الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطفولة تنتهك حرماتها

فوزي بن يونس بن حديد

2013 / 9 / 27
كتابات ساخرة


لا أدري كيف يعيش البعض في الزمن الحاضر، يميلون لغرائزهم الوحشية التي سيطرت على قلوبهم وعقولهم فأضحوا لا يهمّهم سوى إشباع نهمهم وفروجهم ونسوا قول الحق تبارك وتعالى:" والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين" وحيث إن ملك اليمين انقضى أجله وقضى عليه الإسلام لأن فيه استغلالا للمرأة وانتهاكا لحريتها وممارسة للعبودية والإذلال، فإن من استعرت لديهم شهوة الجنس وهم في الكبر عتيّا يشتهون بنات هنّ في عمر الزهور لم يتمتعن بالطفولة فضلا عن سنّ المراهقة أو الشباب، كيف لمجتمع مثل اليمن الذي كان ذا حضارة عريقة ومنها نسب العرب تصدر منه مثل هذه الأفعال القبيحة التي ينفر منها الطبع السليم، هل من المعقول أن تزفّ بنت في السادسة من عمرها لعجوز؟ وكيف يوافق أهلها على مثل هذه الزيجة الباطلة من الأساس؟ فلا تتوفر فيها الشروط المطلوبة، وكيف يعبث أولياء الأمور ببناتهم يرمونهن في نار ملتهبة، في دار لا تعرف نفسها لماذا رميت فيه، ولماذا تركها والداها مع عجوز لا يعير لطفولتها أي اهتمام، هي تريد أن تلهو وتلعب مع إخوانها وصديقاتها فيمنعها ويجبرها على أفعال الكبار وكأنها زوجة حقيقية، فتقع المأساة وتضطرب الفتاة نفسيا وربما يصل بها الأمر إلى الهيستيريا فتفقد كل شيء جميل ولم تعد ترى الحياة كما كانت تراها، لعب ولهو ودراسة وأكل وشرب ونوم هانئ في بيت الأهل وتحت سقف الأمان بل أصبحت ترى القتامة والسواد في حياتها من أول عهدها، أوامر بالغسل والتنظيف والطبخ في بيت جدرانُه محكمة وحقوق مهضومة وواجبات متعددة.
زواج الصغيرات من المعيبات في مجتمعاتنا، لم نستطع التخلص منه إلى حد الآن، مازال باقيا في بعض الجيوب، وما زال هناك من يستغل الظرف تحت أي مسمى، وما زال من يتمسك بالوهم، من يقول إن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة في السادسة من عمرها ودخل بها في التاسعة قول غير صحيح كما أثبته غير واحد من العلماء حيث ثبت بالحساب أن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة وهي بالغة وراشدة، ولو فرضنا أن كلامهم صحيح فإن الرسول صلى الله عليه وسلم حالة استثنائية، وحاش لرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون شهوانيا لدرجة أنه لا يحترم طفولتها كما يفعل البعض، بل الجاهلية العمياء أعمت بصيرتهم وأغلقت الشهوة منافذ العقل لديهم فأضحوا لا يفقهون ما يفعلون.
طفلة تجد نفسها أمام واقع لا تفهمه ولا يستوعبه عقلها، واقع أكبر من عقلها وجسمها الطري، لا ترى من خلالها إلا الحياة القاتمة السوداء، حياة كلها رعب وخوف واضطراب وربما نهاية مؤلمة إذا كانت لا تتحمله ولا أظنها تتحمله لأنه فوق طاقتها، فمتى يتوقف العبث بالطفولة تحت أي مسمى وتحت لواء أي منظمة تحمي هؤلاء البنات من أنياب الشيوخ المراهقين، وتكفل وتحفظ لهم حقوقهم كاملة، فالبنت لها الحق في الحياة والتعلم والتنقل والاختيار والرفض والقبول وليس لولي الأمر الحق لإجبار من كانت تحت كفالته على قبول ما ترفضه، وإن فعل ذلك قسرا يعاقب وينال جزاءه حتى لا تتكرر فعلته.
لا بد من التدخل سريعا حتى لا تنتهك حرمات البنات الصغيرات بين ولي طامع في المال وعجوز لا يرى في الحياة إلا إشباع غرائزه ويختار من البنات الصغيرة السن حتى لا تقاوم ما ينوي فعله، وتلك بشاعة في الفعل لا يصوره إعلام دأب على توظيف السياسة لصالحه، وذلك جرم عظيم في حق الطفولة يجب على الأمم المتحدة أن تنظر إليه بعين الاعتبار.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي




.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو