الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


همسات في وجه البحر

عبد الغني سهاد

2013 / 9 / 30
الادب والفن


همسات في وجه البحر

سلام يابحر
عدت اليك
الشاطئ/الكورنيش المكان الذي تسعفني فيه ذاكرتي لاستعادة اشياء كانت مخزونة في ازمنة متلونة غابرة وظاهرة..على الشاطئ الجميل اتذكر الرجل هيغل وفكره النقي الخالص .اخيلته وهو يسير كعادته على ابجنب الامواج في وقت الغروب حينما تبتلع شساعة البحر خيوطها الذهبية ...يسيرالهوينى و يحدث نفسه ويجادلها يروض عقله الخالص للوصول الروح الى المطلق ...يستجلي قيمة الاخلاق لتمكين الوعي البشري في المجتمع .يحدث نفسه في صمت شامخ كانه يقهر هدير نفسه و يقارع في ان سكون البحر ..يرمق من بعيد الموج الهادئ الذي يرتطم بالصخورالصامدة امامه ..تلك صخور العقل الخالص و واجراف الديالكتيك الممرغة المرسوم عليها تاريخ البشر كل البشر ..يلاحقه عشقه العميق للمعرفة والفينومينولوجيا الحديثة ...يسير كالمجنون الصغير وبعض من تلاميذه المتربصين لهذه اللحظة اليومية يلاحقونه و يطاردونه للقط بعض الهمسات وتدوينها في مسوداتهم اليدوية ..كالمجانين مروا جميعا من هنا كما يمر الناس على معابد الالهة النائمة..يقضون الوقت في الحديث مع انفسهم بحضور البحر ..و يتجرؤون على الكلام معه وجها لوجه . يدفنون فيه اسرارهم العميقة .....كقلب انسان كبير .؟
لا تتعب نفسك فلن تسمع ما يقولون له ....ستراهم يحركون اياديهم ورؤوسهم كالبيداغوجي المتمرس في القاء درس للاخلاق أمام حفنة من الطلاب الاوفياء المتابعين ...
بحذر وذكاء....
سلام يابحر عدنا اليك
نشعر بالقوة ونشوة الحياة على رمالك المتواطئة مع الزمن علينا .
يخامرنا احساس غريب بالمرح والمتعة
ونسيان الاحزان.
وحينا نشعر بالهوان والضعف و الارتباك ...
أمام أمواجك الهادئة والهائجة في أن واحد تختبئ الذكريات مرسومة أسفل رمالك المتدفقة
كقنان عطر فارغة تحتفظ بقليل من اريج الايام الجميلة ..تحتفظ بصدى من أهات حب زائل
وأحلام عن الهجر والهجرة .
كل صباح ومساء رياحك تزمهر في افقنا
تهزنا الاحاسيس الغامضة
التي تخفق لها القلوب..
وانت لا تابه
كانك لا تسمعنا ولا ترانا
فواجعنا ومآسينا نحملها بين ضلوعنا
و نطرحها على سواحلك
وننتظر سلوانك..
ولا تكاد تسمعنا ولا ترانا
زبدك الابيض البارد يغمر آسافل أقدامنا
المبللة برملك المملح بما تبقى من الذكريات
تتسرب روحك الى اعالينا
ويسكننا خشوعا غامضا
كجنودعلى اهبة القتال
في حرب لا جدوى منها ...
يكذب من يعدك موطنا للعاشقين
والاحبة..
و انت لاتأبه
مصدر الحياة ستبقى
حتى لو قلت نشوتنا فيك
وغابت فيك متعة النسيان
ستبقى محجة عظمى ..لكل إنسان
تسبق المعابد..وتصمت كالالهة
حين تسوق
الناس الى اقدارها
تخفي وجهك الغريب وراء الصخب
وتضمنا بشغف الاطفال
تارة بالموت واخرى بالحياة ..
لا تسكرك دندنات الحيارى
آهات العذارى
خصومات اللصوص
و قهقهات قطاع الطرق..
نفاق الشعراء
ولا هلوسات الفلاسفة
لانك سلطة مطلقة من يملكها
يملك الارض








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي


.. الفنان السعودي -حقروص- في صباح العربية




.. محمد عبيدات.. تعيين مغني الراب -ميستر آب- متحدثا لمطار الجزا


.. كيف تحول من لاعب كرة قدم إلى فنان؟.. الفنان سلطان خليفة يوضح




.. الفنان السعودي -حقروص- يتحدث عن كواليس أحدث أغانيه في صباح ا