الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فراس قصاص - رئيس حزب الحداثة و الديمقراطية و المنسق العام للائتلاف العلماني الديمقراطي السوري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الحدث السوري من منظور حزب الحداثة و الديمقراطية.

فراس قصاص

2013 / 9 / 29
مقابلات و حوارات


من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة, وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى, ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء, تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا -113 - سيكون مع الأستاذ فراس قصاص - رئيس حزب الحداثة و الديمقراطية و المنسق العام للائتلاف العلماني الديمقراطي السوري - حول: الحدث السوري من منظور حزب الحداثة و الديمقراطية.


نبذة عن حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية :


ﺗﻌﻮﺩ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺗﺄﺳﻴﺲ حزب الحداثة ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻃﻼﺏ سوريين ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺑﺖ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﻋﺮﻗﻴﺔ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺪﺭﺳﻮﻥ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺘﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﻭ ﺣﻠﺐ . ﺗﻌﺎﻃﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻤﻨﻬﺞ ﺑﺪﺀﺍ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ ١٩٩٦ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ، ﻭﺗﻌﻬﺪ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺑﺄﻥ ﻳﺮﻣﻮﺍ ﻛﻞ ﺍﻷﻃﺮ ﺍﻟﺠﺎﻫﺰﺓ ﻭﺍﻟﻤﺴﺒﻘﺔ ﺧﻠﻔﻬﻢ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯﻭﺍ على ﺍﻟﺘﺎﺑﻮﺍﺕ ﻭﻫﻲ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺗﻴﻦ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ.
ﻟﻘﺪ ﺭﺃﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﺩ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﺍﻧﻘﻼﺑﺎ ﺃﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻴﺲ على ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺇﻧﻤﺎ على ﺫﻭﺍﺗﻬﻢ ﻟﻴﺘﺨﻠﺼﻮﺍ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺬﻛﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻷﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺸؤﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺘﺴﻠﺤﻴﻦ ﺑﺎﻟﺤﻮﺍﺭ ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﻟﻌﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﺪ ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﻙ ﺍﻟﻼﻣﻔﻜﺮ ﻓﻴﻪ ﻭﺍﻟﻤﺴﻜﻮﺕ ﻋﻨﻪ، ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺻﻌﺒﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺍﺳﺘﻮﻋﺒﻬﺎ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺭﻏﻢ ﻣﺎ ﺣﻔﻠﺖ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﻭﺍﻧﻜﺴﺎﺭﺍﺕ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺣﺎﺩﺓ ﺭﺍﻓﻘﺖ ﻭﻻﺩﺓ ﺷﺨﺼﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺤﺮﺓ ﻭﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻋﺎﺷﻮﺍ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺧﺼﺒﺔ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﺟﺎﻫﺰﻳﻦ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻟﻴﺘﻔﺎﻋﻠﻮﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺑﻜﻞ ﺍﻧﻔﺘﺎﺡ ﻭﺯﺧﻢ، ﻓﻜﺎﻥ ﺗﺄﺳﻴﺲ الحزب ﺗﺎﻟﻴﺎ على ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 2001. ﻛﺎﻥ ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﻟﻠﺤﺰﺏ على ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻮﺍﻝ ﺇﺑﺎﻥ ﺗﺄﺳﻴﺴﻪ ﻛﺎﻓﻴﺎ ﻟﻜﻲ ﻳﻀﻊ ﻣﻬﺎﻡ ﺍﻟﺘﻨﻮﻳﺮ ﻭﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺚ على ﺭﺃﺱ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺗﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻭﺃﻥ ﻳﻌﻠﻦ ﺃﻥ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺧﻄﺎﺏ ﻣﻔﺘﻮﺡ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﻨﺠﺰ ﻭﺳﻴﺒﻘﻰ ﻛﺬﻟﻚ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺘﺤﺎﺷﻰ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﻛﻤﺎﺋﻦ ﺍلأﻳﺪﻭﻟﻮﺟﻴﺎ ﻭﺍﻧﻐﻼﻗﺎﺗﻬﺎ، ﻓﻲ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﺩﺍﺋﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻭﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﺎﻣﻜﻴﺔ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﻭﺣﺮﻛﺔ ﻣﺘﺠﺪﺩﺓ.
ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﺤﺰﺏ الحداثة ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻳﺤﺪﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺗﺠﺴﺪﺍ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺇﺳﻘﺎﻃﺎ ﻟﻬﺎ على ﺍلإﺟﺘﻤﺎﻋﻲ (ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻭﺗﻔﺎﻋﻞ ﻭﻗﻮﻯ ﻭﻣﻮﺍﻗﻒ)، ﻭﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺸﻬﺎ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺟﺬﺭﻫﺎ ﻛﺎﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﻛﻴﺐ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻴﺰ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﺔ ﻋﻦ ﺑﻠﻮﺭﺗﻬﺎ.
ﻟﻘﺪ ﺭﺻﺪ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﺤﺰﺏ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻫﻴﺌﺘﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﻳﺔ، ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻳﻨﺘﺞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﺪﻭرﻩ ﻳﺆﻛﺪ ﻭﻳﻌﻴﺪ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ، ﻟﺘﺤﻜﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺇﻏﻼﻕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ على ﺫﺍﺗﻪ ﻭﺗﺒﻘﻲ ﻣﻤﻜﻨﺎﺗﻪ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﺑﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ﺑﻴﻦ ﺷﺮﻃﻴﻬﺎ (ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ )ﻭﺍﻟﺘﻲ لم ﺗﻔض حتى ما قبل الثورة ﺇﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺍﻭﺣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻭﺭﺍﻥ على ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺄﺧﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺼﺮ.
ﻟﺬﻟﻚ كان ضروريا أن يمارس اﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﻓﻖ ﻣﺴﺘﻮﻳﻴﻦ، ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﺑﻌﺎﺩﻫﺎ ﺗﺄﺳﻴﺴﻴﺔ، ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺗﻌﺒﻴﺮﺍ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،ليعمل من أجل ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻟﻨﻈﺎﻡ ﻣﻌﺮﻓﻲ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﺛﻘﺎﻓﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﺮﻛﺰﻫﺎ ﻭﻫﺪﻓﻬﺎ ﻭﻣﺤﺪﺩﻫﺎ ﺍﻷﻫﻢ، ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮ ﺫﻭ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺤﺮ.
ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺣﻴﺚ ﻳﻤﺎﺭﺳﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ، ﻓﻴﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﺪ ويدعم الثورة السورية دعما مطلقا .
فالنظام السوري ،كما رصد الحزب، هو ﺍﻟﻤﻨﺘﺞ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻟﻠﻘﻤﻊ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﻙ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻟﻌﻤﻮﻡ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ، وهو الذي ﺠﻬﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ على ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ القروسطية ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺪﻳﻦ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﻀﻞ ﻟﻮﺟﻮﺩﻩ واستمرار تسيده الحال السوري ،بل وتجذره في الحياة السورية إلى الدرجة التي تبدت منذ أكثر من عامين ونصف من عمر الحراك السوري . لقد خلص حزب الحداثة و الديمقراطية من تحليله للواقع عبر النظر إليه من مواقع و زوايا متعددة ، أن النظام السوري هو من أشرف على السير بالمجتمع السوري عكس التنوير الذي يحتاجه ، برعايته و دعمه للمنابر التقليدية الدينية ( المدرسة البوطية – القبيسيات..الخ ) و بضبطه و تحكمه بالخطاب الديني كما تروج له آلاف المساجد و المنابر الدينية الإعلامية ،وهو من وظف العامل الديني من أجل إحكام قبضته على البلاد مستغلا المخيال الجماعي الديني المؤسس للذات الطائفية ، المليء بالهواجس والمواقف المتخوفة والمتربصة بالآخر ، لا سيما للبيئة المذهبية التي ينحدر منها ، في بناء منظومته الأمنية والعسكرية وهيكلة الدولة على قده الأمني والسلطوي . ليترافق ذلك مع منعه العمل السياسي والمدني الذي يكاد يكون الجسر الأهم لعبور خنادق الطائفية وتجاوز ألغامها . إن إسقاط النظام السوري المستبد يشكل من وجهة نظر حزب الحداثة كسرا للإغلاق الحاصل في هيئة أزمة الوجود السوري الدائرية ، والمقدمة الحتمية لتوليد عالم الحداثة العقلية في البلاد ولنقل سورية إلى شرط سياسي وإنساني جديد، كيف لا وهو الجهة التي تتحمل مسؤولية تقويض البعد ﺍﻟﺠﺪﻟﻲ ﻟﺼﻴﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺻﻮﺏ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﺸﺮﻁ ﺍﻟﻘﺮﻭﺳﻄﻲ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ،بفرضه لونه الفكري والسياسي والثقافي بعدا وحيدا للواقع والحياة العامة وتعويقه لكل خط أو تيار آخر عن التعبير عن نفسه وعن اختبار كفاءته وملاءمته للوفاء بمتطلبات الواقع ، معطلا جدلية صراع الأفكار الاجتماعي التي تشكل دينامية التجديد والتطور الطبيعي في أي مجتمع . إن مرحلة الاسدية في سورية، كما يرى الحزب ،هي التي حولت جريان الحياة العامة وغليانها بعوامل الحركة وإرهاصات التجاوز إلى مستنقع آسن جرى بشكل منهجي تشويه الوعي به لدى السوريين ليقدم بوصفه استقرارا وأمانا ،وما هو إلا فواتا ومواتا أرادت الاسدية في سورية أن تفرغ به مقومات وﺧﺼﺎﺋﺺ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ إلا من تلك التي تلبي متطلبات بقائها مستبدة على الواقع و الحياة السورية .
ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ على ﺑﻌﺪﻱ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻲ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻳﺤﻘﻖ ﻣﻨﺎﻫﻀﺔ ﺍﻟﺸﺮﻃﻴﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺫﺍﺗﻪ، ﻭﻳﻠﺨﺺ ﺃﻫﻢ ﺭﻫﺎﻧﺎﺕ ﺤﺰﺏ الحداثة ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ.


هل ما يحدث في سورية ثورة ؟


يعتبر الكثيرون من المعنيين أن ما يحدث في سورية لا يمت للثورة الحقيقية بصلة، وأن لا ربيع ثوري يمكن الحديث عنه أبدا في سياق النظر إلى الحدث السوري . في حين يذهب آخرون وعينهم على الواقع الأليم الذي يضج بالدم ويتخلله عنف تكفيري وارتداد ماضوي، إلى القول بان الثورة السورية قد سرقت من أصحابها الحقيقيين وحرفت عن مسارها الذي أرادوه لها حتى باتت صدى للعبث والخراب ولا شيء آخر . القراءة المتأنية لتلك الاعتبارات تؤشر إلى الدلالة النمطية التي تفيدها مفردة الثورة في اللغة العربية، أو على الأقل كما تستخدم ويجري تلقيها عند الكثير من الفاعلين الاجتماعيين والمشتغلين في الحقل السياسي العربي، حيث يبدو مفهوم الثورة منزوعا عن دلالاته الاجتماعية المعقدة والتاريخية، وممسوخا على شكل مفردة شعرية بيضاء مسطحة بدون تاريخ، إذ وخلافا لما هو سائد في المنظور العربي وما تتغنى به بعض الأدبيات السياسية العربية عن مفهوم الثورة الناصع، يبدو ما يحدث في سورية، رغم كل الذي يظهر وكأنه إخفاق مركب متعدد المستويات، ثورة مكتملة الأركان، بالمعنى المعياري،التاريخي والفلسفي للكلمة . فسورية الاجتماع السياسي تمر في منعطف تاريخي جذري، يبدأ سياسيا لكن لا يلبث أن يترجم و لو بعد سنوات طويلة، قيميا ومعرفيا( ابستميا)، ولو قارن أولئك الذين يقاربون مفهوم الثورة بصورة رومانسية منخلعة عن إطارها المفاهيمي، حيثيات الحدث الثوري السوري، مع ما اعتملت به الساحة الفرنسية من عنف واقتتالات دموية وصراعات ثورية بينية في زمن الثورة الفرنسية بين عام 1789 وحتى استيلاء نابليون على الحكم وتحويل الجمهورية الأولى إلى إمبراطورية، ولو علموا كم تطلب رسوخ مبادئ هذه الثورة في فرنسا من الوقت وكم كانت الارتدادات كثيرة ومتعددة، لما ترددوا في إعادة النظر بأحكامهم واعتباراتهم التي قرروها بخصوص ما يجري في سورية، فالصورة الأسطورية التي تظهر ظفر الثورة الفرنسية السلس وسيادة مبادئها الحاسم منذ اشتعالها،تبدو ساذجة وغير تاريخية بالنظر إلى مسار التاريخ الذي سلكته حيثيات تلك المرحلة وتعرجاته المعقدة، حيث لم تتحقق إرادة الشعب الفرنسي ولم تستقر بدلا عن استبداد لويس السادس العشر كشرعية يتأسس عليها الوضع الجديد، بل عاشت فرنسا استبداد القناصل ثم الاستبداد الإمبراطوري لسنوات طويلة، بعد مرورها في عصر من الإرهاب طويل ودموي،اقتتل فيه الثوار والتهمت فيه الثورة أبناءها وقادتها. وإذا كان مفهوم الثورة السورية هو التعيين الاصطلاحي الأنسب، من المنظور التاريخي والفلسفي، لحيثيات الحدث السوري بشمول أبعاده وعمق تأثيراته وإستراتيجية إجاباته، فإن هذه الثورة تبدو أكثر شبها من ثورات الربيع العربي بثورة الفرنسيين الأهم في تاريخ البشرية، ليس بصخبها والعنف والدمار والاقتتال التائه الذي طغى على أحداثها والارتدادات المتوقعة بسببها، وليس بسبب احتمال ظهور أشكال أخرى من الاستبداد في سورية،والحاجة إلى وقت طويل حتى تستقر بنتائجها وتحقق رهاناتها، بل بكونها أيضا محركا وقاطرة رائدة للتاريخ في المنطقة العربية والإسلامية. لقد أشعلت ثورة السوريين على نظامهم المستبد،جدلية الصراع في المنطقة، صراع الذات العربية/ الإسلامية على ذاتها، واستطاعت أن تقوم بوظيفة المرآة التي تظهر صورة إنسان المنطقة على حقيقتها دون تزيين أو حجاب. الثورة السورية التي كشفت عن أزمات الوجود السوري والعربي والإسلامي العميقة،وأظهرت إلى أي حد متهافتة هي البنى الاجتماعية والأسس السوسيولوجية للدولة الحديثة في المنطقة، عينت بدقة الإحداثيات التاريخية الحقيقية التي يعيشها الإنسان في هذه البقعة من العالم، وشكلت منطقة لتحويل التناقضات الكامنة في بنية الوجود السياسي والاجتماعي السائد إلى طاقة وحراك إنساني مدو وصعب، فأصبحت بمثابة الصاعق المفجر لحركة التاريخ في عموم منطقة الشرق الأوسط،تلك الحركة التي من المنتظر أن تقوض عالما كاملا من القيم القروسطية، لمصلحة آخر جديد و لو بعد مخاض عسير و صعب، تسوده قيم الاعتراف بالآخر والتسامح بالمعنى الفلسفي للكلمة وحتمية اللجوء إلى القواعد الديمقراطية في إدارة الحياة الاجتماعية .


لماذا اشتعلت الثورة السورية في هذا الوقت بالذات ؟


لست ميالا أبدا لتفسير الثورة السورية من منظور اقتصادي اجتماعي محلي ، له علاقة بالتحول نحو اقتصاد السوق و زيادة البون بين أقلية بالغة الثراء و أغلبية تزداد فقرا رغم رصد هذه الظاهرة في المجتمع السوري و إن بحدود غير واسعة . لطالما بقيت البيئة السورية من الزاوية السياسية والاقتصادية بيئة مثالية لاشتعال ثورة عارمة ، فالاستبداد و الترويع و القهر و الفقر و التهميش و الفساد و الخراب ماثل في كل الزوايا في سورية منذ أوائل الثمانينات على الأقل ، و مع ذلك لم تندلع ثورة شعبية كالتي شهدتها سورية في آذار من عام 2011 . المنظور الأسلم من وجهة نظري لتفسير الربيع العربي والسوري على نحو التحديد هو منظور فلسفة التاريخ المرتبط بالفاصل التاريخي السياسي/القيمي والتكنولوجي الذي تعيشه البشرية ، وتصلح الفلسفات التي قدمت قراءات للتاريخ وحددت حركته و عوامل التأثير فيه ،كأطر و منظورات متضافرة لتقديم إجابة و تفسير عن انطلاق المرحلة الثورية التي تمر بها سورية و المنطقة العربية ، و التي قد تمتد لعشرات السنين القادمة و أكثر .
يمكن تكثيف الفرضية أعلاه بالقول : إن احتمالية اشتعال ونجاح ثورات الربيع العربي إبان نظام القطبين الدولي الذي تقوض مع سقوط المنظومة الاشتراكية كانت أضعف بما لا يقاس ، منها في النظام الدولي الحالي بسبب عاملين أحدهما قيمي/سياسي والآخر تكنولوجي .
-في القيمي/السياسي : كان لانهيار المعسكر الاشتراكي أثره البالغ في إحداث تغيير طال مستويات قيمية ومفاهيم سياسية عديدة .فلقد انتصر تعريف المعسكر الغربي للديمقراطية و سقطت الديمقراطية المختزلة في محتواها الاقتصادي الاجتماعي الاشتراكي،و أصبحت قيم حقوق الإنسان ذات مسحة كونية ،فضعفت لذلك شرعية نظم سياسية عديدة لم تحز السلطة عن طريق الانتخابات الديمقراطية ولم تكن تولي لإرادة شعوبها أية أهمية ، كما فقدت مظلتها الدولية التي وفرها لها المعسكر الاشتراكي قبل ذلك .و مع فقدان العلاقات الدولية استقطاباتها الثنائية بين معسكرين وسيادة قراءات سياسية و اقتصادية واحدة عمت معظم أطراف المجتمع الدولي بدأت عولمة لها سلبياتها و ايجابياتها تخترق العالم ، تصدعت معها حدود الدولة الوطنية و تغير النظر إلى مبدأ السيادة و عدم التدخل في شؤون الدول ، و لاحت بوادر تغيير أخذت تصيب أشكال التفاعل الدولي مع أنظمة سياسية متهمة في انتهاك حقوق الإنسان أو ارتكاب جرائم حرب أو إبادة ضد الإنسانية و لو داخل دولها و مجتمعاتها و كانت أوضح تعبيرات هذا التغيير قد رافقت التدخل الأمريكي الغربي في يوغسلافيا السابقة و سوق ميلوسوفيتش إلى محكمة الجنايات الدولية .
-أما العامل التكنولوجي ،فلقد أحدث التطور التقني الذي تزامنت إرهاصاته مع التحول في النظام الدولي ،لا سيما انتشار القنوات الفضائية والثورة المعلوماتية ، تغييرات كبرى في وعي إنسان دول الربيع العربي،وعيه بقدراته وإحداثيات وجوده وشعوره بحاجاته . بالاستناد إلى ذلك الوعي ومتوسلين تلك التطورات التقنية ، طور الفاعلون الاجتماعيون في دول الثورات العربية أشكال جديدة من التفاعل مع محيطهم و قضايا حياتهم ،ووظفوها ليتخطوا العقبات التقليدية التي وضعتها الأنظمة المستبدة أمامهم بغرض إعاقة ديناميات التواصل و التنظيم الاجتماعي التي أمكن أن ينخرطوا فيها .إن مقدرة الأنظمة على منع أية فاعلية اجتماعية ذات مغزى سياسي أمست بفعل الفاصل التقني بالغ التطور الذي تعيشه البشرية و معها إنسان المنطقة العربية، ضعيفة و متهاوية .
بهذا المعنى ، لم يكن ممكنا لولا توافر الوسائل التقنية من فضائيات و انترنت و مواقع التواصل الاجتماعي وكاميرا الموبايل أن ينتقل حس التمرد الثوري الذي تكلل بالنجاح من تونس إلى مصر وليبيا واليمن وسورية مستندا إلى الأمل بتكرار النموذج و استنساخ النتائج ، كما لم يكن ممكنا تفاعله الداخلي بين الأوساط الشعبية في كل تلك الدول لجهة توظيفه و توجيهه و تنظيمه للقيام بغرض سياسي واضح و محدد كالذي كثفه شعار الشعب يريد إسقاط النظام . و لولا شعور الشعوب التي ثارت ضد حكامها أن مستبديها ليسوا مطلقي اليد في قمعهم بسبب وجود مجتمع دولي تسوده قيم حقوق الإنسان وله سابقة تدخل ضد أنظمة انتهكت هذه الحقوق داخل دولها ويمكن إيصال صورة ما يحدث إليه ، لما أحست بالجدوى و بيقين أن الانتصار بات ممكنا على الاستبداد الذي روعها وأفقرها ودمر حياتها لعقود .


لماذا تعقد الوضع السوري وباتت الثورة السورية و كأنها تمر في نفق مظلم صعب و لا نهاية مرتقبة له ؟


رغم كل عوامل القوة التي يوفرها تفجر الثورة السورية في هذا الفاصل التاريخي الموصوف أعلاه بدت الصورة التي أخذت تتشكل عن الحدث السوري بتفاعلاته الداخلية و الإقليمية والدولية مختلفة عما كان من المتوقع أن تكون عليه ، إلى درجة تدفع إلى الاعتقاد بأن هناك عوامل أخرى متوافرة في الشرط السوري استطاعت حتى الآن أن تنزع الثورة السورية من إحداثياتها الزمانية و من العديد من شروط قوتها . لقد ظهر و كأن الثورة السورية تفقد عامل قوتها المرتبط بالهيئة الجديدة لتفاعلات المجتمع الدولي المرتبطة بالنظام الدولي الجديد و أنها تعيش أجواء الحرب الباردة و أن الصورة التي من المعول أن تنقل الواقع السوري إلى العالم بوصف ما يحدث في سورية انتفاضة ضد الاستبداد قد وصلت مع تشويش كبير عليها أفرغها من مضمونها الأساسي .فكيف حصل ذلك ؟
أجاد النظام السوري وعلى العكس مما دأب المعارضون السوريون قوله، إدارته لصراعه ضد شعبه، فعمل بمنهجية مدروسة وبقدر عال من الحرفية السياسة التي لا تنقصها المعرفة بمكامن القوة ومواطن الضعف التي لديه، وبالممكن والمتاح توظيفه لمصلحته،محليا وإقليميا ودوليا.محليا أفاد من قتله السياسة وتعقيمه للحقل العام،فاستدعى ما كان قد كرسه من تناقضات وتعقيدات ( دينية ومذهبية – إثنية – مناطقية – عشائرية ) في البنية الاجتماعية السورية، كما استفاد من هياكل الدولة الأمنية والعسكرية التي فصلها على قده السلطوي، ومن شبكة المصالح المعقدة التي شيدها واخترقت طبقة رجال الأعمال والماكينة البيروقراطية للدولة وقطاعات عريضة من المحسوبين على فئة المثقفين والكتاب والفنانين. إقليميا استفاد من الوضع الجيوسياسي المعقد للمنطقة التي تنتمي إليها سورية، وضمن حياد إسرائيلي استراتيجي إزاء الوضع السوري، الذي لم يغير منه شيئا، القصف الإسرائيلي الأخير لمواقع النظام السوري في جبل قاسيون، إضافة إلى أنه أفاد من المحور الإيراني الذي ينتمي إليه، سياسيا وعسكريا إلى الحدود القصوى. أما دوليا فقد وظف خبرته في تصنيع و اختراق فرق التشدد العنفي الديني وفي استدعاء البيئة المناسبة لنشاط الجماعات الأصولية، في إرباك الموقف الدولي من الحالة السورية وإدخاله في حالة القلق والانفعال والتردد بدلا من المبادرة والفعل، كما تنبه بشكل مبكر لأهمية الدور الروسي، ولاستياء روسيا من تدخل الناتو في ليبيا،ولما اعتبرته خداع في تفسير قرار مجلس الأمن المتعلق بليبيا، فحرك نظام بشار الأسد عددا كبيرا من أنصاره ودبلوماسييه في موسكو، وأنشأ خطا ساخنا مع الروس، وبنى لوبي داعم له في هذا البلد، ثابر من خلاله على تقديم سيناريو مشوه عن الثورة السورية، عن أسبابها وداعميها وناشطيها ورهاناتها ونتائجها، مستغلا هواجس الدولة الروسية المتعلقة بأمنها القومي وتمدد الغرب صوبها وانحسار مساحات نفوذها وتخوفها من الإسلام الأصولي وخبرتها السيئة مع الثورات الملونة في محيطها وحساسيتها من احتمال اندلاع احتجاجات شعبية على أراضيها.
بيد أن الإدارة الناجحة التي حققها نظام بشار الأسد لم تقف عند ذلك الحد، بل وصلت إلى أقصى ما أمكنها،حين عمد إلى تقنين جرعات العنف والقمع الذي واجه به المجتمع السوري ليزيد من كمه و نوعه بشكل تصاعدي مع استمرار الثورة، بحيث يتحقق له نتيجة لذلك هدفين مهمين لهما قيمة إستراتيجية في صراعه الوجودي الذي يخوضه، الأول يستدعي من خلاله عنفا ثوريا مضادا ( له شرعيته ) يزداد و تتعقد آثاره في بيئة تزداد عوامل التشدد الديني الحضور فيها يوما بعد يوم سيما ولا أطر سياسية منظمة ومؤسسة تضبط الوضع الداخلي الثوري أو تتفاعل معه وتقوده، ليصل شيئا فشيئا بالوضع السوري إلى التشوش والتعقيد الذي وصل إليه بالفعل ، والثاني يتجنب به خدش الحياء الدولي وإثارة الضمير الإنساني بما قد يدفع لعمل دولي حاسم ضده، إذ أن الرأي العام الدولي الذي أمكنه أن يتقبل في الأيام الأولى للثورة السورية سقوط بضع ضحايا في اليوم الواحد، صار يتقبل مع سياسة التقنين والرفع المتزايد لجرعات العنف الحاصل ومع تعقيد وتشويش صورة ما يحدث في سورية، سقوط مئات الضحايا يوميا ووصول عددهم الكلي رسميا عتبة المائة و الخمسين ألف، موظفا بشكل مثالي الآثار التي تركتها تجربة الغرب في العراق و أفغانستان وما تركتاه من آثار على الوعي العام الغربي لجهة عدم الرغبة في خوض صراعات خارجية و الانكفاء نحو تحديات الداخل لا سيما الاقتصادية منها .
- فشلت قوى المعارضة السورية التي تولت بشكل أوتوماتيكي دفة إدارة الوجه السياسي للثورة، في مهمتها فشلا ذريعا،بل كانت عبئا حقيقيا على الثورة الشعبية وإعاقة موضوعية لها، فقد كانت بنخبويتها وكتلويتها وانغلاقها الأيديولوجي وغياب علاقتها الأصيلة مع القيم الديمقراطية وبعدم ممارستها السياسة إلا بوصفها حديث في العام عن الديمقراطية والاستبداد وحقوق الإنسان، وبعدم قدرتها على الانتقال من السياسة بوصفها خطاب نظري إلى حيث تصبح آليات وخطوط عمل على الأرض،كارثة على الوضع الثوري في البلاد، لم تستطع أن تتفاعل معه ولا أن تؤثر فيه،فتركت الواقع الداخلي على العموم يتحرك محصلة لتفاعل معطياته و حيثياته الذاتية دون أن تتمكن من تلافى الألغام (طائفية – إثنية – عشائرية - مناطقية) التي عكف النظام على صنعها وتكريسها طوال العقود الماضية، وعجزت رغم إدراكها لضرورة العامل الخارجي في انتصار الثورة،عن الاستجابة لهذا الفهم بموقف واضح وحاسم من موضوع التدخل الدولي مع بداية قمع النظام للثورة،ثم افتقدت حين حسمت موقفها في وقت لاحق، الرؤية و الإرادة والمنهجية على العمل من أجل تقديم صورة مطابقة عن واقع الثورة إلى الرأي العام العالمي من أجل المضي قدما في محاولة التأثير في الإدارات السياسية للدول والضغط عليها من أجل دعم الثورة والانتصار لها، هذا الإخفاق في أداء المعارضة السياسية القائمة على إدارة ملفات الثورة السياسية بات جليا حد الفضيحة حين حالت معارضة الرأي العام الغربي دون التدخل لمعاقبة النظام السوري رغم بروز إرادة حكومية غربية لمحاسبته بعد أن استخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه في ريف دمشق ،وإخلاله ،خلافا لعدد الضحايا الكبير و الصادم الذي نجم عن المجزرة ، بمبدأ استراتيجي استقر في السياسة الدولية و أصول النزاعات العسكرية .لم يتوقف فشل المعارضة السورية عند ذلك الحد المدوي ، بل وبسبب من أزماتها البنيوية دخلت هذه المعارضة في صراع مسف ومزر على الهيمنة فيما بينها فبددت هيبتها أمام شعبها وأمام العالم وبدت إمكاناتها في تقديم البديل السياسي الفعال عن الاسدية في سورية أكثر ضعفا.


لماذا لم يؤثر حزب الحداثة في المسار السياسي الداعم للثورة كما يجب ؟


رغم بلورته لمشروع إدارة عملية أزعم أنها كانت ستوفر للثورة عوامل مهمة لجهة انتصارها و إسقاط النظام في مرحلة مبكرة من عمر الثورة ، لم يستطع حزب الحداثة والديمقراطية التأثير في إدارة الثورة السورية على النحو الذي أراد ، ليس لأنه حزب ضعيف و غيره من أحزاب المعارضة قوية و منظمة..! ، هذا غير صحيح أبدا ، أحزاب المعارضة السورية جميعها أحزاب ضعيفة بالمعنى الاجتماعي للكلمة ولا يمكن عدها أحزاب إلا بالمعايير السورية ، فلو أرادت جميعها إخراج مئات المتظاهرين أو إعادتهم إلى بيوتهم لما استطاعت ، هي أحزاب لا أرضية اجتماعية لها ، وهذا هو الطبيعي بالنظر إلى ما فعله النظام القمعي في سورية حين قتل الحياة العامة وعقمها من كل تواجد لسواه فيها . لكن عدم قدرة حزب الحداثة على التأثير في شكل و نوع صناعة القرار المتعلق بحيثيات الثورة السورية و شؤونها السياسية مرده إلى أنه فاعل واحد مختلف بين فواعل كثر متشابهة و متضافرة إلى درجة كبيرة . الأحزاب المعارضة التقليدية التي تتشابه في ظرف نشأتها و طبيعة انغلاقها الأيديولوجي ، في شلليتها و عصبويتها و في طارئية علاقتها بالديمقراطية و هشاشة تجربتها معها ، كلها من اليسار إلى اليمين متفقة موضوعيا ، في نوع و شكل التفاعل مع الوضع الثوري على هذا النحو المخزي ،لقد اختزلت العمل السياسي الداعم للثورة على تشكيل الأطر السياسية و حضور المؤتمرات و الظهور الإعلامي الهزيل وزيارة الدول ووزارات الخارجية . هذه المعارضة لم تمارس السياسة في بعدها البراغماتي و لم تتعاطاها بوصفها عملا على ما هو واقعي بما هو علمي و عملي لتحقيق أعلى سقف ممكن في ظل توافر شروط و معطيات و موارد معينة . لم تسع لشق مسارات عمل في الواقع سواء داخل سورية من خلال التفاعل و الضبط و التوجيه و التنظيم للمعطيات الثورية و لا خارج سورية من خلال رؤية منهجية و منظمة لنقل صورة مطابقة لواقع الثورة السورية إلى الرأي العام العالمي و محاولة التأثير بحكومات الدول التي أيدت ثورة الشعب السوري لجهة دعم السوريين دعما حاسما و جذريا يودي بنظام الاستبداد و ينهي إجرامه ، و قد قدم حزب الحداثة برامجه العملية بتلك الخصوص للنافذين في المعارضة السورية منذ أكثر من عام و نصف دون فائدة.
إذن فالكارثة الكبرى و الإعاقة الرئيسة التي تعرضت لها الثورة تتمثل في أن المعارضة السورية التي نفذت إلى منصة صناعة القرار السياسي قد تفاعلت مع قضايا الثورة تحت وطأة معاناتها لأزمة بنيوية واحدة و متعددة الأوجه ، وجه فكري تلخصه علاقة إشكالية مع الديمقراطية وانغلاق إيديولوجي وتعالي نخبوي ضمني تحجبه امتثالية شعبوية تتمظهر في الامتناع عن لجم ومواجهة التشوه في العلاقة مع الديني كما بدأ ينتشر في جسم الثورة . وجه عملي و سياسي يعكسه انقطاع عن ممارسة السياسة في الواقع و الحياة و التعاطي معها بوصفها مسارات عمل اجتماعي ، وجه أخلاقي تمثل في التفاعل مع الثورة من زاوية ليس انحيازها للمعنى السياسي بل من زاوية صراعها على الهيمنة و لعبة البازارات و الشلل و الحيل و الحروب البينية المسفة التي لا تنتهي .
أما حزب الحداثة ، فهو يدعي أنه لا ينتمي إلى تجربة هذه الأحزاب ، لا في ظرف النشأة و التكون ،و لا في بيئة النشاط و اختبار الخطابات السياسية .ولد حزب الحداثة في أواخر القرن العشرين و بداية الألفية الجديدة حيث استقرت القيمة الديمقراطية على معنى واضح و محدد ، تداول سلمي للسلطة و فصل للسلطات الثلاث ،حرية الرأي و التعبير ، و الاحتكام لصناديق الاقتراع ، لم تعد نهبا لصراع ينحاز بموجبه البعض ( كما فعلت غالبية المعارضة التقليدية إبان نشأتها و لعقود طويلة ) إلى محتواها الاقتصادي الاجتماعي . الأمر الذي اكسبه علاقة أكثر أصالة و موضوعية مع القيمة الديمقراطية ، فقد تربى عليها حقيقة من حقائق العصر السياسي الجديد التالي على انهيار المنظومة الاشتراكية ، أما نشاطه فقد كان بشكل أساسي خارج سورية ( هذا ما يأخذه البعض عليه بوصفه إساءة لتجربته ) الأمر الذي أدى إلى حماية تجربته من أمراض العمل السري ، من الشللية و العصبوية والعلاقة الهشة مع الديمقراطية ، بل دفعه ذلك إلى أن يختبر قراءاته و مواقفه بشكل حر مستفيدا من غياب الاكراهات المعروفة للبنيوي في الاجتماعي السياسي السوري آخذا مسافة نقدية عن تغوٌل المفاهيم السياسية الجماعية السائدة ،المؤطرة و الجامدة ، من قبيل الهوية السورية والوطنية التقليدية ونموذج الدولة والعلاقة مع الغرب والولايات المتحدة و أسس التشخيص السياسي و أبعاده و منهجية التعاطي و الحلول و الأدوات ... الخ .


أي مسار ستسلكه الأحداث السورية ؟


لم يعد مثار شك أن الوضع السوري قد بات يمر في نفق مظلم و صعب وأن آفاق الخروج منه تضيق يوما بعد يوم وأن ليس ثمة سيناريو يمكن بموجبه تحقيق انفراج تتحقق معه رهانات الثورة السورية على الحرية والكرامة على المدى القريب و المنظور. فخلافا للنظام القمعي الذي لا يزال قادرا على القمع وإلحاق الموت والخراب بحياة السوريين ، هناك أطراف تكفيرية كدولة العراق والشام ( داعش ) و جبهة النصرة و أخرى متشددة لا تختلف عن النظام المستبد في شيء من جهة عدائها للحرية و دولة المواطنة والمستقبل الحر للسوريين . قدر السوريين أن يواجهوا الاستبداد في معركة مزدوجة و معقدة ، وسواء نجحت المساعي التي تبذلها الأطراف الدولية بالوصول إلى حل سياسي في مؤتمر جنيف 2 المزمع عقده في الأسابيع أو الأشهر القادمة ، أم لم تنجح ، فإن الحدث السوري الذي يجتاح البلاد منذ ما يقارب 3 أعوام قد أطلق حراكا مدويا و صاخبا ترك آثارا مأساوية سيعاني منها السوريون لعقود قادمة ، و أن هذا الحراك قد حرر التناقضات البنيوية التي يعاني منها الوجود السوري و تركه أمام سؤال المصير و رهانات الصراع الجدلي ذو الدينامية التاريخية . فواقع الركود السوري قد انتهى ، و الحياة والحركة قد حلت بعد مراوحة وسكون وأسن اجتماعي طويل اشرف الاستبداد السياسي على ترسيخه وحمايته في سورية . السوريون تغيروا جذريا بعد انطلاق حراكهم ، وتغيرت معهم مفاهيمهم واستعداداتهم وأنماط تفاعلاتهم مع الاجتماعي السياسي إلى الأبد ، بالتأكيد لم تكتمل مسيرة تحررهم بل هم في بدايتها الأولى وأمامهم وقت طويل حتى يبلوروا عمليا قيم التسامح و الاعتراف بالآخر والعيش المشترك و الاحتكام إلى الإرادة العامة التي تحددها صناديق الاقتراع ، سيواجهون تحديات و معيقات و صراعات كثيرة حتى تتأسس الحرية في عالمهم بالمعنى العميق و الفلسفي للكلمة ، لكنهم على الأقل ومنذ الآن لم يعودوا بوارد الخضوع لأي استبداد جديد أيا تكن تجلياته ، فالانعطاف الكبير قد حصل في سورية بالفعل و طال معه الروح السورية .
ربما كان من الممكن للسوريين أن يتفادوا كل هذا الصخب والوجع والدمار الذي لحق بسورية ولا زال ينتظرها لو أنهم بلوروا قوى سياسية جديدة تتصدى لإدارة الشأن السياسي للثورة بشكل يتفارق إلى حد بعيد مع النموذج العاجز الذي قدمته المعارضة التي تحتل مواقع القرار في الأطر السياسية الممثلة للثورة ، إلا أن امتناع ذلك وتعذره كان مفهوما بسبب غياب السوريين طويلا عن العمل بالسياسة و الاهتمام بما هو سياسي و بسبب طبيعة المرحلة التي يجتاحها غليان ثوري صعب ومعقد وتتفاقم آثاره وصعوباته يوما بعد يوم .
أخيرا :ليس من الإفراط في التفاؤل ولا من منظور رغبوي التقرير بأن المآل الأخير للثورة السورية التي اشتعلت في آذار من عام 2011 وأحرقت معها عالما مشيدا من الخوف و الصمت و السكون و الفوات التاريخي رغم كل شيء هو التحقق والنجاح و لو بعد فترة طويلة من الصعب التكهن بنهايتها و حدودها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعقيب
عبدالغني زيدان ( 2013 / 9 / 29 - 18:09 )
اولا لك مني اشادة وهي القدرة على الخروج من بوتقات التعريف الجاهزة والخروج الى تعاريف ثورية في وصف الحدث السوري والربيع السوري لن اعتبر هذه المنطقية التي استخدمتها للوصف دعاية لهذا الحزب الجديد والذي يدعى حزب الحداثة والديمقراطية اولا يتوجب عليك ان تنقي هذه المصطلحات الحداثة والديمقراطية من جذورها التاريخية وموروثها الفكري والاحداث التي اخرجت هذه الايديولوجية وهي الحداثة والديمقراطية فضلا عن ان هذا المصطلحان متداخلان ومتناقضان برئي فالديمراطية هي وعي جماهيري ذو مسار واضح متقدم حسب ما تقتضيه الانسانية الا ان الحداثة لو رجعنا الى تاريخها لوجدنا فيها منالخلط والاقاويل ما هو اشبه بحرب فكرية بالنسبة لي مفهوم الحداثة هو نفس العلمانية او العالمية لان مسار الحداثة هو العالمية والنظرية العالمية او العلمانية بالنسبة خالية من الانسانية ومن المنهجية المنطقية وهي بشكل عام بوعي او من دون وعي ستكون تبعية حسب اماكن ولادتها ونشوءها فضلا عن انني اعلم يقينا ان التقدم فكرة لا بد منها
انا هنا لن انتقد فقط بهدف النقد لذلك ساكون برجماتيا وهو ما دام هنالك القدرة المتجردة لهذا الحزب بنظرته الثورية فعلا في وصف الحدث السوري ماذا يمكن ان يقدم لسوريا وماذا يمكنه ان يفعل لضم النزاعات القائمة ولو فكريا ما بين الاطياف التي تشكل الائتلاف السوري وهل هو فعلا يعترف بهذا الائتلاف انا برجماتيا يجب ان يكون لهذا الحزب القدرة على الوسطية بين جميع الاطياف
الا انك بوعي او لا قد جعلت من الدين اداة للدولة كي تستبد به وهذا ان دل على شيء يدل على انه في ثقافتكم فانك غير مصطلحين كفاية مع الدين وخصوصا الاسلام وهذا يعيب النظرة الفكرة وسيكون حاجز امم واجباتكم اتمنى لهذه الحركة النمو في الداخل السوري لتكون وساطة ونقطة التقاء ولو فكريا ما بين جميع الاطياف عاشت سوريا حرة عربية اسلامية


2 - رد الى: عبدالغني زيدان
فراس قصاص ( 2013 / 9 / 30 - 02:38 )
الاستاذ عبد الغني زيدان .. شكرا لتعقيبك و ملاحظاتك . و اسمح لي أن الخص تفاعلي مع تعليقك من خلال ما يلي :
- بالنظر إلى المسار الخصب الذي شكلته ولادة الأحزاب و الاطر السياسية السورية منذ لحظة الثورة وحتى الان ،يبدو لي من عدم الدقة اعتبار حزب الحداثة و الديمقراطية حزبا جديدا ، فنشاطه العلني يعود إلى اكثر من اثني عشر عاما ، و المرحلة التي سبقت الاعلان عن تأسيسه تعود إلى اعوام خمسة اضافية سابقة .
- لم أفهم ما الذي تقصده من حديثك عن -تنقية- مصطلحي الحداثة و الديمقراطية من جذورهما التاريخية و موروثهما الفكري ... الخ إذا كنت تقصد نزع اسسهما المعرفية وشحناتهما الدلالية فهذا يعني من وجهة نظري مطلبا للتخلي عنهما و لتغيير جذر الخطاب السياسي الذي نتحدث عنه و تدمير اسئلته و رهاناته كلها و هو بالتأكيد ما لا يمكن أن اتفق معك فيه ، أما اذا كنت تتحدث عن تبيئة و استنبات لهذين المفهومين في الحقلين الثقافي و السياسي العربي بعد الاستفادة من دراسة مقارنة لسياقاتهما التاريخية مع واقعنا المحلي بما لا يتعارض مع الالتزام بما تجملانه من قيم و مفاهيم شاملة لمستويات عديدة ، فهذا ما نحاول ان نعمل من أجله و بمثابرة لا نود التراجع عنها .
- لست أنا من جعل الدين أداة للسلطة المستبدة في سورية ، بل تلك الاخيرة هي من توسلت الدين أداة من جملة ادوات اخرى من أجل الضبط الاجتماعي و السطو الشامل على الحقل العام كضرورة قصوى لاستمرار تسيد استبدادها على سورية
- أزعم أن حزب الحداثة يسعى لتقديم تعاط مع الدين أعتقد أنه جديد كليا بالقياس إلى تجارب الأحزاب السياسية في المنطقة ، يقضي بوضع مهمة الاصلاح الديني في حقيبة الاجندة السياسية لحزب الحداثة ، بغرض التأسيس عليها للتصالح مع الديني وفتحه على قيم الحداثة و الديمقراطية و مقتضياتهما القيمية ، وباعتماد علمانية منفتحة لا تعادي الديني و انما تحدد علاقته مع المجتمع من خلال الدفع به الى الساحة الشخصية للافراد ، بالشاكلة التي تحقق الحياد العام لمؤسسات الدولة و للحقل العام ازاء اي منظومة قيمية محددة من خلال العلاقة مع المقدس و الروحي .


3 - الحدث السوري من منظور حزب العدالة والديمقراطية
بشير شريف البرغوثي ( 2013 / 9 / 29 - 21:42 )
الحدث السوري من منظور حزب العدالة والديمقراطية
ما أوافق عليه بشكل مطلق مع الأستاذ فراس قصاص هو أن -السياسة تجسيد للثقافة وإسقاط لها على الاجتماعي... وأن جوهر الأزمة كامن في الثقافة-. ولكن هذا الاتفاق لا يمنعني من إثارة نقاط الخلاف التالية:
• لم ألمس البعد الثقافي لا في التعريف بالحزب، ولا في تأصيل مصطلحات اسمه ولا في التعامل مع الوقائع الجارية على الأرض
فأية دميمقراطية؟ وأية حداثة؟ لا بد من صفة أخرى توضح هل هي ديمقراطية أثينا؟ أم الديمقراطية الليبرالية؟ لم أجد اتفاقاً بين الباحثين على تحديد الديمقراطية -كقيم- -Absolute Value-، ولم يوضح الكاتب أية قيمة يعني بل اعتبر الإجراءات الديمقراطية Procedures قيماً، وهذا كلام لم نألفه في علم السياسة، وإن كان في عالم السياسة ,أما مصطلح الحداثة فهو من أكثر المصطلحات إثارة للجدل ولا يمكن إيجاد توافق نخبوي ثقافي/ سياسي حوله، ناهيك عن الوصول إلى تواطؤ جماهيري عليه، وبالتالي، فإن تسمية الحزب بحد ذاتها ستكون محدداً أساسياً أمام انتشاره الجماهيري ما يحد من آفاق قدرته على التأثير في مسار الأحداث. أما عنوان -الحدث- فيشير إلى عدم استقرار المصطلحات والمفاهيم لدى الحزب، فكل ما يلي من تحليل يدور حول -ثورة- وليس حول حدث، ولا أحسب بأي حال أن ما يجري في سوريا هو مجرد -حدث-.
• ربط الأستاذ غسان بين -ثورة- سوريا وثورات الربيع، أي أنه لم يهمل العامل الإقليمي، وكذا لم يغفل العامل الدولي المتمثل في وجود فرصة للثورة تتمثل في أحادية قطب السيطرة في العالم. هكذا وكأنه يفترض الحياد في هذا القطب الواحد، وكأنه يفترض أيضاً أن الجماهير العربية -ترحب- بأي دور لهذا القطب، أو كأنه يفترض نزاهة هذا القطب.
إن منشأ هذا الافتراض هو عدم النظر إلى وجود إسرائيل، وإلى موقف الولايات المتحدة منها، وبالتالي، فلا يمكن بحال أن تكون الولايات المتحدة -محايدة-، هذا لو تناسينا مصالح النفط، ومصالح لوبيات مصانع الأسلحة، والعلاقة مع إيران، والوضع في العراق... الخ الخ وكلها عوامل فاعلة ومؤثرة ليس في مسار الأحداث فحسب، وإنما في الإفادة الأخيرة من فوائض قيمة المال والدم في هذه -العملية الإنتاجية- المسماة ثورة.
• يبدو الكاتب متفائلاً بشأن النتيجة النهائية، ولكن هذا التفاؤل لا مرد له إلا القراءة النوعية للثورة الفرنسية وإسقاط نتيجتها النهائية على مستقبل -الثورة- في سوريا، وهذا إسقاط ميكانيكي يعوزه الكثير من التحليل، ويقوم على إغفال مئات العوامل ولعل أهم ما أغفله الكاتب وجود فارق زمني يتمثل في مئات السنين. وقد انسحب هذا التجاوز للتفاصيل على أدوار القاعدة والمنظمات الأخرى، فلم يشر بشيء إلى خطورة مفاهيمها ودورها وكأنها قوى ستشارك في الثورة بكل هذا الكم من التخريب والقتل والتشويه للمعتقدات والمفاهيم ثم تغادر بكل أمن وسلام!! وتترك الشعب السوري في حاله. هذا الوهم كان موجوداً لدى كثير من العراقيين قبل 2003 ولكن العراق لا يزال يدفع الثمن حتى الآن، وهو ثمن أفدح حتى من ثمن الاحتلال!!!
أما الحديث عن انهيار المعسكر الاشتراكي وعدم وجود دور له، فقد تناسى أيضاً دور روسيا والصين والدول الأخرى، وكأن الكاتب يفترض أنها ستنسحب أيضاً من المسرح بكل هدوء وسلام.
اسمح لي أستاذي غسان أن أقول أن التفاؤل غير المؤسس هو الذي أوقع كثيراً من جهات المعارضة السورية في هذه الأفخاخ التي أوقعت شعبها فيها، وأنها زجت شعبها في معركة مجهولة العواقب بشكل تساوت فيه الجهالة الجهلاء مع العمالة العمياء.


4 - رد الى: بشير شريف البرغوثي
فراس قصاص ( 2013 / 9 / 30 - 15:16 )
الاستاذ بشير تحية الحوار المنتج
عزيزي دعني قبل الدخول في حوارنا الثنائي بتعقيبي على تعليقك أسجل رصدي لمفارقة مدهشة طرفها الأول خطؤك في إيراد اسم الحزب( العدالة و الديمقراطية ) في تعليقك، ( اسمه الحداثة و الديمقراطية ) وفي اسمي ( غسان ) واسمي هو فراس ، أما طرفها الثاني فهو النقاش الغني بالأفكار و الأسئلة/الملاحظات المستحقة التي تغني الحوار فعلا و تساعد في إلقاء الضوء على المزيد من الأفكار التي لم تسمح المساحة التي توفرها الافتتاحية بالتطرق إليها . إذ كيف لي أن اربط بينهما.
- لا يبدو لي واضحا تماما ماالذي تقصده تماما من تعبيرك ( لم ألمس البعد الثقافي لا في التعريف بالحزب . الخ )
• البعد الثقافي لعمل الحزب يتمثل في إرادة العمل لديه من أجل التأثير على ثقافة المجتمع بالمعنى الذي تتحدد لديه بوصفها الصورة الكلية المتكاملة لمجتمع ما التي تختزن أشكال اعتقاداته و أنماط قيمه و نماذج تفاعله مع ذاته و مع العالم و طبيعة تعريفه للأشياء و الأرقام و الرموز ... الخ ، بالتأكيد لم اقصد أن حزب الحداثة يعمل على بعد ثقافي آخر بالمعنى العالم التخصصي للكلمة أي يطال الحقول الثقافية و شؤونها المتخصصة .
• العرض التعريفي بحزب الحداثة جاء مكثفا بالنظر إلى اكراهات المساحة التي تتيحها الافتتاحية و بسبب الرسالة الرئيسية لهذه المادة المرتبطة بموضوع الثورة السورية في حين يحتاج الحديث عن الحزب إلى مناسبة مختلفة توفر المساحة الضرورية ، وعلى ذلك أيضا تبدو مهمة التأصيل النظري لمصطلح الحداثة غير ممكنة في هذا العرض هذا لو سلمت معك حول جدوى استخدام مفهوم التأصيل النظري و مقاصده ، بدلا من الدفاعات النظرية عن مستدعى وجدوى اعتبار الحداثة ذروة أولى في خطاب الحزب . بالنسبة لمعنى الحداثة الاصطلاحي ، نعم هناك أراء كثيرة تتحدث عن ضبابيته ، و هو مختلط عند البعض إلا أني مع الآراء الأخرى التي تقول بضبط حدوده و مستويات اشتغاله النظري بشكل كاف ، ( بشكل عام ) المصطلح كما يحدده حزبنا مفهوم شامل يلف كل مستويات الوجود الإنساني ، يلخصه موقف جديد من قضية المعرفة و تعكسه أسس جديدة للتفاعل البشري ، كما يمكن بشكل عام إحالة كثير من المفاهيم و القيم التي يتضمنها مفهومنا عن الحداثة ، من قبيل العقلانية و تأكيد الذات الإنسانية و دورها في العالم ،و الرهان على قدرتها في التحكم بمصيرها و محيطها .و من قبيل التسامح و الاعتراف بالآخر... و بالتأكيد الحداثة في السياسة تحيل إلى العلمنة و إلى التفاعل مع الاجتماعي السياسي انطلاقا من معطيات العلم و معطيات الحياة و شروطها و العوامل الاجتماعية و قياسات المصالح ، بالتالي الحداثة السياسية تستهدف تقويض البنى التقليدية غير المدنية الحديثة في المجتمع ، كالقبلية و الطائفية ....
• اعتبارك أن العرض السريع للافتتاحية لم يتبن مفهوما محددا للديمقراطية فأقول إنني أختلف معك تماما في ذلك ، فالسياق العام للافتتاحية أظهر بدرجة مقبولة أية ديمقراطية هي المقصودة ، هي بالتأكيد ليست الديمقراطية المختزلة بالعملية الانتخابية بل هي التي تنهض على أسس قيمية ( حرية ..مساواة . حقوق إنسان ...الخ ) يجري تمثيلها اجتماعيا /سياسيا من خلال إجراءات / مسارات عمل من بينها إقرار دستور يرسخ المساواة في الحقوق و الواجبات بين المواطنين دون النظر إلى أي تصنيف و الاحتكام إلى الإرادة الشعبية عبر صناديق الاقتراع و اللعبة البرلمانية و فصل السلطات الثلاث ( هل في ذلك ما لا يمكن رصده بأدوات علم السياسة ..!) هذا من جهة . من جهة أخرى ( و إطار في استكمال تعقيبي على تساؤلك عن اية ديمقراطية .. ديمقراطية ليبرالية أم أثينية .. الخ ) أيضا كان واضحا أية ديمقراطية تتبنى الافتتاحية ، حيث لم يعد ممكنا القياس و الاحتكام معياريا إلى الديمقراطية الأثينية التي تستثني العبيد و الفلاحين و النساء وغير المنتمين إلى أثينا من ممارستها .... و الديمقراطية في هذا الفاصل التاريخي لم تعد مادة صراع ذو طبيعة أو تجسيد سياسي دولي ملموس ، كما كانت قبل سقوط الاتحاد السوفييتي . لم يعد ممكنا تعريفها كليا وفقا لمحتواها الاقتصادي الاجتماعي الماركسي ، هذا المعنى هزم سياسيا و تراجع إلى درجة مريعة ، رغم أنه ترك أثرا مهما على -الديمقراطيات الرأسمالية- التي قدمت تنازلات مهمة حدت من جموح رؤيتها الاقتصادية داخل مجتمعاتها .
• لا أجد تنافرا بين الإيمان بأن ما يحدث في سورية ثورة مكتملة الأركان و بأنها مع ذلك حدثا ، بل حدثا تاريخيا جللا . هل يمكن الحديث عن ثورة شعبية لا أحداث مادية تطرأ في الزمان و المكان تعبر عنها . بل هل يمكن الحديث عن ثورة في سورية دون دلالتها الحدثية ، بل الصاخبة في حدثيتها ، حتى الاستخدام النادر لمفهوم الحدث في الأدبيات الفلسفية يصلح أكثر لخلعه على الثورة منه على أحداث اقل أثرا و جذرية ( انظر تحديد جاك دريدا لمفهوم الحدث في مقالته : ما الذي حدث في 11 سبتمبر ، إذ يتسم الحدث وفق استخدام دريدا بطابعه الطارئ و غير المتوقع و بأثره الجذري الذي لا يمكن نسيانه ، حيث قبله يغدو مختلف جذريا عما بعده . و هل يصلح ذلك على أي حدث أكثر من انطباقه على الثورة ) .يمكن القول ربما أن ليس كل حدث أو حراك شعبي ثورة ، لكن كل ثورة شعبية هي حدث جذري و تاريخي بالتأكيد .
• حديثي عن تأثير العامل الدولي على الثورة السورية أثناء سيطرة القطب الواحد لم يعن أبدا حيادية ذاك القطب ولا تنزيهه ببلاهة عن عامل المصالح . لكني تحدثت عن ما يوفره سيطرة القطب الواحد من ديناميات جديدة في قواعد التفاعل الدولي تفسح نظريا للتدخل في الوضع السوري بما ما كان أكثر صعوبة و امتناعا في نظام القطبين السائد قبل سقوط المنظومة الاشتراكية . و ضربت مثلا لذلك التدخل في كوسوفو و يوغسلافيا السابقة . أما قبول الجماهير العربية لموضوع التدخل الغربي من عدمه في سورية أمر غير ذي أهمية عملية ، قل لي ما الذي قدمه فعليا دعم الجماهير العربية لحماية الشعب السوري من القتل اليومي و القهر الذي فاق ما تعرض له الفلسطيني على يد إسرائيل . في الحقيقة لا شيء ، استجابة -الجماهير العربية- لحاجة الشعب السوري للدعم في مواجهة نظام مجرم و قاتل كانت متدنية إلى حد مذهل ، حتى أنها لم تخرج في تظاهرات واسعة و داعمة بالمعنى الرمزي للكلمة . الحديث عن موقف الشارع العربي و استخدام ( مفردة الجماهير ) تشي بالنسبة لي بحمولة أيديولوجية غير خافية . و الفرق كبير بين الفهم الإيديولوجي للواقع و الموقف المؤدلج منه ، وبين موقف الإنسان السوري من واقعه الذي يواجه فيه و اثناءه الموت ، فما يحرك السوريين و يرسم مواقفهم من تدخل الغربي و الأمريكي لمساعدتهم دوافع أصيلة و إنسانية مرتبطة بالدفاع عن حقهم في الحياة ، في حين ما يحرك أصحاب نظرية الجماهير العربية الرافضة للتدخل في سورية أفكار و مقاربة للواقع محكومة بتصورات إيديولوجية لا أثر حقيقي سلبي على حامليها .
• نعم للعامل الإسرائيلي أثره في تحديد موقف الولايات المتحدة من الثورة السورية ، لكن دعني أذكرك أن النظام السوري هو الذي عرف كيف يتعامل مع هذا العامل و ليست ( هذه العملية الإنتاجية المسماة ثورة ..!) الحديث عن عامل النفط بوصفه محدد أساسي في الموقف الأمريكي و الغربي اعتقد أنه صحيح ، لكنه ليس العامل الوحيد ، و ليس العامل الأهم . هناك جملة عوامل ذاتي غربية مرتبطة بوجود إدارة ديمقراطية كسبت الانتخابات على قاعدة انتقادها الحرب على العراق و كلفها البشرية و الاقتصادية المهوولة . القاعدة الانتخابية لهذه الإدارة لا زالت ترفض اللجوء إلى العنف في إدارة النزاعات و الصراعات الخارجية ، و هناك عوامل موضوعية تضع سورية في منطقة جيواستراتيجية معقدة و التعامل مع الوضع فيها يحتمل تقاطع الحسابات و تعدد مناحي التأثير و التدخل و المصالح في ظل وجود دول مثل إسرائيل و العراق و تركيا و في إطار العلاقة العضوية لإيران بما يحصل في سورية . و اعتقد أن الافتتاحية تطرقت بشكل مكثف لذلك .
• لم يكن تفاؤلي بانتصار الثورة و تحقيق أهدافها على المدى البعيد نتيجة لمماهاة ميكانيكية بينها و بين الثورة الفرنسية ، بل في النظر إلى الثورتين الفرنسية و السورية من زاوية فلسفة التاريخ . نعم الفارق الزمني بينهما كبير و الحيثيات متغيرة إلى درجة كبيرة ، لكن ذلك يصب في مصلحة تحقيق الثورة السورية لأهدافها بمديات زمنية اقل ، من وجهة نظري لو تمت إدارة الثورة بشكل ناجح يعي القدرة على تخليق ديناميات تفعيل المعطى التاريخي الذي يمر به العالم ، لسقط النظام السوري منذ فترة مبكرة من عمر الثورة ، إلا أن الذي حصل هو العكس تماما ، النظام هو الذي أعاق هذه الديناميات ، بتحفيزه القابلية لتوتير العلاقة الاجتماعية مع العامل الديني التي يوفرها الشرط الثقافي في سورية ( الشرط الديني القروسطي السحري الروحي ) و بخلقه الأسس المادية و النفسية كمستدعيات ضرورية لحالة التشدد و التطرف الديني ( القمع الشديد – إشاعة اليأس في الشارع – اختراق المنظمات التكفيرية و تصنيع بعضها – إثارة مخاوف الأقليات الدينية و المذهبية و توظيف مخيال بعضها الجماعي في خلق أسس مجنونة لممارسة العنف ضد الآخر ) ليخاطب حساسية الغرب و يشوه صورة الثورة السورية لمصلحة تلقيها حربا أهلية طائفية بين طرفين احدهما علماني ( النظام) والآخر متشدد تكفيري الخ في حين فشلت المعارضة في مهمتها نظرا لعجزها البنيوي المتمثل في شكل فهمها و تعاطيها السياسي وانعدام خبراتها بالعمل وفق البعد البراغماتي في السياسة بالقياس إلى البعد الايديولوجي .


5 - التغيير حتمية تاريخيه
د /الأمير سعيد الشهابي ( 2013 / 9 / 29 - 23:02 )
إستعراض شيق وتحليل جنح أحيانا إلى مقارنة غير موضوعيه بين مقومات التحرك الشعبي في إطار خطط المعارضه لأسقاط نظام تجذر في الكيان السوري ..ألمعارضة تحمل شعارات براقه ولكنها لم تك يوما مهيأة لخوض غمار حرف مفتوحه على النظام ..وهنا ندرك أهمية التعبئة والحشد الجماهيري الذي إفتقدت له المعارضه المتشرذمة المخترقة المنقسمة ..لذلك إستطاعلنظام إستثمار كافة التناقضات الفكريه والأيدولوجيه بشكل كبير أدى لبروز الصدام بين قوى أصبحت تتصارع على الساحة السوريه من خلال بوابة الحرب لأسقاط النظام .ولكن المدهش في المشهد السوري كيف تحولت التظاهرات السلميه عن طريقها السلمي لطريق إستعمال السلاح لآسقاط النظام ..هل هذا كان مشروعا جاهزا للتنفيذ في سوريه لنرى النتيجة أنها تحولت لحرب طائفيه وعرقيه بإمتياز ..لم أجد من خلا متابعتي للحدث السوري ما يعزز قناعتي أن هناك ثورة ضد النظام بقدر ماهناك لاعبون جدد على الساحة السوريه يريدونها عراقا آخر ..تنتهي فيه الدولة كيانا وهوية وطنيه ..وبإعتقادي لو بقيت التظاهرات سلميه لما نتج عنها هذا الكم الهائل من الضحايا والدمار في الوطن السوري ولما تمكن اللأعبون من الحرس الثوري الأيراني وحزب الله وغيرهم ممن يدعون أنفسهم جبهة النصره وانصار القاعده والأخوان المسلمون الذين يرسلون من الأردن الشقيق المئات من العناصر للقتال في سوريه بزعم الجهاد والسلفيون الذين يتدفقون من لبنان لمواجهة حزب الله والقتال مع المعارضه ضد النظام. فكيف نسمي هذا الوضع المعقد المفتوح وإنتقال الصراع للبنان لتتسع دائرة الحدث
ثورةعلى نظام ..الثورة تكون في الحد الأدنى متجانسة متسقة لها قيادتها الموحده وتعتمد على جماهيرها ولاتنتظر من أحد أن يقاتل معها ..الثورة هي التي تصنع تاريخا جديدا لسوريا
ولكن ليست هذه الثوره التائهة بين أروقة القرار الأقلميمي والعربي والدولي وبين مانراه من
تمزق مهين مشين للأسف ..لك أستاذ فراس تحياتي الأخويه ولك الشكر على هذا المقال الرائع


6 - رد الى: د /الأمير سعيد الشهابي
فراس قصاص ( 2013 / 10 / 1 - 00:32 )
الدكتور الامير سعيد الشهابي : تحية التفاعل و الحوار
اتفق معك تماما في أن أزمة ثورتنا الرئيسية هي أزمة معارضة ،فالمعارضة مقطوعة عن الشارع و غير قادرة على التفاعل معه و ترشيد حراكه الثوري بمأسسة اطره الفاعله على الارض و مركزة قراره و باعطائه وجهة وطنية تقوم بمهام السلطة المهشمة في المناطق المحررة ، لو نجحت المعارضة في ذلك لجنبت الثورة صراع الكتائب و سادة الحرب المحليين و سطوة كتائب تكفيرية على الوضع الثوري . برأيي كان ذلك ممكنا ، بابداع أطر تنظيمية عسكرية / سياسية منذ بداية الحراك تضم كل الفاعلين الارض إلى دفة صناعة القرار السياسي للثورة ، الامرالذي يمكنه أن ينظم و يمنع توالد الكتائب على نحو غير مضبوط و بشكل يقوض كل سلوك تدميري يصيب الوضع الثوري ، و يمكننا في النهاية من انشاء سلطة ثورية مركزية في المناطق المحررة تشكل نواة البديل عن السلطة المستبدة في بقية البلاد .
من وجهة نظري كان من الصعب تجنب عسكرة الثورة في غياب تأطير سياسي منظم للحراك الثوري ، العسكرة لم تكن خيارا و انما كانت نتاجا طبيعيا لاستمرار قمع النظام للثورة و استمرار الثورة في الاشتعال ضد الاستبداد في الوقت نفسه و في غياب القدرة على تأطير و ضبط الحراك الثوري من قبل احزاب سياسية ذات عمق اجتماعي .
مرة أخرى . ليست الثورة بالمعنى التاريخي الفلسفي و المعياري للكلمة مفهوم ناصع البياض و مثالي على النحو الذي ترسخ في افق اللغة العربية و فضائها الدلالي . الثورة هو المفهوم الذي يطلق على مسار انعطاف جذري يعيشه مجتمع ما ، معه تتغير حيثيات الاجتماعي السياسي بشكل راديكالي ومعه يصل التغيير خصائص الشخصية الاجتماعية و روح المجتمع برمته .كان المجتمع السوري في مرحلة ما قبل الزمن الثوري يضج بالتناقضات و الشروخ المكبوتة بفعل الاستبداد ، تناقضات إثنية – دينية – مذهبية – مناطقية – قبلية ، جميعها يهدد في حال التعبير الحر عنه أسس الوجود السوري السياسي و الاجتماعي ، السلطة الديمقراطية الرشيدة بالعادة تقود و تواكب حل هذه التناقضات لا كبتها و استعادتها ثم توظيفها لمصلحتها كما تفعل السلطة المستبدة حين تواجه تهديدا بتقويض تسيدها و استبدادها .
حالة الغليان الثوري رغم الأوجاع الأسطورية التي تحيقها بعالمنا السوري هي المقدمة الحتمية للشروع في حل التناقضات التي تعتمل الاجتماعي السياسي السوري بانتاج أوضاع جديدة كليا تسمح باعادة خط سير المجتمع إلى سكة التاريخ و إطلاق عوامل صيرورة تاريخية تدشن المستقبل و تفتحه على ما هو جديد و متجاوز سياسيا و قيميا و فكريا .
أخيرا نكون واهمون اذا اعتقدنا انه يمكن ابعاد العامل الاقليمي و الدولي عن الوضع السوري ، لكل ذات موضوع و دون العلاقة الجدلية بين هذين لا وجود و لا حياة أبدا .هذا ينطبق على الذات السورية و موضوعها الاقليمي و الدولي ، فمن الطبيعي عندما تضطرب الذات و تضعف أن يقوى فيها الموضوع و يزداد تدخله فيها و تأثيره عليها . المشكلة في هذه الجزئية هو كيف للذات ان ترشد تدخل الموضوع و تستثمره لتنهض و تقوى من جديد , هذا ما اخفق السوريون فيه ، المعارضة بالتحديد ، و هو المأزق الذي تدفع ثمنه الان سورية وطنا و انسانا بشكل يزلزل وعينا و يصيبنا بوجع يكاد ينتمي إلى ما لا يحتمل و ما لا يطاق . الا ان ذلك الوجع هو الذي يؤصل لعوامل قوتنا المستقبلية حين تتكون قيمنا في التعايش والسلم الاهلي و الاعتراف بالاخر و بالديمقراطية انطلاقا من كونها الحلول الوحيدة العملية التي تضمن لنا امكانية البقاء ، إنها خبرة عملية دفعنا ثمنها باهظا و باهظا جدا و لن تمر دون ترك ما هو تاريخي و اصيل في مغامرة وجودنا الاجتماعي و في علاقتنا مع العالم .
لك مني أيضا كل التقدير على تعقيبك و ملاحظتك المهمة


7 - تفاعلية الداخل السوري مع الثورة والمؤثّـر الإقليمي
د.خيرالله سعيد ( 2013 / 9 / 30 - 02:12 )
ما تقدّم طرحه يشئ بشئ من العلمية والموضوعية، لكنه لم يشخّص قوّة ( الوجود الإجتماعي السوري مع الثورة) هذا من جهة ومن جهة ثانية، لعب العامل الإقليمي دوراً مؤثّـراً في رسم سياسة المعارضة السياسية ، حيث أفقدها من البدء إستقلالية القرار السياسي - لأن المال الخليجي - كان مهيمناً على القرار السياسي ، ومن ثم تدخل العامل الدولي في الشأن السوري - من حيث المعارضة والسلطة - بمعنى أن الثورة السورية تعرقل مسارها من البدء- رغم أن حالة الإيقاع الشعبي للثورة السورية كان واسعاً وبشكل أربك النظام - كيف تقرأون ( صراع الإرادات الدولية على الثورة - هذا من جهة، ومن جهة أخرى ( وصول النظام لاستخدام السلاح الكيمياوي ضد المعارضة ، أو بالأصح ضد الثوار على الأرض ، ألا يشير هذا الى ضعف النظام وتهالكه - بالرغم من ( لعبة الأمم الكبرى عليه ) ألا يعطيكم هذا الحال قراءة أخرى لواقع الثورة ؟ وما هي المديات الزمنية التي يمكن معها أن ترى الثورة نجاحها ؟


8 - رد الى: د.خيرالله سعيد
فراس قصاص ( 2013 / 10 / 1 - 01:20 )
شكرا لتعليقك عزيزي الدكتور خير الله سعيد
عندما يصف احدنا حراكا يشهده مجتمع ما بانه ثورة شعبية، كما قررت الافتتاحية ، فهذا يعني ان الحضور الاجتماعي في هذا الحراك مدويا و عظيما ،و هو أمر صار بدهيا ، اما سؤال لماذا كان هذا الحضور الاجتماعي في الثورة كبيرا ، فاجابته وفقا لمنظور المادة التي كتبتها ،تتبدى بالاضافة إلى توافر عوامل سياسية / اقتصادية محلية تدفع نحو الثورة على النظام في المجتمع السوري ، كالاستبداد و القمع و الترويع و تعميم الخوف و الفقر و الفساد و انتهاك ادمية الانسان و كرامته ،في عوامل مرتبطة بحركة التاريخ في منطقتنا ، و توافر شروط جديدة في الفاصل التاريخي أخلت بتوازن السكون و الفوات الذي كنا نعيشه ، شروط في النظام الدولي و شروط تقنية مادية ( تطور تكنولوجي – ثورة معلومات و انترنت و تواصل اجتماعي – فضائيات –ثورة في الحصول على الصورة و توثيقها و نقلها ) أطلقت اشكال جديدة من التفاعل الانساني منها التواصل المجتمعي الذي كان لتعطيله الدور الاهم في الاستحواذ على الحقل العام من قبل السلطة المستبدة و مصادرة أي نشاط مجتمعي ذو هيئة منظمة .
من موقع داخلي و مضطلع ، كوني انتمي إلى القوى المعارضة و كوني كنت عضوا في المجلس الوطني قبل استقالتي منه منذ حوالي العام و يأسي من ان يستجيب لمشاريع و قراءات و رؤى سياسية دعونا اليها في الائتلاف العلماني و حزب الحداثة ، من ذاك الموقع اقول ان المشكلة بالنسبة للثورة لم تكن في مساعدة الدول الخليجية لها ، بل في عدم ادارة المعارضة السورية لعوامل القوة التي وفرتها تلك المساعدة بشكل ناجح و في غلبة الصراع على الهيمنة بين المعارضة غلبته ، على اتفاقها على معنا سياسيا واحدا لسورية الجديدة لطالما تغنت به ، و تأثير ذلك الصراع (بعد جدله باختلاف و تنافس أو صراع بارد بين بعض الدول الخليجية )على تشكيل داخل ثوري لا يمكن ضبطه و توجيهه سياسيا في ظل ضعف تلك الطبقة السياسية المعارضة و سطحية حضورها الاجتماعي .
بالنسبة لي الازمة الاولى و الاخفاق الأول هو ذاتي ، فينا كمعارضة سورية ، نحن الذين لم نستثمر الدعم العربي و الخليجي جيدا و لم نؤطره سسياسيا في الداخل . في حدود علمي، و هي ليست قليلة بحكم معرفتي بحيثيات و تفاصيل كثيرة ، لم تمنع أي دولة خليجية أي خطة اقترحتها المعارضة للعمل على الداخل ، بل إن المعارضة لم تقدم أي خطة فاعلة للتأثير و ادارة الداخل الثوري كما يجب . حان الوقت لان نتخلى عن تهربنا من تحملنا لمسؤولياتنا عن الفشل في ادارة ملف الثورة و عن اتهامنا الخارج العربي الذي دعمنا بأنه عمل لاجندة هي ضد مصلحة الثورة . ليس من مصلحة قطر و لا السعودية ( كحكومتين ) نشر التشدد الديني في صفوف الثورة هم يخافون القاعدة و يخشونها و لا يدعمون أي توجه يصب في مصلحتها . كان من الممكن محاصرة التشدد الديني باتباع ادوات عمل و نحت مسارات في الواقع من خلال تدخل تصويبي للمعارضة ، الا ان الاخيرة اكتفت سياسيا بعمل اطر سياسية للثورة و استبدالها كل مرة .و كأن السياسة في وعيها تنظيمات سياسية و نشاط اعلامي و مؤتمرات و زيارات لوزارة الخارجية ...! .
-نعم النظام ضعف إلى حد كبير ، لكن ليس إلى الحد الذي يودي به و يخرجه من معادلة السياسة السورية ، و الاطراف المحسوبة على الثورة ليست قوية إلى درجة تتمكن من الاطاحة به . بالنسبة لي لا نزال نحتاج لوقت طويل حتى تتحقق الاهداف التي اشتعلت لاجلها الثورة في سورية ، و أمامنا مزيد من الوقت و مزيد من الفواتير الوطنية و البشرية و المادية لندفعها .استبعد و بحسب المعطيات الحالية أن تتوفر في المدى المنظور الشروط التي تسمح بحل تستقر بموجبه الحالة السورية على النحو الذي حلمنا به في 15 او 18 اذار عام 2011 . مع ذلك يظل الواقع مفتوحا على احتمال حصول عوامل طارئة تغير من تحصيل الحالة السورية و تفتحها على حلول سريعة و حاسمة .الا ان هذه الاحتمالية لا يجري التأسيس عليها عادة في أي دراسة استشرافية رصينة . لك تقديري مرة اخرى على مساهمتك و تعقيبك المهم .


9 - رد
قصي الصافي ( 2013 / 9 / 30 - 04:31 )
تحياتي للأستاذ فراس ..
لنتفق أن الحراك السوري خاصة والعربي عامةً يمثل الفرصة الأولى للتأريخ ليتقيأ نفاياته من أحقاد طائفية وعرقية، فقد كشفت هذه الإنتفاضات هشاشة الأسس الإجتماعية التي قامت عليها الدولة، وحالة الفصام بين الدولة والمجتمع، الذي لم يشارك بحرية في تشكلها وتطويرها، إذ كان ذلك حكراً على السلطات الدكتاتورية والطبقات الممثلة لها ، كما أن الإنتفاضات الشعبية قد اسقطت الوحدة الوهمية للمجتمع، وأعادت الفكر العربي ليواجه الواقع الحقيقي بعد أن كان يسبح في فضاءات الرومانسية مردداً أغنيته المفضلة -شعب واحد متماسك- . لا خلاف أن الثورة مخاض عسير تتخله الآلام والتضحيات ويأخذ وقتاً طويلاً ليترجم قيمياً ومعرفيا، ولكن قد يكون المولود مشوهاً -الثورة الإيرانية مثالاً - ، الإدعاء بان الثورة السورية لاتحتاج إلا إلى الزمن لا يقدم شيئاً ، والحري بك أن تقنع القارئ بدلائل من حيثيات الواقع الحقيقي تثبت عدم إنحراف مسار الثورة التي بدأت بشعارات حداثوية وبتعاطف شعبي كبير وأنتهت بالتهام قلوب ألبشر(لا اتحدث عن الإرهابين فقط وهم الأقوى والأكثر تأثيراً بل ماتسمونهم معتدلين وهم يعقدون مؤتمراتهم إحياء لذكرى شهيدهم المقبور صدام أكبر طاغية في تأريخ المنطقة ويضعون صوره على شاحناتهم العسكرية ). أما تشبيه الإنتفاضة السورية بالثورة الفرنسية ففي ذلك تسطيح ومغالطة مستفزة حقاً ، فعنف اليعاقبة لم يكن قبل بل بعد نجاح الثورة والإطاحة بالملك وفي المرحلة الثانية أي بعد الإطاحة بالسلطة المعتدلة الجديدة وهذا طبيعي بعد كل ثورة حسب نظرية كرين ( حكم معتدل ، حكم عنيف ثم ترمودور الثورة ) كما أن عنف اليعاقبة رغم مانشره من رعب كانت دوافعه الحفاظ على الثورة والنظام الجديد والخوف من عودة الملكية بل أن المفكر الأمريكي بارينجتون مور يعتقد أن عنف اليعاقبة ومن يسموهم اللامتسرولين كان قد قطع الطريق أمام عودة الإقطاع إلى الأبد، أما إرهاب وعنف المعارضة السورية فدوافعه طائفية قومية لا علاقة لها بالتأسيس لنظام جديد أو حمايته، بل عودة إلى نظم القرون الوسطى. كما أن تطرف اليعاقبة كان موجهاً ضد الكنيسة المتواطئة مع النظام القديم أما المعارضة السورية فعنفها يهدف إلى تأسيس سلطة ثيوقراطية ، هذا إضافة إلى أن الثورة الفرنسية قد سبقتها ثورة فلسفية فكرية وحركة تنوير غزت عقول الناس وحطمت فيها المقدس اللاعقلاني فأين التشابه ياسيدي؟ بالعنف فقط ؟. مما يثيرني إلى حد الإستفزاز أنك ياأستاذ وفي معرض سردك لأسباب تدهور الوضع السوري لم تشر إلى دور قطر والسعودية وغيرها في ترجيح الكفة للفصائل المتطرفه وتسليحها وتمويلها !!! إذا كان إنتقاد الحكومات الثيوقراطية الرجعية خط أحمر ، إذاً هنيئاً للشعب زهور الحداثة والديمقراطية التي ستمطرونها على رأسه ....


10 - رد الى: قصي الصافي
فراس قصاص ( 2013 / 10 / 1 - 04:29 )
الأستاذ قصي الصافي شكرا جزيلا لتعليقك الذي تضمن نقدا جادا احترمه كثيرا .
عزيزي ينطلق كلينا ربما من تعريف مختلف للثورة . كما قلت أعلاه ، الثورة بالمعنى التاريخي و المعياري ووفقا لما افهمه تطور جذري يبدأ بقطيعة مع الواقع القائم . القطيعة مع الواقع القائم في سورية قد بدأت بالفعل ، الانعطاف الذي يحصل في الاجتماعي السياسي ،و التغير في الشخصية السورية ، دليل على انعطاف ثوري و مرحلة ثورية تعيشها سورية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى . الثورة السورية عندما اندلعت ضد الاستبداد كان لها رهاناتها و اهدافها في تقويض الاستبداد و في التأسيس لحرية بالمعنى الاولي و المباشر للكلمة ، و كما فقدت الثورة الفرنسية بوصلتها و انحرفت عن مسارها وانفجر العنف ليلتهم ابناءها و ان كان على حامل ووجهة تعكس بنية المجتمع الفرنسي انذاك وتترجم انجدال المعنى السياسي لدي طرفي الثورة الرئيسيين اليعاقبة و الجيروند بتعارض مصالحهما ، تراجعت الاهداف في الثورة السورية امام ارتكاسات ماضوية تكفيرية ، و متشددة في غالبيتها ،طبيعة هذا التراجع و نوعه يتحددان بالبنية المعرفية المكونة للشخص البشري في سورية ، هي بنية قروسطية بامتياز . بهذا المعنى لم أقل قط بأن حامل العنف و تعبيراته و محمولاته ووجهاته واحدة في الثورتين الفرنسية و السورية . و لم يكن تشبيهي للثورتين قائم على أساس العنف الناشب فيهما فقط و إنما بالارتكاس و الانحراف و النوسان حول الأهداف الثورية بعدا و قربا و الذي عادة ما يصاحب الثورات و يعقد مساراتها.
إن خروج تناقضات البنية السورية إلى السطح و اشتعال جدلية صراع كانت معطلة طويلا بفعل استنقاع الوضع السوري و كبت مكنوناته من التعبير عن نفسها من قبل نظام الاستبداد الشمولي . سيشكل مرجل اختبار لكفاءة الأفكار الراسخة في وعينا الجماعي ، الافكار التي تنتمي إلى نظام معرفي مفوت و وسطوي ، ستصبح عارية عن المثال الأسطوري وعن الماضي البريء و المقدس حين تنخرط في لعبة الاجتماعي و تمتزج بمصالح و رهانات و صراعات حامليها . ستفقد جاذبيتها ولا يلبث أن تسقط نماذجها أمام لحظة التاريخ الحديث و اكراهاته القيمية والتكنولوجية . إرهاصات هذا السقوط بدأت معالمها في الظهور ، انظر إلى الموقف من داعش و النصرة و قوى التشدد الديني الذي بدأ يتشكل في مواجهته رفض اجتماعي له فرصة الانتظام في خط وطني عام و الانتصار مستقبلا ،لماذا أتوقع لهذا الخط الانتصار ؟ لان التشدد و التكفير كوجهة معرفية تعاند منطق العصر و حقائقه الإنسانية و المادية و لأن العنف الذي يمارسه التكفيريون و الظلاميون في سورية سيقطع الطريق و إلى الابد أمام عودة نموذجهم و سيقنع المزيد من السوريين بأن هؤلاء مثلهم مثل السلطة المستبدة إن لم يكونوا أسوأ منها . و لان هذا الخط الذي يقبع خارج التاريخ سيواجه بحسم ودعم من قبل الفاعلين الدوليين في التاريخ الحديث ،. حتى الاسلام السياسي الاكثر اعتدالا لا يحظى بفرصة تسيد الاجتماعي السياسي السوري للاعتبارات السابقة و ان بصورة أقل تباينا مقارنة مع داعش و النصرة و لاعتبارات ديموغرافية و سوسيلوجية أخرى . و يكفي أن تنظر إلى الشعب المصري الميال بطبيعته إلى التدين اكثر قياسا إلى المجتمع السوري ، كيف رفض في غالبيته جماعة الإخوان المسلمين ودفع إلى إسقاطها من سدة السلطة بعد أن اختبر سوء ملاءمة سياساتها لتطلعاته و قصور استجابتها لحاجاته . و الوضع في تونس يشي بسيناريو قريب لما حدث في مصر ، فحظوظ النهضة و حلفاؤها و موقعها تتدهور يوما بعد يوم .
حديثك عن ثورة فلسفية سبقت الثورة الفرنسية و مهدت لها حديث صحيح ،لكن اثارها لم تتجاوز النخبة و لم تكن مخترقة للشارع الفرنسي قبل و اثناء الثورة كما لم تكن الدينامية الرئيسية و المباشرة التي اطلقت شرارة الثورة كما يخيل الينا ، و انما الجوع الذي يأتي على رأس عوامل اخرى ، الغالبية الساحقة من الشعب الفرنسي ابان الثورة ضد لويس السادس عشر كانت من الفلاحين و الاميين و ساهمت ديناميات عديدة في ايصال الثورة إلى ذروتها و هي ديناميات اجتماعية سياسية بالدرجة الاولى . بالمناسبة افكار مونتسكيو و روسو ووفولتير التي شكلت مدونة الحقوق التي طالب بها الفرنسيون و الهمت ثورتهم هي الاساس و الجوهر الذي نهضت عليه الشرعة الدولية لحقوق الانسان الذي ينظر اليها السوريون كمثال و نموذج يريدون ان تحتكم اليه حياتهم . سورية تعيش في هذا العالم و تخترقها قيمه و حقائقه بشكل كان قد افتقده الفرنسيون ابان الثورة الفرنسية وهذا يضيف الى فرص نجاح الثورة لسورية اثناء مقارنتها بالفرنسية . نعم إن اشتعال الثورة السورية في هذا الفاصل التاريخي (تطور تقني حول العالم إلى قرية صغيرة - عولمة فكرية و سياسية و اقتصادية و قيمية ..الخ ) يوفر لها فرصة التحقق بشكل اقصر في المدى الزمني من الثورة الفرنسية . الثورة الفرنسية كانت نموذجا متفردا تختلف عن غالبية العالم انذاك ، في حين الثورة السورية هي المحاطة بنموذج كوني تريد الالتحاق به .
بالتأكيد و دون توتر كالذي وسم مفرداتك في الحديث عن إغفالي لمسؤولية قطر والسعودية في ترجيح كفة الكتائب المتطرفة ، أقول أولا ليس لدي خط احمر تقف دونه الفاعلية النقدية التي أتطلع لكي تبقى سلاحي الدائم ، تجاه أي مسألة . ليس لدي أي تابو فكري او سياسي اخاف من انتهاكه حتى أقف عن نقد مواقف دول خليجية كان لها تأثيرها على الوضع السوري . لكن الذي افعله خلافا لك أنني اتعاطى التحليل السياسي خارج العقد الأيديولوجية التي غالبا ما تشكل منطلقا تحليليا للمثقف و السياسي التقليدي السوري . فالحقيقة من يعرف السياسة السعودية و القطرية و موقفهما الحكومي يعرف أنهما لا يمكن أن يدعما أي كتائب متشددة لا سيما النصرة و داعش ، ليس لهما مصلحة في ذلك ، على العكس تلك الحكومتان و كل الحكومات الخليجية تخشى و تناصب هذه المنظمات العداء الاستراتيجي . المجتمع الأهلي الخليجي هو الذي يمول الكتائب المتشددة في سورية ، الامر الذي لا يحظى بمباركة حكومية و مع ذلك من الصعب إن لم يكن من المستحيل اعتراض ذلك التمويل و مراقبته و توجيهه والتمييز بين اغراضه الاغاثية و العسكرية . ما كان ممكنا هو الشروع في تدخل سياسي و تنظيمي /عملي تشرف عليه المعارضة السورية من داخل البلاد يستهدف تنظيم و توجيه و ضبط عمليات التمويل والعسكرة لجهة الحد من تكاثر التنظيمات المتطرفة و الكتائب المتشددة وهذا لم يحصل أبدا .
اسمح لي عزيزي بحب أن أقول أنك و معك الكثيرون ممن ورثوا صورا ايديولوجية عن الحكومات الخليجية ، تتفادى التحليل السياسي و تقصي المعطيات الضرورية لتكوين صورة مقاربة و تكتفي بمواقف تبسيطية وعامة بخصوص هذا الموضوع . انتصارا لافكار ذات اصول ايديولوجية ( تقدمية ) لم تزل مستقرة في أذهان نخبنا الثقافية دون أية مراجعة . و لن يكون دلالة على ايماننا بالحداثة تحميلنا لتلك الحكومات المسؤولية عن تشظي و تشدد الوضع السوري خلافا لواقع يمكن اقتناصه بالتحليل
دعني اخيرا أقول انني بالتأكيد و حزب الحداثة لا ينظر إلى حكومات دول الخليج بوصفها مثالا لنظام يتطلع اليه ، بالتأكيد لا . هي انظمة لا تحترم حقوق الإنسان و ليست ديمقراطية و منغلقة عن الانخراط في عمليات تحديث اجتماعي ضروري و ملح ، لكنها رغم ذلك اثبتت حتى الان أنها اقل قمعا ووحشية و أكثر انسانية بما لا يقاس من انظمة صدام و حافظ و بشار و القذافي المسماة تقدمية .
مرة أخرى اشكرك و ارحب بالمزيد من الحوار معك


11 - المجلس الوطني والثورة
هاشم سلطان ( 2013 / 9 / 30 - 04:36 )
تحليل ممتاز لواقع الثورة السورية ...
أحب أن أؤكد على أحد أهم إخفاقات المجلس الوطني التي أشرت إليها - وعجزت رغم إدراكها لضرورة العامل الخارجي في انتصار الثورة،عن الاستجابة لهذا الفهم بموقف واضح وحاسم من موضوع التدخل الدولي مع بداية قمع النظام للثورة- .
وأضيف أن أحد أهم إخفاقاتة الأخرى والتي أدت إلى وجود هذه الكتائب المسلحة المتطرفة هو إهماله منذ البدء للعسكريين المنشقين عن النظام من أفراد وضباط وصف ضباط وجعلهم الذراع العسكرية الحقيقية للثورة القادرة على تشكيل وحدات مقاتلة تضم متطوعين مدنيين تحت قيادة هذه الهيئة العسكرية ومنعها من الإنفلات والتطرف... ويعرف الصديق فراس أننا نبهنا الدكتور غليون وبقية أعضاء المكتب التنفيذي لخطورة تشكيل هذه الميليشيات المقاتلة بالتواصل المباشر من قبل قيادة الإئتلاف العلماني شخصيا وبالرسائل البريدية الموثقة ولم يكن هناك أي تجاوب أو ارتكاس لهذا التنبيه ...
الثورة بنهاية الأمر منتصرة رغم كل الصعوبات ... والسؤال كيف سيكون هذا الإنتصار بدون تدخل عسكري خارجي ؟؟؟


12 - رد الى: هاشم سلطان
فراس قصاص ( 2013 / 10 / 1 - 04:52 )

اشكرك صديقي العزيز هاشم على تعقيبك وملاحظاتك ، بالفعل نحن في موقع واحد، ليس تنظيميا فحسب في الائتلاف العلماني ، و انما فكريا و سياسيا .
نعم قد كنا شركاء في محاولة التأثير في قرار اطر الثورة السياسية الرئيسية لا سيما المجلس الوطني و موضوع تنظيم عمليات العسكرة و التدخل من اجل ضبط الوضع العسكري على النحو الذي ذكرت . . لكن دون فائدة .

لك مني كل التحية و التقدير


13 - ما يكتشفه الشعب من حسابه.......يترسخ في وجدانه
فاديا سعد ( 2013 / 9 / 30 - 07:27 )

تحية طيبة

أميل في التفسير لوقائع الثورة السورية لتحليل السيد فراس، وقد تكون هذه الرؤية التي اطلعت

عليها، هي الأكثر نضجا وثورية مما قرأت لمعارضات تقليدية ورؤيتها الوقائع وتطوراتها الداخلية

وكنت وما أزال أميل إلى عدم فرض حلول سريعة في عملية التحولات الاجتماعية في مواجهة الذات السورية بل تعزيز اكتشافها من قبل ممثلي هذه الرؤية في الحواضن الاجتماعية ، فما تكتشفه الشرائح الاجتماعية سلبا أو إيجابا تتمسك به، وتدافع عن اكتشافاتها. كا كتشفها أن داعش مجرمة، وليست مسلمة.
المطلوب:
أن تلتقط القوى الثورية من أمثال الرؤية أعلاه هذه الاكتشافات في اللحظة المناسبة وتعززها.......... بأشكال مختلفة ولكن تشترط البساطة والوضوح. وإذ ذاك فإن هذه القوى تكتسب الخبرة للعلب دور أكثر ثقة في ترسيخ القيم الجديدة اللا استبدادية في النظام وفي المعارضة. هي عملية اكتشاف متناغمة......

الاكتشاف العام الاجتماعي لتعدد مصادر الاستبداد، والتقاط التحولات بسرعة............ أي أن السرعة في التناغم.......... هو ما يجعل التقدم القيمي للثورة واقع حقيقي يفرض نفسه على المعارضات التقليدية.

وكان لا بد للشعب السوري على ما يبدو أن يكتشف بنفسه ومن جيبه الخاص وبهدوء وصبر الولادات تجار متعددي الولوجيات حتى يقتنع أنه صاحب الثورة، وأنه قادر على استنباط دروسه الخاصة.


14 - رد الى: فاديا سعد
فراس قصاص ( 2013 / 10 / 1 - 05:04 )
تحياتي سيدة فاديا سعد

يبدو واضحا جدا انتماءنا الى نفس الجهة المهمومة باستجلاء الواقع و مساءلته كشفا عن المسارات الاجدى لترسيخ قيم الثورة و تحقق أسئلتها و رهاناتها في حياتنا .

أوافقك تماما على اشاراتك المهمة الواردة في تعقيبك و اعتبرها اضافة اغنت مادتي وأوضحتها .

فشكرا لك .


15 - الحدث السوري من منظور حزب العدالة والديمقراطية
بشير شريف البرغوثي ( 2013 / 10 / 1 - 03:55 )
الاستاذ الفاضل فراس قصاص
بداية اسمح لي بتقديم اعتذار الى شخصكم الكريم و الى حزبكم بسبب الخطأ في التسمية و اسمح لي ثانيا ان اشكرك على سعة صدرك و افقك و اهتمامك بكل ما يكتب و هذا دأب من يحملون هموم شعبهم بكل ما تقتضيه امانة المسؤولية و اخيرا كل التقدير لتعريفك بالحزب و بأفكاره صحيح ان المساحة ضيقة و لكن توضيحاتك التاليةجاءت كافية لبدء حوار منتج
بقي ان اشير اني لم اتطرق الى نقاط الاتفاق بيننا و اظنها لا تخفى عليك و لا على قراء الحوار المتمدن فمعظمنا نتشارك في منظومة قيمية مدنية واحدة
متمنيا لحزبكم التوفيق و المزيد من القدرة على توسيع دائرة تاثيره


16 - رد الى: بشير شريف البرغوثي
فراس قصاص ( 2013 / 10 / 1 - 05:10 )
الاستاذ العزيز بشير ، ليس ثمة داع للاعتذار ، إذ لم يزعجني ورود الخطأ إياه ، بل ادهشني عمق الملاحظات و أحقية مساءلتك لمادتي عن حزب الحداثة في الوقت الذي فاتك اسم الحزب في شكله الصحيح .

أنا من يدين لك بالشكر على الحوار الذي أشعله تعليقك فأضاء ما لم تسمح لي المساحة بعرضه ، و نعم نحن نتشارك منظومة قيمية واحدة
و اؤكد أنه يسرني و يفيدني الحوار معك دائما .


17 - انها عورة وليست بثورة ايها السادة المحترمون
ماجد خالد شرو ( 2013 / 10 / 1 - 16:51 )
بعد التحية للكاتب ولكل القراء والمشاركين بأرائهم في الموضوع اقول انه أرهاب ما بعده أرهاب بل هو عورة ولا وجود لأية ثورة ... اعتقد انه على جميع الثوار الوطنيين القدماء الشرفاء ان ينسحبوا ويبينوا مواقفهم من ما يجري على الساحة السورية من ما يسمى بنكاح الجهاد والأرهاب ضد النساء والأقليات والمثقفين والذبح قطع الرؤوس وتكفير وتحليل اراقة دم كل من لا يتفق مع افكارهم المتشددة والخ ووضع حد لتدخلات وتدفق الارهابيين من اقاصي الدنيا الى سوريا..كل هذه الأمور لا اعتقد انه يتوجب ان تسمى بثورة بل هي عورة .... الامر الذي لا يقبل الشك بأنه الجميع متفق بأن النظام السوري دكتاتور وطاغية ضد شعبه ولكنه بالمقارنة مع المجاميع الغوغائيين الهمج المتطرفين اعداء الانسانية نابشي ومفجري القبور فأنه يعتبر كملاك للرحمة والانسانية ... لكم الف تحية ودمتم للانسانية بألف خير وسلام


18 - رد الى: ماجد خالد شرو
فراس قصاص ( 2013 / 10 / 3 - 14:23 )
الاستاذ ماجد خالد شرو
تحية طيبة
قبل تقريرك الحصيف و اختزالك الثورة ووسمها بالارهاب في قراءة لا سياق لها و لا تحليل رصين تستند اليه ، أسألك من الذي اوصلنا الى هذا الحال ، من الذي استدعى بيئة التشدد و التطرف و الارهاب و التكفير أليس النظام هو الذي امعن في قتل الناس حين خرجوا يتظاهرون سلميا ( تذكر أن حماه وحدها قد خرج فيها اكثر من 500000 متظاهر يغنون و يرقصون و يطالبون بالحرية و يعبرون عن مطالب الثورة و عن وحدة الشعب السوري ) . كل العالم يعرف أن النظام الاسدي المجرم كان قد احترف اختراق و تصنيع الجماعات التكفيرية ، ألا تذكر العراق ؟ نظام يتشدق دوما و ابدا -بالعلمانية- ( بالطبع هو ليس علمانيا بل الد اعدائها الموضوعيين و المباشرين أحيانا كثيرة ) و لا يتورع عن تصنيع الارهابيين والتكفيريين و منظماتهم و بعثهم إلى العراق ..!في مرحلة ما قبل الثورة السورية ( لعلك تذكر تهديد المالكي للنظام باللجوء إلى مجلس الامن ) ... النظام هو الذي جلب القاعدة إلى بلادنا يا عزيزي و ترك لها كل هذه السطوة على الوضع الثوري لكي يخاطب حساسية المجتمع الدولي و يربك موقفه ازاء ما يحدث في سورية ( و قد نجح ) ، فإضافة إلى مواجهته المظاهرات السلمية بالرصاص والقمع اطلق سراح الكثير من المتشددين في بداية الثورة ،و اعتقل معظم الناشطين المدنيين السلميين ،ألحق بهم اشكالا خرافية من التعذيب و اردى عددا كبيرا منهم قتلى . ثم قلي من الذي سار بعكس التنوير في المجتمع طوال العقود الخمسة من حكمه المستبد ، من الذي كرس الوعي الطائفي حين منع الناس عن العمل السياسي و النقابي , وعطل ميكانزمات تجسير الخنادق النفسية و المعرفية بين المكونات السورية المذهبية و الدينية ،من الذي منع الحوار الاجتماعي حول الوعي الطائفي و حقيقته ,أليس هو النظام ؟ ,البعض يعتقد ان تحريم النظام القول بالانتماء الطائفي يعني حربه على الطائفية ، هذا غير صحيح أبدا . النظام يا عزيزي هو الذي وقف خلف المنابر التقليدية الارثوكسية الاسلامية في سورية و طالما بقي في السلطة كان يلجمها كي لا تتحول إلى اسلام سياسي ،كان يلجأ الى تهديد العالم بها و يستخدمها إقليميا( في العراق بارسال المنظمات التكفيرية اليه على سبيل المثال ) كما يستخدمها دوليا ( التعاون الاستخباراتي مع الغرب و تخويف الغرب و العالم من بديله و تلميع صورته ) دفاعا عن بقائه .
النظام المستبد الذي تفضله و تدعو إلى السكون و الركون إلى استبداده هو من حافظ على التركيبة القروسطية الطائفية لبلادنا و ليس اي احد اخر( نظام الاسدية في سورية هو الذي كان يتحكم لعقود بخطب الجمعة في الاف المساجد ،مثالا لا حصرا ). الم يكن يمتلك كل شيء ليغير الوعي و يعيد تشكيل الانسان ، النظام التعليمي و التربوي ، القانون و التشريع ، الحقل السياسي العام . كل شي كل شيء ، لكنه للأسف عمل بالضد من مصلحة الإنسان السوري ، بنى الدولة على قده الأمني و السلطوي ، و كان همه إبقاء السني سنيا تقليديا بل و يزداد تسننا حتى يزداد العلوي التصاقا بعلويته و بقية المكونات ببيئتها الدينية و المذهبية و مخيالها الجماعي المشترك ، النظام الاسدي هو الذي اختطف الطائفة العلوية طوال أربعين عاما حين عمد إلى ترك مناطقها متخلفة تنمويا و تعليميا فلم يترك لشبابها إلا خيار التطوع في الجيش و الامن الذي شجعهم عليه . افسد كل شي هذا المجرم ، ثم لم يتورع عن قصف المدن و القرى بصواريخ سكوت و بالبراميل المتفجرة و اخيرا بالأسلحة الكيميائية ، فاستنفر كل الوجع و كل المكبوت و من ثم مع العنف و الاعتقال و الاذلال و اليأس الشامل و دخول تكفيريين للبلاد ، ارتمى عدد لا بأس به من السوريين في احضان التطرف و التكفير في ظل قابلية قروسطية معرفية يعاني منها أكثرية المجتمع السوري تزداد ظهور اثارها في المتوتر و الصعب و الذي يفوق حد الخيال من ظروف الحياة التي يعيشها السوريون
غريبة جدا و مؤسفة جدا قراءتك للثورةعلى هذا النحو ، مواقف كثير من -العلمانيين- ( العلمانويين كما اسميهم) المعروفة بدعمها للنظام أو التواطؤ معه ساهمت في اعطاء الثورة هذا الوجه المتطرف و في سلوكها هذا المسار الصعب . لم يبق الا أن تقول لي ان القاعدة هي التي أشعلت التظاهرات ، و صاغت شعارات واحد الشعب السوري واحد و أن متطرفيها هم من جلب القاشوش ( الذي اقتلعت حنجرته التي نسيتها أنت و تذكرت أحد متطرفي الكتائب المحسوبة على الثورة ) يغني بالوجدان الشعبي توق الناس إلى الخلاص من المجرم و تعبهم الماحق من وجوده في حياتهم .
النظام هو من ترك المجتمع بقابلية اللجوء الى الديني و المذهبي عندما أفقده غطاء المواطنة و العدالة و احترام حقوق الانسان ، القاعدة و التشدد في بلادنا عرض من أعراض بكتيريا الاستبداد الاسدي أولا و المعرفي( الابستمي ثانيا ) ، و لا حل و هزيمة يمكن ان تلحق بالقاعدة الا بهزيمة الاستبداد الاسدي اولا ( حيث تكسر الحلقة المغلقة الواصلة بين الاستبدادين ) ، حينها جميعا سنكون في معركة جنبا الى جنب لنهزم القاعدة بعد ان نكتشف و كما يكتشف الان السوريون حقيقة التكفيريين و فواتهم و اجرامهم و استبدادهم . انظر مصر حتى الاخوان المسلمين الاكثر تسامحا و انفتاحا بما لا يقاس مع القاعدة لم تستطع ان تحكم .
أخيرا أن تتمثل خلاصة مفادها قبولك باي مستبد يحكمك خشية أن يحكمك رجل دين ، فهذا يعني انك في المحصلة تبقي على المستبد في الحاضر ليحكمك و تبقي مستقبلك (مليئا بعوامل مواتية ) ليحكمه رجل دين . الحل يا عزيزي أن نهزم الاستبداد السياسي الذي كرس الشرط المعرفي القروسطي في بنية وجودنا المعرفية التي يطغى عليها تحديد للذات و الآخر السياسي الاجتماعي بالاستناد إلى ما يحدده المقدس في السماء على تناقضه و بعده الصراعي بين المكونات الدينية و المذهبية السورية .
لك تحياتي


19 - دقة ضرورية من اجل تحقيق الهدف! ثورة ام تظاهر وحراك
علاء الصفار ( 2013 / 10 / 2 - 21:28 )
تحية السيد فراس قصاص
بداية احي جهدك للعرض الواضح و اتفق مع الكثير لكن لي رأي صريح, سياتي لاحقا ادناه! يجب الاعتراف بان الاحداث في سورية كانت في البداية حراك متواضع, استعملت السلطة العنف كما في اي دولة في العالم من الصين الى روسيا و المانيا و أيران و العراق وامريكا من اجل تفريق المتظاهرين.لا يمكن اطلاق اسم الثورة على احداث التظاهر, الثورة هي عمل و تنظيم الاحزاب السياسية و دعم قطاعات الجيش للانقضاض على السلطة كما حدثة في الثورات العالمية من كومونة باريس الى الثورة الفرنسية الثانية و ثورة أكتوبر و الثورة الكوبية. ما اريد قوله ان الحراك السوري لا يختلف عن الحراك الليبي و التونسي و المصري, و الذي جرى فيه هو خروج الشعب الى الشارع و دون اتصال بالاحزاب و قطعات عسكرية, بكلمة أخرى سبقت الجماهير الاحزاب السياسية, و التي كما تفضلت ,هي,الاحزاب بلا حول و لا قوة و لا مهيئة سياسيا و الا فكريا و لا اخلاقيا لتحمل المسؤولية. و الدليل انت قدمته بتخبط هذه الاحزاب التي ترعرعت في كنف السلطة و الواقع السوري المتخلف ( اي تمتلك أخلاق الجلاد) لا تفهم حراك الشعب و طموحه و روحيته و لقيادته, لذا تمنت هذه الاحزاب سقوط النظام من زاوية ان يحل الطوفان و من الطوفان نقفز للسلطة لسوق الشعب لحضيرة الطاعة الجديدة, إذ لا تخطيط و تحظير و لا قيادة للجماهير, فسريعا صار التوجه الى امريكا و باريس حيث الدبابة الامريكية و قصف الناتو للهجوم على السلطة و بلا ادنى مشرع أو رؤية سياسية مستقبلية و فقط اعتماد على حماس و عواطف الجماهير الفاقد لا حنكة سياسية و قدرة على استيعاب التغييرات, و طبعا لا تفكير بالتعددية و لا بقانون احزاب و فقط ربما بصندوق نذل للضحك على الذقون و كأن صندوق الاقتراع سيحقق الديمقراطية و ليس الوضع السياسي و التطور الاقتصادي للبلد و تطور الاحزاب و استعداد الجماهير لتنطيم ذانتها لأستيعاب التحول و التغيير. لا ننسى ان البلد الذي يخلو من احزاب عريقة بالنزال ضد السلطة و النضال من اجل حرية شاملة للأجتثات الموروث الرث للسلطة الدكتاتورية و أقامة التعددية و البرلمان لا يكون مصيرها افضل من تونس و ليبيا وباحسن الاحوال مصر.لنقر ان قوى الثورة المضادة مستعدة و متمرسة اكثر من الاحزاب السياسية الهشة و الانتهازية, أضف وجود البترودولار السعودي و القطري, و اجندات القاعدة و النصرة و تنظيم الدولة الاسلامية و المدعومة من امريكا هاليري كلنتون و اوباما, اي ان الانتفاض السوري كان ساعة الصفر للرجعية العربية و الاحزاب الانتهازية من اجل الاجهاز على سوريا. يقول البعض لقد تلكأت امريكا و الغرب في حسم الامر في سوريا! و هذا اما غباوة او تعمية! ان امريكا بدى الضعف عليها و تحت الضربات القاسية للازمة الاقتصادية مع بدء العد العكسي كقوة عالمية, لذا انسحبت من العراق كما جرت اذيالها من اوحال افغانستان و تركت الناتو يهجم على القذافي, لذا تركت القاعدة تعبث بسوريا مع فتوى نكاح الجهاد.هب ان ثورة نجحت في سوريا و جاء الاحزاب الاصيلة و التقدمية على السلطة, فأن اول من يلتف على الثورة السورية المطوقة بالرجعية العربية, هي السعودية و قطر و الغرب و أمريكا. ان اسقاط الشعب المصري لحسني مبارك كان حدث ثوري جماهيري عارم, لكن سرعان ما تقدمت السعودية و قطر و امريكا بدعم الثورة المضادة و المجيء بعميلها حزب الاخوان و برئيسه الكارثة محمد مرسي و برعاية صندوق الزيف الذي فقط صار خطوة للانقضاض على السلطة لضرب اي توجه ديمقراطي و مع اجراءات تعسفية رجعية و فضائخ سياسية و خيانة و طنية و قومية و عمالة ليس لامريكا بل لقطر, لقوم الشعب المصري بانتفاض اخر و يسقط محمد مرسي ة لترجع الكرة ألى العسكر و ليتبادل الاخوان و العسكر قيادة الثورة المضادة, السبب غياب تنظيم الجماهير أي لم تفرز حزب للقيادة. من كل ما تقدم اريد أن اقول ان العمل الثوري الحقيقي هي بناء الاحزاب الثورية الحقيقية و تحشيد الجماهير و تعليمها ابجديات الدفاع عن نفسها و الدفاع عن مكتسبات الشعب من مرافق حضارية و مراكز اقتصادية و عسكرية, من اجل تفادي الثورة المضادة و رفض الهجمة الامريكية و قصف الناتو,إذ الاخيرة هي قوة من اجل تتويج الاخوان و تنظيم دولة العراق و الشام الاسلامية و برعاية السعودية و تركيا و امريكا. لكن كما تفضلت ان جدار الخوف و الخنوع قد سقط وهذا ليس فقط سوء طالع السلطة بل سوء طالع لكل الاحزاب الانتهازية و يثير حنق السعودية و قطر و تركيا .بصراحة اقول كلمتي من كل ما تقدم ان بقاء نظام حافظ الاسد الان افضل من ان تكون سوريا مستعمرة امريكية تسلم للسعودية و قطر و تركيا لتفتيتها بعد ام تركت امريكا جبهة النصرة و القاعدة و الجيش الحر يدمر البلد و الشعب و لم تسقط النظام! و هكذا حققت امريكا تدمير سوريا لتحويلها الى افغانستان أو عراق الخراب فلا ديمقرادية و لا امان و لا ثورة و لا تغيير, بل 4 مليون لاجيء, مليون أرملة و ملايين هاربين من بلداتهم حيث التصفيات الطائفية و الأحزمة الناسفة و السيارات المفخخة, و سلطة بلا جيش و لا جهاز للسلطة و مع ساسة بلا حرفية و مبدئية , و بدولة فساد أولى في العالم. من الغباء اسقاط السلطة و تسليمها للشياطين دعها عند الدكتاتور المعروف الضعيف و قووا تنظيمات الشعب و حشدوا الجماهير لتكون مستعدة للانقضاض على السلطة و تعرف ان تضرب قوى الثورة المضادة في الان ذاته و في نفس الوقت, و بلا ناتو و لا امريكا و لا قطر ام تركيا. و لا دولة تستطيع ان تقف على رجليها إذ لم يكن لها اصدقاء, فعلى الثورة السورية و الاحزاب السورية ان تمييز بين الاعداء الاشرس و الاعداء الذي يمكن تحييدهم, لا أذن ان روسيا ستكون معادية لثورة حقيقية في سوريا و لا ايران, بل الاعداء سيبرزون من امريكا و السعودية و إسرائيل!


20 - رد الى: علاء الصفار
فراس قصاص ( 2013 / 10 / 8 - 18:55 )
الاستاذ علاء الصفار
تحية طيبة
اتفق معك على افكار عديدة وردت في تعقيبك الا أنني اختلف معك في مواقف و قراءات اخرى
- فالثورة كما اعيها ، حدث تاريخي راديكالي يمثل نقطة تحول و تجاوز بل قطيعة سياسية ثقافية قيمية مع ما قبلها ، لا اعتقد أن تعيين هذا المفهوم يمكن أن يتحدد بالقياس إلى نوع الفاعل الاجتماعي الحاسم فيها ، نخبة عسكرية ، حزبية/سياسية ، قطاعات شعبية واسعة . و إن كان لنوع هذا الفاعل دلالات مهمة ، تفيد بمدى أصالة الثورة الاجتماعية و عمقها . وعلى العكس تبدو لي الثورة الشعبية ، كتلك التي تشهدها المنطقة و سورية ثورة ذات منشأ عميق و شامل ، حركة تاريخ مدوية . هي ليست ثورة مفروضة من فوق ، بل ثورة له استحقاقاتها التاريخية و مستدعياتها الاجتماعية و السياسية العميقة و الجذرية .
يمكن قراءة ثورات الربيع العربي ماركسيا بالنظر إلى التغير الكبير الذي اصاب البنى التحتية ( أنماط الانتاج بما تتضمنه من وسائل الاتصال ، وانترنت ..الخ ) و استدعى تغييرا قسريا للبنى الفوقية ( علاقات الانتاج ،قشرتها هي السلطة و السياسة و عمقها يطال القيم و الثقافة ) . مثاليا و هيغليا بما هي ثورة كرامة و صراع من أجل الاستعراف لا يحل الا مع انهاء التناقض و الصراع بتحقيق الاعتراف بذات الجميع في دولة ديمقراطية و عقد اجتماعي يعلي من الارادة العامة و يحفظ الحرية الفردية في ان معا ، وحيث مكر التاريخ الهيغلي يتبدى في ركون الانظمة لاستبدادها و استمرارها في الاستبداد منعا لحركة التاريخ في حين ذلك هو الذي يدفع و بشدة في الاتجاه المعاكس . من وجهة نظر الماركسية المحدثة ( ماركيوز ) ، التطور التقني الذي يتراكم ليحدث تغييرا في الانسان ، في وعيه بنفسه و حاجاته و امكاناته و احداثياته ، الامر الذي يستحيل معه بقاء الانظمة على استبدادها و اشكالها القديمة و نمط علاقتها بالمجتمع . بنيويا حيث تظهر لحظة البوعزيزي بمثابة رمية النرد المزلزلة و الشرارة التي تشعل الاحتجاجات و حركة التاريخ في المنطقة .
- يبدو لي أن مرجعيتك السياسية/ الايديولوجية التي تفرض عليك قراءة ساكنة و حدية و مغلقة ، تميز بين الخير و الشر على النحو الذي تجعل من الناتو شرا دائما و امريكا امبريالية متوحشة ، و دول الخليج رجعيات ناجزة و نهائية و حسب ، تلك المرجعية تمنعك أيضا من تعاطي السياسة كما يجب ، بالمعنى العلمي للكلمة . و لا عجب و الحال هذه أن ترى مرسي عميلا سعوديا و ترى الشر كامن كله في معسكر الناتو و الولايات المتحدة و دول الخليج . و ان تكون أمريكا هي من دمرت سورية و ليس النظام المجرم المستبد . السياسة تتحدد بالمصالح و توازن القوى ، و المصالح بدورها لا تتعين بالاستناد إلى فهم أيديولوجي ( يساري تقليدي / قومي ) لحامليها ،الولايات المتحدة الامبريالية الرأسمالية و دول الخليج الرجعية المتخلفة بصفتهم أشرارا ، و روسيا وريثة الاتحاد السوفييتي و ايران المقاومة الممانعة أخيارا .هذا بالنسبة لي خطأ يطال البنيوي في الفكر و الوعي بالسياسي لدى القائلين به .
- نعم دعمت دول الخليج الثورة السورية لأن النظام المجرم السوري ينتمي إلى المحور الإيراني ، و نعم دعمته لأن الغالبية الساحقة التي ثارت ضده تنتمي إلى الأغلبية السوسيولوجية السنية التي لم ترفع طوال أشهر من عمر الثورة إلا شعارات الكرامة و الحرية ووحدة الشعب السوري ،لكن بالنسبة لي لا يمنع ذلك من وجود جانب إنساني ،أيا تكن مساحته ، في موقف دول الخليج اثر وصول قمع النظام السوري مستويات قياسية ، و اثر تعنته و رفضه تقديم تنازلات جادة للشعب الثائر . لعلك لن تنسى أن هذه الدول وقفت أشهر طويلة قبل أن تحسم أمرها و تقف ضد النظام السوري ،.لكن السؤال المهم هو هل بمجرد وقوف السعودية أو الولايات المتحدة إلى جانب الشعب السوري نتناسى كعلمانيين و يساريين أن من يقمع و يقتل الإنسان السوري هو نظام بشار الأسد و أنه هو العدو الرئيسي للحرية في سورية ؟ . هل من الممكن أن نقرع السعودية و الولايات المتحدة على دورهما و نذهب في الجهة الأخرى لنخطئ ثورة اشتعلت ضد نظام يقتل شعبه بالكيماوي و صواريخ سكود و البراميل المتفجرة و الطائرات ...؟!
- بخلاف كبير معك أقول بالنسبة لي هناك مسؤولية دولية إزاء ما يحصل في سورية ، تتطلب التدخل لحماية المدنيين السوريين و ضرب النظام السوري المجرم ، عطل التدخل الدولي كل من روسيا و الصين ( قوى الخير )، فمن الطبيعي و الحال هذه ان نطالب الدول العظمى الاخرى التدخل من أجل تنفيذ هذه المهمة . هذه هي ارادة الشعب السوري الذي ثار على النظام سلميا أول الامر ثم اضطر لحمل السلاح تاليا دفاعا عن نفسه . هناك من يقول و أنت منهم أستاذ علاء ، ان استدعاء الاجنبي ليس من الوطنية في شيء ، ربما خيانة للوطن ما بعدها خيانة ، أما مثلي فيقول : إن الوطنية بالمعنى الذي يتطلب من المرء الوقوف ضد تدخل عسكري يقوض قدرة نظام يقتل شعبه على هذه الشاكلة الاجرامية الشاملة ،هي اقرب الى العصبية منها الى اي معناً اخر . خلاصته تتحدد كيفما يقولون باللهجة الدارجة : أنا و اخي على ابن عمي و انا و ابن عمي على الغريب . حيث لا حق للغريب و الحالة هذه بالتدخل لحمايتي من اخي او ابن عمي الذي يريد ان يقتلني .
اي فهم للوطن و اي علاقة معه ، لا يكون جوهرها الانسان و حقوقه هي علاقة بدائية مهددة بالانحراف الدائم و بهدم ما هو إنساني لمصلحة ما هو صنمي و متعالي عن ثقافة الحياة . مثل هذا الوعي الآن لا تجده سائدا الا في الدول المستبدة و الاقل ديمقراطية ، فقد هزم حين اصبحت قيم حقوق الانسان و الديمقراطية بالمعنى الذي ساد ( لا كما تجسد سياسيا المعنى الاقتصادي الاجتماعي الماركسي) اقرب الى القيم الكونية . أما لماذا لم يتدخل الغرب و الولايات المتحدة ، فالمنظور الذي احلل منه مختلف عن منظورك ، أمريكا لم تتقهقر كقطب دولي و كقوة عالمية أولى ( اقول هذا كتحليل و ليس من زاوية الحب و الكره فأنا لا أحب و لا أكره ) ، و هي لم تهزم بالمعايير العلمية للحروب و المعارك في العراق و افغانستان ، بل بالمعايير الامريكية و الغربية ،في المادة الافتتاحية شرح موجز لماذا لم يتدخل الغرب و ما الذي حصل ، أساسه أن الدول الديمقراطية الحديثة كالدول الغربية ليست كائنات احادية صلدة ، بل كل منها يتشكل من منظومة مؤسسات معقدة وينقسم إلى مستويات متعددة ،من مفاضلتها و تفاعلها ، تتحصل المواقف و السياسات لا سيما الاستراتيجي و ليس على النحو الذي يستقر لدينا.

اخيرا أشكرك و يسعدني ،رغم الاختلاف ، الحوار معك .
تحية الاختلاف و الغنى مرة اخرى .


21 - اخطاء و ردت للسرعة و عدم التدقيق
علاء الصفار ( 2013 / 10 / 2 - 23:41 )
تحية ثانية
و الصحيح يكون
السطر 4 كما حدثت في الثورات العالمية...
السطر12 الفاقدة لاي تجربة و حنكة سياسية...
السطر ماقبل الاخير لا أرى ان روسيا ستكون معادية لثورة حقيقية و لا ايران...


22 - اسم الحزب يدل العلم بطبيعة مجتمعات العالم العربي
لطيف الوكيل ( 2013 / 10 / 3 - 09:38 )
اسم الحزب يدل العلم بطبيعة مجتمعات العالم العربي وحيث ان الديمقراطية حداثة تتناسب وعصر المجتمعات الثائرة لنيل حرية الاختيار اي الديمقراطية. مثلا اسم الحوار المتمدن يقول ان ابن الريف جاء الى المدينة ليتحاور حوارا مدنيا. وهذا ما ارجوه هنا من السيدات والسادة المعلقين. وليعلم المؤمن الحقيقي ان الله كرم الانسان بهدية حرية الاختيار فلا كرامة بلا حرية ولا حياة كريمة الا للشعوب الثائرة. لذا الثورة السورية برهان على ان الشعب سوري باثراءه الحضاري حيث يجمع قوميات ودينات وهو شعب كريم ويستحق تعاطف واحترام شعوب العالم. ان هذا الحزب هو جزء من حركة اليسار ودعم حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية منا له يجعل منه منافسا قويا امام احزاب طيور الطلام.
ان حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية يستحق من المثقف نقد بناء. الدكتور لطيف الوكيل


23 - رد الى: لطيف الوكيل
فراس قصاص ( 2013 / 10 / 3 - 15:29 )
تحياتي صديقي العزيز الدكتور لطيف الوكيل .. لا شك و بحكم اضطلاعي عن كثب على وعيك المتضامن مع الانسان المقهور في أي مكان في العالم ، و بوقوفك المنشد إلى الشعوب متجاوزا كل انغلاقات اليسار التقليدي ، أراك تقدم نموذجا عن اليساري الذي لم يضيع جهة انحيازه و جوهر مواقفه . تحية لك و اشكرك على الصورة التي رسخت لديك عن حزب الحداثة ، و بالتأكيد انتظر منك و من الاصدقاء و الزملاء و المثقفين السوريين و العرب و الكرد و كل الذي يستطيع التعاطي مع اللغة العربية المزيد من النقد .

لك مني كل المودة و الثقة


24 - رد
قصي الصافي ( 2013 / 10 / 3 - 09:43 )
تحياتي الخالصة أستاذ فراس

لا أدري ما الذي أوحى لك باننا نختلف في تعريف الثورة، فالثورة بالنسبة لي قبل كل شيء، قطيعة ثقافية مع النظام الإجتماعي والسياسي المتهالك، ومنعطف تأريخي يؤسس لمنظومة قيمية وخلقية جديدة، ولم يرد في ردي السابق مايوحي بغير ذلك. كذلك لم نختلف -كما ذكرت في مقدمة ردي السابق- حول الأهمية التأريخية للحراك العربي والسوري خاصةً ، فلأول مرة يزج المجتمع بكل تناقضاته وإشكاليات بناه الإجتماعية، ليشارك في وضع التأريخ ضمن مسار صيرورته الطبيعية دون املاءات وكبت السلطات القمعية ، وقد كان التأريخ لعقود طويلة زمناً راكداً كالمياه الآسنة . إذاً لم نختلف حول تعريف الثورة أو أهمية الثورات العربية ،لكني لست ميالاً لقبول الإيمان -وبيقينية مطلقة- بمآلات الثورة السورية والتفاؤل المفرط بنتائجها. يبدو لي ياعزيزي اننا - ولفرط حبنا لأوطاننا - نصنع واقعنا المتخيل، ثم نسقط عليه تمنياتنا ونجعله بديلاً عن واقعنا الحقيقي. رغم أن الإعلام العربي -المدعوم خليجياً - ومعه الإعلام الأمريكي والغربي وكل مصادر المعلومات تمطرنا بما يشير إلى أن القوى الإرهابية يشتد عودها وتهيمن على الساحة و تحقق نجاحات في حرف مسار الثورة وتحويل المناطق التي احتلتها ألى سلخانة ، أقول رغم كل هذا فانت تدعونا أن نرى معك ( النفور الإجتماعي والرفض الذي بدت بوادره) لداعش والنصرة ولا أدري ما هي هذه البوادر ، إذا كنت تقصد الإقتتال مع الجيش الحر، فالجميع يعلم أن ذلك لم يكن صراعاً فكرياً أو قيمياً ،وإنما صراع نفوذ لم تترك فيه داعش والنصرة خياراً للجيش الحر، أي أن زمام المبادرة كان بيدهم، ولو أرادوا فلن يمانع الجيش الحر أن ينسق معهم من جديد، ألم يشترك الجيش الحر مع النصرة في المجازر ضد مواطنيهم الكرد ، هذا إذا ما غضضت طرفي عن صدامية وطائفية الكثير من فصائل الجيش الحر وإعتبرته ممثلا للثورة الحقيقية. الغرب والولايات المتحدة في قلق من نمو الإرهاب واستفحاله يوما بعد يوم ، وهم يحاولون تقوية أطراف معتدلة، إلا أن محاولاتهم تتعثر بصعوبات جمة، كان آخرها إنسحاب آلاف المقاتلين وانضمامهم إلى المتشددين بحجة أنهم يرفضون املاءات الغرب. خلاصة القول أن التنبؤ بمآلات الثورة، والجزم بحتمية نجاحها، لا بد أن ينهل شواهده من الواقع الحقيقي ، وقد وقع ميشيل فوكو بنفس الخطأ حين توقع للثورة الإيرانية أن تؤسس للديمقراطية فخذلته وإعتكف في بيته طويلاً محرجاً من مقابلة الناس.

اتهمت مفرداتي بالتوتر ومن ثم اتهمتني ( وبدون توتر ) بالإنغلاق الأيديولوجي والإرتهان للعقد الأيديولوجية، وأحب أن اطمئنك ياعزيزي انني لم أتعبد يوماً في معابد الايدولوجيا ( لا الرجعية منها ولا التقدمية ) ولم ارتل تراتيلهم المقدسة ، بل كان الإنغلاق الاديولوجي على الدوام هدفاً لنقدي. لم يكن إتهامي لقطر والسعودية من منطلق عقدي بل إستناداً إلى كم هائل من المعلومات الإعلامية من مصادر متنوعة ألإتجاهات ومن معلومات ووثائق استخبارية سربت،كذلك الإنفلات في فتاوي الجهاد والقتل والتجنيد العلني في الجوامع والتبرعات ..وغير ذلك مما ستقطع دابره المملكة خلال أيام لو كان حراكاً يطالب بحق من حقوق المرأة أو كان نشاطاً يهدد المملكة. سأترك الجدال في هذا الموضوع فأحيلك إلى ماقالته زميلتك وهي من قادة الثورة كما أظن السيدة رندا قسوس وهي ترد على مشارك في الحوار المتمدن :( لاشك أن دول الخليج وبالأخص قطر -حمد بن جاسم- لعبت دوراً في تقوية الإسلام السياسي في جميع دول منطقة -الربيع العربي-، كما لعبت السعودية أيضاً من خلال بندر بن سلطان دوراً في تسليح الكتائب المتشددة وهو المسؤول الأول عما يحصل في هذه الفترة من مجازر في حق الشعب الكردي السوري). أما عن مصلحة دول الخليج في ذلك فكثيرة تدخل ضمن صراعها مع إيران والعراق وحزب الله، خاصةً إذا اضفنا البعد الطائفي للصراع، إضافة إلى بحثها عن دور سياسي ريادي في المنطقة يتطلب إضعاف بعض الدول ، وليس بعيداً عنا الخلاف السعودي القطري وانزعاج السعودية من تمادي قطر في حيازة الدور الأكبر في تدخلاتها، والإستفادة من هكذا منظمات للإبتزاز السياسي وغير ذلك ، بالطبع لن يكون دعم هذه المنظمات بشكل مباشر بل بطريقة مخابراتية مرفقة بغض الطرف عن الفتاوي والتمويل الخاص .( هل ينسى مثلاً دور السعودية الإرهابي في عراق مابعد صدام وبالتعاون مع النظام السوري ). ولا أدري إذا كانوا يتمتعون بحنكة سياسية فيدعمون الإرهاب لحرف الثورات عن مسارها الديمقراطي للقطيعة المعرفية والقيمية بين الفكر الوهابي والفكر الليبرالي . أما عن إنسانية وطيبة قادة الممالك الوهابية فلم نجربها حين يتعرض صرح المملكة أو الإمارة لتهديد، وانت تعرف جيداً أنهم ليسوا بحاجة لقسوة صدام أو الأسد طالما يحيطون أنفسهم بطاقم الفتاوي والتكفير وينجحون في تغييب شعوبهم. تحياتي مرة أخرى وأرجو المعذرة إن أطلت.


25 - رد الى: قصي الصافي
فراس قصاص ( 2013 / 10 / 8 - 00:08 )

تحياتي استاذ قصي
ما أوحى لي بأننا نختلف في فهمنا للثورة رغم اتفاقنا على عناصر مهمة في تعريفها هو اختلافنا حول ما اعتبره مهما في حمولتها الدلالية و المتعلق بالحيز الزمني الذي ينظر من خلاله إلى اشتغالها و فعاليتها و تحقيقها لأهدافها ، فأنا أميل إلى انه طويل يقد يبلغ عقودا عديدة ،فالثورة بالقدر الذي تكون عميقة و جذرية تحتاج لمديات زمنية أطول لترسخ نتائجها ،الثورة السورية ( كذلك كانت الفرنسية ) كما أراها إنما هي تحول في طرق إنتاج التاريخ الاجتماعي والإنساني للسوريين .لانها أخرجت ما يعتمل في البنية الاجتماعية من تناقضات عميقة متعددة المستويات لتتفاعل محمولة على حيثيات ينتجها الفاعلون الاجتماعيون ( نظام و معارضة وثوار ) ليتشكل المسار الطويل و المتعرج ، المتداخل و المعقد الذي نراه الان . الثورة تتعين بالنسبة لي أولا بدءا من نقطة الانعطاف الذي لا يعود بعدها نموذج الاجتماعي السياسي كما كان ،وثانيا من الأسئلة التأسيسية المتفجرة مع لحظة الثورة الأولى ، اما مسارها واكتمالها و تحقيقها اهدافها فذلك أمر آخر تماما . الثورة نقطة بداية لحركة تاريخ راديكالية قد تتطلب عقود لتستوي مساراتها . بهذا المعنى لو قدر لمثقف أن يكتب عن الثورة الفرنسية ، بالانشداد الى الفهم الذي تنتصر له أنت صديقي قصي ، إبان اعلان نابليون نفسه امبراطورا على فرنسا ،لأخبر بالتأكيد عن فشلها و ارتكاسها ، بل و لتحدث عن ذلك قبل هذا التاريخ إبان تراجع المد الثوري بين عامي 1794 – 1799 ، و ربما منذ عصر الإرهاب بين عامي 1793 و 1794 .
- صديقي لم اتوهم و لم اسقط في فخاخ الرغبوي و الارادوي حين تحدثت عن تيار اجتماعي عريض ينشأ في مواجهة التشدد الديني منذ مدة في سورية ، لم أقصد أو أتحدث عن الكتائب بل عن الناس و الشارع و المجتمع ، البوادر التي تحدثت عنها كثيرة ، منها خروج تظاهرات في عموم سورية ترفض داعش و النصرة و التشدد الديني التكفيري ، في الرقة و ريف حلب و حلب و ريف ادلب ، و منها ما عبر عنه أهل الرقة منذ ايام حين حملوا صليبا في تظاهرة كبيرة معلنين عن ادانتهم و رفضهم للاعتداء على كنيسة فيها من قبل داعش ( دولة العراق و الشام الاسلامية ) ، بل لقد سميت تظاهرات يوم الجمعة الموافق 20 ايلول الماضي ، منذ اسبوعين ، باسم وحدهم السوريون من سيحرر سورية ، في رفض لتدخل التكفيرين القادمين من خارج سورية في الثورة السورية . الاحتجاجات المدنية وأشكال الرفض للكتائب التكفيرية المتشددة مستمرة وتظاهرات مدينة اعزاز منذ يومين ليست آخرها . الرأي العام داخل سورية في غالبيته الساحقة أخذ يرفض داعش و جبهة النصرة بل و حتى الكتائب الاقل تشددا ، بل تكاد لا ترى بين الناس المدنيين من يؤيد تلك الفصائل هذه الايام . لقد بدأ السوريون على نطاق واسع يكتشفون زيف و إجرام الخطاب التكفيري بل و هشاشة و انتهازية خطاب الاسلام السياسي عموما و لدينا الكثير من الارقام و المعطيات التي تصلنا من سورية عن ذلك .

- برأيي ان ثورة 1979 و لا أسميها الثورة الاسلامية ( بل تم السطو على تسميتها من قبل الطرف السائد حاليا ) لم تفشل ، بل لعلها و وفقا لتعييني اعلاه ، كانت انعطافا جذريا في حياة الايرانيين ، اعاد حصيلة الشرط الإيراني إلى تفاعل مكوناته و بناه الحقيقية . لقد حررت ثورة الايرانيين على الشاه انذاك كل الديناميات الناتجة عضويا عن المجتمع الايراني لتتفاعل فيما بينها وتنتج الواقع الجديد الذي لم يستقر حتى الان ، برأيي أن المسار الثوري قد ابتدأ في ايران منذ ذلك العام ولم يصل نهايته بعد. إن ما أظهرته النتائج الآنية لثورة 1979 يتلخص في حقيقة ان البعد الاسلامي كان اكثر فاعلية في ايران بالمعنى الاجتماعي السياسي من الابعاد الاخرى ، إلا أن فاعليته بدأت تتهشم و أخذ يفقد إغراءاته شيئا فشيئا منذ فترة ليست بالقصيرة . ما حدث طوال العقود الماضية ،منذ خلع الشاه ، بدا ضروريا لتهشيم اسطورة الاسلام السياسي و افقاده صلاحية علاقته مع السلطة و احقية ادارته شؤون الحياة الايرانية. ارهاصات التحول في الوضع الايراني اخذة في التعبير عن نفسها باشكال مختلفة بالتظاهرات الشعبية الضخمة التي عمت ايران بعد الانتخابات الرئاسية السابقة و التي وصلت الشعارات في بعضها الى حد اسقاط الولي الفقيه ، بفوز رئيس اصلاحي من الجولة الاولى للانتخابات . بالاخفاقات الاقتصادية و الاجتماعية و التململ الذي صار يغزو أوساطا جديدة و يصل مستويات غير مسبوقة يوما بعد يوم .

- ما رأيته توترا هو اللغة التي اخترتها للحديث عن الدور السعودي و القطري بقولك (مما يثيرني إلى حد الإستفزاز أنك ياأستاذ وفي معرض سردك لأسباب تدهور الوضع السوري لم تشر إلى دور قطر والسعودية وغيرها في ترجيح الكفة للفصائل المتطرفه وتسليحها وتمويلها !!! إذا كان إنتقاد الحكومات الثيوقراطية الرجعية خط أحمر ، إذاً هنيئاً للشعب زهور الحداثة والديمقراطية التي ستمطرونها على رأسه
هل من الصعب جس التوتر في ما اقتبسته أعلاه من تعليقك..؟ ، ثم ما أراه أيديولوجيا و بحاجة إلى مراجعة هو مماهاة تحليلك عن الدور الخليجي الذي يستند إلى صورة و خلفية فكرية /سياسية تحوزها ، مماهاته مع الواقع و اعتبارهما شيئا واحدا .الصورة التي نصوغها عن الواقع بواسطة الفكر و اللغة غالبا ما تتأثر بأدواتنا و حقائقنا ذات الاصل الايديولوجي ، فنكون تبعا لذلك صورة أيديولوجية عن الواقع و ليست مقاربة له .ولن يكفي أن تستند لرأي الصديقة رندا قسيس عن الهيئة التي يتخذها التدخل السعودي في الثورة السورية لاعتبار استنتاجك صحيحا . بالنسبة لي معلومات أو قل تحليلات زميلتي رندا ليست صحيحة بخصوص الدور السعودي القطري ، و لن يجعل مني حداثيا و لا علمانيا رصينا مجرد هجومي على سياسة السعودية و قطر من عدمه ، لن يظهر مصداقيتي أبدا اتهامي لهما بما تسمح لي منظومة الافكار و المسلمات التي اعتنقها دون النظر إلى موضوعية تلك الاتهامات و مدى صحتها و موثوقيتها المادية و الواقعية . على كل حال ورغم أن ملاحظاتك و تعليقاتك تهمني كثيرا و تسعدني كثيرا ، إلا ان ذلك لن يمنعني من القول بما يبدو واضحا لي ،و هو أنك لست قريبا من الشأن السوري كما يجب . فالزميلة و الصديقة رندا قسيس ليست من قادة الثورة ، اعتقد أنها لا توافقك القول بذلك ابدا ، لا يوجد أحد ، لا هي و لا أنا و لا السياسيين المعارضين السوريين كلهم من يدعي أنه من قادة الثورة . وهي ايضا ليست من قادة الثورة السياسيين و لا من صناع القرار السياسي المرتبط بالوضع الثوري ، رندا لا تحتل أي موقع في أي من أطر الثورة الرئيسية ، و لست أجانب الصواب حين أقول : أن ليس للصديقة العزيزة رندا أي خبرات سياسية سابقة على الثورة ، تجربتها السياسية جديدة تماما ..بالتأكيد هذا لا يعني اني أسفه رأيها ، لا أبدا ، لها الحق في أن تبلور الرأي الذي تراه مناسبا ، و هو ما أحترمه ، إلا أنني بالتأكيد ، لا يمكنني أن أعاير الواقع قياسا إلى رأيها .
- العدوان الذي مارسته الكتائب التكفيرية ضد اهلنا الكرد السوريين ، انما هو عدوان مدان و حرب ذات طابع عنصري ديني قومي ، إلا أنها لم تتمكن من ارتكاب المجازر ضد الشعب الكردي كما وصفتها انت عزيزي، بل استطاعت قوى وطنية كردية مستنيرة ردها و ضربها و هزيمتها .
- لست أتفق معك حول ما لمحت له بخصوص دور حكومي سعودي واضح في دعم الارهاب في العراق ، حتى المالكي لم يتهم السعوديين بل اتهم المجرم بشار الأسد . من يتكئ على شرعية دينية ،على نحو ما ، كالنظام السعودي، يخشى ممن يدعي ذات الشرعية ويزاود عليه بها ، هذا من وجهة نظري سر العداء الحكومي السعودي للاخوان المسلمين و أحد اركان العداء مع الجهاديين التكفيريين الذين يتهمون الحكومة السعودية بالاخلال و العمل ضد الاسلام .
-اخيرا أقول وانا اخضع موقفي لتحليل المعطيات و ليس الى اي شيء اخر ،نعم الأنظمة السعودية و الخليجية عامة كانت أقل قسوة و توحشا من الأنظمة التقدمية في موقفها من معارضيها ، فالسعودية لم تعدم محمد المسعري و معارضين آخرين و لم تأخذ أهلهم رهائن و لم تحرمهم من حقوقهم المدنية كما كان يفعل المجرم صدام و بشار و حافظ الأسد و القذافي مع معارضيهم .كثيرة هي المشاهد التي تؤشر و بقوة الى أن حكام الخليج كانوا اكثر رحمة مع خصومهم و معارضيهم من -التقدميين - ، سحق الانظمة التقدمية لمعارضيهم لم يرتبط يوما بالمدى الذي تشكله حالاتهم أو تهديدهم لها ، كانوا يضربون باجرام قل نظيره دون الحاجة الى وجود الخطر ، و الامثلة أكثر من أن ترصد هنا .
بقي ان اؤكد احترامي و تقديري لك واهتمامي بتعقيبك و ردودك التي دون أدنى شك افادت الحوار و اغنته كثيرا .


26 - الثورة السورية
سلوان اغا ( 2013 / 10 / 3 - 11:35 )
تحية لكل المشاركين بالحوار ويسعدنا ان تدار مثل هذه النقاشات بالطرق السلمية والجيدة. ملاحظاتي :
1- عملية سرقة الثورة من اصحابها الشرعيين وارتمائها باحضان مجموعات مسلحة لا نعرف ما تفكر به غير الدمار والقتل وهذا مستقبلا والوضع مزري جدا سؤول الى انتفاء الحاجة لوجود هذا الحراك الذي تحول وبالا على اخوتنا في سوريا فالتحولات العسكرية هي الابشع والتي لم نرغب ان تحدث بهذا الشكل مع ايماننا بالكامل بضرورة التغيير الجذري في سوريا( الثورة).
2- ان تفسير الثورة السورية مو منظور اجتماعي واقتصادي محلي يفرض نفسه ولا يحتاج الى ان نميل له اولا نميل فالانسان ترتبط كرامته بهذه العوامل بشكل مباشر ( الاقتصادية والاجتماعية) وهو امر مهم مع اخذ بنظر الاعتبار السباب الخرى الثانوية وفق منظور التطورات العالمية الجارية.
3- ان حقوق الانسان هي ذات مسحة كونية منذ الازل سواء بوجود معسكر اشتراكي وغربي( راسمالي) او بعدم وجودهما او بوجود احدهما كما ان الديمقراطية لم تكن ناجزة بشكل كامل لا في المعسكر الشتراكي ( بالرغم من اعتقادنا بنجاح التجربة الاشتراكية من منظور فكري وكذتطبيقي الى حد ما) ولا في المعسكر الغربي العولماتي الحالي، فما حصل بالتاكيد هو صراح لفكرين متنافرين لم يستثمر بشكل جيد لخدمة الانسانية والبشرية جمعاء . بالرغم من ان وجود قطبين كان يحقق توازن معقول للجم انفلات السياسات الغربية المتمثلة بامريكا. تحياتي


27 - رد الى: سلوان اغا
فراس قصاص ( 2013 / 10 / 8 - 23:38 )
تحية لك الاستاذ سلوان اغا
دعني أتفاعل مع ملاحظاتك من خلال ما يلي :
1- لا تتحدد الحاجة الى حراك و ثورة بالعتبة التي تصلها فاتورتها و الحجم الذي تصله اثمانها .تشتعل الثورة في حياة المجتمعات عندما تتوفر مستدعياتها و تدفع الى ذلك استحقاقاتها . لست أتفق معك على مقولة سرقة الثورة ، و لعل الافتتاحية تناقش مفهوم الثورة من زاوية لا تسمح بتلك المقولة . ما تسميه سرقة الثورة من اصحابها الشرعيين أفهمه أنا كعرض ثوري ناتج عن تحرير الثورة للتناقضات البنيوية التي يعاني منها وجودنا ، وهذا التحرير ضروري حتى يتحصل المستقبل نتيجة لصراع الذات السورية على ذاتها كعنوان مرافق لصيرورة الجديد القطعي مع الماضي الاستبدادي ، في الثقافة و في السياسة .
2- مفردة -أميل- استخدمها بدلا من فكرة اعتقد ، لعلها اكثر حذرا و تواضعا و اقل ادعائية لامتلاكها الحقيقة . لذلك فاستخدامك لها في سياق تعبيرك اعلاه لم اجده موفقا . اما عدم ميلي لتفسير اشتعال الثورة السورية بالنظر الى الشروط الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية المحلية - وحدها- فيعود الى الزمن الطويل الذي توافرت فيه هذه الشروط المواتية و مع ذلك لم يتبلور الوضع الثوري الا عام 2011 ،إن سياق عرضي لاسباب الثورة يوضح أن العوامل الاقتصادية الدافعة صوبها كانت حاضرة دائما لكنها لم تكن كافية ، كانت شرطا لازما لكنه غير كاف ، و هذا يعيدنا الى منظورات فلسفة التاريخ التي عرضت لها الافتتاحية .
3- لا لم تكن حقوق الانسان ذات مسحة كونية في ظل قطبين يتقاسمان العالم سياسيا ، و يختلفان في قراءتهما و مواقفهما من قضايا الاولويات و الضرورات و الحقوق . كانت العديد من المفاهيم التي استقرت على معنى محدد الان ،نهب صراع بينهما ، من بينها الديمقراطية و الحرية ... الخ تلك هي وجهة نظري .
4- لم افهم ما الذي تقصده بالديمقراطية التي لم تكن ناجزة بشكل كامل لدى المعسكرين . مع ذلك يمكنني القول بأن الديمقراطية التي تسيدت الآن كمفهوم تشتمل على منظومة متوازنة من الحقوق و القيم ، تجد ترجمة مختزلة لها في فصل السلطات الثلاث و الاحتكام إلى صناديق الاقتراع واحترام حرية الرأي و التعبير و كافة الحريات الفردية و العامة .. الخ . لكني اتفق معك ان كنت تقصد أن الديمقراطية حين تختزل على الشاكلة أعلاه تظل قاصرة إذا لم توفر الحد المادي ( الاقتصادي ) و التعليمي الذي يضمن تنمية الوعي بتلك الحقوق و القدرة على ممارستها في الواقع وعلى الأرض .
تحياتي لك و شكرا لتعقيبك


28 - اعتراض
محمد إبراهيم ( 2013 / 10 / 6 - 16:19 )
أعترض على كلمة الحدث السوري. فما يجري ثورة حقيقية، لا بل معجزة ثورية. ستدرس في المستقبل وسيستنبط منها مبادئ إنسانية يعجز القلم عن وصفها، ومن الغريب أن يدعي البعض أنها سرقت، ومن الأغرب أن يدعي البعض الآخر أنها ليس لها قاعدة جماهيرية. بينما يرى الآخر فيها تعارضا مع الاتجاه الاشتراكي، وفي المنشورات والجرائد والأبواق الخبيثة العربية وغيرها طعون لا حد لها كثيرة لتشويه هذه الثورة العظيمة التي قام بها الشعب السوري الجبار، فلأول مرة في تاريخ الشعوب يتصدى شعب أعزل لديكتاتورية عنيفة طائفية وحشية لا أخلاقية، ويكابد ضحايا بشكل يومي ولمدة سنة ونصف ولا يرد بالعنف. والدول الكبرى واقفة تتفرج، ولم تفتتح فمها إلا بعد أن دفعت القاعدة وبقايا العناصر الجهادية إلى الساحة، عندئذ أخذت تجأر بالويل ولثبور وعظائم الأمور، قليل من الإنصاف يا كتبة!


29 - رد الى: محمد إبراهيم
فراس قصاص ( 2013 / 10 / 8 - 23:51 )
الاستاذ محمد ابراهيم
تحية الثورة و بعد
عزيزي يبدو أنك لم تقرأ جيدا المادة التي قمت بالتعقيب عليها . هناك فقرة بعنوان (هل ما يحدث في سورية ثورة ؟) تفيد بثورية الحدث السوري و باعتباره ثورة مكتملة الاركان بالمعنى المعياري الفلسفي و التاريخي للكلمة ، بل وتعرض للدفوعات و الاسباب و المنظورات الدعمة لذلك . على أنني انتصر لفكرة عدم تعارض مفهوم الثورة مع مفهوم الحدث ، فهي حدث تاريخي راديكالي جذري كما كررت مرارا . و قد توسعت في تفصيل هذه الفكرة في احدى التعقيبات .
اسمح لي اخيرا أن أشكرك على تعقيبك .


30 - Glad to hear
Arabic Canadian ( 2013 / 10 / 7 - 15:57 )
I was very sad to notice the absence of the secular forces in Syria and the complete dominance of the forces of darkness.. We are with those who respect the individual freedom and women rights.Thanks...


31 - رد الى: Arabic Canadian
فراس قصاص ( 2013 / 10 / 10 - 12:34 )
عزيزي العربي الكندي
شكرا لك على تعقيبك و ملاحظتك و على موقفك الى جانب الصف المستنير في سورية


32 - المفكر الحق لا يسمع أحدا عندما يتخندق في جحر حزب
على الضفة ( 2013 / 10 / 7 - 22:24 )
دعني أولا أعترف أني لأول مرة أقرأ تحليلا فيه قدر كبير من الموضوعية، ومحو متعمد لذاتية الكاتب إلى درجة أنك لا تستطيع أن تصنفه في الخانات المعتادة: يمين ويسار وماركسي وإسلامي وعلماني وغيرها (طبعا بمعانيها المتداولة عندنا) .ـ
لدي - سيدي- جملة من الملاحظات الانطباعية أجملها كما يلي:ـ
أولا: يتميز خطابكم -سيدي- باستقلالية ظاهرية تامة عن السائد أيديولوجيا وفكريا بل وفلسفيا. لهذا أرى أن انخراطكم في حزب سياسي سيفقدكم تلك الاستقلالية ولن يسمح للمضامين الثورية الحقة (الثورة على السائد وليس على النظام فقط) التي يحملها خطابكم أن تصل إلى وجدان قسط كبير من السوريين من النخبة ومن العامة...ـ
ثانيا: ورد في مقالكم وفي ردودكم مفهوم -الاعتراف بالآخر-. وهو مصطلح له دلالة انعكاسية أي تبادل الاعتراف، غير أن من الناحية التداولية عندنا يجعله يسير في منحى واحد أبي مطالبة الآخر الاعتراف بالذات المتكلمة وليس العكس. يا سيدي كيف الحديث عن -الاعتراف بالآخر- مع نفيه الوجودي خطابيا أو ماديا: أشير هنا إلى الموقف من التيار الاسلامي والديني بشكل أعم.ـ
ثالثا: عندما نتحدث عن قيام الشعب بالثورة وأن الشعب عبر عن مطالبه وإرادته إلى آخر هذه العبارات المكررة ، فإننا نتحدث عن الشعب كأنه ذات مادية موحدة ومتجانسة وقارة (ستاتيك). ثم يأتي حديثنا عن الثورة المضادة واختطاف الثورة وهما تعبيران فضفاضان لا يحملان أية دلالة موضوعية... هل إذا كان من يتصدر الثورة من حزب المتحدث تكون ثورة ؟ وإذا تصدرها الآخر تكون ثورة مضادة واختطاف للثورة ؟؟؟؟ هل إذا وافقت الثورة مزاجي وتطلعاتي ورجائي وطموحاتي كانت ثورة وإلا فلا؟؟؟ يا سيدي إن موقفكم من الواقع التونسي ليس وليد تحليل رصين كما هو شأن مقالك بالجملة ولعله من بعض الرواسب الأدلجة التي تحاول -ربما عبثا- من الفكاك منها.ـ
رابعا: أعذرني على هذه الملاحظة الأخيرة: وهي تكرار خطأ لغوي يهم لفطة -ذو- التي وردت في خطابك جامدة...ـ
كل التحية لك سيدي...ـ


33 - رد الى: على الضفة
فراس قصاص ( 2013 / 10 / 10 - 14:29 )
الاستاذ علي الضفة
تحية صادقة و بعد
دعني اشكرك أولا على تذكيري بخطئي اللغوي ، لا يزعجني ذلك ابدا بالقدر الذي يفيدني .و نعم معك حق استخدمت لفظة ذو جامدة في الافتتاحية و في ردودي على التعقيبات . للاسف لم انقح النص الرئيسي و لا تعقيباتي نحويا . و قد فاتني الانتباه للخطأ الوارد في استخدامي ل مفردة ذو دون اخذي بعين الاعتبار موقعها من الاعراب . شكرا جزيلا لك مرة اخرى .
- أسعدني التقاطك لحالة حزب الحداثة على النحو الذي نريد له أن يكون ، اقصد لجهة موضوعيته و استقلاليته في حدود الإمكان عن الادلجة و الانغلاق الإيديولوجي ، لكني اختلف معك في جزئية أن الانتماء إلى حزب سياسي هو بالضرورة قولبة و جمود و فقدان للاستقلالية و انعدام للقدرة على مخاطبة وجدان الناس . ازعم أن مرد عدم ثقة المجتمع لا سيما مثقفيه بالأحزاب السياسية هو فشل التجربة الحزبية في الدول العربية ، فشلها في السلطة و في المعارضة ، و إلى الاستحواذ الذي مارسته السلطات القمعية على الحياة العامة و الحرب التي شنتها على الأحزاب وعلى كل ما هو منظم و استخدمت فيها كل أساليبها الدعائية و السياسية و القمعية . أنا لا اجد موانع بنيوية بين أن تكون حرا و مستقلا و متجاوزا لأي مطبات أيديولوجية و بين أن تنتمي إلى حزب سياسي منظم ، فذلك متوقف على تجربة الحزب و بنيته التنظيمية و النموذج الذي تتمثله حوامل خطابه المنظمة . لا علم لي بإمكانية ان تقوم لأي ديمقراطية قائمة ، في أي دولة ، دون وجود أحزاب سياسية . حل الاشكالية التي طرحتها عن الاحزاب السياسية و أزمتها مع الحرية الفكرية و الاستقلالية يتلخص في وجوب أن يطال التغيير فلسفة العمل الحزبي و الالتزام السياسي لدينا بحيث تسمح بان نكون أحرارا أوفياء لوجداننا و ارائنا و توافر امكانية التعبير قولا و عملا عن الاختلاف الذي قد يحصل مع ما قد يقره الحزب الذي ننتمي اليه و لا يوافق رأينا . انا شخصيا اعرف حزبيين ناشطين سياسيا في احزاب غربية و مع ذلك انتخبوا في حالات محددة مرشحين من احزاب منافسة ، كان هذا حين اختلفوا مع رؤية احزابهم و اولوياتها الانتخابية في مرحلة معينة ، مع ذلك لم يتعارض ذلك مع استمراراهم في العمل مع احزابهم ذاتها كونهم يتقاطعون مع افكارها بشكل اكثر رئيسية و اتساعا مما لديهم مع سواها ،ولانهم قادرون نظريا ، بوجود قنوات ديمقراطية ،على التأثير في مواقف احزابهم و تغيير رؤاها و سياساتها ،وهؤلاء في حدود علمي لم يتعرضوا للتخوين و الرجم من قبل احزابهم أبدا .
المشكلة اخي العزيز في فهمنا و تجربتنا الحزبية .. تجربتنا نحن ، اذ ليست الأحزاب الا بنى نحن من يبنينها وأطر نحن من يصنع حدودها و يعين مرونتها و تنظيمات نحن من يتفاعل بها و معها . و على العكس من الدعوة الى الاقلاع عن الانخراط في تجارب تنظيمية ،لا بد للاحرار و المثقفين العضويين ( بلغة غرامشي ) ان ينحتوا تنظيماتهم و يمنحوها القدرة على الحيوية و ملاءمة الواقع حتى يتمكنوا من استجلاء و صناعة افاق عالية و جديدة و نوعية في المستقبل .
- الاعتراف بالاخر كما يفهمه حزب الحداثة هو اعتراف بما يحدده هذا الاخر لنفسه و عن نفسه ، اعتراف بالمختلف و ليس بالمشابه و المماثل . بالنسبة لنا للتيار الإسلامي الحق ذاته الذي لنا للتواجد و للدخول في صراع اجتماعي سلمي مع كافة التيارات و منها تيارانا ، نحن نرفض و رفضنا دوما كل إقصاء للتيارات الإسلامية ، لكن ذلك لا يعني ان لا نعبر عن اختلافنا الكبير معهم ، و ان لا ننتقدهم بقسوة ما نفترضه صوابا لدينا و خطأ لديهم ( ما نفترضه ) . الاعتراف بالاخر عندما نتحدث نحن عنه إنما يضعنا في موضع الذات التي تعترف بذاك الآخر لكن هذا يفترض العكس ايضا فكما قلت هي علاقة تبادلية جدلية .
الاعتراف بالآخر هو شرط سلامة الذات عندنا ، فالذات لا تتعين إلا بالآخر ،و عندما نرفض الاعتراف به ، تفقد ذاتنا التحديد و يتشوه وعيها بذاتها ويصبح وجودها بالغ السلبية و أقرب ما يكون إلى التفجر الذاتي .
- الثورة رغم انها تشي بالبعد الجذري و القطعي المتجاوز للماضي إلا أنها بالتأكيد و كما رسخت في فضاء اللغات الإنسانية كلها تفيد بمعنى التقدم . لا وجود لتطور جذري حتى و لو بدا في لحظة معينة و كأنه يصب في مصلحة مفاهيم و قيم أفصحت عن وجه تقهقري و ارتكاسي إلا تقدما ، إذ يبدو لي وجود مراحل قد يستحيل تجاوزها دون الخوض فيها مليا وصخبا . إلا ان الثورات يجب( من وجهة نظري ) ان لا تنسب إلى الفئات التي سادت بها ( انا احتج على تسمية الثورة الإيرانية 1979 بالثورة الإسلامية على سبيل المثال ) بل إلى أسئلتها و أهدافها الأولى التي شكلت مبررات و غايات المشاعر الثورية و إلى محيطها الاجتماعي الأكثر اتساعا و تأثرا بها . بالطبع ليس هناك أدنى ميل من هذا المنظور لتوصيف أي حدث و خلع السمة الثورية عليه بالنظر إلى ما أشرت إليه سيدي ( اقصد موضوع ربط ثورية الحدث بفاعله الرئيسي ) .
- أما موقفي من الواقع التونسي فهو إن تسرب على نحو ما في الردود او في الافتتاحية، إلا أنه لم يزل افتراضيا / توصيفيا ليس أكثر تتحكم به المعطيات الواردة و دقتها من عدمها . لعلي افترضت ان الحكومة التي يسيطر عليها النهضة لم تستطع أن تحقق الاستجابة لتطلعات التونسيين ، هذا بالاستناد إلى الآثار التي تصل من تونس رغم اعترافي بعدم قربي من المشهد هناك كما يجب . إنه توصيف مبني على تحليل سريع للمعطيات وهو لا يعكس لدي موقفا أيديولوجيا أو منغلقا أو رافضا بشكل كيفي لتيار بعينه وإنما يلخص محاولتي لمقاربة الواقع المعبر عنه في أزمة الحكم الذي تعيشها تونس هذه الأيام و في حدود ما نراه و نقرأه و نسمع به فقط . نعم أنا لا ارجح بامكانية نجاح الاسلام السياسي في الاستجابة لاستحقاقات الواقع التونسي بعد الثورة أو لاي واقع اسلامي و عربي ، لكني أقر بأن حركة النهضة تمتلك خطابا اسلاميا اكثر تفتحا و مقاربة للحرية بالمعنى الفلسفي للكلمة من سواها من تيارات الاسلام السياسي إلا أنه لم ينضج بعد كما يجب و لم يزل بعيدا عن النجاح في تحقيق المصالحة بين الحداثة و الديمقراطية من جهة و بين الدين و أشكال تجلياته المختلفة من جهة أخرى، هذا امر صعب جدا و يحتاج ليس الى حامل اجتماعي و أطر منظمة فحسب و إنما الى مشروع و سياسة تعتمد الاصلاح الديني الجذري بما يتطلب جهدا شاقا و معقدا ، متعدد الابعاد و المستويات . أتمنى النجاح في جلب الحرية و الرفاه و التحقق للتونسيين كائنا من كان الجهة التي ستتمكن من ذلك و ايا تكن هوية الذي يحكم الدولة في تونس .
أخيرا أشكرك جزيلا و يسعدني دوام الحوار معك


34 - سؤال واحد فقط
Kasim Kassim ( 2013 / 10 / 8 - 14:43 )

سؤال واحد فقط وسوف اعرف هل حزبكم حزب يمثل كل السوريين ام انه حزب عنصري شوفيني.
السؤال: هل نصف قيادات الحزب هم من النساء ام لا.
اذا كان لا فهو حزب عنصري رجالي لا يمثل كل الشعب السوري.
و مصيره الفشل لأن الرجال هم دميويين عبر كل تاريخ البشرية واذا لم يكون عدد النساء اكثر من الرجال في حزبكم فاننا نستبدل حزب حاكم رجالي دموي بحزب اخر رجالي دموي.
اي حزب ليس اكثر من نصف قياداته من النساء فهو حزب سيكون دموي كسابقه. والخلاصة اننا نستبدل مجرميين بمجرميين غيرهم.
اما ان يكون حزبكم عدد النساء في قاداته اكثر من الرجال او انسى ان انتخب حزب شوفيني عنصري مجرم مثل سابقاته من الاحزاب شعاراته رائعة وافعاله دكتاتورية ومخابرات وتعذيب واجرام.


35 - رد الى: Kasim Kassim
فراس قصاص ( 2013 / 10 / 10 - 12:33 )
الاستاذ قاسم
تحية و بعد
- حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية حزب لكل السوريين بالتأكيد ، اعضاؤه ينتمون إلى مختلف المكونات الاثنية و الدينية و المذهبية في سورية . للحزب مواقفه الجذرية من قضية الهوية السورية التي ينظر اليها بوصفها صوغ و تكون يعكس غنى التفاعل البيني و الحياة المشتركة بين جميع السوريين . الهوية بالنسبة لحزبنا تتبلور من مساءلة الذات السورية و الموضوع الدولي ، مساءلتهماعن السوري . هي اذا اجابة . اجابة السوريين عن سؤال الهوية من وجهة نظري سيحيلك الى تأكيد البعد المتعدد لسورية ، فهناك من سيقول انه عربي و اخر كردي و ثالث اشوري سرياني و رابع تركماني و هكذا .... أما الموضوع الدولي و كل من لا ينتمي لسورية ، فسيسم كل منتم بالمعنى الديمغرافي والقانوني و الوطني الى سورية بوصفه سورياً . وإذا كان أي وجود لا يتحدد إلا بالعلاقة الجدلية بين الذات و الموضوع وأي صوغ للهوية لا يحيط اجابة كل السوريين عن سؤال من أنت إنما هو صوغ ناقص و مشوه، تصبح الهوية السورية المطابقة للواقع في هذه اللحظة تعددية ، و تصبح سورية بلدا عربيا كرديا اشوريا سريانيا تركمانيا..الخ ، لذلك كان حزب الحداثة الحزب السوري الأول منذ عام 1963 الذي سمى سورية باسم الجمهورية السورية في ادبياته . بالطبع لم يعن انحيازه هذا انه ضد العروبة ، بل ضد قسر المحتوى العربي على سورية المتنوعة المتعددة و ضد تشويه الهوية السورية و بتر ابعادها الغنية الاخرى . يزعم حزب الحداثة ان الهوية التي بلورها لسورية هي هوية مطابقة للواقع و ليست ايديولوجية ، وأنها كالكائن الحي متغيرة مع تغير وعي الانسان السوري بنفسه و حركية مصالحه و اراداته.
- لا يمكن ان تسم خطابا كخطاب حزب الحداثة بالعنصرية ، لانه معني أولا و أساسا بالانسان في سورية ، ينتصر له ، يدافع عن حقوقه و حريته و كرامته بل و تحققه في قصة وجوده الاجتماعي / السياسي . يسعى حزب الحداثة إلى أنسنة السياسة و أنسنة مفاهيمها ، بربطها بما هو إنساني ، بجعلها من صنع الإنسان و لأجل الإنسان ، برفض ما هو متعالي و متجاوز له . بهذا المعنى ، الوطن دون حياة الانسان فيه ( و استيطانه له ) يتحول أرضا ميتة ، جغرافيا باردة , فاي مدلول بعد ذلك يبقى لمقولة نموت جميعا و يحيا الوطن ؟.
- للمرأة في حزب الحداثة مكانتها التأسيسية في وعيه و خطابه السياسي ، فتمكين المرأة السياسي و الاجتماعي و الثقافي و المساواة التامة في الحقوق و الواجبات هي من أهم أهدافه. تشغل المرأة السورية مواقع قيادية رئيسية في حزب الحداثة وتنشط فيه مثلها مثل الرجل تماما . و لست أذيع سرا حينما اقول ان اللجنة الحزبية المعنية بالاعداد للمؤتمر القادم للحزب قد جهزت بالتشاور مع عدد لا بأس به من ناشطي الحزب مقترحات على تعديل النظام الداخلي بما يتضمن ان يكون للحزب رئيسين بصلاحيات متساوية أحدهما بالضرورة أنثى سورية .
- لا اتفق معك في نظرتك للعنف و ربطه ،على اساس الجنس، بالرجل وحده ، العنف ظاهرة ابستمولوجية مرتبطة بالإنسان في كل زمان و مكان ،بالانسان ايا يكن جنسه ، رجل أم أنثى . لم يذكر التاريخ على سبيل المثال أن الحاكمات كن أقل عنفا من الحكام .حتى الصراع الدموي كان ينشب في كثير من الاحيان بين الاناث كما ينشب بين الذكور . الا ان كثافة حضور المرأة في التاريخ و كذا عنفها كان أضعف بما لا يقاس من حضور الرجل فيه ، لأن المجتمعات منذ بدأ التاريخ كانت مجتمعات ذكورية ، و لا تزال كذلك ،في غالبيتها الساحقة مع الاسف .
-بالنسبة لي الانتصار المبالغ فيه للمرأة بما يجعلها في مصاف فوق انسانية يحمل في طياته و في اعماقه تمييزا ضدها و إن تبدى في الاتجاه المقابل للتمييز الذي تعيشه في مجتمعاتنا ، إن الذين يتعاطون مع قضية المرأة على هذه الشاكلة و دون مشروطيتها المعقدة ، يمنحنوها ، براءة الاطفال و تعالي الملائكة و عطاء الآلهة و هذا ما يستبطن شعورا عميقا بعدم مساواتها للرجل وعدم نديتها الانسانية له ، الامر الذي ارفضه و يرفضه حزبنا .
تحية لك مرة أخرى


36 - مأزق سوريا بين نظام حكمها والمعارضة
المستشار القانوني سليمان محمد الحكيم ( 2013 / 10 / 9 - 13:36 )
قد تكون هي المرة الأولى التي أقرأ لمعارض سوري توصيفا موضوعيا لما يجري في سوريا ولم يختلف الناس كثيرا حول ضرورة رحيل النظام السوري الذي أطال البقاء بأكثر مما ينبغي بل لعل شرعيته التبست منذ يومه الأول بعملية التوريث ثم باستمرار طبيعته القمعية وغلبة اللون الطائفي على المفاصل الحيوية للدولة وانتشار الفساد الى حدود قياسية , ولكن الخلاف بين الناس بدأ عندما تصدرت هذه المعارضة المشهد , ولقد كان الأستاذ فراس جريئاً في توصيف عجزها وغلبة الظلامية والجهل والتخلف والعبث على فصائلها الفاعلة ثم الأهم من ذلك تعدد ارتباطاتها , فمنها لم يتورع عن معالجة جرحاه في مشافي اسرائيل , ومنها من يرتبط منذ زمن بالأجهزة الأمنية السعودية , ومنها مرتزقة من أموال قطر التي تخدم سياستها في نهاية المطاف اسرائيل والولايات المتحدة , ومنها من تماهى مع أحلام العثمانيين الجدد , والحاصل أن دماء عشرات الألوف من السوريين وركام المؤسسات الاقتصادية والخدمية التي أسسها الشعب السوري بماله وجهده يبدو اليوم أنها ذهبت قبض الريح حتى وصل الحال إلى أن رأى بعضهم أن مشكلة سوريا لم تعد في نظامها وإنما في المعارضة ! ولقد كان الأستاذ فراس صادقاً عندما قال أنه لا يرى أفقاً واضحاً ولم يقترح طريقاً محددا لنهاية المأساة السورية وهنا أستأذنه في إبداء بعض الملاحظات إذ يبدو أن حزب الحداثة والديمقراطية يعتنق الليبرالية السياسية ويتصور النمط الغربي كنظام حكم مستقبلي لسوريا وفي ظني أن دول العالم الثالث ليس لها مستقبل وفق هذا التصور ,كذلك غاب مفهوم العدالة الاجتماعية عن أدبيات هذا الحزب الذي أخشى أنه مجرد تجمع لمثقفين وطنيين لاغبار على نزاهتهم ولكن بناء الأوطان يحتاج الى ما هو أكثر من ذلك
من خلال تجربتنا المرة في العراق توصلنا إلى أن نار الطاغية كانت أرحم للوطن وللمواطن من جنّة الحثالة التي جيء بها إلى السلطة وأخشى ما أخشاه وبعد متابعة مني أزعم أنها دقيقة ومفصلة للمعارضة المسلحة , أن ينتهي السوريون إلى ما نعاني منه في العراق , وهنا لدي تساؤل أبحث عن جواب صادق وموضوعي له , هل هناك أمل في إمكانية حوار بين النظام والأحزاب الوطنية الشريفة وحزبكم واحد منها ينتج عنه تصور لإخراج سوريا من محنتها بحيث يتفق الجميع على المستقبل السياسي لهذا البلد الجميل والمهم وبحيث تتضافر الجهود الوطنية لاقتلاع قوى الظلام والرجعية والعمالة وتطهير أرض سوريا منها ؟ لاشك أن القوى الحية في سوريا هي القادرة على الإجابة على سؤالي . إن ما يحدث في سوريا لم يعد يستهدف الحرية والديمقراطية والعدالة لشعبها ,بل سلخها عن عروبتها وتقسيمها وحشرها في مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تقوده اسرائيل وتلعب فيه دور القواد ممالك ومشيخات الخليج العربي , ,


37 - رد الى: المستشار القانوني سليمان محمد الحكيم
فراس قصاص ( 2013 / 10 / 12 - 15:32 )
الاستاذ العزيز سليمان محمد الحكيم
تحية طيبة ، شكرا على تعليقك المهم الذي اتفاعل معه من الملاحظات التالية
- لم يحز النظام السوري يوما الشرعية الديمقراطية ، لقد وصل إلى حكم البلاد بانقلاب عسكري عام 1970 ، و ليست الاستفتاءات التي كان ينظمها كل سبع سنوات إلا مكياجا و تضليلا يموه فيها استحواذه على السلطة غلبة ، ويغطي على استبداده و إرهابه و توتاليتاريته التي لم تكن تخفي على احد . التي فقدها النظام حين خرج الشارع السوري ضده و ثار عليه هي الشرعية بالمعنى القديم للكلمة ، اقصد الشرعية التي تعكس قبول الناس ضمنيا به و عدم رفضهم العلني له خوفا من قمعه . مشكلة النظام السوري ليس انه بقي اكثر مما يجب في سدة السلطة ، بل في انتهاكه السيادة العليا للشعب السوري و ضرب إرادته عرض الحائط منذ اللحظة الاولى لوصوله السلطة و استمرائه ذلك لمدة ثلاث اربعين عاما. و ليس التوريث الذي حصل عام 2000 الا استمرار على هذا المنوال ، فلقد كان ناتجا طبيعيا و اتوماتيكيا عن طبيعة علاقة هذا النظام بالمجتمع و اغتصابه لحياته و إدارة شؤونه .
- اختلف معك في الموقف من موضوع قطر و السعودية و تدخلهما في الشأن السوري و أزعم أن كل الإخفاقات و الفشل في ملف إدارة الثورة السياسي إنما تتحمله المعارضة السورية لأسباب كنت قد فصلت فيها في المادة الافتتاحية و في أكثر من تعقيب لي .و أؤكد أنني أقول ذلك و أنا اعمل معول التحليل بالاستناد إلى معطيات و علاقة قريبة لي مع الحيثيات ذات الصلة، أنا لا أركن إلى موقف ستاتيكو من دول الخليج العربي ، تسهم في تشكيله إواليات فكرية سياسية تقود إلى أدلجته بدلا من ملامسة عمقه الواقعي .
- الليبرالية كما يتبناها الحزب ليست ذلك المذهب في الاقتصاد بالقدر التي تعكس أصلها اللغوي و مكنونها الفلسفي ، أي الانحياز إلى الحرية بكل الاوجه و المعاني ، إلا أن الحزب و كما وصف نفسه ينحاز إلى الضعيف في المجتمع ، الأقليات و المرأة ، و بالتأكيد الفقير و الفقراء . تصور حزب الحداثة في تحقيق العدالة الاجتماعية يختلف في فهم اليسار التقليدي الماركسي له و النظام الاقتصادي الذي يتطلع عليه هو اقتصاد السوق الاجتماعي .
- أما نمط الحكم الذي نتصوره فذلك الذي يعكس إرادة الشعب السوري و يعلي من سيادته و حقه في صناعة حياته و إدارة شؤونه .نمط الحكم الذي يسعى الحزب للدفاع عن حقه في سيادة الشأن السوري هو ذلك الذي ينتصر للإنسان السوري و يحترم حقوقه و يفتح وجوده على التحقق و الحرية و الرفاه ، إنه نمط بلورته مغامرة العقل و الوجود الإنساني طوال آلاف السنين و شاركت في صياغته كل التجربة الإنسانية و الحضارات المختلفة و إن ساهم الغرب في النصيب الأكبر منها منذ عصر النهضة و الأنوار الغربي حتى الآن
- حزب الحداثة هو كما قلت حزب بالمعايير السورية للكلمة ، منعته كبقية الأحزاب السورية سياسات التخويف و الترويع من أن يشكل عمقا اجتماعيا و يحتل مساحة سوسيولوجية واسعة في سورية ، إلا أن الكمونات المؤهلة للتحول إلى حوامل لخطابه السياسي هي كبيرة و نعم يتوقف نجاح الحزب على القدرة في مخاطبتها و تحريرها .
- اختلف معك في قراءة الوضع العراقي ،أنا لا اعتقد أن كل ما يعانيه العراق اليوم يجعل مقارنته بايام صدام حسين ممكنة أصلا ، ناهيك عن اعتبار مرحلة الديكتاتورية كانت افضل ، نعم هناك عقبات كثيرة و شخصيات ديكتاتورية تحاول ان تمر وفق الاقنية الديمقراطية إلى السلطة و تقاتل من أجل الدفاع عن مصالحها إلا أنني ارى امكانية لمواجهتها لم تكن لتظهر ايام النظام السابق .
- على الرغم من أننا في حزب الحداثة كنا و لا نزال نعتقد بالحوار و بالمصالحة الوطنية إلا أننا لا نؤمن بإمكانية الحوار مع النظام المجرم في سورية لسببين اثنين :أولا كيف تحاور قاتلا بهذا الوجه الخرافي في الإجرام ، هل يمكن لاي دولة ديمقراطية في العالم ان تقبل محاورة مجرم على هذه الهيئة . الحوار يكون بين مختلفين في الرأي و المواقع ، لكن ليس بين مجرم و ضحيته . ثانيا : بشار الأسد يريد الحوار لكي يبقى على رأس السلطة في سورية و النظام في سورية مجسد في شخصه و مجموعة صغيرة جدا من حوله. دون رحيله لا يمكن أن يحدث أي تغيير جوهري في النظام و في نوع علاقته مع المجتمع ستمتنع الديمقراطية و سنعود الى الماضي المريع .. ماضي مملكة الخوف و الصمت .
كل الشكر و التقدير لرأيك و يسعدني بالفعل المزيد من الحوارمعك


38 - عجيب
هدى سلام ( 2013 / 10 / 24 - 11:08 )
مع الشكر للجميع
أولا ما يحدث في عالمنا هو تغيير
أنتقدك بشدة حول اتهامات باطلة من الاصل تتهم فيها الشعب السوري بل الشعوب العربية بما ليس فيها
لو كان الشعب السوري لا يعترف بالأخر من الاصل لما وصل آل الاسد للحكم
الشعب السوري موحد من الاصل ولكن ايادي الغدر لعبت به لانه أعطى الثقة لمن لا يستحقها
وثانيا الكتائب في الداخل السوري متفقة ومشكلتنا في الاحزاب هي من تفرق وهي من تتناحر
الكتائب في الداخل تدفع الغالي والثمين وتقدم الارواح وأنتم معذرة لهذا ولكنها حقيقة يجب الكشف عنها بدون مداهنة أنتم مجمع الاحزاب السياسية فقط هي من تدمر البلد وتطيل عمر الحاكم لانكم انتم من تتصارعون على الحكم ولا تريدون دفع نقطة دم واحدة وتتهمو الداخل والحقيقة السياسيون في الخارج مصيبتنا التي لا نعرف لها حل
كفانا أحزاب وكل حزب يحمل فكر مغاير للأخر والاهم من كل هذا أن الحزبيين هم من يعيق الحركة في الداخل السوري لانه يحمل أجندة لدول غربية وعربية مختلفة كلا منهم يريد مصلحته فقط
التغيير سيعم ولن تنتهي في سوريا حتى ينتصر الحق على الباطل وكل واحد فينا يضع يده على رأسه ويفكر مليا وعميقا كيف يجب أن نكون وكيف نزيل هذا الط


39 - تكملة الرد الى السيدة هدى سلام
فراس قصاص ( 2013 / 10 / 24 - 20:23 )
لم ندخل في تنافس او صراع مع أي من المعارضين رغبة في موقع أو مكانة بل من أجل حجز مساحة تنظيمية تسمح لنا بالمساهمة في صنع القرار السياسي المتعلق بدعم الثورة و لو نجحنا فأنا أزعم أن النتيجة كانت ستكون مختلفة تماما ، اما مؤتمرات المعارضة التي حضرتها فحضرت غالبيتها العظمى و انا مضرب عن الطعام تضامنا مع ما يتعرض له اهلنا في سورية و بقيت في احدى الحالات 38 يوما دون طعام منها اسبوع معتصم ( ليلا نهارا ) امام الخارجية الالمانية من أجل المطالبة بحماية اهلنا من أجرام بشار الاسد .
لا اقول لك ذلك إلا انتصار للحقيقة و ليس دفاعا عن نفسي أو عن الحزب الذي انشط فيه ، و سأؤكد لك أنه لا يهمني حزب الحداثة كإطار و كعنوان .. بل ما يهمني هو مشروعه السياسي الذي يحتفي بالانسان السوري و تحريره من شروط الاستبداد و الاستلاب و القهر و الخوف و الحاجة بكافة مستوياتها .
اخيرا المشكلة في الاحزاب في حد ذاتها بل في بنيتها و حاملي خطاباتها السياسية ، ليست ثمة ديمقراطية ممكنة في العالم دون ألأحزاب . النظام هو من زرع هذا الموقف السلبي من الاحزاب السياسية في سورية و أتت فعمقته الاحزاب المعارضة التقليدية


40 - تكملة الرد الى السيدة هدى سلام
فراس قصاص ( 2013 / 10 / 24 - 20:28 )
لم ندخل في تنافس او صراع مع أي من المعارضين رغبة في موقع أو مكانة بل من أجل حجز مساحة تنظيمية تسمح لنا بالمساهمة في صنع القرار السياسي المتعلق بدعم الثورة و لو نجحنا فأنا أزعم أن النتيجة كانت ستكون مختلفة تماما ، اما مؤتمرات المعارضة التي حضرتها فحضرت غالبيتها العظمى و انا مضرب عن الطعام تضامنا مع ما يتعرض له اهلنا في سورية و بقيت في احدى الحالات 38 يوما دون طعام منها اسبوع معتصم ( ليلا نهارا ) امام الخارجية الالمانية من أجل المطالبة بحماية اهلنا من أجرام بشار الاسد .
لا اقول لك ذلك إلا انتصار للحقيقة و ليس دفاعا عن نفسي أو عن الحزب الذي انشط فيه ، و سأؤكد لك أنه لا يهمني حزب الحداثة كإطار و كعنوان .. بل ما يهمني هو مشروعه السياسي الذي يحتفي بالانسان السوري و تحريره من شروط الاستبداد و الاستلاب و القهر و الخوف و الحاجة بكافة مستوياتها .
اخيرا المشكلة في الاحزاب في حد ذاتها بل في بنيتها و حاملي خطاباتها السياسية ، ليست ثمة ديمقراطية ممكنة في العالم دون ألأحزاب . النظام هو من زرع هذا الموقف السلبي من الاحزاب السياسية في سورية و أتت فعمقته الاحزاب المعارضة التقليدية


41 - كلنا شركاء في صنع القرار بدون أحزاب لو سمحتو
هدى سلام ( 2013 / 10 / 26 - 11:51 )
أخي فراس مع الشكر
لا نشك في نزاهتك فأنت إنسان طيب بطبيعته وغيور على وطنك سوريا ولك إجتهادات كحال معظم السوريين
المشكلة التي تعارضنا جميعا هي إننا نتبنى أفكار الاعداء ونطرحها على العموم بدون دراسة دقيقة فنعطي عدونا ما يصبو له من ثمرات لغرائس أو زرائع زرعت غرست في نفوسنا تبنيناها وأخذنا نغذيها لكبر وتكون شجرة فيها ثمرات يقطفونها هم
الزريعة الاولى من كلامك :
الشعوب العربية و المسلمة تجمع بعضها البعض هي :
لن تقبل بالآخر
هذا كلام الاعداء نتبناه نحن العرب والمسلمون ونقع ضحيته وهم يقطفون ثمار ما زرعوه في نفوسنا من أفكار خاطئة لنتشتت ونفترق ونحل داخل طيات نفوسنا الحقد والكراهية والبغضاء والشحناء على بعض وهم يتلذذون بما توصلو له
تنقية هذه العبارات والزرائع من نفوسنا الان هي السبيل لتوحيد صفوفنا
ولكي نحب بعض ونعيش بوئام وسلام كما كنا في سابق عهدنا
ايادي الغدر تعبث بنا في كل اتجاه حتى دخلت عقولنا ونحن اصبحنا من نعطيهم ولا نأخذ سوى الهلاك و الضياع كما هي حالنا الان
يجب على الجميع التجمع و فرش الشرشف وافراغ اكياس القمح (ما في عقولنا ) وتنقيتها من الشوائب لنصل إلى قمح فكر نظيف منقى شكرا


42 - تذكير بمباديء
المستشار القانوني سليمان محمد الحكيم ( 2013 / 10 / 26 - 14:51 )
يسعدني مواصلة الحوار مع الأستاذ فراس خاصة وأنه من القلة في رموز المعارضة السورية ممن يتحلون بأدب الحوار وسعة الصدر وتفتح العقل وقبول الآخر ؛ طُبع نظام الحكم السوري منذ الاستقلال - عدا فترات قصيرة جدا - بالديكتاتورية العسكرية منذ عهد حسني الزعيم وانتهاء بحافظ الاسد مرورا بالحناوي والشيشكلي وأمين الحافظ وصلاح جديد , والشاهد أن الفكر السياسي السوري شأنه شأن الفكر العربي لا يمتلك نظرية للحكم , ولا أداة سياسية ذات شعبية غلابة تمسك بزمام السلطة , وباتت أنظمة الحكم في الجمهوريات العربية هجينا من الأدب الاشتراكي والممارسة الليبرالية والاستقطاب الطبقي بين غالبية فقيرة وأقلية رأسمالية تحالفت مع هرم السلطة , كما اكتسبت جميعها اسم جمهوريات ولكن الرئيس فيها يورث السلطة لابنه في ظل صمت شعبي وعربي ودولي , وفي ظني أن هذه الجمهوريات من ليبيا الى مصر وسوريا وتونس واليمن والسودان قد اختمر فيها نوع من الثورات العفوية الشعبية التي لم تفرز قياداتها مما أتاح لكل صاحب مصلحة أن يدس أنفه في حركتها ويتحكم بوجهتها , وكذلك شاهدنا برنار ليفي يلعب دور البطولة في فيلم ليبيا , وحمد بين جبر يلعب دور البطولة في تونس


43 - تذكير بمباديء
المستشار القانوني سليمان محمد الحكيم ( 2013 / 10 / 26 - 15:04 )
صحيح أن النظام تورط بممارسات إجرامية , ولكن الصحيح أيضا أن قوى المعارضة المسلحة جميعها لم تكن حنوناً ولا رؤوفة بشعبها , فقد قتلت الالاف من العزل لمجرد انتمائهم الطائفي وعبرت ولاءاتها الحدود السورية فكان الهم الوطني - وبالشواهد والوثائق - آخر شواغلها ,وأرجو ألا يكون الأستاذ فراس ممن يصدق أن أمير قطر أو ملك السعودية أو الرئيس التركي يتحرقون شوقا الى ثمار الديمقراطية في سوريا , ولا اوروبا والولايات المتحدة كذلك , لقد توطأ النظام السوري عن غير قصد مع المعارضات السورية على إسقاط دولة سوريا وتحطيم المناعة الوطنية لشعبها فبات هذا البلد الأشم عرضة لكل طامع ولكل باحث عن موقع استراتيجي يضيف اليه في حركة الصراع العالمي .
أما بالنسبة للعراق فقد كان هذا البلد في ظل طغيان صدام حسين يتمتع بأمن اجتماعي معقول وبتوازن طبقي وبمكانة اقليمية لا بأس بها , وقد خلا من الأمراض المتوطنة وتخلص من الأمية , وكانت تديره مؤسسات دولة ذات سيادة , ولكنه بفضل الديمقراطية الأميركية الممولة خليجيا انتقل العراق من قائد للصراع في اقليمه الى موضوع للصراع في اقليمه وعلى مساحة الصراع الدولي
ليس لسوريا سوى الحل السياسي


44 - تذكير بمباديء
المستشار القانوني سليمان محمد الحكيم ( 2013 / 10 / 26 - 15:12 )
إذا اتفقنا - والشواهد على الأرض منذ أكثر من سنتين تؤكد ذلك - على أن المعارضة أضعف من تحقيق نصر عسكري وأعجز من أن تمسك بالأرض برغم مزاعمها التي نعرف جميعا عدم دقتها بأنها تسيطر على 70% من ارض سوريا , فماذا يتبقى سوى الحل السياسي ؟ والحرب كما نعرف هي عمل سياسي بوسائل مختلفة , والمحارب لا يتفاوض في بحثه عن حل إلا مع أعدائه , فإذا كانت الصورة كما أراها , فليس هناك مخرج لوطنيي سوريا سوى التفاوض مع النظام للوصول إلى حل مقبول تضمن آلياته القوى العظمى والأمم المتحدة , كإجراء انتخابات رئاسية مثلا خالية من الثغرات بحيث لا تعطي مجالا للتشكيك بنزاهتها , ليبقى الأمر في النهاية لصاحب الشأن الحقيقي والمصلحة الحقيقية وهو المواطن السوري , لك تحياتي أستاذ فراس وتمنياتي لك ولكل أهلنا في سوريا بالتوفيق والسلامة


45 - رجاء خاص
هدى سلام ( 2013 / 10 / 28 - 18:29 )
الاخوة الافاضل
وأخص المستشار القانوني المحترم
عندما تتهم الناس بما هم ليسو به عليك تحضير الدلائل لتلك الاتهامات اعتبرها باطلة من الاساس
المعارضة لم تكن في يوم من الايام طائفية يجب عليك فهم هذا الطائفية من اختراع النظام الذي يقتل اهل السنة فقط دمر المساجد وقتل الاطفال والنساء كلهم ابناء السنة
المعارضة العسكرية ناجحة مئة في المئة وإذا كان هناك تقصير بسبب المعارضة الخارجية السياسيون في الخارج المجلس الوطني التي شكلته حكومات وليس الشعب السوري من شكله هو والأئتلاف
لايمكن أيها المستشار أن نحاور مجرم قتل الاطفال والنساء ودمر البلد بطائراته ودباباته وذبح الناس الابرياء بالسكاكين الظاهر أنك بعيد كل البعد عن ما حدث في سوريا من مجازر تشيب لها الرضع
هذه المجازر تمت بيد نظامك المجرم الذي تدافع عنه وتريد الحوار معه
الرجاء وفر استشاراتك واجعلها لنفسك فقط
ألا تعلم أن سوريا تحت الاحتلال اليهودي الايراني المجوسي
سوريا ستحاسبكم جميعا
والدم السوري الذي نذف ليس بالرخيص ولن نخون دماء أخوتنا
كما تفعلها أنت
وأخيرا وما تخططون له حملة الاضراب عن الطعام ومن سأل في الشعب السوري بعد كل هذه المذابح


46 - تكملة
هدى سلام ( 2013 / 10 / 28 - 18:42 )
جتى يسأل فيكم عندما تضربون عن الطعام بل أعطيتموهم ما يريدون
تريدون قتل الناس تضرب عن الطعام حتى الموت تحقيق لاهداف بشار الخائن ونظام ايران المحتل الذين قتلو في الابرياء وهجرو الناس بل ويحاولون قتل المهجرين في قلب البحار وكلنا نسمع ونرى ما يجري للمهجرين من غرق بضرب زوارقهم بالرصاص
وفوق كل هذا أعطاء أستقدام الايرانيين من ايران ومنحهم الجنسية السورية وتسكينهم في مساكن المهجرين وأعطاءهم المزارع وغير ما سرقوه من بيوت الناس الابرياء الامنين
بالسياسة أيه سياسة هذه التي تتكلمون عنها
هم يشردون الناس ويقتلونهم وأنتم تتهمون الاشراف بالطائفية وتبحثون بل تضللون الناس بسياستكم التي تسعى للتغطية عن المجرم وتسليمه رقاب الناس ليقتلها أكثر
والله ستحاسبون على خياناتكم لا تنسو هذا


47 - رد للمستشار
هدى سلام ( 2013 / 10 / 29 - 09:33 )
المستشار القانوني سليمان محمد الحكيم
أنت تتهم الاشراف وتعتبر نفسك مستشار قانوني أنت لاتفهم شيء بالقانون معذرة من الجميع
هذه هي اتهاماتك : الزائفة التي لا دليل عليها سوى كلامك التخويني :
صحيح أن النظام تورط بممارسات إجرامية , ولكن الصحيح أيضا أن قوى المعارضة المسلحة جميعها لم تكن حنوناً ولا رؤوفة بشعبها ,
--------------
وغيرها الكثير من التهم التي تأتي بها بدون دلائل فقط كلام بكلام
أنت متهم بالخيانة العظمى والدليل اتهاماتك الباطلة ولا صحة لها من الاساس اتهاماتك قوى المعارضة المسلحة
ومتى كان هناك معارضة مسلحة التسلح أتى بعد كل هذه المجازر التي لا يمكن لعقل بشري أن يتقبلها أتت لتدافع عن الاحرار والاطفال والنساء أتت بعد مجازر واغتصابات وقهر للرجال لا حدود لها أتت من نظامك الخائن ومن حسن نصر اليهود المجوسي اليهودي ومن نظام إيران
---------------
المعارضة المسلحة تدافع عنك وأنت تخونها
المعارضة المسلحة تجابه نظام خائن اسباح لنفسه كل مقومات الجيش السوري بل كل مقومات سوريا التي دفع ثمنها الشعب السوري من قوت يومه وها هو يدفع الدم والارواح بسبب من استغل كل شيء لصالحه بشار وآل الاسد



48 - تتمة
هدى سلام ( 2013 / 10 / 29 - 09:50 )
الخونة المجرمون السفاحون الحاقدون عليك وعلى كافة الشعب السوري بمن فيهم مؤيديهم
المعارضة المسلحة تحارب دول الجيش العراقي الجيش اللبناني الجيش الإيراني ويساعد تلك الجيوش روسيا و اسرائيل والوجستية الأمريكية والأوربية وهذه ليس اتهامات اتهم فيها دول بل بالدلائل القطعية لمن لم يرى بأم عينه ما يجري من قتل وتدمير لسوريا بطائرات الغادر المجرم الخائن بشار
المعارضة المسلحة لا تملك طائرات وبوارج حربية
البوارج الروسية الامريكبة في البحر الابيض هي لحماية المجرم بشار من البحر
وجب مساعدة المعارضة المسلحة بكل ما نملك ونقدم لها كل الامكانيات
المعارضة السلحة تحتاج منا أقل ما يمكن هو الوقوف بصفها ندعمها معنويا أقل ما يمكن عمله وليس إتهامها بكلام فارغ من مسمي نفسه مستشار قانوني
أصحو أخوتي سوريا بلدنا تحت نير الاحتلال الايراني اليهودي
والدلائل قتل الشعب السوري بكل الوسائل في داخل سوريا وخارجها للمهجرين
تدمير سوريا بيت بيت ومدينة مدينة
قتل الاطفال والنساء همهم الوحيد حتى لا تنجب النساء مرة آخرى سوريين
أليست كل هذه دلائل محتل للارض ولسوريا
استقدام الايرانيين وتجنيسهم وتمكينهم من أموال السوريين


49 - تتمة
هدى سلام ( 2013 / 10 / 29 - 10:04 )
الثابتة والمنقولة
هل تخادعون أنفسكم وتخادعوننا بكلامكم الذي لا يمكن وصفه إلا بالخيانة والوقوف مع المجرمين بشار وايران واليهود وروسيا والامريكان
قسما الموت خلفه عزة وكرامة وراحة الضمير خير ألف مرة من حياة كلها ذل وعبودية وبيع أوطان وتلاعب على دماء الاشراف والابرياء
حياة كريمة أو موت كريم لا حل غير هذا بلا سياسة بلا خيانات
إما دعمكم الكامل الكامل الكامل للمعارضة المسلحة وهو الحل الوحيد لينال الشعب السوري كرامته وعزته ويسترد وطنه الذي سيضيع إن لم ندفع الغالي والثمين ونجاهد في سبيل الله من أجل وطن كريم وحياة كريمة لا زل بعدها إن شاء الله
سوريا لن تكون إلا بيد الشرفاء من بعد هذا فقط
شبعنا تضليل وخيانات وتلاعب والحمد لله تم كشف كل تلك الخيانات السابقة والمستقبلية وأصبح كل الشعب السوري واعي لهذه النقطة ولن يحيد عنها
حتى يأتي الاشراف الغيورين على الدين والوطن والناس


50 - تقرير حصري عن معاناة الاهالي
هدى سلام ( 2013 / 10 / 29 - 17:13 )

اليوم الثلاثاء ::

29 -10 -2013
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=

مايجري في معضمية الشام من إبادة حقيقية للمدنيين من خلال تجويعهم وحصارهم والذي نال من أطفالنا على مدى 11 شهر من الحصار والجوع
بعد فشل العالم كله بادخال المواد الغذائية والطبية لاغاثة أكثر من11 ألف مدني جلهم من النساء والأطفال وبعد وفاة أكثر من10 أطفال نتيجة نقص التغذية وبعد كل المناشدات للأمم المتحدة والصليب الأحمر والمنظمات الانسانية لادخال المساعدات لأهالي المدينة قام اليوم الصليب الأحمر باجلاء 500 مدني بعملية تهجير قصري تشارك فيها جميع الأطراف دون استثناء من معارضة ممثلة بائتلاف الى نظام الى مجرم الى مجتمع دولي متخاذل وذلك من المدخل الغربي للمدينة ((حاجز الكيمياء)) بدلا من ادخال المساعدات للأهالي وعلما اننا وافقنا على هذا الخيار على مضض ونعلم المخاطر التي تحدق بأهلنا الخارجين


51 - تتمة
هدى سلام ( 2013 / 10 / 29 - 17:20 )
ماذا فعلت الامم لهؤلاء حتى تعلنون حملة الاضراب عن الطعام
خذو هذه والكثير لا يتسع كل منتدى الحوار المتمدن لوضع الدلائل على إجرام يشار وعصاباته وإجرام المجتمع الدولي الساكت والمتعاون مع بشار الخائن بائع نفسه وعرضه وبائع الجولان والاراضي السورية لليهود

إجلاء500 مدني من معضمية الشام بإشراف الصليب الأحمر وتهجير للمدنيين بإشراف دولي 29 10 2013
http://youtu.be/7kdTULZ-PI8
-------------------------------
المسنون ورحلة التهجير القصري من معضمية الشام نزوح جماعي 2013 10 29
http://youtu.be/AshD7UzzhWk
-------------------------------
نزوح جماعي قصري للمدنيين في معضمية الشام 2013 10 29
http://youtu.be/UVVwntCzOn4


52 - تتمة
هدى سلام ( 2013 / 10 / 29 - 17:26 )
((بيـــــــان))
نحن اهالي و سكان معضمية الشام الممثلين بالمجلس المحلي للمدينة و بعد فشل العالم كله بادخال المواد الاغاثية و الطبية لاكثر من 12 الف مدني جلهم من الأطفال والنساء داخل البلدة المنكوبة و المحاصرة منذ 11 شهر نطالب الائتلاف الوطني و الامم المتحدة و اصدقاء الشعب السوري بضمان سلامة المدنيين الخارجين غدا بوساطة الهلال و الصليب الاحمر و الراهبة فاديا اللحام لعدم تكرار المجزرة السابقة عندما قصفت قوات الاسد النساء و الاطفال امام عيون اللجنة راح ضحيتها عشرات الجرحى وثلاث شهداء و اعتقال عدد من الاطفال و تعذيبهم و سرقة النساء و شتمها من قبل شبيحة مطار المزة العسكري و الفرقة الرابعة ..
علما اننا وافقنا على هذا الخيار على مضض و نعلم المخاطر التي تحدق باهلنا الخارجين و لكن تخاذل العالم عن اسكات جوع اطفالنا و ايقاف انين جرحانا بالاغذية و الادوية لم يترك لنا خيار سوا ان نستودعهم الله و هم خارجون ...
وما يجري في مدينة حمص المحاصرة من تجويع وتهجير وقتل
وأخيرا يريدون حملة الاضراب عن الطعام
هؤلاء المضربون عن الطعام قصرا ماذا فعل لهم العالم كله
قولو قولو تكلمو ما هو الواجب عمله


53 - التجارب اثبتت العكس
علاء الصفار ( 2013 / 10 / 29 - 22:35 )
تحية الاستاذ فراس قصاص
العراق حدث فيه انتفاض عام 1991 وصدام غني عن التعريف في الجرم! لقد طار الطيران الامريكي مصاحبا للطيارة العراقية من اجل سحق الانتفاض.هكذا تم ضرب الشعب العراقي بعد ذلك بالجيش الامريكي رغم اكذوربة اسلحة الدمار الشامل وجرت امريكا كل دول الخليج والجندي المصري ابن النظام الدكتاتوري والعميل الامريكي للحرب. النتيجة العراق تحول الى بلدم محطم من جميع الاشكال والاوجه باشكال القصف واهمها اليورانيوم. لا أرى اكثر بربرية من هذا ثم لا اعرف ماذا يصنع الغرب وامريكا بعد هذا الخراب, بل ليستمر مسلسل التفجير اليومي لمدة 10 اعوام. يا سيدي كيف لا تريد أن ترى كما أرى ان امريكا والمشايخ بربرية العصر الحديث, واين هو الشعب العراقي من كل الذي جرى ويجري اين الحرية بل اين الانسان. العراق تحول الى رماد و بامراض سرطان بالألوف و بمليون ارملة, وبلا كهرباء ولا ماء صالحة للشرب و4 ملايين مشرد وقتل للعلماء والاحرار في الشوارع. أبهذا شكل تبنى الديمقراطية والانسان, ان عدم رؤيت امريكا بلد امبريالي مدمر هو درب الانهيار للشعب, ثم تذكر تونس وبلعيد ..وإلى جحافل جهاد النكاح تضامنا مع النصرة ومع مرسي الاخوان!ه


54 - ضرورة ابتكار حلول خلاقة
المستشار القانوني سليمان محمد الحكيم ( 2013 / 10 / 30 - 13:43 )
صعوبة الأزمة السورية تتطلب حوارات مسؤولة تحاول استكشاف الطريق إلى تقليل الخسائر ومراكمة الايجابيات للوصول إلى حل خلاق , وفي ظني أن النخبة السورية المثقفة والوطنية والمنزهة عن الترزق من آل سعود وآل ثاني وأشباههم , مطالبة بواجب تاريخي مؤداه البحث عن حلول خلاقة , وأنا أحسب الأستاذ فراس قصاص واحد من تلك النخبة , أما الببغوات التي تكرر ما تبثه الجزيرة ومثيلاتها فلست أن طرفا جادا معنيّ بتبادل الحديث معها

اخر الافلام

.. #بايدن يدافع عن #إسرائيل.. ما يحدث في #غزة ليس إبادة جماعية


.. بدء مراسم تشييع الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي ومرافقي




.. هل هناك أي نوع من أنواع الامتحان أمام الجمهورية الإيرانية بع


.. البيت الأبيض.. اتفاق ثنائي -شبه نهائي- بين أميركا والسعودية




.. شوارع تبريز تغص بمشيعي الرئيس الإيراني الراحل ومرافقيه