الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفجيرات اليوم .. عجز لحكومة بغداد .. أم ماذا ؟

فارس حميد أمانة

2013 / 9 / 30
الارهاب, الحرب والسلام


لا أريد الخوض في السياسة .. لسبب وحيد .. انني ومازلت أفضل الدوران على محيط السياسة دون الغوص الى مركز الدائرة .. السياسة تعني في مجتمعاتنا الكثير من الكذب والتدليس والطمع وحب السلطة والتنافس الدموي .. لكن خبر انفجارات اليوم الذي سمعته من الراديو وأنا أسوق سيارتي جعلني أنهي عملي الذي بدأته سريعا للتفرغ ساعة لكتابة هذا المقال .. هزني خبر انفجارات اليوم الأخير من أيلول كما هز هديرها بغداد .. البلديات والشعلة ومدينة الصدر والمشتل وغيرها .. سارعت كعادتي للاتصال بصديقي للاطمئنان كون أحد الانفجارات حدث في المنطقة التي يسكنها .. وعندما أجابني بالايجاب تسائلت مع نفسي كثيرا .. لماذا ؟
ما الذي يحدث في العراق ولاسيما في العاصمة بغداد والموصل ؟ من يقاتل من ؟ من هو الضحية اليومية في هذا البلد المستباح ؟ اليس هو المواطن العادي .. المواطن الذي أصبح مشروعا للقتل المجاني اليومي .. أو على حد تعبير أحد كتابنا المثقفين : أصبح المواطن العادي الهدف المتحرك كما أصبح البلد قبرا مفتوحا يرحب بالجميع ..
قبل بضع سنوات فقدت ثلاثة من أقربائي في تفجير دموي واحد فقط في مدينة الحلة .. كان أحدهم في السابعة عشر من عمره .. شاب بعمر الورد كان يهم بفتح محل أبيه في الصباح الباكر فراح ضحية الانفجار مع أبيه وشخص ثالث من نفس العائلة اضافة الى العشرات من أهل المدينة المنكوبة بفتاوى " السلف " رحمه اه .. كان المفجر انتحاريا أردنيا أقام أهله له عرسا في مدينة الزرقاء كما أتذكر .. عرس واحتفال بقتله " أعداء الدين والشريعة " .. وأذكر يوما انني أوفدت بعد أشهر الى الأردن بمهمة تتعلق بعملي .. دخلت حينها في جدال حاد مع مهندس أردني " مثقف " أمتدح كثيرا عمل الانتحاري هذا ..وأذكر من جملة ما قلته لهذا المهندس ان الشاب الصغير الذي قتل مع أبيه كان شابا مسالما وشريفا وشهما بل وملتزم دينيا وأخلاقيا .. فأي شهادة وأي جنة سيحصل عليها هذا الانتحاري من قتل شاب بريء كهذا ؟ وأي نصر للدين سنحصل عليه من قتل أناس هبوا من الصباح الباكر للعمل الشريف ومن أجل لقمة العيش ولحفظ الكرامة وعدم مد اليد للغير.. أليس للعقل والضمير من صحوة أيها العرب..
السياسيون اليوم يتصارعون من أجل البقاء والتمسك بالسلطة بأي طريقة وحتى ان كان الثمن دمويا تزهق من أجله عشرات أو مئات الأرواح كل يوم ..لكنهم لا يقتلون بعضهم الا نادرا بسبب عزلة كل واحد منهم خلف الأسوار المحصنة في المنطقة الخضراء ببغداد وخلف أجساد الحمايات البشرية التي تغلف كل واحد منهم كما تغلف الشرنقة الحشرة الصغيرة .. فمن هو الهدف ؟ بالتأكيد هو المواطن المستباح والشرطي المسكين والبائع المتجول والمرأة العابرة في السوق والطفل البريء الذاهب لمدرسته وبائع الخضروات الآتي لكسب عيشه الشريف .. الواضح جدا ان كل طرف متصارع يرغب بسحب أصوات الناخبين لكتلته من خلال التخويف " بجرائم وظلم " الطرف الآخر .. وليس مستبعدا أن يحرك طرف ما مجموعته الارهابية لتنفيذ تفجيرات دموية في مناطق غالبيتها من نفس المذهب لالقاء اللوم على الطرف الآخر وجعله يبدوا وكأنه المخطط والمنفذ لتلك التفجيرات .. لا طائفية في العراق .. أقولها للمرة الألف .. من يقتل ويفجر كل يوم هم الفئة الظالة نفسها التي نذرت نفسها للشيطان وللشر مقابل مبالغ تافهة .. هم نفسهم ممن ينتمون لهذا المذهب أو ذاك المذهب انتماءا ورقيا مستنديا فقط لكن يبقى انتماؤهم وولاؤهم لفئة المخططين والممولين ولما يمطرونهم به من أموال مسروقة من اقتصاد البلد المستباح .. انها مسرحية مستمرة وبشكل يومي ..
ويبقى السؤال الأهم .. ما دور الحكومة المتمثل بسلطتها التنفيذية " المخترقة " ؟ هل تعجز حكومة المالكي عن السيطرة على الشارع العراقي ؟ أم هي متورطة بذلك ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سوليفان في السعودية اليوم وفي إسرائيل غدا.. هل اقتربت الصفقة


.. مستشار الأمن القومي الأميركي يزور السعودية




.. حلمي النمنم: جماعة حسن البنا انتهت إلى الأبد| #حديث_العرب


.. بدء تسيير سفن مساعدات من قبرص إلى غزة بعد انطلاق الجسر الأمي




.. السعودية وإسرائيل.. نتنياهو يعرقل مسار التطبيع بسبب رفضه حل