الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية ليست حكم الأكثرية

محمد شرينة

2013 / 9 / 27
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


يحتاج النبات للنمو: الماء ، الحرارة ، الضوء والغذاء وبدون الأربعة مجتمعة لا ينمو نبات:
اذا عامل واحد لا يكفي
الديمقراطية هي حكم أو ادارة المجتمع وفقا لارادة أكثرية المجتمع طبقا لقواعد اساسية يجمع عليها المجتمع:
لنتصور عشرة أشخاص يقيمون معا وبالتالي يتناولون طعامهم معا :
الأكثرية تعني هنا أننا سنطعم العشرة ما تختاره أغلبية العشرة
لكن قبل ذلك هناك شخص مصاب بالحساسية تجاه الفول مثلا واذا أكله يشرف على الموت.
هناك آخر لديه ارتفاع كبير بسكر الدم ولا يمكنه أن يأكل أطعمة عالية السكر.
وثالث يعاني من رمل كلوي والأطعمة التي تثير الحصى تؤذيه بشدة.
قبل الحديث عن أي شيء يجب استبعاد الأغذية التي تؤذي هؤلاء الثلاثة رغم أن السبعة الباقين لا مشكلة لأي منهم مع أي من هذه الأطعمة. لكن لا يوجد حل آخر اذا أردنا أن يبقى العشرة أشخاص مجموعة واحدة وأحيانا تفرض علينا الظروف ذلك: أن لا تسمح الميزانية المتوفرة لاطعامهم باعداد عدة أطباق يوميا.
بعد الاتفاق على القواعد الأساسية؛ الأطباق التي لا يمكن اعدادها ؛ يأتي دور الأكثرية ، هنا تنفع أي أكثرية وليس بالضرورة الأكثرية المطلقة ، مثلا:
اختار سبعة أشخاص سبعة أصناف مختلفة من الطعام متوافقة مع القاعدة الأساسية بينما اختار الثلاث الباقون صنفا واحد متوافق أيضا مع القاعدة الأساسية: بأغلبية 3 من 10 يمكننا أن نعتمد هذا الصنف فله الأكثرية ولا يتعارض مع القاعدة الرئيسة.
الديمقراطية وصفة لتحقيق مصالح الجميع لا لارضاء الجميع فارضاء الجميع مستحيل.
بعد أن يعيش هؤلاء العشرة زمنا طويلا يعتادون على الأغذية التي اتفقوا على أنها يمكن تناولها وتخف رغبتهم تدريجيا بالأطعمة المحظورة بسبب أنها تؤذي بعضهم.
الديمقراطية في البداية شيء صعب وتبدو للكثيرين ظالمة لكنها السبيل الوحيد المتاح اذا لم ترد مجموعة من الناس أن تتفتت ، بل أكثر من ذلك فحتى التفتت لا يكون متاحا في كثير من الأحيان؛ فكيف سنقسم مصر بين الاسلاميين والعلمانيين والمسيحيين: هذا مستحيل؛ فماذا يبقى؟
الاتفاق الديمقرطي بشقيه: أسس محل اجماع ثم تحكم الأكثرية وفق تلك الأسس المتفق عليها أو الحرب.
ولكن اذا كانت الحرب فماهو التالي؟
يتعب الناس بعد حرب تطول أو تقصر مما يجعل قدرتهم على الاتفاق أكبر، عند لحظة معينة يعودون ليتفقوا على نفس الأشياء التي رفضوها في البداية.
هذا ما يحصل لكن علينا أن لا نندهش فالغالبية الساحقة من المجتمعات البشرية عجزت عن الاتفاق دون المرور بالحرب ، الانسان خاصة المتفائل يجرب كل شيء قبل التسليم بما لا يحب التسليم به. معظم الذين يخوضون عراك التغيير متفائلين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا


.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال




.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل


.. موجة سخرية واسعة من عرض حوثي للطلاب المتظاهرين في أميركا وأو




.. فرنسا: تزايد أعداد الطلاب المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطي