الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- نيرب كََيْمت عرّ-

بوزيد مولود الغلى

2013 / 9 / 28
الادب والفن


تطايرت العصي و تصاعدت سحب الدخان . تفرق الناس أيادي سبأ . تذكر شيخ كبير لعبته المفضلة أيام الصغر : أردوخ . رسم في ذهنه المتعب خطا شبيها بالذي كان يختطه ، وهو صغير يدعى عُميرا يصارع الفتيان في الأزقة . وتململت شفتاه بالذي كان يقول لخصمه : ها منين حرث ابَّاك الفول .
قال في نفسه وقد لاذ بالدوار جريا على الأقدام : هذه لعبة أكبر من لعبة خط حرث الفول . ماذا عليهم لو جنحوا الى السلم ، وانتدبوا أعقل رجالنا كي يناظر أرشدهم على رقعة وثائق تركها المعمرون العارفون بالأرض والعرض و حبّ الموت دونهما .
سمع رجل عن يمينه همهمته فقال : لماذا دقوا إسفين حرب قبلية ؟ ، لماذا توارى رجال ضرتنا من الوادي اللعين ... هل ألقي في روعهم أن ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم " الجهلة " من هذه القبيلة .
صاح في الآمنين نذيرٌ أعور عريان : هبوا الى نجدة مجدكم ...تنادى الناس من كل حدب وصوب ، وطار لب اللبيب منهم .
نسي الشيخ حكمته القديمة ، " العسكر كالجرف ، إن تساقطت عليك أحجاره أصبحت معطوبا ، وان سقطت عليها أمسيت معطوبا .
اشتعل صدره غيظا وحنقا ، وصاح بأعلى صوته : لماذا لم ينتظروا رسم الحدود ؟ ، أهو دهاء الساسة أم مكر " اللوبيات" التي تصنع خرائط المستقبل و تباشر تقطيع التراب على موائد الشواء .
دارت في خلده ذكريات نزاعات خاضها ، وأخرى سمع عنها ، ثم تمتم : نجحوا في نقل معركة الحدود من وادي النزاع الأليم الى الأرض التي تعلق عليها كل مشاكل النزاع القديم ...انفصال و أشياء أخرى ، كي تسهل كتابة رواية أخرى للنزاع بين عُدوتين على أشبار من الأرض الجافة على حافة وادي قاحل .
دلف الشيخ الى ظل حائط ، جلس القرفصاء .وضع خده بين كفيه . حوقل ثُم قال : أليس فينا ولا فيهم رأي رشيد ولا نظر سديد .
أبصر عن جنب فتيانا يتراشقون بالحجارة مع العسس ، حملق فيهم مليا ، ثم تمتم : " اتحمجي يْجي بْلاَ غَرْض " ، لقد غلت مراجلهم غيظا وغضبا على شبهة تحيز في نزاع الضرائر ... آه ، ما أبعد ما فات ، ليتني جدعاً فأهرع ....
عض أصبعه من الأسف ، وقال بسخرية لاذعة : " نيرب كّيمت عرّ" . نزاع على بضع أشبار أشعل نارا ، اكتوت بأوارها قلوب ، و شقت جيوب ....أين تجار الحروب القبلية الذين سعوا بالإبل المهداة المسمومة و النميمة بين الإخوة المتخاصمين . هذا من شيعة هذا خفية واستتارا ، وذاك من أعدائه جهارا نهارا .
مر من حوله بعض المتخاذلين ليلة الكريهة . تفرس في وجوههم لحظة ثم قال : " شاهت الوجوه ...أقمتم " الغزي " ثم نكصتم ...أين النياق التي جلبتم مباهاة ؟ . دلف منه صبي صغير يحمل حجرا ، نظر اليه باشفاق، وقال : ياولدي ، قليل العداوة يضر ، ولكن ، الخيل التي لا ترد الخيل المغيرة ليست حرة . والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها . لا ترشقوا إنسانا مسالما ، و لا تعبثوا بالمكان الذي تمسون فيه ثم تصبحون ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حوار من المسافة صفر | المسرحية والأكاديمية عليّة الخاليدي |


.. قصيدة الشاعر العقيد مشعل الحارثي أمام ولي العهد السعودي في ح




.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟


.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د




.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل