الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يَتَّحِد -المعتدلون- من الحكومة- و-المعارضة- في قتال -المتطرفين- في سورية؟

جواد البشيتي

2013 / 9 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


جواد البشيتي
"عدم وقوع الضربة" كان في حد ذاته "ضربة"، و"ضربة قوية"، تعرَّضت لها قوى المعارَضَة السورية، التي شرعت الولايات المتحدة، وبعض دول الاتحاد الأوروبي الأساسية، منذ بعض الوقت، تتحدث عنها بصفة كونها "ديمقراطية" و"معتدلة"، والتي كانت تُعَلِّق آمالاً كبيرة على "الضربة العسكرية المحدودة"، التي بدا الرئيس أوباما قاب قوسين أو أدنى من توجيهها إلى الآلة العسكرية لبشار الأسد، بما يردعه ويُعْجِزه عن استخدام ترسانته الكيميائية مرَّة أخرى.
و"عدم وقوع الضربة"، مع اتِّفاق موسكو وواشنطن على أَخْذ الصراع السوري إلى مسار آخر، هو مسار نَزْع الترسانة الكيميائية لبشار الأسد، وتَرَكُّز الجهود الدبلوماسية والسياسية الدولية، من ثمَّ، في هذا الأمر، عاد بالنفع والفائدة، حتى الآن، على الجماعات الجهادية من قوى المعارَضَة، وعلى المُرْتَبِط منها بتنظيم "القاعدة" على وجه الخصوص، والتي تبدو واشنطن، وعواصم غربية أخرى، تخشاها أكثر مِمَّا تخشى حُكْم بشار الأسد.
ويبدو أنَّ صراعاً دموياً جديداً شرع يتفرَّع الآن من الصراع الدموي الرئيس بين حُكْم بشار والمعارَضَة، ويدور في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة، بين المقاتلين المرتبطين بتنظيم "القاعدة"، ومعظمهم من الأجانب (أيْ من مسلمين عرب وأجانب) وبين الجيش السوري الحر؛ كما يبدو أنَّ عدوى الانشقاق قد انتقلت من "الجيش النظامي" إلى ائتلاف القوى المسلَّحة للمعارضة؛ فإنَّ 12 جماعة مقاتلة ضد حكم بشار، ومعها "جبهة النصرة"، التي تضم جهاديين معظمهم سوريين، قد أعلنت تمرُّدها على قيادة المعارضة في الخارج، داعيةً إلى التأسيس لائتلاف إسلامي جهادي؛ وهذه الجماعات، ومنها على وجه الخصوص، "لواء أحرار الشام"، و"لواء التوحيد"، و"لواء الإسلام"، هي من القوى الفاعلة (عسكرياً) على الأرض.
لقد ظلَّت القوى الغربية مُحْجِمَة عن تسليح المعارَضَة بدعوى خشيتها من وقوع أسلحتها النوعية في أيدي الجماعات الجهادية؛ فكانت العاقبة زيادة نفوذ هذه الجماعات، وتمكين جيش بشار من إحراز مكاسب ميدانية عديدة، ووقوع المجزرة الكيميائية في غوطة دمشق.
ولَمَّا استعدت واشنطن لتوجيه ضربة عسكرية محدودة لحكم بشار بدت حريصة كل الحرص على ألاَّ تتمخَّض هذه الضربة عَمَّا يُكْسِب الجماعات الجهادية مزيداً من القوة والنفوذ؛ لكن تخليها (العملي) عن الضربة شرع يؤدِّي إلى ما خشيته وتخشاه؛ فهذه الجماعات هي الآن أكثر قوة ونفوذاً. وينبغي لنا ألاَّ نضرب صفحاً عن حقيقة أنَّ حُكْم بشار الأسد قد نجح في لعبة تمكين بعض هذه الجماعات من السيطرة واكتساب النفوذ في مناطق عدة أَخْرَجَ منها جيشه.
إذا استمر واشتد وعنف هذا الاقتتال بين "الجهاديين" وبين "المعتدلين والديمقراطيين" من قوى المعارَضَة، فرُبَّما تشرع القوى الغربية تُزوِّد "المعارضة المعتدلة الديمقراطية" أسلحة متطورة؛ وإنَّ أخشى ما أخشاه أنْ يتطور الصراع السوري (في مناخه الدولي الجديد) في اتِّجاه حرب مشتركة تخوضها "المعارضة المعتدلة الديمقراطية" و"الحُكْم السوري المُعدَّل" ضد "قوى التطرف والإرهاب والجهاد" في سورية!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماذا تخشى ؟؟
قارئ ( 2013 / 9 / 28 - 08:06 )
وإنَّ أخشى ما أخشاه أنْ يتطور الصراع السوري (في مناخه الدولي الجديد) في اتِّجاه حرب مشتركة تخوضها -المعارضة المعتدلة الديمقراطية- و-الحُكْم السوري المُعدَّل- ضد -قوى
التطرف والإرهاب والجهاد- في سورية!
هل تخشى هزيمة الارهاب ؟؟
هل كنت طيلة الوقت مناصرا للنصرة ؟
ام هل كنت مناصرا لداعش؟
غريب عجيب امان ربي امان !!

اخر الافلام

.. كيف استفاد نتنياهو من هجوم 7 أكتوبر؟


.. بايدن يتمسك بالترشح وسط عاصفة جمهورية لإزاحته




.. تصاعد الدخان مع تبادل إطلاق النار بين الاحتلال وحزب الله على


.. مظاهرات أوروبية متجددة للمطالبة بوقف الحرب على غزة




.. انفجار بمصنع للألياف الكيميائية في الصين يولد حريقاً هائلاً