الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دروس من السياسات الخارجية المتنافسة في الانتخابات العراقية

حسين خاني الجاف

2013 / 9 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


فاز رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بتشكيل الحكومة الجديدة في 21 تشرين الثاني 2010 ، اذ منحه الفوز ولاية ثانية في الحكم، على الرغم من خسارة كتلته امام منافسه رئيس الوزراء العراقي الاسبق اياد علاوي في انتخابات 7 آذار.
وفي عام 2014 ، ستجرى انتخابات جديدة في العراق، ومن المهم تحليل بعض الدروس المتماثلة التي تم التوصل لها من خلال مراقبة الانتخابات في عام 2010، عندما كان على السياسة الخارجية للولايات المتحدة ان تتفاعل في آن واحد مع السياسات الاقليمية المتنافسة كايران والسعودية للحفاظ على الاستقرار الذي يمثل حاجة ملحة للعراق في فترة انسحاب القوات الامريكية من العراق .
ولان الغالبية العظمى من سكان العراق هم من الطائفة الشيعية ، بحثت الولايات المتحدة في عام 2010 عن زعيم شيعي معتدل يمكن ان يكون مقبولا من قبل شيعة العراق ( لانه شيعي ) وكذلك الاقلية السنية ( لانه معتدل)، ومثّل رئيس الوزراء نوري المالكي هذه الشخصية بالنسبة للامريكان ، حيث رأوا فيه الشخص الذي يعرفونه وقائدا قد يكون قادرا على تعزيز الهوية الوطنية العراقية الشاملة ولذلك، كانت الولايات المتحدة تدعم مسعاه للبقاء لولاية ثانية.
اما بالنسبة للايرانيين، وهم ايضا دعموا مساعي المالكي للولاية الجديدة ، حيث كانت الجمهورية الاسلامية الايرانية تبحث عن زعيم اسلامي عراقي، وكدولة شيعية ، كانت ايران تبحث عن شخصية شيعية عراقية تعرفها جيدا، شخصية من الاحزاب الشيعية الاسلامية العراقية التي تعاملت معها منذ ثمانينيات القرن الماضي. وكان المالكي هو الشخص المناسب للايرانيين، فقد وجدو فيه الزعيم الذي من شانه ان يعزز الهوية الاسلامية الشيعية في العراق.
ومن جهة اخرى دعمت المملكة العربية السعودية محاولة رئيس الوزراء العراقي الاسبق اياد علاوي في عام 2010 لتمكينه من العودة الى منصبه،و قد عرف السعوديون ايضا ان الغالبية العظمى من سكان العراق هم من الشيعة ، ولهذا السبب اعتقدوا بانه يجب ان يكون رئيس وزراء العراق من الطائفة الشيعية، وعلى الرغم من علمانية علاوي الا انه شيعي وفي نفس الوقت يعارض سياسات ايران تجاه العراق، ويظهر ميلا نحو الدول العربية السنية مثل السعودية.
ولتجنب عدم الاستقرار في العراق في فترة العام الواحد قبيل انسحاب القوات الامريكية ، دعمت الولايات المتحدة رئيس الوزراء نوري المالكي للبقاء في منصبه. وكان هذا موقفا غريبا بالنسبة للعلاقة بين الولايات المتحدة وايرا. أذ ارادت حكومة الولايات المتحدة الامريكية وايران بقاء المالكي في منصب لرئاسة الحكومة العراقية لاربعة سنوات، ومع ذلك ، فان نظرة الامريكان والايرانيين كانت مختلفة كليا فيما يمكن ان يمثله المالكي بالنسبة لمصالحهم في العراق .
ومع ذلك اراد الامريكان ارضاء حلفيتهم السعودية باقل مايكون، حيث انهم ارادوا لرئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي الشيعي العلماني الذي يتمتع بدعم من المملكة العربية السعودية والسنة في العراق ان يحصل على بعض السلطة. والخطة كانت تتضمن وضع علاوي مسؤلا عن مجلس الامن القومي العراق الجديد الذي من شانه ان يضبط ويراجع السياسات المتعلقة بالامن والميزانية الوطنية والصادرات النفطية .
وبغض النظر عن دعم الولايات المتحدة وايران للمالكي التي وضعت الخصمين فجأة في نفس مخيم السياسة الخارجية ، ولكن هذا لا يعني بان الولايات المتحدة وايران لديهما اهدف مماثلة في نهاية المطاف، على الرغم من ان شخصية المالكي كانت ملائمة لكل من ايران والولايات المتحدة في آن واحد .
فماهو مهم بالنسبة للايرانيين هو انه يجب ان يكون رئيس وزراء العراق زعيم شيعي يعرفونه وعضو شيعي من حزب اسلامي شيعي قاموا برعايته يوما ما ! وبالنسبة للولايات المتحدة فما كان يهمهم هو انهم يقبلون مثل هذا الشخص لانهم يعرفونه بالاضافة الى انهم يعتقدون انه "الموحّد" الذي قد يعطي منافسه علاوي المدعوم من المملكة السعودية الشعور الحقيقي والواقعي للسلطة الذي هو ضروري ومهم للحفاظ على الاستقرار في العراق المتزامن مع انسحاب القوات الامريكية من البلاد.
ومع ذلك، تبدو السياسة الخارجية الإيرانية هي الفائز في هذه المنافسة ، وذلك لأن خطة الولايات المتحدة في إنشاء المجلس الأعلى للسياسات الاستراتيجية الذي كان من المقرر ان يرأسه علاوي لم يتم تنفيذه أبدا .

ترجمة: حسين خاني الجاف - صحيفة الفورن بوليسي الامريكية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء تقارب السودان وروسيا؟


.. الاحتجاجات الداعمة لغزة: رئيسة جامعة كولومبيا تهدد بفصل طلاب




.. بلينكن: أمام حماس عرض -سخي- من قبل إسرائيل.. ماذا قال مصدر ل


.. الانتخابات الأميركية.. شعبية بايدن | #الظهيرة




.. ملك بريطانيا تشارلز يستأنف مهامه العامة | #عاجل