الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العائدون من سوريا

مجدى خليل

2013 / 9 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


العائدون من سوريا
مجدى خليل
سيشكل العائدون من سوريا القنبلة الإرهابية القادمة إلى كثير من دول العالم، وكما شكل العائدون من أفغانستان موجة خطيرة من الإرهاب فى عدد من الدول وفى مقدمتها مصر،سيكون العائدون من سوريا هم الأخطر من كافة المناحى،وقد عانت بعض الدول من موجات إرهابية من العائدين من أفغانستان والبانيا والبوسنة والشيشان.
تقدر عدة مصادر الإرهابيين الأجانب فى سوريا بين مائة ومائة وثلاثين الف شخص يتوزعون على مجموعات عدة وتحت مسميات إسلامية مختلفة، وهم يشكلون المجموعات الاقوى بين المجموعات التى تحارب النظام السورى، ولهذا يمكن القول أن معارضى النظام السورى بالفعل من المسلحين جلهم من هؤلاء الإرهابيين.حتى الجيش الحر يتشكل جزءا كبيرا منه من الإسلاميين أيضا ولكن الأقل تشددا، ولهذا خضعت المعارضة السورية فى الخارج سواء المجلس الوطنى السابق أو الأئتلاف السورى الحالى لقبول هؤلاء كجزء من الصورة الكاملة الساعية لإسقاط الاسد، خاصة وأن ممولى المعارضة السورية السياسية هم نفس الدول التى تمول هذه المجموعات الإرهابية وتسلحهم وتدربهم، وهى أمور ليست خافية على المتابعين للشأن السورى حيث تتصدر تركيا والسعودية وقطر الدول الممولة للمعارضة وللإرهابيين المسلحين فى نفس الوقت. وقد كتب الدكتور برهان غليون المعارض السورى البارز أن جميع اطياف المعارضة رفضت الضغوط الأجنبية ضد هؤلاء الإرهابيين حيث كتب يقول " صرف السوريون النظر عن الخلافات الايديولوجية والسياسية مع المجاهدين الاجانب من أجل التركيز على القضية الرئيسية التي تهمهم وتشغلهم وهي قضية تقدم الثورة وإسقاط النظام.واستمر الرأي العام السوري يدافع عن التعاون معهم ويرفض الدعوات المتواصلة الأجنبية لمواجهتهم. وتجلى ذلك في رفض قادة المعارضة بأغلبيتهم قبول التخلي عنهم كشرط لتسلم الاسلحة النوعية التي كانت الثورة ولا تزال بأشد الحاجة إليها". معنى هذا أن المعارضة السورية رحبت بهؤلاء الإرهابيين من ناحية ورفضت مواجهتهم فى مقابل تسليح غربى نوعى من ناحية أخرى، وهذا يضع علامات استفهام كبيرة على هذه المعارضة ويؤكد مقولة رددها خبراء من أنه لا يوجد شئ أسمه معارضة علمانية فى سوريا فكلهم إسلاميون بتنوعات ودرجات واجنحة مختلفة،أما الواجهات العلمانية والليبرالية والاشتراكية فهم وجوه للتمويه وخداع الغرب أو وجوه لا حول لها ولا قوة ويجمعها فقط سخطها على الاسد.
وهناك دراسة منتشرة على الانترنت منسوبة للمعهد البريطانى للدفاع (آى. اتش. اس جينز) قدرت عدد الإرهابيين فى سوريا بمائة الف جاءوا من 83 دولة.وبترتيب أعلى 10 دول أرسلت إرهابيين إلى سوريا نجدها كالاتى الاولى السعودية بتقديرات 5-8 آلاف إرهابى و1029 قتيل و1800 مفقود، والثانية هى العراق 4-6 آلاف إرهابى و971 قتيل و900 مفقود،والثالثة هى ليبيا 4500 إرهابى و802 قتيل و1850 مفقود،والرابعة تركيا 3600 إرهابى و350 قتيل و55 مفقود،والخامسة مصر 3500 إرهابى و 814 قتيل و370 مفقود،والسادسة تونس 3-4 آلاف إرهابى و983 قتيل و1270 مفقود،والسابعة لبنان 3200 إرهابى و791 قتيل و600 مفقود،والثامنة فلسطين 2-3 آلاف إرهالى و 885 قتيل و87 مفقود، والتاسعة اليمن 2800 إرهابى و512 قتيل و700 مفقود، والعاشرة الشيشان 1700 إرهابى و718 قتيل و250 مفقود.كما هو واضح فأن الدول العربية تتصدر التسعة الاوائل فى عدد الإرهابيين،ويلاحظ أيضا أن الدول التى سيطر عليها الاخوان أرسلت عددا كبيرا من الإرهابين تركيا أوردوغان، ومصر مرسى،وليبيا الاخوان، وتونس الغنوشى،واليمن حزب الإصلاح الاخوانى، وغزة حماس،أما السعودية فهى مصدر دائم للإرهاب،والعراق هى فى حالة فوضى،ولبنان لها خصوصية خاصة لإرتفاع وتيرة الصراع السنى الشيعى بها.ولهذه الأسباب قال المشرف على الدراسة تشارلز ليستر أن فكرة قيادة المعارضة من قبل مجموعات علمانية فى سوريا هى فكرة لا دليل عليها.إذا تحدثنا عن مصر نجدها تأتى رقم خمسة فى القائمة وهذا يشكل خطورة على مصر من الموجة القادمة بعد سقوط سوريا خاصة إذا انضم هؤلاء للإرهابيين فى سيناء سيشكلون تحديا جديدا للجيش. خطورة العائدين من سوريا أيضا تتمثل فى وحشيتهم التى لا مثيل لها، فقد حولوا سوريا إلى سلخانة وجندوا الاطفال وجزروا الرؤوس وحرقوا الاخضر واليابس ونشروا الفحش والفجور عبر مئات ممن اطلق عليهن المجاهدات بالنكاح. الغريب أن هناك صمت تام فى الدول العربية على القتلى والمفقودين فى سوريا رغم أن الدول الغربية اعلنت عن اسماء قتلاها ومفقوديها، ولا اعرف سببا لهذا الصمت،هل لاخفاء أنهم ارسلوا إرهابيين؟ الآمر اصبح مكشوفا ولم تعد الامور خافية على أحد والانكار لن يفيد خاصة مع الدول المتورطة بشكل مباشر فى هذا النزاع، ولكن المؤكد أن هذه الدول ستجنى نتيجة افعالها الشريرة فى موجة إرهاب مرتدة إلى أراضيها، وستنتقم عدالة السماء من كل دولة تورطت فى هذا الإرهاب البشع وسفك دماء البشر. لقد حولوا سوريا إلى سلخانة بعسكرة الأنتفاضة السلمية، وحاولوا تخليص حساباتهم على أرض سوريا على حساب الشعب السورى المسالم. أننى اثق أنه لو كانت استمرت الانتفاضة السورية سلمية لكان رحيل الأسد قد حدث منذ فترة، ولكن الاطراف الخارجية قدمت أموالا مسمومة للمعارضة وقضت بذلك على قيمة العمل السلمى ودمرت البلد وتسببت فى قتل ما يزيد عن مائة الف شخص الكثير منهم أبرياء ومسالمين. لقد كان نظام الأسد يستقوى ويتفاخر باحتضانه منظمات إرهابية وها هو يعانى من نتائج ما زرعه، وسيعانى أيضا كل من دفع بالإرهاب إلى داخل الاراضى السورية...........ولن يفلت من عدل الله أحد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل سيحاكم المسؤولون من العربان؟
محمد بن عبدالله ( 2013 / 9 / 29 - 12:35 )
من مقالة الأستاذ غسان صابور على صفحات الحوار المتمدن:
(((هل سيحاكم هؤلاء المسؤولون من العربان وغيرهم من الدول المجاورة والبعيدة, وكل الذين ساهموا بكل هذه الفبركات والتلفيقات والمؤامرات السياسية والفتن الطائفية والإثنية والدينية المختلفة, وشنوا حروبا غادرة تحت أعلامهم السوداء التي تحمل وتكبر لاسـم إلـه لهم, لا يعرف مثلهم أية عدالة أو رحمة إنسانية.)))

اخر الافلام

.. رفح: هل تنجح مفاوضات الهدنة تحت القصف؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. مراسل شبكتنا يفصّل ما نعرفه للآن عن موافقة حماس على اقتراح م




.. واشنطن تدرس رد حماس.. وتؤكد أن وقف إطلاق النار يمكن تحقيقه


.. كيربي: واشنطن لا تدعم أي عملية عسكرية في رفح|#عاجل




.. دون تدخل بشري.. الذكاء الاصطناعي يقود بنجاح مقاتلة F-16 | #م