الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طريق الديمقراطية سالك بصعوبة قي الشرق الاوسط

محمود حامان

2013 / 9 / 29
مواضيع وابحاث سياسية



في منطقنا عموماً وفي سوريا خصوصاً لم نمارس الديمقراطية الحقيقية فهناك من رفضها بحجة أنها صناعة غربية وهناك من رفضها بحجة انه لا يمكن تطبيق الديمقراطية في ظل الجوع والفقر والجهل دون إن يدري كيف يمكن الخلاص من الفقر والجوع والجهل بدون مؤسسات ديمقراطية وهناك من رفضها بحجة أنها دولة المواجهة دون أن يدري بأنه لا يمكن أن تحرير أي شبر من الأرض بدون حرية فان النظام السوري قام بحشر الديمقراطية في الزاوية الميتة وأستخدمها كوردة صناعية للزينة وأختزلها بانتخابات شكلية وساهم في خلق ثقافة لدى عامة الناس بأن الكلام خارج الحاجات الأساسية من المأكل والملبس والمسكن بلا جدوى.
لا شك أن تطبيق الديمقراطية في مجتمع مارس الاستبداد على مدى عقود وفي بنية اجتماعية متخلفة وفي ظل تدني الوعي ليس أمراً سهلاً ولكن في الوقت نفسه وهي ضرورة حيوية لنهضة أي أمة أو شعب أو منطقة وهي إحدى أهم وسائل إخراج سوريا من مأزقها الحالي والديمقراطية لا تقتصر على الانتخاب فقط بل تعني تمكين الشعب من المشاركة في صناعة القرارات الهامة المتعلقة بشؤونه السياسية والاجتماعية والاقتصادية ومراقبة تنفيذ هذه القرارات عبر هيئات منتخبة منه ومحاسبة من يعرقل تنفيذ هذه القرارات وبما إن الديمقراطية مرتبطة بمستوى الوعي العام هذا يعني بأن ثمرة الديمقراطية ناضجة وجاهزة تنتظر حضورنا لقطفها لمجرد سقوط النظام أو لمجرد إجراء عمليات انتخابية كما يتوهم البعض بل ثمرة الديمقراطية تنضج تدريجياً مع رفع مستوى الوعي العام والابتعاد تدريجيا عن التعصب والأسوأ من كل ذلك ليس بالضرورة إن يختار الشعب في ظل الحكم الديمقراطي اختياراً صحيحاً لأن الشعب وفقاً لمستوى وعيه سوف يختار ونحن نعلم كم تم تزيف هذا الوعي وهذا ما يدفع كثير من الفئات برفض نتائج كما حدث في مصر وفي هذه الحالة سوف تكون هناك نتائج كارثية على الديمقراطية وعلى جميع المكونات وعلى البلد فان من شروط الدولة الديمقراطية إن تكون متعدداً والتعددية تعني حق الجميع دون استثناء سواءً كان أقلية أم أكثرية في السلطة أو المعارضة بالمشاركة في اتخاذ القرارات المصيرية والسؤال الذي يطرح نفسه كيف نميز الديمقراطية الحقيقية عن الديمقراطية الشكلية تكون الديمقراطية حقيقية إذا كان الفرد قادراً على تحقيق ما يلي
1- حق الانتخاب والترشح في جميع المجالس بدون قيود أو شروط
2- أن يكون له حرية الرأي والقول والعقيدة
3- أن يكون له حق الإضراب عن العمل
4- أن يكون له التجمع والتظاهر وحق تشكيل الأحزاب والنقابات
5- أن يتحكم بالموارد المالية للدولة
6- أن يشارك بشك فعال في صنع القرارات العامة
7- أن يحدد دور الأجهزة الأمنية ووظائفها كلما كانت الأجهزة الأمنية فوق القانون وخارج المحاسبة كلما ابتعدنا عن الديمقراطية الحقيقية
8- أن نبتعد عن جميع أشكال التعصب لذاتنا...لحزبنا...لطائفتنا...لمنطقتنا...لقوميتنا لان التعصب يتنافى مع ممارسة الديمقراطية فبوجود التعصب حتى لو مارسنا الديمقراطية قد لا يكون الاختيار للأفضل والأكفأ
9- أن لا يكون هناك سيطرة لحزب واحد على الحياة السياسية
بغياب تحقيق هذه الشروط تكون الديمقراطية زائفة وشكلية حتى لو كان هناك برلمانات وانتخابات
وعلى الجميع ان يتهيأ فعلياً لتحويل جميع الجهود لقيام حركة تغير ديمقراطية تساهم فيها كل القوى والتيارات والأحزاب
ومكونات الشعب السوري على قاعدة الديمقراطية وقاعدة البحث عن أفضل بدائل للواقع الراهن بما فيها شكل نظام الحكم - خيارات اقتصادية شكل الدستور لان هذه الأمور الهامة والمصيرية يجب أن تتم بالتوافق وليس بالأغلبية لان سوريا المستقبل سوف تكون للجميع
وفي الختام أقول أن الديمقراطية هي الضامن الوحيد ليكون صوت الآخر مسموعاً محترماً فالديمقراطية جزء لا يتجزأ من بناء الدولة المدنية الحديثة دولة القانون والمؤسسات دولة الكفاءات وتكافؤ الفرص دولة العدالة والمساواة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو