الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غاية التقدم... كشف الإنسان 2

محمد عبد القادر الفار
كاتب

(Mohammad Abdel Qader Alfar)

2013 / 9 / 27
العولمة وتطورات العالم المعاصر


*القدرة على الدهشة*

إن القدرة على الدهشة تتلاشى كلما أصبحت الأمور مباشرة أكثر، والغموض يملأ مساحات كبيرة من القلب، مساحات تصبح فارغة كلما انكشفت الأمور وأصبحت مباشرة.

فمعرفة كل شيء تفضي إلى الفراغ، ونحن نخاف الفراغ، نخاف السكون الذي يجلبه، والزهد الذي يفضي إليه، لذا نفضل أن لا نعرف كل شيء، نفضل أن نكتفي بمعرفة ما يمكن أن يسيّر حياتنا، ونحتفظ بكثير من الغموض الذي يدفعنا للخيال وللدهشة ويملأ قلبنا بالتوقعات....

الطفل كان قادرا على أن يندهش من كل شيء في البداية، وهناك تلك الأمور الخاصة بالكبار التي يتهامسون بها بينهم ويؤنبون الأطفال إذا حاولوا استراق السمع إليها، مع مرور الأيام اكتشف تلك الأمور، أصابته الدهشة عند الاكتشاف، ثم أصبح الأمر عاديا، وكانت هناك البلاد البعيدة التي تبدو له عالما آخر، كانت هناك الطائرة والباخرة، التي لا يلبث أن يركبها، أو يتعرف على من ركبها، أو يشاهد تفاصيلها على النت أو على التلفاز، لتصبح عادية جدا... وتتفرغ مناطق جديدة من القلب، ويزداد الخوف من الفراغ ومحاولة ملء الفراغ بأي شيء ممكن....

ذلك هو المعنى الوحيد الممكن لرمزية آدم وحواء وبهجة الجهل وشجرة المعرفة التي قادت إلى حياة لم يعد من الممكن أن يملأها سوى كدح يكدحه الإنسان حتى يلاقي ما كان يخاف منه، الفراغ، ليعود وينسى، وتعود إليه بهجة الجهل والنسيان القادرة على بعث الاندهاش من جديد....

*العلم والاكتشاف يدفعنا باتجاه الفراغ*

كانت الشمس والقمر والنجوم والسماء والمطر كلها أشياء غامضة، تبعث على الدهشة، وتملأ القلب، وتتيح الخيال والأساطير...

تلك النجوم والأضواء التي كان الناس يخلقون حولها الخيالات والعجائب تبين انها اجرام سماوية لا احداث عليها وهي غازات هائلة، الخ

ومع اكتشاف حقيقتها، مساحات كبيرة من القلب تفرّغت....

وبماذا امتلأت؟ الفن؟ الموسيقى؟ السنيما؟ الرواية؟ إن كل مفردات الفن مستعارة من هذا الواقع المحدود...

ونحن فعليا لا نخاف المحدود لمحدوديته، الحدود شيء مطمئن للعقل الخائف من الفراغ (من المطلق اللامحدود الذي ليست له ملامح) فالحدود شيء مضاد للفراغ رغم أن العكس قد يبدو صحيحا... لأن العالم غير المحدود هو عالم منفتح تماما، كل شيء فيه مكشوف ومباشر، وهذا المطلق هو فراغ...

فهذا العقل المشروط بالثنائيات والقطبيات يريد عالما محدودا ولكنه قادر على إنتاج الدهشة من خلال أشياء غير مكتشفة، يعني يريد عالما ظاهره محدود وباطنه غير محدود، لكن الظاهر المحدود فيه له إطلالة غير مباشرة على الباطن اللامحدود....

وقبل اكتشاف جغرافية الأرض ورسم خرائط كاملة لها، كان بوسعنا أن نتصور تلك الجزر الخيالية التي يحدث فيها ما لا يحدث هنا، ما يمكن أن يملأ القلب... قبل اكتشاف كل الارض وكرويتها الخ كانت هناك تصورات عن جزر بعيدة سحرية جميلة ثم انكشف العالم واصبح هناك خرائط جوية ولم يعد هناك جزر ولا ما يحزنون، ومع اكتشاف كل الأماكن، عدنا إلى الفراغ....

ونحن نعلم أننا لو اكتشفنا كواكب خارج تحدث عليها أشياء عجيبة فتصيبنا دهشة مؤقتة، ليعود الفراغ ويحل محلها..

انكشاف السباب الاشياء يقود الى الفراغ...

*الواقع الافتراضي اليوم،،، ورؤية أفكار وغرائز الآخر بشكل مباشر غدا؟ *

لنعد إلى لحظة الخروج من وحدة الوجود إلى التعدد وإيجاد الآخر (حين اكتشف الله أنه الله)... قلنا وقتها أنه ما ان أصبح هناك آخر، حتى انتهت الحرية المطلقة وتم خلق الغموض لأن الآخر ظاهرة غريبة... هو من جهة آخر شبيه بنا ..... وهذا مطمئن، وهو من جهة أخرى ليس نحن (ظاهريا)، وهذا يخلق إمكانيات الصراع والحركة....

رغم اضطلاع العلم بكشف كل شيء تدريجيا، يبقى الآخر ظاهرة قادرة على إنتاج نوع من الغموض والدهشة التي تملأ القلب، حتى مع اختفاء الجزر السحرية والكائنات العجيبة ....

اليوم ينكشف هذا الآخر لنا بالتدريج، علم النفس أصبح قادرا على أن يتنبأ بما يخبئه الإنسان في قلبه عن طريق قوانين تحكم عقل هذه الإنسان، لتصبح كثير من ردات فعله متوقعة، أي ليصبح قادرا لتحليل "علمي"، بل ونشأت مواد قادرة على التأثير في مزاجه وأفعاله عند تعاطيه لها، وبدا أن كثيرا من ردات فعله تحكمها كيميائية معينة....

ثم تطور الأمر ليصبح هناك من هو قادر على قراءة ما هو داخل الإنسان من خلال قراءة حركات جسمه ووجهه، قارئو الأفكار mentalists مثلا ...

ورغم أن مسائل التخاطر telepathy لا تزال في حيز العلوم الكاذبة أو شبه العلم pseudo-science بالنسبة لمؤسسات العلم الرسمية السائدة، إلا أنها قد تتحول مع تحقيق المزيد من الاكتشافات إلى علم يمكن عبره قراءة أفكار الناس وتسجيلها وربما قراءة رغباتهم ومخاوفهم والتحكم فيها، وربما تسجيل أحلامهم أثناء النوم ووضع تفسير لكل ذلك .....

حين يصبح الإنسان مباشرا ومكشوفا إلى كل هذه الدرجة، هل سيعود الفن قادرا على ملء الفراغ؟ هل ستعود التسلية والرياضة والentertainment والسياحة قادرة على ملء الفراغ؟

الاكتشاف سيجعل كل شيء مباشرا، فأنت تتلذذ بالسياحة وتغيير المكان لأسباب نفسية سيتم تسجيلها وقراءتها، وأنت تستمتع بملمس الماء وباللون الأخضر لأسباب محددة جدا معرفتها المباشرة ستخلق مكانها فراغا كبيرا...

الجنس نفسه، حين يصبح مباشرا جدا لدرجة يفقد معها الليبيدو ما تبقى من غموضه الذي تم انتهاكه حتى الآن، إلى أن يتم انتهاك الأورجازم والتحكم فيه وتسجيله...فهذا قد يهدد مصير هذه القوة الدافعة على الحياة والمنتجة لكثير من الغايات المتعلقة بها، حتى لا يعود الكبت هو المشكلة، بل تصبح المشكلة تجاوزا للجنس، يشبه ما يتنبأ به فيلم مثل Mr Nobody 2009، أن ينتهي الجنس في المستقبل، sex becoming obsolete.

إذا كانت غاية التقدم هي كشف الإنسان، فهل سيقودنا هذا في نهاية المطاف إلى لحظة "نسي الله أنه الله" من جديد، أي لحظة انتحار الحضارة، اختيار النسيان.... حتى نعود من جديد ..... إن دعوات العودة إلى الطبيعة هي أول خطوة، مجرد مؤشر ...
في فيلم Sphere 1998، وحين تتورط مجموعة العلماء باكتشاف أصبح عبئا عليهم، بمعرفة تشكل خطرا عليهم، وهذه المعرفة في هذا الفيلم هي "قدرة" على تجسيد الأفكار إلى واقع، فإنهم يقررون استخدام "القدرة" من أجل "النسيان"... "القدرة على النسيان"...

التبشير بفكرة اختيار النسيان نجدها أيضا في فيلم Eternal Sunshine of the Spotless Mind 2004 وفي هذا الفيلم يقوم العلم نفسه بتطوير إمكانية لاختيار نسيان ذكريات معينة، وكأن الحضارة تحمي نفسها وتبحث عن طريقة تتجنب بها الانتحار...

حين لا يعود النوم (النسيان اليومي المؤقت) كافيا، وقد تحدثنا في موضوع (النوم كغاية يومية) عن أن النوم حالة صيانة يومية لحماية ما هو كائن ....

نحن إذا نتجه إلى اللحظة المتجددة "نسي الله القادر العارف أنه الله القادر العارف"... حتى يتاح له البدء في عالم جديد بذاكرة جديدة، وتجارب جديدة.... كآدم جديد....


• ملاحظة: البعض ينتقد الاستشهاد بأفلام هولي وود ويعتبر وكأنني أقدمها كدلائل، وأنها في النهاية مجرد أفلام، وللتوضيح: إن الفن هو ساحة اختبار للأفكار الفلسفية ومفرداته كلها مستعارة من هذا الوجود كما ذكرت في هذا المقال، كما أن منبرا مثل منبر هولي وود، يقدم أفلاما يشاهدها الملايين لا نستبعد ابدا ان تمر من خلاله بعض نداءات الاستغاثة وان يجد العلم الكوني طريقا إلينا من خلاله، تماما كما تجد الكثير من الأفكار الاستهلاكية والتدميرية طرقا من خلاله..

http://1ofamany.wordpress.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - 1تصحيح أخطاء طباعة
محمد عبد القادر الفار ( 2013 / 9 / 27 - 18:08 )
إن القدرة على الدهشة تتلاشى كلما أصبحت الأمور مباشرة أكثر، فالغموض يملأ مساحات كبيرة من القلب، مساحات تصبح فارغة كلما انكشفت الأمور وأصبحت مباشرة.

فمعرفة كل شيء تفضي إلى الفراغ، ونحن نخاف الفراغ، نخاف السكون الذي يجلبه، والزهد الذي يفضي إليه، لذا نفضل أن لا نعرف كل شيء، نفضل أن نكتفي بمعرفة ما يمكن أن يسيّر حياتنا، ونحتفظ في نفس الوقت بكثير من الغموض الذي يدفعنا للخيال وللدهشة ويملأ قلبنا بالتوقعات….

الطفل كان قادرا على أن يندهش من كل شيء في البداية، وكانت هناك تلك الأمور الخاصة بالكبار التي يتهامسون بها بينهم ويؤنبون الأطفال إذا حاولوا استراق السمع إليها، ومع مرور الأيام اكتشف الطفل تلك الأمور، فأصابته الدهشة عند الاكتشاف، ثم أصبح الأمر عاديا، وكانت هناك أيضا تلك البلاد البعيدة التي تبدو له عالما آخر، وكانت هناك الطائرة والباخرة، التي لن يلبث أن يركبها لاحقا، أو يتعرف على من ركبها، أو يشاهد تفاصيلها على النت أو على التلفاز، لتصبح عادية جدا… وتتفرغ مناطق جديدة من القلب، ويزداد الخوف من الفراغ وتبدأ محاولة ملء الفراغ من جديد بأي شيء ممكن….


2 - تصحيح أخطاء طباعة 2
محمد عبد القادر الفار ( 2013 / 9 / 27 - 18:09 )
ذلك هو المعنى الوحيد الممكن لرمزية آدم وحواء وبهجة الجهل وشجرة المعرفة. الشجرة التي قادت ثمرتها إلى حياة لم يعد من الممكن أن يملأها سوى كدح يكدحه الإنسان حتى يلاقي ما كان يخاف منه، الفراغ، ليعود وينسى من جديد، وتعود إليه بهجة الجهل والنسيان القادرة على بعث الاندهاش من جديد…. (كادح إلى ربك كدحا فملاقيه؟)

*العلم والاكتشاف يدفعنا باتجاه الفراغ*

كانت الشمس والقمر والنجوم والسماء والمطر كلها أشياء غامضة، تبعث على الدهشة، وتملأ القلب، وتتيح إنتاج الخيال والأساطير…

تلك النجوم والأضواء التي كان الناس يخلقون حولها الخيالات والعجائب تبين مع تقدم العلم والاكتشافات أنها مجرد أجرام سماوية لا احداث عليها، وهي غازات هائلة، أو أراض قاحلة باردة…إلخ

ومع اكتشاف حقيقتها، مساحات كبيرة من القلب تفرّغت….

وبماذا امتلأت؟ الفن؟ الموسيقى؟ السنيما؟ الرواية؟ إن كل مفردات الفن مستعارة من هذا الواقع المحدود…


3 - تصحيح أخطاء طباعة 3
محمد عبد القادر الفار ( 2013 / 9 / 27 - 18:11 )
ونحن فعليا لا نخاف المحدود لمحدوديته، الحدود شيء مطمئن للعقل الخائف من الفراغ (من المطلق اللامحدود الذي ليست له ملامح) فالحدود شيء مضاد للفراغ رغم أن العكس قد يبدو صحيحا… لأن العالم غير المحدود هو عالم منفتح تماما، كل شيء فيه مكشوف ومباشر، وهذا المطلق هو فراغ….

فهذا العقل المشروط بالثنائيات والقطبيات يريد عالما محدودا ولكنه قادر على إنتاج الدهشة من خلال أشياء غير مكتشفة، يعني يريد عالما ظاهره محدود وباطنه غير محدود، لكن الظاهر المحدود فيه له إطلالة غير مباشرة على الباطن اللامحدود….

وقبل اكتشاف جغرافية الأرض ورسم خرائط كاملة لها، كان بوسعنا أن نتصور تلك الجزر الخيالية السحرية الجميلة التي يحدث فيها ما لا يحدث هنا، ما يمكن أن يملأ القلب… ثم انكشف العالم واصبح هناك خرائط جوية ولم يعد هناك جزر ولا ما يحزنون،،،، ومع اكتشاف كل الأماكن، عدنا إلى الفراغ….

ونحن نعلم أننا لو اكتشفنا كواكب خارجية تحدث عليها أشياء عجيبة فستصيبنا دهشة مؤقتة، ليعود الفراغ ويحل محلها..

انكشاف أسباب الاشياء إذا يقود الى الفراغ…


4 - تصحيح أخطاء طباعة 4
محمد عبد القادر الفار ( 2013 / 9 / 27 - 18:12 )
*الواقع الافتراضي اليوم (مواقع التواصل الاجتماعي)،،، ورؤية أفكار وغرائز الآخر بشكل مباشر غدا؟*

لنعد إلى لحظة الخروج من وحدة الوجود إلى التعدد وإيجاد الآخر (حين اكتشف الله أنه الله)… قلنا وقتها أنه ما ان أصبح هناك آخر، حتى انتهت الحرية المطلقة وتم خلق الغموض لأن الآخر ظاهرة غريبة… هو من جهة “آخرٌ” شبيه بنا ….. وهذا مطمئن، وهو من جهة أخرى ليس نحن (ظاهريا)، وهذا يخلق إمكانيات الصراع والحركة…. التي كانت مستحيلة في حالة الوحدة (حالة إدراك الوحدة فعليا)

رغم اضطلاع العلم بكشف كل شيء تدريجيا، يبقى “الآخر” ظاهرة قادرة على إنتاج نوع من الغموض والدهشة التي تملأ القلب، حتى مع اختفاء الجزر السحرية والكائنات العجيبة ….

اليوم ينكشف هذا الآخر لنا بالتدريج، علم النفس أصبح قادرا على أن يتنبأ بما يخبئه الإنسان في قلبه عن طريق قوانين تحكم عقل هذه الإنسان، لتصبح كثير من ردات فعله متوقعة، أي يصبح قابلا لتحليل “علمي” صارم، بل ونشأت مواد قادرة على التأثير في مزاجه وأفعاله عند تعاطيه لها، وبدا أن كثيرا من ردات فعله تحكمها كيميائية معينة….


5 - تصحيح أخطاء طباعة 5
محمد عبد القادر الفار ( 2013 / 9 / 27 - 18:14 )
ثم تطور الأمر ليصبح هناك من هو قادر على قراءة ما هو داخل الإنسان من خلال قراءة حركات جسمه ووجهه، قارئو الأفكار mentalists مثلا …

ورغم أن مسائل التخاطر telepathy لا تزال في حيز العلوم الكاذبة أو شبه العلم pseudo-science بالنسبة لمؤسسات العلم الرسمية السائدة، إلا أنها قد تتحول مع تحقيق المزيد من الاكتشافات إلى علم يمكن عبره قراءة أفكار الناس وتسجيلها وربما قراءة رغباتهم ومخاوفهم والتحكم فيها، وربما تسجيل أحلامهم أثناء النوم ووضع تفسيرات ميكانيكية صلبة لكل ذلك …..

حين يصبح الإنسان مباشرا ومكشوفا إلى كل هذه الدرجة، هل سيعود الفن قادرا على ملء الفراغ؟ هل ستعود التسلية والرياضة والentertainment والسياحة قادرة على ملء الفراغ؟

الاكتشاف سيجعل كل شيء مباشرا، فأنت تتلذذ بالسياحة وتغيير المكان لأسباب نفسية سيتم تسجيلها وقراءتها، وأنت تستمتع بملمس الماء وباللون الأخضر لأسباب محددة جدا معرفتها المباشرة ستخلق مكانها فراغا كبيرا…


6 - تصحيح أخطاء طباعة 6
محمد عبد القادر الفار ( 2013 / 9 / 27 - 18:15 )
هذا ينطبق على الجنس نفسه، حين يصبح مباشرا جدا لدرجة تفقد معها قوة الليبيدو الدافعة ما تبقى من غموضها الذي تم انتهاكه حتى الآن، إلى أن يتم انتهاك الأورجازم والتحكم فيه وتسجيله…هذا قد يهدد مصير هذه القوة الدافعة على الحياة والمنتجة لكثير من الغايات المتعلقة بها بشكل غير مباشر، حتى لا يعود الكبت هو المشكلة، بل تصبح المشكلة تجاوزا للجنس، يشبه ما يتنبأ به فيلم مثل Mr Nobody 2009، وهو أن ينتهي الجنس في المستقبل، sex becoming obsolete.

ذا كانت غاية التقدم هي كشف الإنسان، فهل سيقودنا هذا في نهاية المطاف إلى لحظة “نسي الله أنه الله” من جديد، أي لحظة انتحار الحضارة، اختيار النسيان…. حتى نعود ونبدأ من جديد ….. إن دعوات العودة إلى الطبيعة هي أول خطوة، مجرد مؤشر …

في فيلم Sphere 1998، وحين تتورط مجموعة العلماء باكتشاف أصبح عبئا عليهم، بمعرفة تشكل خطرا عليهم، وهذه المعرفة في هذا الفيلم هي “قدرة” على تجسيد الأفكار إلى واقع، فإنهم يقررون استخدام “القدرة” من أجل “النسيان”… “القدرة على النسيان”…


7 - تصحيح أخطاء طباعة 7
محمد عبد القادر الفار ( 2013 / 9 / 27 - 18:16 )
التبشير بفكرة اختيار النسيان نجدها أيضا في فيلم Eternal Sunshine of the Spotless Mind 2004 وفي هذا الفيلم يقوم العلم نفسه بتطوير إمكانية اختيار نسيان ذكريات معينة، وكأن الحضارة تحمي نفسها وتبحث عن طريقة تتجنب بها الانتحار…

لن يعود النوم (النسيان اليومي المؤقت) كافيا، وقد تحدثنا في موضوع (النوم كغاية يومية) عن أن النوم حالة صيانة يومية لحماية ما هو كائن ….
.
نحن إذا نتجه إلى اللحظة المتجددة “نسي الله القادر العارف أنه الله القادر العارف”… حتى يتاح له البدء في عالم جديد بذاكرة جديدة، وتجارب جديدة…. كآدم جديد…. عاجز جاهل… بذاكرة جديدة كليا…

اخر الافلام

.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقل 300 طن من المساعدات إلى قطاع غزة




.. حزب الله اللبناني.. أسلحة جديدة على خط التصعيد | #الظهيرة


.. هيئة بحرية بريطانية: إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليم




.. حزب الله يعلن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة برا