الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل حجارة المساجد أقدس من الروح البشرية؟

رشاد الشلاه

2005 / 5 / 25
الارهاب, الحرب والسلام


الخطوة التي دعا إليها التجمع السني" هيئة علماء المسلمين والحزب الإسلامي العراقي وديوان الوقف السني" يوم الأربعاء الماضي، والداعية إلى غلق المساجد لمدة ثلاثة أيام، احتجاجا واستنكارا على ما ينالها من انتهاكات وتجاوزات تتهم فيها الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة الانتقالية وحفاظاً على سلامة روادها. هذه الخطوة وبغض النظر الآن عن صدق أو عدم صدق ما وراءها من الدعاوى ، هي خطوة تمثل ممارسة سلمية مشروعة وحضارية.

إن شعبنا الذي تنغص حياته حمامات الدم اليومية منذ اختطاف الدكتاتور وحزبه للسلطة عام 1968 وحتى بعد سقوط صنمه، والى يومنا هذا، شعبنا هذا أحوج ما يكون إلى التعبير عن احتجاجه وأمانيه بممارسات ديمقراطية، و بأدوات بعيدة كل البعد عن العنف وأساليب مجتمعات الغاب، خصوصا وهو يتيقن يوما بعد يوم، إن العنف لا يولد إلا العنف، وان المرحلة الدقيقة الحالية التي يعيشها ، تتطلب قبل كل شيء حقن ما تبقى من دماء أبنائه، واحترام إرادة القانون، و اللجوء إلى لغة الحوار للتصدي ومعالجة كافة التحديات التي تعترض بناء العراق الديمقراطي، ابتداء بدحر قوى الإرهاب، ومكافحة سرطان الفساد، مرورا بتشريع الدستور و باستكمال استعادة السيادة الوطنية.

إن الإشادة بخطوة غلق المساجد كأسلوب احتجاجي، التي جاءت إثر تداعي مخاطر اندلاع الفتنة الطائفية المقيتة، والتي إن اندلعت لا سامح الله، فأنها لا تقل سوءا و ضررا من وقع الاحتلال نفسه، وستكون فاتحة لحروب اثنية وعقائدية وسياسية يصعب تقدير عواقبها على شعبنا وشعوب المنطقة. هذه الإشادة تستوجب الإشارة إلى أن دعوة غلق المساجد جاءت انتقائية في الأسباب، و متأخرة في الاتخاذ؛ انتقائية في الأسباب لان ما تعرض له المواطن العراقي وفي مختلف المدن مسلما كان أو غير مسلم ،وهو عندي سواء، وخصوصا خلال الشهرين الماضيين، فاق بكثير" الانتهاكات و التجاوزات التي نالت المساجد". فقد طالت أعمال القتل و التفجير عباد الله من أطفال وشباب ونساء وشيوخ وحولتهم إلى آثار أشلاء، وفي حينها تداعت أصوات ذات جهات التجمع السني التي دعت إلى غلق المساجد، تداعت بالتنديد و الاستنكار لهول تلك الجرائم الجماعية، ولكنها لم تدع احتجاجا إلى عدم إداء فريضة صلاة واحدة في المساجد، أو غلق المساجد ليوم واحد في حينه.. وجاءت متأخرة لان جريان نهر الدم العراقي المسفوح لم يتوقف على أيدي مافيات الظلام والذبح، منذ شهور وشهور، وأعمال القتل اليومي تبارك هنا وهناك، ولم يتم تذكر سلاح غلق المساجد احتجاجا ضدها، فهل أن حجارة المساجد أقدس من الروح البشرية؟

نعم لقد جاءت خطوة اعضاء " التجمع السني" الاحتجاجية تلك انتقائية و متأخرة، كما هو حال قرارها المشاركة في الحياة السياسية، وقد أدركوا، ولم يجد لا النصح و لا التنبيه في حينه، كم فداحة خطأ قرارهم بعدم المشاركة في الانتخابات السابقة. وقد قيل أن تشارك متأخرا خير من أن لا تشارك، ولاعيب في الوقوع في الخطأ، ولكن العيب وتحمل المسؤولية عند الاصرار على الخطأ وعدم اعتبارمصلحة العراق ومستقبل شعبه وحقه بالعيش بكرامة، هي البوصلة في إتخاذ القرارات والمواقف ،لا المصالح الفئوية الأنانية والسياسات غير المسؤولة وذات النظرة القصيرة الامد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يغير نتانياهو موقفه من مقترح وقف إطلاق النار في غزة؟ • فر


.. قراءة عسكرية.. اشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال




.. ما آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة؟


.. أمريكا.. طلاب جامعة كولومبيا يعيدون مخيمات الحراك المناصر لغ




.. شبكات| غضب يمني لخاطر بائع البلس المتجول