الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلنية والمكاشفة طريق الشيوعيين الى الجماهير

رشيد كرمه

2005 / 5 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


علنية الحزب الشيوعي العراقي ... الطريق الأسلم للجماهير رشيد كَرمه
رغم الإحتلال , ورغم كل المتغيرات , ورغم الإرهاب المتنوع القادم الينا عبر الحدود ومنه (الإرهاب الفكري ) سواء كان من الجيران المباشرين او غير المباشرين و ممن يفترض انهم ( أخوة ) لنا في الدين وهذا ما يوصي به الإسلام ودستوره القرآن. ألا ان فسحة التفكير بصوت عال ٍبدأت بالإتساع شيئا ً فشيئا ً, وأول الغيث قطر ٌُثم َ ينهمر ُ,
ولا شك في ان معالجة الوضع العراقي برمته يحتاج الى جهد الجميع وأقصد ممن يهمهم الشأن الوطني والذي سيسموا على كل شئ بل انه مفضٍ الى الحرية وسيقبر كل دعاة التعصب القومي والديني والطائفي . ومن هذا المنطلق لابد لي ان اولج في مسألة راودتني ردحا من الزمن , اعتبرتها في يوم من الأيام بانها ثورة لابد منها ليس في العراق فقط و إنما في داخل صفوف الأحزاب الوطنية العراقية ألا وهي العلنية أو المصارحة والمكاشفة ( البيروستريكا و الغلاسنوسيت ) ولأن اساء السوفييت توقيتها أي تطبيقها دون الأخذ بالحسبان ما كان يخطط له ( الآخر )من داخل صف الحزب الشيوعي حينذاك وهذا ما صرح به _غورباشوف _ مؤخرا فإننا نعتقد بأن الوقت مناسب جدا لأسباب مهمة و كثيرة منها : ان الدكتاتورية البعثية كانت قد هادنت الجميع بالعمل السياسي بشكل من الأشكال (إلا ) التيار اليساري وتحديدا الحزب الشيوعي العراقي وكل من له علاقة بهموم الوطن من منطلق حضاري وعلمي فهذه عند الدكتاتوريين من المحرمات. وهذا مما حرم الحزب من جماهير هي في الواقع بأمس الحاجة اليه لأنه خير من يمثلهم ويدافع عن حقوقهم. ومن هنا تأتي اهمية العمل المضني ليس فقط من الشيوعيين الذين لازالوا في التنظيم وإنما من كل الخيرين الذي انهلوا معرفتهم من أدبيات الدفاتر الماركسية _ اللينينية ومن أدبيات تراثنا الزاخر والعامر بنضال الكادحين الذين حركوا التاريخ كما قال هيغل .
ولأن بدأ الديمقراطيون العراقيون يقرعون الأجراس للعلنية منذ وقت مبكر الأ أنها ظلت أسيرة محاولات ليس إلا . لذا فإن الأحزاب الوطنية العراقية مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى التبشير بها بل وممارستها بشكل عاجل وصريح نظرا لحاجة الشعب والوطن لها , ولقد كنت ولا زلت مراقبا دقيقا ًلأداء الحزب الشيوعي العراقي الذي خاض معمعان النضال بشجاعة نادرة وواجه الصعاب بتضحيات جسام على مدى تاريخه وسيبقى ما بقي الوطن.
ولقد التقيت وهذا هو هو احد أحلامي مذ تعلمت الف باء الشيوعية وفي فترات تاريخية متباينة الكثير من قادة الحزب الشيوعي ولقد ( تكحلت ) عيناي برؤية قادة تاريخيين منهم من رحل عنا مسبباً خسارة كبيرةللحزب والوطن ومنهم لازال على قيد الحياة امنياتي لهم بالصحة والعمر المديد كما تسنى لي مقابلة ومحادثة قادة الحزب من الشبيبة الواعدة والتي ستضخ بدماء جديدة في مرحلة من اهم مراحل العراق .
ولعل الرفيق هادي التكريتي قد اشار في مقال نشر حديثا بعنوان ( الهم الوطني ) الى جانب من لقائنا مع العزيز جاسم الحلفي وسأتناول اللقاء من جانب آخروبما يتعلق بالعلنية وبسياسة الحزب كما فهمتها من اكثر من رفيق عضو لجنة مركزية , فلقد واجه ابو أحلام الموقف ( لقاء مع الناس في البيت الثقافي العراقي في يوتيبوري ) بشجاعة كما عهدته وعرفته ولقد استقبل كل الملاحظات والنقد برحابة صدر كما يقول اهل العراق , وكانت جل الأنتقادات منصبة على أداء الحزب في مرحلة ما بعد سقوط الصنم وضعف فاعلية الحزب في الكثير من مناطق العراق وعدم قدرة الحزب التنظيمية على المناورة والحركة الضروريتين التي رافقت تشكيل مجلس الحكم الإنتقالي وبالتالي فشل الحزب الواضح في تقوية التيار الديمقراطي من خلال اقامة تحالفات جبهوية تستطيع مواجهة المستجدات على الساحات المختلفة وتحديداالعراق وأخيرا الملابسات التي رافقت ألإنتخابات والتي شارك فيها الحزب بقائمة (إتحاد الشعب ) والتي اختلف على تسميتها الكثيرون ولعل السؤال والإنتقاد المشترك للكثرة من المتداخلين, لماذا لم يستطع الحزب الشيوعي العراقي تحقيق مايناسب تاريخ الحزب وتضحياته ؟ وما هي الظروف الخارجية والداخلية والعوامل التي ساهمت في ان يحصل الشيوعيون العراقيون على مقعدين في الجمعية الوطنية !!
ولقد عامل المحاضر جاسم الحلفي عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي جمهور الحاضرين ومداخلاتهم بعلنية يفتقدها أغلب السياسيين وتفتقدها أغلب التنظيمات العاملة حاليا ً على الساحة العراقية وهذا ماجعل الحلفي يزيل الكثير من ( الضوابط الروتينية ) ونجح في تحويل الندوة الى لقاء للمحاورة وتبادل الخبرة واعتبار جميع من في القاعة هم من تنظيم الحزب وعقله فلا ضير من المكاشفة إذ لا أسرار تخفى طالما يحتفظ الحزب بالثوابت ويعتمد على الناس بكل شئ بما فيه الجانب المالي . وبصراحة تكاد تكون مطلقة أعلن ان كل الملاحظات التي وردت سواء من شيوعيين داخل التنظيم ام خارجه مبعثها الحرص بدون شك وان كانت قاسية وهذا ما شعرت به من خلال نبرات صوت المتداخلين وكما عبر به أحدهم ( وبلهجة عراقية إنه يتحدث من حرقة قلبه ) . _ر.ك ومن هنا بدأ الرد ومن النقطة المهمة أين كان الحزب من الجماهير أثناء الإنتخابات ؟ ولماذا حصد الحزب 69000 صوت فقط ؟ ولقد دافع الحلفي عن الجهد المبذول غير انني لا أتفق معه بشأن الكثير مما أورده بخصوص ذلك إذ ان تأريخ الحزب سبق الحزب للوصول الى الشعب العراقي وليس كما اورده بان ( عشرون رفيقا ) فقط كانوا في كردستان وبان الحزب يفتقد الى ركائز كانت مهمة وشبه معدومة وبان الجهد الذي بذل كان كل مايملكه الحزب واعتقد ان ما حصل في الكثير من مناطق العراق يثبت عكس ذلك رغم تجربة إنتفاضة آذاروما أعقبها من بطش وتنكيل, فلقد ظهرت أصوات ديمقراطية في البصرة على الفضائيات كما استطاع اكثر من متحدث ان يعبر عن سروره لعودة الحزب الى الشارع العراقي ولعل المقابلات الي اجريت في عدد من الفضائيات لأكثر من رفيق بدرجة عضو لجنة مركزية اهمية بالغة في توجيه الرسالة بان الحزب باق واعمار الطغاة قصير وهذا لايعني تجاهل دور الرفاق الذين ذكرهم في تلك المرحلة ولكن لا أعتقد من ان الحزب بدأ من نقطة الصفر التي اشار اليها الرفيق الحلفي .
وبخصوص فاعلية الحزب وتأثيره على الجماهير اشار الى انتشار أدبيات الحزب وجريدته طريق الشعب التي تحتل المرتبة الثانية بين عشرات الصحف العراقية ولقد تطرق البعض الى مستجدات الوضع السياسي العالمي مما يحتم حساب الموازين بمنظار جديد مقترحا على الحزب تغيير اسمه وهنا اسجل اعتزازي للحلفي بقوله بان اسم الحزب ليس مقدسا ولقد ناقشت المؤتمرات الحزبية هذا الجانب وامام الجميع المؤتمر الثامن وكل شئ متروك للناس والوطن الذي يشكل الحقيقة وهي وحدها المقدسة وهذا ما يفخر به الشيوعيون وأصدقائهم ولعل تجربة الإنتخابات ستساعد المنظمات والأحزاب الديمقراطية على تجاوز الكثيرالذي اعاق التقدم في توحيد العمل مستقبلا ونحن على ابواب مرحلة جديدة قد يستفيق عدد ممن اعطوا ومنحوا أصواتهم لجماعات كان همها الإصطفافات الطائفية والتي ساهمت فيها فتاوي المرجعية بشكل كبير وواسع ومهمتنا لملمة اليسار وتحقيق البديل الديمقراطي المنشود .
ان الوضع في العراق يستدعي العمل بتفانٍ منقطع النظير , وعلى الجميع الحيطة والحذر من التدخلات الخارجية فبلدنا تحت الإحتلال ولا يحتمل احتلال آخر وما يجري في البصرة وما جاورها لاينم عن حسن نية لذا علينا جميعا العمل من اجل محاربة ووأد الإرهاب والعمل على سيادة واستقلال العراق بالمزيد من اللقاءات والمزيد من العلنية لانها ستلد افكارا جديدة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في هذا الموعد.. اجتماع بين بايدن ونتنياهو في واشنطن


.. مسؤولون سابقون: تواطؤ أميركي لا يمكن إنكاره مع إسرائيل بغزة




.. نائب الأمين العام لحزب الله: لإسرائيل أن تقرر ما تريد لكن يج


.. لماذا تشكل العبوات الناسفة بالضفة خطرًا على جيش الاحتلال؟




.. شبان يعيدون ترميم منازلهم المدمرة في غزة