الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجامعة الصيفية بالأردن

بن ورقلة نادية

2013 / 9 / 28
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


عندما يؤمن الإنسان بفكرة يتخطى الحدود و عندما يغتال الفكرة فإنه بذلك لم يخترق الحدود بل أسقطها ووضع حدودا للحدود .و ما الفكرة في النهاية إلا سؤال ...
مؤمنون بلا حدود و منبر الحرية ،تعانقا ليصنعا ألقا فكريا منفردا في الفكرة ،التي حصدت الكثير من المشاركين الذين آمنوا فتفاعلوا مع الفكرة ليؤسسا الجامعة الصيفية والتي جاءت في موعدها، في ظل المتغيرات التي تعرفها الساحة السياسية في أكثر المناطق العربية تضررا في حدودها بعد أن تربص بها أعداء الداخل و الخارج على الحدود ، فإستطاعت بذلك الجامعة أن تتخطى كل الحدود في فكرها و طرحها للمواضيع التي طرحت العديد من الأفكار ليتفق الجميع بعد إختلاف و عدنا بذلك لنرفع سقف حدود الأفكار و نمعن في أجوبة متقاربة بعدإغفال الحدود السياسية و اسقاطها من المناظرة،فأجاد الجميع في عرض أفكاره و عدنا بعد نقاش طويل لنجتمع و نشيد بذلك لجدار مانع و عازل يقف كالسد المنيع أمام الأفكار التعصبية و الأيديولوجيات الرجعية لنسمو بفكرنا و تقديرنا للأوضاع و نحيي ثقافة الحوار الفعال المثقف و ليس حوار التثاقف و نرسي بذلك معالم نقاش بناء و ليس هدام .
استطاعت الدكتورة نائلة أبي نادر من لبنان في محاضرتها التي كانت الأولى أن تؤسس لحقيقة فلسفية من نوع خاص بعد أن عايشت مفكرا استفرد بفكره ليسمو عاليا ، و بعد أن استمعت بإهتمام الى المداخلة اكتشفت ظلمنا لهذا المفكر الجزائري المكافح أين تحدثت الدكتورة نائلة في محاضرتها التي كانت بعنوان"الحراك العربي و إيديولوجيا الكفاح "لتدعونا الى أن ننظر في فكر هذا المفكر الجزائري الكبير"أركون"و نستدل بأمثلته و نرتقي الى حسه و تفكيره العميق للأشياء و نشعر بوطنيته و حبه الكبير لوطنه الذي جسده في دفاعه المستميت عن قوميته و أرضه و انتمائه المتأصل ،لتلي المحاضرة مواضيع أخرى لا تقل أهمية عن الأولى من حيث الدلالة و القيمة ، الدكتور موسى برهومة"تحدث عن موضوع مهم هو الآخر فجاءت المحاضرة بعنوان"المثقف إذ ينقض على ميراثه الديمقراطي"ليطلعنا على حال المثقف اليوم الذي بات يعاني من عقد كثيرة تلازمه محاولا تحصيل الفرص و حصد الأرباح فتحول المثقف النزيه الى مثقف مزيف إنتهازي يبحث عن المصلحة و الرفاه و ليس الفكر و المنفعة العلمية .جاءت جل المحاضرات لتجعلنا نستشعر خطورة أوضاعنا فالدكتور شفيق الغبرا من جامعة الكويت في محاضرته الموسومة ب"الوضع العربي منذ انطلاق الثورة في تونس" رفع سقف النقاش عاليا بعد أن عاين لنا صورة الاستيلاب و التشرذم و القهر القسري و الفكر البائد المزعوم الذي نعيشه اليوم و الذي ينادي به البعض في ظل حالة المغالات و التطرف في نبذ الآخر بدل نبذ العنف و التمنع عن ايجاد الحلول و حقن الدماء بعد أن لبس الجميع رداء التطرف في المبدأ و المرجعيات و أيضا الرأي . هذا و نجد في المقابل أن الكثير من المنظرين يستلهمون أفكارهم من فلاسفة و مفكرين أجانب ليغوصوا في سياسة التمويه و التأويل ويصبح الكل يغني على ليلاه. لتعود لنا الدكتورة عزة سليمان من لبنان في مداخلتها التي جاءت تحت عنوان:"ماهية الحقوق الأساسية و مدى قيمتها" ،لتفتح لنا فضاءا قانونيا وتقف عند المواثيق الدولية و إحترام حقوق الإنسان " هذه المحاضرة التي جاءت لتسدل الستار و تميط اللثام عن المفارقات الكبيرة في التشريع و التطبيق القانوني لتعرفنا بأهم المواثيق التي تنص في موادها على حماية الحقوق لنكشف عن الاختراقات الكبيرة و الجدل القائم اليوم في تبيان و توضيح قيمة هذه القوانين التي سلبت من محتواها وأصبحت تعرض كفواتير يدفعها الأعزل و الضعيف و تظهر بذلك لنا ضرورة توثيق بعض القوانين الوضعية و العمل على ارساءها بشكل عملي و الوقوف على تفويض القانون و تبيانه في ظل الأوضاع الراهنة اليوم التي تغزوها الانتهاكات الفادحة لأرواح البشر العزل أوضحتها أساليب القمع و الإبادة الجماعية لمدنيين صغار تحت ذريعة قصف معاقل الإرهابيين و المرتزقة أمام مرآى المشاهدين و عدسات الكاميرا، الجميل في المحاضرات أنها فتحت المجال واسعا للنقاش و جعلتنا نعيش الواقع بتجلياته و ووقائعه لينتقل بنا الدكتور نوح الهرموزي من المغرب الى "قصص و عبر من فشل النماذج الإقتصادية" ليحدثنا عن اقتصاد الدول و الشركات المحتكرة التي كرست العبارة التي تنادي"بالبقاء للأقوى" كما جاءنا الدكتور نوح بمصطلحات ظهرت بشكل جلي فجاءت محاضراته برداء اقصادي جديد مشيرا الى الماركات و السلع التي تنتجها كبريات الشركات الاقتصادية التي ظهرت في مكان أخرى و انهماك كبريات الشركات التجارية في تسويق منتجاتها عن طريق"الاشهار المعلن" و العمل على دحر المنافسين ، في ظل الأوضاع الاقتصادية المتقلبة و الغيرمستقرة بعد أن تحولت صغريات المؤسسات التجارية الى شركات كبرى مالكة بعد الانهيار الفضيع لإقتصاد الدول الغنية التي تربعت على عرش السوق و المال حقبة من الزمن و لم تكن أسواق دول إفريقيا و آسيا مجتمعة لتهزمها لولا الأزمة الاقتصادية العالمية التي عصفت بها لتدخل شركات أخرى و تحذو حذوها و تتحول بذلك السوق التجارية العالمية الى حلبة منافسة تعج بالمستهلكين ,رحلتي الى فلسطين رحلة من طراز خاص أخذنا فيها الدكتور شفيق الغبرة بعدسات آلة تصويره الى بلاد القدس التي تمكن منها اليهود و جعلوها أرض الميعاد التي وعدهم الله بها على حد زعمهم فإمتطوا شوارعها و حاصروها بالسياج و طوقوها بالأسلاك الشائكة المانعة حتى لا يمشي على أرصفتها أهلها الأصليون ليتخذوا من الممرات الجانبية مسلكا لهم كما عمد المستعمر الى تضييق الخناق على ما تبقى من سكان بفرض الضرائب وتكريس "الحصار المعلن" على الراغبين في الإستمرار في العيش بها ،المتشبثين برائحة الأرض و قدسية المكان . لتأتي مداخلة الدكتورة إكرام عدنني من المغرب تحت عنوان" الديانات و جدلية تقدم و تخلف الشعوب" التي تحولت الى ورشات تدب بالحركة لتعفينا بذلك من عملية التلقي و المشاركة التنظيرية لتتحول قاعة المحاضرات الى خلية نحل تعج بالأصوات و الحركة للنندمج أكثر مع بعضنا البعض في شكل مجموعات فنتحدث و نتقاسم أطراف الحديث عن القضايا السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية لنخرج بعد منازلات نقاشية بجملة من التوصيات محاولين بذلك أن نتفق على أبرز النقاط أين أسهم الجميع في بلورة نقطة فتحولت بذلك النقاط الى سلسلة من الأفكار الممتابعة و المدمجة .
لتبقى الجامعة بمثابة منارة جامعة استطاعت أن تنجح في لم شمل أكثر من دولة عربية إختلفت كلها في توحيد سياساتها لتأتي الجامعة الصيفية لتنجح في جعل المستحيل ممكنا وتنجح في ما فشلت الدول العربية على تجسيده بعد أن احتضنتنا جميعنا و استطعنا من خلالها أن نعرب عن رأينا و ندلي بأفكارنا و ننصت لبعضنا البعض فاستطعنا بذلك أن نبلور لسلسلة من الأفكار الجامعة طبعتها أجواء الأعضاء و نؤسس كلنا "جامعة عربية مصغرة" كما جاء على لسان أحد المشاركين من لبنان عندما سألته عن انطباعه و رأيه في الجامعة التي ضمت في ثناياها أكثر من جواز سفر .
دخلنا بتحد كبير لنتحد و نخرج متحدين في الأخير متحابين و نجحنا في أن نؤسس لثقافة حوار تشاركي لم تنجح ضبطه دولنا ...فشكرا ل"منبر الحرية "و ل"مؤمنون بلاحدود " لأنهم جعلونا نلتزم حدود المعقول عندما يتحدث غيرنا فنصغي لهم باهتمام ونرد على الآخر بإحترام و نحلق عاليا فوق الحدود بأفكارنا دون أن أنسى شعار الجامعة الصيفية لهذا الموسم "نبدأ في الوقت وننتهي في الوقت ".









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه