الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشهد السياسي المعاصر: زمن بنكيران

عبد العالي كركوب

2013 / 9 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


المشهد السياسي المغربي المعاصر:
زمن بنكيران.



شهد المغرب بعد الاستقلال تعاقب عدة أحزاب في التسيير الحكومي، أهمها حزب الإستقلال الذي تولى الحكومة ما قبل الأخيرة بزعامة عباس الفاسي كوزير أول، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما الذي حققه الاستقلال؟ أو بعبارة أخرى: أين كان مشروع الإصلاح الذي ينادي به الاستقلاليون اليوم أثناء تدبيرهم للحكم في فترة ولايتهم؟.. و ما الذي قدمه حزب العدالة و التنمية بعد مضي سنة تقريبا؟
أظن أن انسحاب الاستقلاليين كان متوقعا إذا ما أصبح حميد شباط أمينا عاما للحزب، نظرا لاختلاف التصورات بينه و بين الأمين العام لحزب العدالة و التنمية، رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران. و هذا ما حدث فعلا. و بهذا لم يعد لرئيس الحكومة سوى البحث عن بديل للاستقلال، و هذا ما دعاه للاتجاه صوب حزب التجمع الوطني للأحرار، لكن الإشكال الذي طرح هو أن هذا الأخير لن يرضى بملء الفراغات التي تركها حزب الميزان، و هذا هو منطق اللعبة السياسية. لذا أتوقع حصول "الأحرار" على حقائب وزارية أخرى غير الشاغرة. فمنطق اللعبة السياسية يخضع للمصالح، فبما أن الحكومة الحالية مصلحتها الاستمرار و تفادي انتخابات مبكرة، فإن "الأحرار" بدورهم سيستغلون هذه الفرصة لتحقيق مصالحهم، و ذلك باستوزار قطاعات أخرى غير تلك المعروضة لهم... و حتى إن قبلوا هذه الأخيرة فإنهم لن يقبلوها كاملة، بل لا بد من إفراغ حقائب أخرى معينة لهم.
فعلاقة الأحزاب هي علاقة صراع، و طبيعة الصراع الذي تشهده الأحزاب السياسية يتمحور حول السلطة و ليس من أجل الإصلاح، و الدليل على ذلك أن حزب المصباح كان سابقا في المعارضة ضد حكومة الاستقلاليين، و اليوم بدأ بتحالفه معهم، قبل أن يفعل قرار الانسحاب. لكن السؤال الذي نوجهه للحزبين معا، هو: أين كان مشروعكما الإصلاحي الذي ثقب مسامع المواطنين أثناء الحملات الانتخابية، و أثناء تموقع كل منكما في المعارضة؟ مفارقة غريبة فعلا.
لكن المنطق الذي أتحدث عنه ليس منطقا تابتا، إلا أنه في طريقه إلى التبات إذا ما استمر المشهد السياسي على هذا الحال، و لا ننكر أن هناك حكومات سابقة بقيادة أحزاب معروفة و وازنة دفعت بالبلاد إلى التقدم...
و لتجاوز هذا الوضع التراجيدي للسياسة بالمغرب هناك مقترحات بسيطة و لكنها ذات فعالية كبيرة، فأول شيء يجب تجنب الكلام الفضفاض، و تقديم كل حزب لمشروعه الإصلاحي - الذي يروج له أثناء الانتخابات – بكل وضوح، و تركيزه على مجالات أساسية: كالتعليم، الصحة، و الدخل الفردي، باعتبارها أهم ركائز التنمية البشرية... و عموما الاهتمام بتحسين الوضع الاقتصادي، الاجتماعي، و السياسي للبلاد. و ثاني شيء يتمثل في تأسيس مجلس يتكلف بمتابعة مشاريع الأحزاب و السهر على تتبع تطبيقها، لكي نحد من لعبة الوعود الكاذبة أثناء الحملات الانتخابية، و يمكن أيضا محاسبة الأحزاب إن فشلت في تطبيق مشاريعها... بهذا فقط يمكننا تكوين أحزاب تلتزم بوعودها و يكون هاجسها هو الشعب الذي يمنحها ثقته و صوته.

عبد العالي كركوب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يتصرف الألمان عندما يمرضون؟ | يوروماكس


.. لمى الدوري: -العراق يذخر بالمواقع الأثرية، وما تم اكتشافه حت




.. الهدنة في غزة على نار حامية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مسلسل المانغا - بون- : وحدة تسافر عبر الزمن وتحي الموتى




.. -طبيب العطور- بدبي.. رجل يُعيد رائحة الأحبة الغائبين في قارو