الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين الحقيقة .. في الأزمة المصرية ؟

أحمد سعيد بالكاري

2013 / 9 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


تشهد مصر هذه الآيام حراكا شعبيا لا مثيل له ، في هذه الآيام يتحرك الشباب يتحرك الطلاب في مختلف جامعات مصر ، في جامعات وكليات القاهرة والإسكندرية وجامعة الزقازيق وكلية الأزهر .. وغيرها، تلبية لدعوة الجماهير الشعبية في ما يطلق عليه التحالف الوطني لدعم الشرعية .

لم تشهد مصر منذ آيام زحما مثل هذا الذي يحدث في جامعاتها ، فلم نعد نسمع عن الجمعات المليونية التي تنطق من كبريات مساجد القاهرة والمحافظات ، اليوم تنطلق المظاهرات من الحرم الجامعي في أسبوع الشباب عماد الثورة . المتتبع للأوضاع في مصر قد يقول قائل أن الإخوان المسلمين لهم معاقل في الجامعات منذ زمان منذ تاريخهم السياسي واليوم ينتفضون في وجه العساكر..
هذا أمرا بديهي أن يستغل كل طرف سياسي أوراقه الرابحة .. لكن الغريب في هذه الانتفاضات الطلابية زخمها العددي البشري الذي فاق التوقعات ، ليس فقط في الجامعات والكليات بل حتى الثانويات العامة لهم وزنهم وما إعتقال الطالبات والطلبة في الثانويات إلا دليلا على الحضور الكثيف لدرجة أزعج السلطات العسكرية الحاكمة .
أدهشني مقطع فيديو مسرب لأحد العساكر في أحد المدارس الأساسية يخطب على الأطفال عن الشرعية المسلحة ، كم أنت مناضل يا أخونا ! سبحان الله السلاح والقبضة الحديدية عمرَها ما غيرت الحقيقة ، لم تستطع طوال التاريخ بأن تدوس شعبا تواقا للحرية ولو استطاعت لأيام وأشهرا وسنين قليلة بأن تسكت الأفواه والحناجر في لحظات تاريخية إلا أن التاريخ يعيد نفسه لأنصاف المظلومين ولو تأخر زمنا لكن تعود الأمور إلى نصابها ، لأن التاريخ كما يقال ليس أعمى فهو يعرف من يكتب اسمه فلا يكتب إلا العظماء الذين كانت لهم بصمة في هذه الحياة ، هؤلاء العظماء هم الذين يخلد التاريخ ذكرهم .
يخطئ من يقول بأن الإخوان والحركات الإسلامية السياسية سيقضى عليها بالاعتقالات والتقتيل والاتهام بالإرهاب والتخوين وإلصاق التهم بها عبثا ، لكن سيذكر التاريخ أنهم قتلوا وعذبوا وأعدمت القيادات زمن عبد الناصر والسادات وحتى مبارك لكنهم باقون فما السر في ذلك ؟؟
ليست لي إجابة أقنع بها قراء هذه السطور ، لكني أدعوه إلى النبش في التاريخ عن الحقيقة التي غالبا ما تكون أغرب من الخيال لكن هذا الأخير دائما يكتشف عن الحقيقة الخفية طال الزمن أو قصر .
قد يقول أحد منكم أني مع الإخوان وإخواني الهوى والتفكير، لا يا أحبائي أنا اليوم مع الحق والحق اليوم مع إخوات لنا في مصر يعذبون ويقتلون ويذبحون وتحرق جتثهم وهم أحياء كما حدث في مجزرة رابعة والنهضة ومن قبلهم أناس قتلوا وهم سجود لله سبحان .
إن صمود هؤلاء في وجه آلة التقتيل والإرهاب ، في وجه العساكر البشع لدال على أنهم على حق وأن قضيتهم تستهل هذه الدماء التي سالت وما تزال ، إن هذا الصمود التاريخي للإخوان سيذكره التاريخ في يوما ما ، وسيذكر من خان واستهان بالدماء الذي أريقت من كرامة الإنسان البشري أولا وأخيرا .
سيذكر التاريخ أناس قالوا لا في وجه العسكر ورفعوا شارة رابعة تضامنا مع إخواتهم المقتولين والمسجونين في زنازن العساكر، سيذكر إعلام كاذب يشوه الحقائق ويزورها .
إن هذه الأفعال لتذكرني بإحدى أجمل الكلمات عن الحقيقة تقول : اجلس أمام الحقيقة وكأنك طفل صغير، كن مستعدا للتخلي عن كل أفكارك المسبقة ، واتبع الطبيعة بتواضع الى أي مكان وأية هاوية تقودك إليها ، وإلا فلن تتعلم شيئا .
وسيسطر التاريخ أيضا بأحرفا من دهب من كانوا يتشدقون بالحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية ، هؤلاء الديمقراطيين والاشتراكين والعلمانيين هؤلاء القوميين إنهم اليوم مع الصف الآخر، فشعارات الأمس لم يعد لها وجود وأبواقهم التي كانت تملأ الدنيا ولم تقعدها عن أوضاع مصر زمن السنة الأولى من عمر حكم مرسي ، سبحان الله اليوم مصر بأفضل حال إن العدل والحرية وكرامة الإنسان المصري لا تشبه بعصور النهضة الأوربية زمن المساواة والإخاء .. ونختم بكلمات على لسان إميل زولا يقول فيها كأنه يخاطب السيسي " إن أخرست الحقيقة ودفنتها تحت الأرض فسوف تنمو وتنبت من جديد ".

فأين الحقيقة في وسط هذا المعترك المليء بالحقائق الغامضة ؟؟ سؤال قد تجد جوابا له بالرجوع كرنولوجيا إلى الوراء إلى الماضي ، أو بالتوجه إلى علم المستقبليات في أحد مراكز الأستاذ المهدي المنجرة القريبة من العاصمة اليابانية طوكيو .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا