوجه القاعدي بعيدة كل البعد عن الائتلاف، فإن بقية الفصائل المذكورة وذات التوجه الاسلامي محسوبة على الائتلاف الوطني كأكبر هيئة سياسية للمعارضة، وعلى الرغم من إشارة بعض قيادات الائتلاف إلى ضرورة التأكد من تمثيل الموقعين لتلك الفصائل، فإن عدم الرد على ذلك وتوجه رئيس الائتلاف للداخل للاجتماع بتلك الفصائل يدلل على نشوب أزمة جديدة بين قوى الثورة.
- يأتي هذا البيان في أعقاب التحرك السياسي الدولي المكثف لعقد مؤتمر جنيف بهدف ايجاد حل سياسي للأزمة السورية، والضغط على الائتلاف الذي جرى توسيعه بقوى ديمقراطية للمشاركة بهذا المؤتمر، مما قد يفتح مجالا للحديث عن عرقلة اسلامية لدور الائتلاف ومحاولة اجهاضه باسم الداخل، على الرغم من مشاركة العديد من ممثلي تلك الفصائل في عضويته، وعلى الرغم من مشاركة الداعمين لهم من جماعة الاخوان المسلمين وغيرهم من قوى اسلامية في قيادته.
- في ظل السعي الحثيث من قبل تنظيم دولة الاسلام في العراق والشام للتوسع في سيطرتها على المناطق المحررة، يمكن النظر لهذا البيان كرد من قبل تلك الفصائل الاسلامية الأخرى على تلك السيطرة دون التوجه لمجابهتها، كما يجري من قبل بعض الفصائل المحسوبة على الائتلاف كلواء عاصفة الشمال وغيره.
إن تلك المؤشرات وغيرها تؤكد على المزيد من التأزم في الشأن السوري، وإذا كان لابد من البحث عن مخرج سريع لما آلت إليه الأوضاع من سوء ولما يمكن أن يجعلها أسوأ، فإنه على عاتق المجتمع الدولي وحده تقع المسؤولية الكلية للبحث عن ذلك المخرج، فالشعب السوري الذي أبتلي بأسوأ أنواع الدكتاتوريات وأكثرها وحشية، كأنما يترك لشهوات الاسلاميين بفرض سلطاتهم المتناثرة بقوة السلاح، كما ترك لمواجهة كل أنواع القتل والدمار والتشرد.
إن ما يجري اليوم فوق الأراضي السورية جريمة كبرى بحق الشعب، ويمكن اعتبارها جريمة القرن كما وصفت، ولم يعد بمقدور السوريين إيقافها، ولم تتوقف سوى بتدخل دولي، ربما يحلو للبعض رفضه كتدخل خارجي، وربما ينظر إليه البعض الاخر كلعبة سياسية لتدمير الطاقات المخيفة لسوريا، لكنه على ما يبدو حلا وحيدا يتعرض للعديد من المعيقات، معيقات لابد من النظر إليها في إطار ما هو واضح منها دون الغوص في التحليلات المختلفة، موقف روسي داعم لبقاء الاسد في السلطة ومعيق لأي قرار بمجلس الأمن، مع موقف ايراني مساند للحرب التي يشنها النظام على شعبه، موقف أمريكي وأوربي يستند إلى رحيل الأسد، مع رأي عام غربي يميل لعدم التدخل العسكري بعد ما جرى في العراق وأفغانستان، وتخوف من الدعم بأسلحة نوعية للمعارضين خشية وقوعها بيد المتطرفين، موقف تركي داعم للمعارضة منعكس عن حزب العدالة والتنمية الاسلامي، مواقف عربية متفاوتة، من دعم قطري للإسلاميين في ظل دعم سعودي للائتلاف كقوة وطنية شاملة، إلى مواقف مصرية وعراقية ولبنانية بعيدة عن روحية الأشقاء.
من هذه المواقف المتعددة تجاه الاوضاع في سوريا تنشأ تعقيدات الأزمة السورية في متغيراتها المتزايدة تعقيدا، ومن هذه المتغيرات لا يمكن القول بأن البيان الذي أصدرته تلك الفصائل ليس سوى تعبيرا عن تلك المواقف وبأن الرد عليها لا يمكن أن يخرج عنها، فقط عندما يتم التوصل إلى توافق دولي حول سوريا بدءا من التوافق في مجلس الأمن وإقراره لصيغة ملزمة للحل، يمكن لتلك المواقف المتباينة أن تتقارب كما يمكن لتلك المعيقات أن تزاح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جبهة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا تشتعل من جديد


.. بعد عامين من اغتيال شيرين أبو عاقلة.. متى تحاسب دولة الاحتلا




.. الطلاب المعتصمون في جامعة أكسفورد يصرون على مواصلة اعتصامهم


.. مظاهرة في برلين تطالب الحكومة الألمانية بحظر تصدير الأسلحة ل




.. فيديو: استيقظت من السبات الشتوي... دبة مع صغيريْها تبحث عن ا