الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-عكاز الريح- عمل روائي جديد لإدريس أمغار السناوي

ادريس الواغيش

2013 / 9 / 29
الادب والفن




وتتوالى الهجرات الموسمية من الشعر إلى الرواية ، فبعد الشاعر محمد الأشعري " القوس والفراشة " و حسن نجمي "جيرترود" ، يسافر بنا الشاعر المغربي الزجال إدريس أمغار المسناوي عبر عمل روائي جديد سماه "عكاز الريح" هو الثاني من نوعه في مشواره الروائي بعد " تاعروروت".
العمل الروائي عند المسناوي امتداد لكتابة الزجل ، من حيث كونه بعدا روحيا وفكريا وتراثيا للقصيدة. وهو أيضا غوص فيما هو إنساني فكري وفلسفي. كما أن إبداعه سواء كان شعرا أو سردا ، يبقى في الأول والأخير عبارة عن خليط كيميائي من حيث الأفكار والرؤى ، تتجلى في قوالب سردية لا تبعد كثيرا عن عوالم الشعر . يعي السارد فيها دروب عوالمه جيدا ويرتقي بها إلى أخرى مختلفة عن قيم الأرض التي يدوسها الإنسان بنعله في كل حين، هناك حيث قيم أنبل وأجمل وأصدق.
قدم للمجموعة كل من الناقدة التونسية فاطمة بن محمود فقالت عنها : "عكاز الريح" مشروع إبداعي متكامل انطلق من دواوينه الزجلية". وأيضا الأمريكي أليكس ألينسون أستاذ اللغة العربية وآدابها في جامعة هانتر بنيوروك ، الذي جاء في تقديمه بالدارجة المغربية التي كتبت بها الرواية في الأصل : " الكتابة الروائية ديال إدريس مسناوي تغلق الفجوة بين النص والحس به".
"عكاز الريح" رواية تجوب الليل في غموضه وظلمته ، والنهار في وضوحه وضيائه ، ملفوفة بالهموم والسلاسل والأكفان ، مليئة بالإحباط والمؤامرات والأحزان ، تعج بالألوان الزاهية والأضواء وطقوس الناس العاديين البسطاء. كان فيها المسناوي دقيقا وواضحا في وصفه ، كأنه يحمل كاميرا تصوير فوق كتفه ، عميق كأنه يحدثنا عن عوالم أخرى لا نعشها ، مليئة بالمخاوف وعواطف غامضة تفقدك شهية الحياة أحيانا. يقربنا من شخصياته التي يرسمها من نور كلمات الشاعرية ، أو يبعها عنا في محطات أخرى ليطوح بها في سمائه السابعة. الرواية ككل أعمال المسناوي الإبداعية ذات قيمة فنية وجمالية لا يجادل فيها اثنان ، واضح فيها كالنهار ، عذب كالماء ، غامض كالليل.
تقع الرواية في 244 صفحة من الحجم المتوسط ، تنتقل بنا من فضاء المدينة إلى فضاء البادية ، تتجول بنا في عالم الصغار والكبار معا ، وتنزل بنا إلى قاع المهمشين والمسحوقين حيث الأمية والفقر والجهل.
عالم إدريس أمغار المسناوي الإبداعي عالم مذهل ومدهش ، سواء كان زجلا أو سردا روائيا ، ينفذ بعين المبدع إلى عمق النفس البشرية ، ويجول في عوالمها الاجتماعية والفكرية ، ليبحر بنا إلى ما هو فوق - ثقافي حين يلج عالمه الفلسفي الأكثر تعقيدا وعسرا على الفهم أحيانا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصيدة الشاعر عمر غصاب راشد بعنوان - يا قومي غزة لن تركع - بص


.. هل الأدب الشعبي اليمني مهدد بسبب الحرب؟




.. الشباب الإيراني يطالب بمعالجة القضايا الاقتصادية والثقافية و


.. كاظم الساهر يفتتح حفله الغنائي بالقاهرة الجديدة بأغنية عيد ا




.. حفل خطوبة هايا كتكت بنت الفنانة أمل رزق علي أدم العربي في ف