الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعيين مغربي وزيرا في حكومة مالي الجديدة

إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)

2013 / 9 / 28
سيرة ذاتية


مصطفي بنبركة
تعيين مغربي وزيرا في حكومة مالي الجديدة


مئات الكفاءات والأطر المغربية احتلت مناصب حساسة في القرار وراء الحدود وتألقوا بامتياز. من هؤلاء مصطفى بنبركة.
قلّد عمر " عمر تاتام"، الوزير الأول المالي - الذي عينه الرئيس المالي الجديد إبراهيم أبو بكر كيتا- المغربي مصطفي بنبركة في منصب وزير مكلف بتشجيع الاستثمارات والمبادرة الخاصة في حكومته.
ويأتي هذا تعيين مصطفى بنبركة ذي الأصل المغربي وزيرا مكلفا بتشجيع الاستثمارات والمبادرة الخاصة بدولة مالي في سياق النجاح غير المسبوق للشركات المغربية في باماكو. ورأى الكثيرون في هذا التعيين اعترافا من الرئيس المالي الجديد لدور المغرب في حل الأزمة المالية التي شهدتها البلاد في الفترة الأخيرة، سواء خلال النقاشات التي عرفها مجلس الأمن لاستصدار قرار التدخل في مالي، أو على المستوى الدبلوماسي العالمي وكذلك الإقليمي والمحلي ، إذ كان المغرب أول من أرسل مساعدات إلى اللاجئين الماليين في موريتانيا وبوركينا فاسو. كما استقبلت بلادنا العديد من الوفود الوزارية المالية لشرح الوضع في مالي، إلى جانب البعد الاقتصادي الذي يلعبه المغرب في السوق المالية إذ تعد الشركات المغربية في مجالي البنوك والاتصالات من أكثر الشركات نجاحا في مالي. في حين ذهب البعض إلى اعتبار استوزار مصطفى بنبركة تأكيدا لثقة الحكومة المالية الجديدة في المغرب وفي المقاولات المغربية، وانفتاح عليها خلال الفترة المقبلة التي ستعطى فيها الأولية لإعادة الأعمار والتنمية حسب ما أعلنته الحكومة المالية. ويسيطر المغرب على مفاصل الاقتصاد المالي، خاصة على واجهتي الاتصالات والأبناك. ومن المنتظر أن تشرف شركات خاصة مغربية، على تكوين رجالات الحماية الخاصة بالرئاسة المالية، وكذا بالوزارات وكبريات المؤسسات المالية التي تعرضت للانهيار، بعد سلسلة الانقلابات التي عرفتها الجمهورية، وكذا سيطرة الانفصاليين والإرهابيين على الشمال، وما واكب ذلك من معارك.
وهذا أمر يبدو أنه يقلق الحكام بالجزائر بشكل ملفت للنظر، فالجزائر تنظر بعين الريبة والقلق، من التوسع المغربي على حدودها الجنوبية، خاصة بعد إعلان الملك محمد السادس، تحمل بلاده لتكاليف مشاريع إعادة بناء الزوايا والأضرحة والمباني الآثرية في مدن الشمال في تومبوكتو وغاو، ما دفع رئيس الحكومة الجزائرية عبد المالك سلال، إلى استعداد بلاده لمساعدة الحكومة المركزية في باماكو على استتباب الأمن في الشمال، ومطاردة المسلحين.
وزير آخر من أصل مغربي
كما اعتبر البعض أن هناك وزير آخر في الحكومة المالية الجديدة، إنه وزير الخارجية سيدي زهابي ولد سيدي محمد . وهو ايضا، مثل مصطفى بنبركة، من مدينة تومبوكتو. يمضي سنويا عطلته الصيفية بالمغرب. وينتمي إلى أراضي "الآزواد" ذات الأغلبية العربية والأمازيغية، والتي كانت تدعو إلى الاستقلال عن الدولة المالية ذات الغالبية الزنجية في الوسط والجنوب..
من هو مصطفى بنبركة؟
إنه شقيق قادر بنبركة وابن شقيق سهيل بنبركة الذي يعتبر من المخرجين المغاربة الأوائل الذين رسموا مسار السينما المغربية ومنحوها خبرتهم وتجاربهم، سواء من خلال أعمالهم الفنية المميزة، أو من خلال عملهم الإداري في المؤسسات العمومية الوصية على هذا المجال.
لا يتجاوز سنه 36 عاما وهو أصغر وزراء الحكومة المالية الحالية. وبالرغم من صغر سنه إلا أنه يتوفر على رصيد دراسي ومهني مهم خوله
منصب الوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بتشجيع الاستثمارات والمبادرة الخاصة.
والدة الوزير الجديد - عائشة بنبركة- هي شقيقة زوجة الرئيس المالي، وهي تشغل منصب مساعدة المدير العام لمنظمة "اليونيسكو" في إفريقيا.
والوزير الشاب متزوج وأب لطفلين وهو متعدد الهوايات حيث وبالرغم من مشاغله الكثيرة يحرص على ممارسة السباحة وكرة القدم وكرة السلة كما أنه هاو للسينما كعمّه.
ولد ابن شقيق سهيل بنبركة – صالح بنبركة - يوم 10 سبتمبر 1977 في عاصمة الأنوار، مدينة باريس . التحق بمدرسة مامادو كوناتي في باماكو ( 1982 – 1989 ) ثم المدرسة الملحقة لـمعهد خاص ( 1989 – 1991 ).

تابع دراسته الجامعية بداكار ، ثم التحق بالديار الكندية لدراسة المالية والتدبير والتجارة الخارجية ، وحصل شهادة الدراسات العليا في الإدارة (الخزانة / المالية)، ودرجة الماجستير في إدارة الأعمال في مجال الخدمات المالية، وشهادة الدراسات العليا في النقد وعلى درجة البكالوريوس في التمويل والتجارة الدولية.

على المستوى المهني بدأ مصطفى بنبركة مشواره الوظيفي في بنك كندا الوطني في كندا كمحلل الأسواق المالية، ثمّ ترقى إلى محلل بارز مسؤول عن التحسين المستمر الأمثل في الأسواق قبل أن تتم ترقيته إلى مراقب الخزانة والأسواق المالية في البنك الوطني في كندا.
في عام 2007 تم تعيين مصطفى الشباب مسيّر الخدمات المصرفية للشركات الاستثمار في إدارة "فاينانس الدولية – السنغال" حتى عام 2012 إذ تمت ترقيته إلى مدير المالية في نفس المجموعة. هذا هو المنصب الذي شغله إلى حدود تعيينه في منصب وزير منتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية، مسؤول عن تشجيع الاستثمار والمبادرة الخاصة.
بعد أن حظي بتكوين صلب جيد و خبرة أكيدة في العمل، فإنه أصغر عضو في حكومة تسعى جاهدة لمواجهة التحدي المتمثل في تشجيع الاستثمار والمبادرة الخاصة، شرط أي نمو اقتصادي .


من أسرة مالية تنحدر في أصولها من منطقة كلميم المغربية
ينتمي مصطفى بنبركة إلى عائلة بنبركة المنحدرة من كلميم، باب الصحراء، امتهنت التجارة واشتهرت بذلك عبر مر التاريخ. من أفردها سهيل بنبركة مدير المركز السينمائي المغربي سابقا، وأحد الوجوه السينمائية المتميزة في المغرب.
في الأرض المالية كان ميلاد ومنشأ سهيل بن بركة عم الوزير مصطفى . هناك في «تومبوكتو» رأى الطفل الصغير ذو الملامح الإفريقية النور، في سنة 1942 بين أعراق تجمعه بها كثير من الوشائج والعلاقات ولد المخرج المغربي الشهير الذي منح السينما المغربية التألق عبر العديد من الأفلام التي لاقت نجاحا وطنيا، إفريقيا ودوليا، وهو الشيء الذي خول له إدارة المركز السينمائي المغربي مدة عقدين من الزمن (ما بين سنتي 1986 و2003 ) . وقبل هذا، في البدء اشتغل سهيل بن بركة مساعدا للمخرج "فالانيتنو" والمخرج الشهير "باسوليني" لمدة خمس سنوات، كما أخرج العديد من الأفلام الوثائقية لصالح قناة "الراي" الإيطالية بتزامن مع اشتغاله في مساعدة الإخراج. وبرأي المتتبعين للحياة الإبداعية للمخرج سهيل بنبركة، فقد شكل فيلم "أموك" الذي أخرجه في سنة 1982 حدثا مهما في مساره المهني، بعدما حقق انتشارا سينمائيا مهما وحصل على العديد من الجوائز المهمة، من بينها جائزة الفاتيكان في سنة 1984 . وأخرج في سنة 1991 الفيلم المهم "معركة الملوك الثلاثة" وفيلم "ظل الفرعون" في سنة 1995، وفي سنة 2002 فيلم "عشاق موغادور". هذا فضلا عن مشروع سينمائي ضخم بعنوان "أسد الصحراء" يؤرخ للقرن السادس عشر. ويتوفر سهيل بنبركة في مدينة ورزازات على فضاءات لتصوير الأفلام الوطنية والدولية. وكان قد استقر بالمغرب منذ سنة 1972 كمنتج.
ومن المعلوم أنه تقيم بتومبوكتو عدد من العائلات التي ترجع أصولها إلى المغرب وتحديدا مدن فاس وكلميم ومحاميد الغزلان. وقد شغل أحد أفراد عائلة بنبركة منصب عمدة مدينة باماكو.
خلاصة القول
كثر هم الأفارقة صناع القرار الذين من أصول مغربية أو وُلدوا به أو قضوا طفولتهم وشبابهم بين ظهراني المغاربة. فقد استنشق عبد العزيز بوتفليقة أول ما استنشق الهواء المغربي وشبّ ودرس بمدينة وجدة، وكذلك الأمر بالنسبة لبن بلة ، بن صلاح ولد قبلية وغيرهم، وهناك من قضى تحت شمس مغرب ما بين 10 إلى 20 عاما على سبيل المثال هواري بومدين ، بوضياف وقصدي مرباح ... كما أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز هو من أصل مغربي ، و الرئيس الحالي لتونس منصف مرزوقي الذي عاش طويلا في طنجة و مراكش ، حيث دفن والده . وكدا دمية المخابرات الجزائرية عبد العزيز المراكشي ابن الجندي السابق المتقاعد المغربي الذي يعيش في بني ملال.
لا يقتصر الأمر على الرجال ، فالسيدة الأولى بغامبيا ، زوجة الرئيس يحيى مغربية ، وكذاك الأمر بالنسبة لعقيلات الرئيس المالي السابق "أمادو توماني توري" والراحل "عمر بانغو أونديمبا" الرئيس السابق للغابون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب