الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نَجّار بيطون

جوان سوز

2013 / 9 / 27
الادب والفن


عندَما كنتُ في تُركيا , أنا الشاب الكُردي , المُشرَد والفااااااااشل , المتشائم الذي فقدَ الأمَل في العثورِ على عَمَل , كنتُ وفي طريق البحث وبالرغم من أني عَنَستْ بَكيْر بالشْغْل , " أتحَركَش " ببعض الفتيات الجميلات بغية تَعَلُم اللغة وغالباً كنتُ أنهي حديثي بكلمة " آلادْما " والتي تعني بالتركية " أعرفْ " وفي الحقيقة لم أكُن أفهم منهنَ سوى بعض المفردات المسروقة من اللغات الأخرى كالكُردية والعربية والإنجليزية والأرمنية لأني كنت طالباً في إعدادية " ميخائيل كشور في السليمانية بأيام العز عند ستْ الحْسنْ " حَلَبْ " وقَد تعلمتُ بعض مفرداتها من زملائي الأرمَن , وكانت اللغة هناك عبارة عَن شوربة لا يمكنُكَ أكلُها كمأكولات صديقي " لَزكينْ " في ميرسين .

وفي بعض الأحيان كنتُ أعثرُ على عَمَلٍ مؤقت بدوام عالي الجودة , وجزئي 12 ساعة وكنت اشتغل متل البغل وصحتي متل الحصاااااان وفي إحدى الأيام اشتغلتْ " نَجار بيطون " وكنت شيل كياس الجمنتو شي خمسين متر وأركض فيه متل القْرد واشلف البلوك من السيارة ع الطابق الأوَل شَلْف والحلو بالموضوع أنقُل سيارة رَمل بالسطل لَجْوات الغرفة والله لا يورجيكم كيف كان شكلي وقتها وكل هالشي مقابل تلاتين ليرة تركية وأنا أضحَكُ كلما نظرتُ إلى نَفسي وتأملتُ ثيابي وأسأل : أنت شاعِر يا ابن الــــــ .... ؟

وفي أثناء العَمَل كان زملائي العمال والغالبية منهم سوريين , يسألونني بِدَهشة : أنتَ أستاذ ؟ أنتَ طالب جامعة ؟ شو جابَك لَهون ؟ واسئلتهم ما بتخلَص !
وكان المْعَلِم يذكرني بأكره الكلمات التي طالما سمعتها في تركيا :

ـ سوريا سَوااااش !
" يعني بسورياااا حَربْ ! "

ـ الله كريم
ـ إيش يوووووخ!
" يعني مافي شْغْل ! "
ـ المسلمين أخوة
ـ وبما أنه المُعلم كان كُردياً فكان يرددُ لي طوال النهار دائِماً :
ـ " العَربْ ما بينعطو وش " ... بغية إرضائي وخذوا ع مَسحْ الجُوخ !
ـ وكنت أرددُ في نَفسي : يلعن ربَك يا حْمار
ـ وبالخط العَريض ولأجلِ أمثالُكَ أخجلُ حتى من كُرديتي
ـ فلا أكراد في تركيا !

ـ لَك أنتَ ألعن من حزب البعث !
لأني لحتى ما خلصْت الشغل كبيتْ بنطلون جينز وبلوزة وقندرة , الله يعزكم ولحد الآن لم أحصَل منهُ على أجرتي والتي كانت تلاتين ليرة تركية, وبهالحالة خسرت وما استَفَدْت وكان الحديثُ مُشوِقاً إلا أن جلبت صاحبة المنزل , الشاي لنا , نحن العمال وخرجتْ ابنتها .
هااااااااااااااااااااااهو ....
حلوة كتير , وتحدَثتُ معها بالإنجليزية وكانت إنجليزتها بعجلتَين دون توازن , إستغربَتْ الفتاة و الجميع من حولي , فقلتُ لهم بأني أتحدثُ الروسية أيضاً وبأني كاتب وشاعر غَصبنْ عنكم وأعمل هُنا بالصرمااااية , وبدأت الفتاة تسألني : هلأ عنجَد أنتَ أستاذ ؟
أي أستاذ يا ولاد القَحبة !
وبسوريااااا سوااااااااااااش
ولا تندهشي من شعري الطويل وذقني
لَك أنا بَني آدم يا ولاد الحراااااااااااااااام
عُذراااااااااااااااً أيُها القارئ
الأدَب موَجَه لِشَعب راقي
نسيت أني مازلت بتركيا
والطريق للسيارات
أفضلية المرور لِسائقيها
وتعا أركُض يا سوررررري
ع إشارات المرووووووووووور .....

جوان سوز / ميرسين 03 . 09 . 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب