الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفاشية الدينية في السودان تحتضر

هادي بن رمضان

2013 / 9 / 27
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


اليوم الماضي انتفض الشعب السوداني بعد اعلان الحكومة عن سياسة التقشف الجديدة التي ضاعفت اسعار الوقود . شهدت الخرطوم النصيب الاكبر من الاحتجاجات وقد خرج المتظاهرون في كل من "ام درمان" و"الكلاكلة" و"مايو" ... ردت عليهم قوات الامن بإطلاق النار وحملة اعتقالات واسعة في صفوف الشباب. حتى الان بلغت حصيلة القتلى 50 شهيدا حسب منظمتا العفو الدولية والمركز الإفريقي لدراسات العدل والسلام أما الناشطون الميدانيون واطباء مستشفى الخرطوم يقولون ان عدد الضحايا تجاوز 100 شخص. المحتجون ردوا بحرق مقرات الحزب الحاكم ومراكز الامن . (*) قسم شرطة "الكبجاب" ب"أم درمان" تم إحراقه بالكامل مع فرار كل من فيه وهو القسم الذي قام احد افراده بجلد إمراة تلبس جلبابا اسود امام المارة في ذلك الفيديو المشهور الذي يفضح لاأخلاقية النظام وقوانينه. النظام كعادة كل الدكتاتوريات يتهم جهات أجنبية بالوقوف وراء الإحتجاجات فالحرية في بلد ستالين مؤامرة إمبريالية .. عفوا في بلد البشير .

هذا الأخير لم يتعلم من تجارب الأنظمة العربية الساقطة واختار الحل الامني الذي سيشعل البلاد خاصة إذا تحولت الاحتجاجات السلمية إلى مواجهات مسلحة. حتى الجيش السوداني الذي يعول عليه النظام كورقة اخيرة لقمع الإنتفاضة السلمية نزل البارحة إلى "الكلاكلة" وحيا المتظاهرين . عصر الصمت والخوف قد ولى والشعب السوداني رفع سقف مطالبه من رفض سياسة التقشف الجديدة إلى المطالبة بإسقاط النظام .

البشير اليوم امام حلين لا ثالث لهما إما الرحيل بعد ان تورط في دماء الشعب السوداني او البقاء والاستمرار في سياساته القمعية ليدفع بالبلاد إلى حافة الهاوية قد تجعل مصيره مشابها لمصير القذافي.

الثورة السودانية قد تنجح لتكتب جماهيرها عصرا جديدا وقد تفشل امام وحشية النظام لكن الامر المؤكد الذي على البشير ان يعلمه هو ان الشعب لن يصمت مجددا والامور لن تعود كما كانت سابقا . سنوات من الفاشية الدينية والقوانين العنصرية المهينة لحرية وكرامة الإنسان من تحريم الخروج على ولي الأمر حتى حبس وجلد من لا تلبس الحجاب وتطبيق الحدود على الشعب والتغاضي عن فساد المسؤولين ... يكفي أن ترى الاف السودانيين المسلمين يهتفون بالتكبير في ميدان الرابطة بحضور سكرتير الحزب الشيوعي لتعلم أن النظام يحتضر .

يسقط البشير, يسقط النظام, تسقط الفاشية الدينية, المجد للشعب السوداني, المجد للإنسان.

-----------------

(*) http://www.youtube.com/watch?v=zXEHyt0gpJU








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم


.. كلمات ادريس الراضي وخديجة الهلالي وعبد الإله بن عبد السلام.




.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين داعمين لغزة أمام متحف جا