الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تدرس مادة الإسلامية ؟

نوزاد نوبار مدياتي

2013 / 9 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في الباديء أنا أعتقد ربما جازم إن تدريس مادة الإسلامية هي بداية لنشئة الطائفية وهذا ما سيتم توضيحه أدناه غير تصوري عن عدم أهمية تدريس هذه المادة في المدارس .

قبل الخوض بالشرح ، مطلوب منك عزيزي القاريء التجرد من الإندفاعات العاطفية وتفعيل دور العقل بدلاً من أدوار سيوف الردة لطفاً !

سأتكأ كذلك على عكازة مفادها ( أنت أخي سواء أن تعبد الله أو الحجر ) ، و أعتقد بهذا يمكنني جردتك ولو مؤقت لقراءة السطور أدناه.

بما إننا نواجه مغرمين ( أو مرغمين ! ) صراعات طائفية تنتج أجيال مغيبة تماماً وبذات الوقت وهذا الاهم نواجه تراجع فكري هزيل بالمقارنه مع الامم المنتجة التي لا تعير على الاقل للدين ذات الإهتمام الذي يشغل حيز كبير بالمقارنه مع أمتنا المستهلكة ؛ وخير مثالنا دول الإنتاج العضمى التي نقتات على إنتاجاتها أو نهاجر لها ( هاربين من التطرف الإسلامي ) ابتداء من السينما وإنتهاء بالجهاز الذي تتابعون به حروفي ، غير إستكشافات الفضاء والدواء مروراً بكل مستلزمات الحياة إلا ما رحم الجوع عن محلات الفلافل الوطنية وعمبة إيام زمان !

وحتى لا نبحر بعيداً عن مادة الدين الإسلامية والتي بدورها تبدأ ((( بفرض ))) لبس الحجاب على الأطفال وتنتهي بحفظ الأيات القرأنيه التي أجزم بكل قوة هو مجرد حفظ دون فهم ودون إدراك ودون أدنى تعاطي علمي لتنشيط العقل وتفعيله كعقل منتج مستقبلاً للطفل وهي حتماً خلاف باقي الدورس التي لها أهميتها على مستوى الحياة العلمية .

الباب الاهم نحن نعلم في دواخلنا وجازمين وتملكنا كامل القناعة إن القرأن له عدة تفاسير وكما أشار علي بن أبي طالب في نهج البلاغة ( لا تخاصمهم بالقرآن فان القرآن حمال أوجه ) ، والأهم إن الفقه الشيعي يختلف أغلب الأحيان عن الفقه السني ولو نتناول مثال بسيط عن سورة الكوثر حيث تقول الأية (( إنا اعطيناك الكوثر )) هنا تفسر الكوثر في التفاسير الشيعية ( الكوثر هي فاطمة الزهراء " إبنة محمد النبي " وهذا عن لسان الدكتور أحمد الوائلي ) أما التفاسير السنية فالكوثر هو نهر من أنهار الجنة ، وانا على أكثر من يقين إن لو كان هنالك على الاقل شخصين يتابعان مقالتي هذه ، فالشيعي سيأخذ بالتفسير الاول والسني بالتفسير الثاني ، أما الطفل فسياخذ ما سيفرض عليه بالفصل الدراسي ومن ثم يركنه حتماً ويأخذ ما يأخذه إرثه الفكري في بيئة بيته؟!

هذا الباب الأول لنشآة مفهوم الإختلاف الفقهي عند الطفل الذي سيبدأ يميز بينه وبين زميله وهم يجلسان على رحلة دراسية واحدة .

أبواب أخرى لا تقل أهمية :

إن مادة الإسلامية تجبر مدرس الحصة بإعطاء إستراحة أو فرصة والأكثر لغوياً ( عزل ) الطلاب من الدينات الأخرى ( مسيح ، صابئة ، يزيد ) وهذا باب أخر يجعل من الطفل ثمة زملاء له من أديان اخرى تم عزلهم عن حصة الدين الإسلامي وهو لا يقل أهمية عن نشوء إلأختلاف الاول إن لم يكن أكثر قسوة ، وأخصص هنا بهذا الباب إن الطفل المسلم سينفر من زميله المسيحي عندما ترسخ في جذور عقلهِ إن المسيح كفرة ويدخلون النار عندما يقوم مدرس الحصة بتدريسه بضع الأيات منها ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم ) و ( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ) و ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) ، هذه أيات من القرأن ترسخ في ذهن الطفل وتربيه على كره ( أو تميز أو تحقير ) أخوة له في الوطن و زملاء في الدراسة وهو حتماً سيولد العكس عن الطفل من الدين الأخر !


نقطة ملتمسة : إن مادة الإسلامية تخضع لمزاجيات الجهة الحاكمة من حيث التفسير والإنتقاء للأحداث التأريخية وأنتقاء الحديث النبوي وأقوال الأئمة وخلافه ، وسنشهد مستقبلاً إن لم يكن هذا موجود الآن تغير بالتفاسير حسب توجه الجهة المسيطرة ( حزبياً ، عقائدياً ، فقهياً ) بين السابق والحاظر والمستقبل !

إن مادة التربية الإسلامية ليست سوا مضيعة للوقت الدراسي عن مواد ذات أهمية أبلغ غير إنها لا تربي الطفل على مفاهيم تربوية مدنية وهذا يمكن التماسه بصورة بسيطة وسلسه عن طريق تسقيط الافعال الاجتماعية ومقارنتها بالواقع وهذه النقطة تفتح لي باب أود أن أختم به مقالتي المستفزة للعقول المغلقة التي ترفض تغيير الرواسب الفكرية أو الحوار على الأقل بالثوابت أو المسلمات ( عندهم ) !

الصلاة خاصة والعبادات عامة والسلوك بصورة أعم محاور تعتمد على البيئة التي ينشأ فيها الطفل وكل سلوك جيد كان أو سيء هو سلوك أما جيني وراثي أو مكتسب من المحيط البيئي ، ولايمكن أن تغير مادة التربية الإسلامية أي سلوك بقدر ما تغير البيئة سلوك الطفل والبيئة الصالحة هي من تقوم سلوكيات الطفل وتربيه وكما يقول نزار قباني :

هل تسمحون لي
أن أقول لابنتي أن صديقتها المسيحية ليست كافرة
وألا تبكي خوفا عليها من دخول النار؟

وكذلك قائلاً :

هل تسمحون لي
أن اعلم ابنتي أن الله محبة، وأنها تستطيع أن
تحاوره وتسأله ما تشاء، بعيدا عن تعاليم أي أحد؟

هل تسمحون لي
إلا اذكر عذاب القبر لأولادي،
الذين لم يعرفوا ما هو الموت بعد؟

إن تدريس مادة التربية الإسلامية عبأ على الطالب ومحطة لبداية إنطلاق التفرقة وبيئة جيدة لكره الاخر المختلف ( أو التميّز على الأقل ) خاصة لو أدركنا بعقل سليم ورشيد إنها مادة يمكن أن تخصص في مجال توضيفها كالجوامع والحسينيات وخلافه غير ما يمكن الإشارة اليه عن الحوزات العلمية التي تختص وتهتم بهذا الإتجاه.

سادتي ... نحن بحاجة الى مادة التربية العقلية والإهتمام بالمواهب وتوظيف العقول الى إتجاهات سليمة نقية متطورة تخدم الصالح العام بصورة أكثر دقة وتدفع بعجلة العلوم لمواكبه هذا العالم الذي يتسارع بتكلوجيته بعيداً عن صراعات الماضي الذي للأن يدرس ويلقن منذ الصغر.

حدثني ملحد من فترة وهو يخوض إختبار البكلوريا ( لا تستغربوا من عمره الصغير ) قائلاً انا ملحد واجتزت الإمتحان بالتربية الأسلامية بدرجة 98 !

ثمة سؤال : ماذا يدرسون أطفال اليابان ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا