الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق دوامة عنف نحو الهاوية

حسام محمد يونس

2013 / 9 / 30
حقوق الانسان


لا يزال ظلام الليل الحالك يخيم على العراق ومستقبل أبنائه ، فلا جديد سوى مزيد من الحرقة والألم على أرض ووطن مهدد بالضياع ، انشغل الرأي العام بكل مستوياته بالحرب الأهلية السورية و أزمات المرحلة الانتقالية في مصر ، على الرغم من الأزمات و التفجيرات الإرهابية التي تعصف بالنسيج الاجتماعي العراقي تقدم معطيات أن ما يجري على أرض الواقع تنذر أن العراق يسير نحو حافة الهاوية ، فقد ذكر تقرير الأمم المتحدة الصادر في الأول من شهر أغسطس أن أكثر من أكثر من 1000 عراقي قتلوا في العنف الطائفي في شهر يوليو وهو أكبر عدد من القتلى يسقط خلال شهر منذ عام 2008 ، بل علق جورجي بوستين القائم بعمل مبعوث الامم المتحدة لدى العراق في بيان أنه لم ير مثل هذه الاعداد على مدى أكثر من خمس سنوات بدأ فيها انحسار الغضب الاعمى للصراع الطائفي الذي خلف جراحاً عميقة بهذا البلد . وهذا وسط تنامي مخاوف من تنامي إمكانيات نشوب حرب أهلية في العراق في ضوء هذه المؤشرات. وشهد العراق الذي يبلغ عديد جنوده وعسكرييه نحو 800 الف رجل، عشرات الهجمات الدامية ، شملت خصوصا سيارات مفخخة وعبوات ناسفة وهجمات انتحارية، حملت غالبيتها طابعا طائفيا كونها استهدفت في معظمها مساجد سنية وحسينيات شيعية خاصةً ، خاصة وأن عدد الضحايا في العراق يقارب من عدد ضحايا الحرب الأهلية في سوريا في الشهر الماضي ، فمعظم الضحايا من الناس العاديين ، تفجير هنا وهناك عبر السيارات المفخخة والعبوات الموجهة وجلهم من البسطاء و العمال الذين يبحثون عن رزقهم ، بل حتى الرياضين مثلما حدث في ديالى و بغداد ، فقد فجرت إحدى الجماعات الإرهابية قنبلة في حافلة تقل رياضيين مما أسفر عن مقتل 11 شخصاً وجرح أكثر من 14 آخرين
ولاشك في أن هذا المشهد العراقي العام على الرغم من تأثره بالأجواء السورية فإنه لا يبتعد كثيراً عن السياسات الكارثية لحكومة نور المالكي منذ عام 2006 في ظل سيطرته على كافة الأمور في العراق ، فلا يوجد حالياً وزيرين فعليين للدفاع و الداخلية في حكومة المالكي مع عدم وجود مصالحة وطنية حقيقية بين أطياف الشعب العراقي ، وسياسة المحاصصة الطائفية داخل العملية السياسية المغلفة بالتهميش و الإقصاء. فالطائفة السنية تشعر أنها غير ممثلة في هذه الحكومة وفق ما بدا في الاعتصامات و المسيرات للعراقيين في الشهور الماضية في إشارة لاستغلال الظروف التي تمر بها المنطقة العربية ، بل إن الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر انتقد سياسات هذه الحكومة والتي اتهمها صراحةً أنها تلعب على وتر الطائفية ، ودفع البلاد إلى حرب طائفية وأن الشعب العراقي بمكوناته كافة أصبح في مواجهة الإرهاب بلا حكومة تحميه إضافة إلى تقصيره في ملف الفساد .
وهذا التهميش التي تشعر به الطائفة السنية يستغل بشكل جيد تنظيم القاعدة في العراق ، فمعظم هذه الهجمات تأتي من شعور الطائفة السنة . والخشية كل الخشية في الانزلاق من منعطف خطير لا رجعة عنه في إذكاء الدماء العراقية في صراع طائفي يدمر الأخضر و اليابس ، فلا يمكن الحديث عن مستقبل للعراق يتجنب الهاوية دون وفاق وطني ومصالحة وطنية تتجاوز الخلافات بغية التوصل الى القواسم المشتركة ترسيخ الثقة والتعاون والجدية بين أبناء الوطن الواحد أكثر أهمية من أي وقت مضى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تباين موقف الدول الغربية إزاء طلب اعتقال قادة إسرائيليين


.. أول دولة أوروبية تهدد باعتقال نتنياهو وغالانت




.. لميس:رغم اختلافنا مع بعض مضمون قرار الجنائية الدولية لكنه و


.. اتهامات للاتحاد الأوروبي بتمويل اعتقال المهاجرين وتركهم وسط




.. مدعي الجنائية الدولية يتعرض لتهديدات بعد مذكرة الاعتقال بحق