الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أين جاء بالغبار؟؟

نصارعبدالله

2013 / 9 / 27
الصحافة والاعلام


فى حواره الأخير مع الإعلامية لميس الحديدى(26/9) استشهد الأستاذ هيكل ـ وهو كثيرا ما يستشهد ـ ببيت من الشعر العربى يصور فيه حال مصر الراهنة ، يقول البيت طبقا للرواية التى رواها الأستاذ : " إنى أراك كفارس تحت الغبار ..لا يستطيع الإنتصار ولا يطيق الإنكسار!!) .. ورغم أن البيت طبقا لهذه الرواية ربما كان أصدق فى الدلالة على أزمة مصر التى لم ينقشع غبار معاركها بعد ، رغم ذلك فإن البيت طبقا لهذه الرواية يختلف عن النص الأصلى الذى سوف يجده القارىء بسهولة إذا رجع إلى قصيدة "المساء" الشهيرة للشاعر اللبنانى:" إيليا أبوماضى" والتى مطلعها : " السحب تركض فى الفضاء الرحب ركض الخائفين " وهى قصيدة لا نجد فيها إطلاقا تعبير " تحت الغبار" ولا أى ذكر لأى غبار!!، فمن أين جاء الأستاذ بالغبار إذن ؟؟، إننا لا نستطيع الجزم بما إذا كان هذا التعديل فى صياغة البيت هو خطأ من أخطاء الذاكرة ( وهذا أمر وارد)، أو أنه تعديل مقصود لكى يصبح البيت أكثر شبها بأحوالنا ، وبالتالى أكثر صلاحية للإستشهاد به!!، إذا كان الفرض الثانى هو الصحيح فإن هذا ينقلنا إلى سمة معينة كثيرا ما نلمسها فى منهج الأستاذ هيكل عندما يقوم بعرض التواريخ والوقائع ، وهو أنه يعرضها على نحو يجعلها أكثر قدرة على الشحن الوجدانى للمتلقى حتى لو استلزم ذلك إجراء بعض التعديلات فى مضمونها . تلك فيما أتصور قد تكون سمة من سمات الإعلامى الناجح أو الفنان الموهوب، لكنها ليست من سمات المؤرخ الأمين)، وهذا هو ما أوضحه الناقد الكبير الأستاذ إبراهيم فتحى فى مقال نشره فى جريدة القاهرة منذ سنوات عن منهج الأستاذ هيكل خلاصته أن الأستاذ كثيرا ما يضحى بحقائق التاريخ لحساب متطلبات الدراما... غير أننى أحب أن أضيف هنا إلى أنه من الضرورة بمكان أن نشير فى هذا المجال إلى أن:"الفنان العبقرى" هو مكون أساس من مكونات هيكل، وأن هذا المكون الأساس هو الفاعل الأول بين سائر مكوناته الأخرى فيما أتصور .
****
ما دمنا نتكلم عن الأستاذ هيكل فلابد أن نشير إلى الفاجعة التى حلت بمسكن ومكتبة الأستاذ يوم 14/ 8الماضى، وهى فاجعة لم تلحق به وحده فى حقيقة الأمر ولكنها قد لحقت بمصر بأكملها عندما احترق جزء من ذاكرتها كان الأستاذ يعتزم إهداءه إليها من خلال تخصيص المكان كمقر للمؤسسة التى كان يعتزم إنشاءها ، كما لحقت الفاجعة كذلك بالإنسانية بأسرها من خلال احتراق عدد من الكتب النادرة التى كانت تسكن رفوف المكتبة، واحتراق عدد من اللوحات التى كانت تزين جدرانها ، ورغم نفى جماعة الإخوان المسلمين أية صلة لها بهذه الفاجعة ، ورغم أنه قد تم القبض على مسجل ذى سوابق قيل إنه قد اعترف بأنه هو الذى قام بإضرام النار فى نقطة شرطة المنصورية ، وأنه هو الذى قد اقتحم مسكن الأستاذ هيكل بقصد السرقة ، رغم ذلك كله فإنه يصعب جدا على المرء أن يصدق أنه بعد ساعتين أو ثلاثة من اقتحام الشرطة والقوات المسلحة لاعتصامى : رابعة والنهضة ، يتم ( بالمصادفة) اقتحام مقر رمزين من الرموز التى تعتبرها جماعة الإخوان معادية لها ( نقطة الشرطة ، ومقر الأستاذ هيكل الذى ما زال الكثيرون من جماعة الإخوان يقولون عنه إنه مهندس ما يسمونه بالإنقلاب ) ..يصعب جدا على المرء أن يصدق ذلك رغم اعتراف المقبوض عليه ، ذلك أن الإعتراف حتى وإن انطوى على جزء من الحقيقة إلا أنه نادرا ما ينطوى على الحقيقة الكاملة بكل تفاصيلها وأبعادها ، ونحن لا نعلم إلى الآن إن كان المقبوض عليهم ـ كلهم أو بعضهم ـ من الموالين لجماعة الإخوان والمتعاطفين معهم أم لا ، وهل كان هناك تحريض مباشر أو غير مباشر من جانبهم على ارتكاب هذه الجريمة البربرية النكراء ، لا نعلم شيئا من ذلك ولا نريد أن نسبق النتائج النهائية للتحقيق مثلما فعل ذلك الكاتب الذى كتب مقالا فى جريدة الشروق بعنوان: " دروس فى الشيطنة "، وهو مقال نموذجى فى فن الشيطنة للآخرين يمارسه الكاتب المذكور بنفسه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أستاذي نصار لا تفوته ذرات الغبار
أحمد خيري عرابي ( 2013 / 9 / 28 - 00:36 )
انتقاد أنيق لأسلوب الأستاذ هيكل ، وفي ذات الوقت إشادة يستحقها كما يرى الكثيرون ، أنا ممن يحترمون هيكل و يجلونه كقيمة كبيرة في تاريخ مصر الصحفي والسياسي ، نظراً لعصاميته الثقافية و تفرد و أصالة موهبته المهنية و ارتباطه اللصيق بعظيم المجد و الأخطاء جمال عبدالناصر، لكن هيكل بالنسبة لي الآن مثل معبد الكرنك لا أخفي انبهاري به و أرفض المساس بجدرانه و لو بخدش رقيق ، لكنني أبداً لا أقبل أن نتخذ المعبد العريق قبلة للمصريين يولون إليها أو يعودون إلى التعبد فيه لرب أرباب قدمائنا الإله آمون


2 - تعقيب
عبدالغني زيدان ( 2013 / 9 / 28 - 13:25 )
قد بلغنا الكثير من المعلومات من قبل الاستاذ هيكل لكن المتتبع لبعض الحقائق فان هيكل كان عبارة عن حجرة شطرنج يلعب ويشاغب حسب ما يرتضيه الحكام العرب عجبا كيف لشخص مثل هيكل ان يزعج اي حاكم فضلا عن انهم اسباب الهزيمة والكذب قبل فترة بسيطة فقط انكرت السلطات الاسرائيلية رواية هيكل التي تعج بها عقول العرب ان الملك الحسين هو من قام بابلاغ كولدمائير عن حر 1973والوةثيقة السرية التي سربت انكرت هذا فضلا عن ان المعلومة نشرت من قبل هيكل في كتب قادة القرن العشرين على ما اعتقد وبعض الحقائق لو تتبعتها لوجدت هيكل يكذب بها خصوصا ان بعض القنوات مثل الجزيرة تاتي ببرنامج شاهد على العصر الكثير من الحقائق تم تفنيدها وهيكل هو من كان قد نشرها فكيف نصدق علمانيا غبيا قال لسيسي ان ثورته ستنجح في غضون ايام هههه
بعيدن انت وغيرك لوهيكل حرق مكتبته واعترف بهذا لقلتم انهم الاخوان اتعبت نفسك بالكتابة واتعبتني بالرد ...0

اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو