الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاث قصائد حب

باسم فرات

2013 / 9 / 27
الادب والفن


الحدائق تَتبَعُ خُطُواتِكِ

أقودُ الفصولَ نحوَ نَبعِكِ، فتَسكَرُ الطبيعةُ،
كانت الحدائقُ تَتْبَعُ خُطُواتِكِ،
واللبلابُ - القلبُ حُلْمُه أن يُلامِسَ الشُبّاكَ
لتَتَساقطَ من نَدى الأُقحوانِ خَمرَةٌ تَفتَحُ أبوابَ الرغبةِ
مَدَدْتُ يَدي...كان اسْمُكِ يُربِكُ الأبجديةَ،
فيَعكُفُ النحويّون على التأويل
وفي رُباكِ أُصغي إلى قصائدي... أراها تُورقُ مَدىً
أضُمّكِ إليها وأشرَعُ بمسحِ الدموعِ عن طفولتي
يَدُكِ صَباحٌ مليءٌ بالجداولِ، تُصافِحُني
تَنحدِرُ شَلالاتِ غِناءٍ في مَعابدَ بوذيّةٍ
أغتسلُ فيها، يُصيبُني دُوارٌ أجهَلُهُ
حَمَلْتُ عَطَشي وَلِذْتُ بكِ، زاحَمَني الصُفصافُ،
كان يُمشّطُ مَوجَه، والنجومُ تَغرَقُ في ضيائكِ،
هَمَمْتُ بالْتِقاطِ صورةٍ للشبّوي حينَ حاولَ سَرقَةَ عِطرِكِ.
قالَ البوذيُّ العجوزُ : الأشجارُ بلا طُيورٍ تَشعُرُ باليُتْمِ
فَحَمَلْتُ الغاباتِ إليكِ ومعي جِلجامِشَ يَتَأبّطُ مَلحمَتَه وفي خُمُرِهِ(1) فَقْدٌ
مَرَرْنا بِقَيْسٍ وهو يُطعِمُ الوَحشَ جُنونَهُ
صَبَبْتُ له التشيتشا (2)، فراحَ يَصدَحُ: إن رُباكَ رَشَأٌ في حورانَ
تحتَ قَميصِهِ فُراتٌ يَهطِلُ على امرئ القَيْس(3).
طَوَيْتُ ألْوَاحِي ومَلَأتُ كأسَينا قُبَلاً
ورحتُ أستنجِدُ بِكِ لكتابةِ قَصيدةِ حُبٍّ.


1- الخُمُر: الكَمَر باللهجة العراقية وهو المكان الذي يتمنطق فيه الإنسان
2- الخمر الشعبي في الاكوادور
3- الملك العراقي المتوفي سنة 328 م. والمدفون في سورية. والكتابة التي على قبره تُعدّ أقدمَ كتابة عربية.

6 حزيران 2012
كيتو - الاكوادور



سـمفونية

في صَباحاتِ كيتو نِصفِ العاريةِ..
استوقَفَني الدَرَكيُّ مُستوضِحًا هُويَّتي
أَرَيْتُهُ قُبُلاتِكِ فَتَحَوَّلَ إلى أُقْحِوانٍ،
وَنُقطةُ التفتيشِ إلى حَديقَةٍ
مَضَيْتُ وطَريقي الوحيدُ ابتسامَتُكِ،
كنتُ أردّدُ هذه القصيدةَ وصوتُكِ صدى
كُلّما دوَّنتُ كَلِمَةً فاحَ عِطرُكِ في شَفَتَيَّ،
تسألينَني عن أنيني،
فيَهبِطُ الكُحلُ من عينيكِ ومَعَهُ رحيلُ أبي وعصا الْمُعلمِ
دار... دور
ثمنُ الدارِ أبخسُ من سرطانٍ يبتلعُ الأمهاتِ
غادرْتُ الدارَ والبلادُ لم تُغادرْني
لم يَكُن ثمَّةَ قبرٌ يَتَّسِعُ للذكرياتِ

حُقولُ الياسَمينِ تَسوقُ السماءَ في قَميصِكِ
ورائحةُ الثَّكَناتِ تَسوقُ فَرَحي حَقائبَ مَليئةً بالأكفانِ
فَلاّحونَ أدْمَى حَيَواتِهِم المَوْزُ
يُلوِّحونَ لنا
رُجولَتُهُم تَفتَرشُ ظِلَّكِ
قَدَّموا لنا فاكِهَةً .. هَبِطَ آدَمُ وهو يَقبِضُ على لُهاثٍ زَعَمَ أَنَّهُ حَوّاءُ
هَبَطَت امرأةٌ تَرتدي مَعاولَ وجداولَ يابِسَةً
سَألَتْني: ما اسمُ هذه السمفونيةِ؟ وكانت تُشيرُ إليكِ
حَدّقَ آدمُ بالصباحِ وهو يَستلقي على كَفيكِ
غَمَزْتِني: أُحِبُّكَ
دَخلنا الغابةَ والزَّقزَقاتُ نَمَتْ على شَعرِكِ
حاولتُ تَقبيلَكِ: باسم .. أزحْ حُقولَ البَنَفْسَجِ عن حَلَمَتيَّ.

كيتو - الإكوادور
الأربعاء 24 تشرين الأول 2012





العُشبةُ هنا


صُرتُ أَغارُ من المساءِ لأنّهُ يَحتفي بكِ بَعيدًا عني
وأحسُدُ الليلَ وهو يُزَيّنُ وسادَتَكِ بالنجوم
ويَقودُ الأحلامَ إلى مَخدَعِكِ
حتى الصحراءُ بِرمالِها ووحشَتِها،
ازدانتْ بالربيعِ حين مَرَرْتِ بها
والبحرُ غفا بين راحتيكِ
كان مَوجُهُ يَطرُدُ النُّعاسَ عن قلقي

في المدينةِ حينَ كُنتُ أستَدِلُّ على الجَّمالِ بصَوتِكِ
قَفَزَتِ اليَنابيعُ إلى جَيبي وَتَشَبّثَ بي نَهرُ المَدينةِ
لم أنتبهْ للحدائقِ وهي تَتْبَعُني
وأسرابُ الطيورِ تَحَلّقَتْ فوقَ رأسي
رُحتُ أطلُبُ السِّحْرَ لأحتَمي منكِ
وأحفُرُ الحِكمَةَ في مَتاهاتِ السُّؤالِ
مَرَّ شَيخٌ طاعِنٌ بالسَفَرِ
اسْتَوْقَفَني صارخًا:
خَمسون قَرنًا والرَّحيلُ قِبلَتي..
العُشْبَةُ هنا.

كيتو – الإكوادور
24 آذار 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح