الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيران التي -ساعَدَت- أوباما في سورية!

جواد البشيتي

2013 / 9 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


حتى في عهد إدارة الرئيس أوباما، لا ترى الولايات المتحدة من أزمات ومشكلات في الشرق الأوسط تستدعي حلولاً جادة وعاجلة إلاَّ ما له صلة مباشِرة بـ "أسلحة الدمار الشامل" و"الإرهاب"؛ فحربها في أفغانستان كانت ضدَّ "الإرهاب"، وفي العراق كانت ضد ترسانة صدام حسين من الأسلحة الكيميائية والبيولوجية، وضد صلة أقامها مع تنظيم "القاعدة"، على ما زَعَمَت؛ أمَّا في سورية فأشهرت سيف "الضربة المحدودة"، ثمَّ أعادته إلى غمده، متوصِّلةً، بالتفاهم والتعاون مع روسيا، إلى قبول بشار الأسد نزع ترسانته من الأسلحة الكيميائية والبيولوجية؛ وها هي الآن تتَّجِه إلى إنهاء نزاعها مع إيران، والذي مداره برنامجها النووي، الذي تخشى، على ما تَزْعُم، أنْ تكون "قنبلة نووية" كامنة فيه، وفي نيَّات طهران.
لا ريب في أنَّ للشعب السوري (أيْ للمدنيين السوريين العُزَّل) مصلحة في نزع الترسانة الكيميائية (والبيولوجية) لبشار الأسد؛ ولقد جَعَل بشار لشعبه مصلحة في ذلك، بعد ارتكابه مجزرة غاز السارين في ريف دمشق، على وجه الخصوص؛ ولا ريب، أيضاً، في أنَّ إسرائيل، التي ازدادت خشيتها من عواقب فقدان بشار السيطرة على ترسانته الكيميائية، قد اشتدت لديها الحاجة إلى نزعها منه قبل فوات الأوان؛ لكنَّ هذا الارتياح الإسرائيلي شابه شيء من الغمِّ والابتئاس؛ فإنَّ طهران "ساعدت" واشنطن في "إقناع" بشار بـ "شراء التخلِّي عن الضربة" بهذا "الثَّمَن"، أيْ بقبوله نزع ترسانته الكيميائية؛ وهذا "المساعدة" فهمتها إسرائيل على أنَّها افتتاح لمفاوضات مختلفة (هذه المرَّة) بين واشنطن وطهران؛ وقد تتمخَّض عن تسليم واشنطن بالبرنامج النووي الإيراني (المستقل) مقابل التزام طهران "عدم عسكرته"، وعدم تطويره بما يكسبها القدرة على صنع "القنبلة النووية" في أيِّ وقت تشاء.
وأحسب أنَّ إدارة الرئيس أوباما قد بعثت، إذْ أبْدَت ما أَبْدَتْه من عجز (يكمن سببه الرئيس في عواقب حروبها في العراق وأفغانسان) عن تنفيذ ضربتها العسكرية المحدودة، "رسالة عَجْزٍ" إلى إيران، قالت فيها، في وضوح ما بعده وضوح، إنَّ تلويحها بـ "الخيار العسكري" لحل مشكلة البرنامج النووي الإيراني لا وَزْن، ولا أهمية عملية، له؛ ولقد تأكَّدت صدقية معنى هذه الرسالة إذْ ذَكَّر الرئيس أوباما بأنَّ لخامنئي "فتوى (قديمة)"، يُحرِّم فيها حيازة، أو صنع، أو استعمال، السلاح النووي!
إسرائيل رأت ملامح صفقة بين واشنطن وطهران؛ فبشار يُسلِّم ترسانته الكيميائية، فتُسلِّم الولايات المتحدة بالبرنامج النووي الإيراني، الذي تَدْرأ "شروره" فتوى خامنئي، في المقام الأوَّل!
وأحسبُ أنَّ الولايات المتحدة تُدْرِك جيِّداً عواقب "الصفقة (الإستراتيجية) المحتملة" مع إيران؛ فإيران تريد أنْ تكون "الشريك الإستراتيجي" للولايات المتحدة في منطقة الخليج ذات الأهمية الإستراتيجية للقوَّة العظمى في العالَم؛ وإيران، الدولة النفطية والغازيَّة المهمة، والتي تُجاوِر أهمَّ مصادِر الطاقة النفطية والغازيَّة في العالَم، تتَّجِه إلى جَعْل الكهرباء المتأتية من "المَصْدَر النووي (لا النفطي)" أساساً لحياتها واقتصادها، مع ما يعنيه هذا "التحوُّل"، أمنياً، لشريان الطاقة (النفطية) الرئيس في العالَم؛ وإيران، إنْ لم تصنع الآن "قنبلة نووية"، فسوف تغدو "دولة نووية عسكرية بالقوَّة"، أيْ تملك القدرة على صنع السلاح النووي في أيِّ وقت تشاء!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف استفاد نتنياهو من هجوم 7 أكتوبر؟


.. بايدن يتمسك بالترشح وسط عاصفة جمهورية لإزاحته




.. تصاعد الدخان مع تبادل إطلاق النار بين الاحتلال وحزب الله على


.. مظاهرات أوروبية متجددة للمطالبة بوقف الحرب على غزة




.. انفجار بمصنع للألياف الكيميائية في الصين يولد حريقاً هائلاً