الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الى صديقة رائعة 9 : المسرح . . . جنوننا

حميد علي المزوغي

2013 / 10 / 1
الادب والفن


اهداء : الى افروديت .

تصدير
قالت بعد ان قامت بتلاوة بعض الايات من حرياتنا .. و استغفرت باسمي الكبير : احبك
كتبت اسماء امها و ابي
اعلنت حروف جديدة للعلة
قدمت نصا جديدا حول مذكر القتل
افتتحت بعمق مدلولات نسبية حول ختان النساء و اثاره الكبرى في ضرب العقل البشري
التحفت سهوا رميا بالرصاص

طبعا صديقتي ، منذ ان تركت بيتي القديم .. اصبح الله يهذي .. اما الحروف التي كنت ارسلها عبر مدونة كنت قد انشاتها لهفة : اتلفتها .. امي كعادتها مازالت تلازم محرابها العتيق .. اما انا فمازلت اتخبط في اخطاء الرسم و اسمها الجديد.
الالم مازال يعاودني .. احشاؤها الصغيرة تغافلت عن ليلتنا و صخبنا .. اما السحر الذي لطالما كان يحملني قد زال مفعوله بعد الواقعة.
طبعا صديقتي ، سقط القناع اخيرا و لثم الله شرفة قدمي .. القطة مازالت تتخبط في دماء الابرياء بعد ان سكنها كل الخفافيش .. رائحة النجوم طين مدقع و الوان ابدية للموت .. ربما كان علي ان اصفعني منذ البدء الا ان تجربة ما عجلت كل اثار الكدمات الى حين شتاء .. مازال المطر يحملني اليك و مازلت في الاثناء اتحرش بالكلمات فاثنيها عن الممانعة : صديقتي ثلجك الجميل يراودني .. جنونك المنساب ، سحنتك ، سرابك ، تربتك ، رفعتك ، ترفعك ، ترجلك ، رحلتك كلمات قد ارقنها على جسدك الانيق سهوا و جنونا . قلت بعد ان ذاب جليد اللقاء الاخير احبك صديقتي و اعبدك فقالت لا تتعجل صديقي فقد يتلف الحب ما بنينا من الصداقة.


فاجبت وقد بلغ الامر بي حد الجنون احبك يا وطني و ان ما تبقى من الحديقة الخلفية سرك و سر كل المفردات الغائبة عن الطريق اليك.
قلت مجددا : انت عذبة كالسماء
سرمدية كالطيور
ابدية كالغيوم
زئبقية كالمطر
نرجسية كالغريب
قالت بكل ثقة النوارس : مجنون انت كالرياح.
لم يسدل المسرح ستائره هاته الليلة .. المتفرجون يملؤون المكان .. الضوء انا و هي .. الموسيقى تنفس متقطع بحكم النص و السينوغرافيا .. الممثلون اربعة انا هي افروديت و ايروس .. بائع التذاكر توفي قبل العرض بوقت وجيز مما حال دون بيع التذاكر .. الماساة او الملهاة بدون نقود .. ربما احبكنا الفكرة انا و هي و اردنا للمسرح ان يغص بالمتفرجين .. ديونيسوس يطل من اخر الركح و كانه يوجهنا نحو الهاوية .. قارورة الخمر و القيثار و بعض من الراقصين يمثلون في حضرته .. اما هي وانا افرويدت و ايروس فقد رفعنا الحكاية الى السقف كي نمنع الله عن الاستمتاع بمتعتنا.
الحلقة اتسعت و الحصان غيمة .. النوارس صعبة على النسيان .. سادعوك الى المعبد القديم هل تقبلين .. سنذهب الى حيث الله اب كل المسارح و اب كل الشاربين .. هل تقبلين بكاس اولى كالرياح .. لا تتلعثمي صديقتي .. - قلت بلى - و اشرقت حبا كالرياح .. كالغيم البعيد.
يصعد على الركح افروديت و ايروس :
افروديت : صديقي العظيم لا تنحن ابدا .
ايروس : لن انحني يا سيدة كل المكان الا للمرمر الذي يملؤك و يغتالني في كل حين .. سأنحتني فيك ربعا ازليا لا يفارق ابتسامة كما النجوم لا تفارق سماء.
- هل تعرفين كيف يحب الكاتب؟ هل صادف مرة و احبك كاتب؟هل التقيت مرة مجنونا تبين فيما بعد انه كاتب ؟ هل احببت كاتبا ما ؟ الكاتب سيدتي مجموع كل الاحاسيس التي لا يمتلكها الله .. و لا يعرف لها طريقا .. الكاتب صديقتي رمز ابدي للعدل و للجنس .. الكاتب صديقتي مجنون او لا يكون- .
و يتواصل الصخب من على سدة المعبد و تتوالى الفصول ويصعد الممثلون الاربعة وكاتبهم و ديونيسيوس العظيم و بكل تالق الجنون تستقيم النهاية .
النهاية الاولى :
قصر اميري يوحي بالقداسة
اريكة الله و مخدعه و اواني الصلاة
مخدع ارجواني افروديت ايروس انا و هي
المتفرجون يغادرون بكل هدوء الموتى
بائع التذاكر يستفيق على وقع صياح عشوائي لديك اضاع طريقه
كاتب النص : سعدت بلقائكم ربما سأستريح بعض الشيء قبل قدوم الصباح
النشيد : عليك مني سلام يا ارض اجدادي *** ففيك طاب المقام و طاب انشادي.
النهاية الثانية:
البرج القريب من المئذنة المهجورة
البناية المنحازة للحجر و النار
المتفرجون المنغمسون في عطشهم
الشرطي الاخير يضل الطريق عنوة
الخرافة تطوق المكان ، تحرس الجمر و النار
هلع داخل المطافئ
حافلات قدمت هدية من بلد صديق تحمل الجثث العالقة بالطريق : كل في مقعده
و اعتقالات بالجملة في صفوف الممثلين.
كاتب النص ترك استراحته و قدم على عجل الموتى : سقط مغشيا عليه ..
رائحة الاحمر تملأ الخشبة ..
سينوغرافيا المكان :
ناقوس قديم و مئذنة و قبة يهوا.
النشيد: بكاء متواصل.
و تنطلق المجزرة ربما بعد قليل .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا