الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرد الأمريكي على نظيف: إشكي مش حاسأل عليك.. إبكي مش حارحم عينيك

هويدا طه

2005 / 5 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


يوميات المشاهد المصري في الأسابيع الأخيرة.. تدور حول انتظار ذلك(الخبر العاجل)المعروف مقدما.. الذي ينتظر فقط.. الإشهار! لهذا تجده يقلب بين محطات الإذاعة والتليفزيون.. متوقعا أنه سيأتي.. إن لم يكن اليوم.. فالغد ناظره قريب! وفي أثناء ذلك تم الإعلان عن زيارة أحمد نظيف إلى البيت الأبيض ليؤدي(الحج)السياسي السنوي إلى واشنطن.. بالنيابة.. بدلا من سيده العجوز، تأويلات عديدة لقيام رئيس الوزارة وليس رئيس الدولة بهذه الفريضة السياسية! فمن قائل إن البيت الأبيض غاضب على الريس(ومش عايز يشوف وِشُه.. ولا يقبل توبته!)ومن قائل بأن الريس نفسه.. مكسوف يروح!.. بعد جملة خطايا كان أحدثها.. ارتكاب الفاحشة السياسية على الملأ.. بتعديلٍ دستوري يسمح فقط بترشيحه هو.. دون غيره من العباد! وفي الحالتين فإن رد الفعل الشعبي.. وقبل معرفة ما يمكن أن يتوصل إليه نظيف.. اللهم.. شماتة!
ثم رحنا نتتبع أخبار الزيارة.. أحمد نظيف ترك القاهرة إلى واشنطن.. وصل إلى واشنطن.. التقى كونداليزا رايس.. اجتمع مع جورج بوش! صرح للصحف وشبكات التليفزيون الأمريكية.. إلخ! إلى أن أعلن عن مؤتمر صحفي لأحمد نظيف.. يعلن فيه عن نتائج الزيارة..
عادة ما ينتظر المراقبون الخبثاء تلك المؤتمرات الصحفية.. ليس فقط للاستماع إلى النتائج(الرسمية)للمباحثات.. وإنما لمراقبة ملامح الوجوه وتقلصاتها.. لاستخلاص نتائج أخرى.. تتخفى وراء الكلمات.. وتشف عنها نظرات العيون وحركة الأيدي.. وتفضحها محاولات ضبط النفس.. فالكلمات التي تقال عادة تكون محسوبة.. مدروسة.. يقولها الدبلوماسيون بأدب!.. حتى وإن كانت تشير إلى قطع علاقات بين دول أو إعلان حرب! هؤلاء المسئولون الدوليون يكونون عادة مهذبين! فالطرف الأمريكي قال:" نحن نقدر لمصر مجهوداتها في طريق الإصلاح.. وننتظر منها إجراء انتخابات حرة ونزيهة وقبول مراقبين دوليين"، وأحمد نظيف الطرف المصري قال:" نحن نقدر النصائح الأمريكية"، هذا كلام مهذب للغاية! لكن المشاهد المعبأ بالتشفي المسبق.. يفهمها بطريقة أخرى! يفهم بلغة الشارع.. الحقيقة العارية من أدب الدبلوماسيين! نظيف توسل للبيت الأبيض عشان خاطر مبارك(معلش.. إديله فرصة تانية!).. التوسلات.. مجابتش فايدة! الأمريكان عايزينها.. نزيهة! عايزين مراقبين دوليين.. يعني بالعربي الفصيح.. احترم نفسك وسيبها!
المشاهد.. خرج بالنتيجة.. متشفيا.. باءت إذن مهمة نظيف- غير النظيفة- بالفشل! للاحتفال بتلك الأخبار.. يدور بين محطات التليفزيون الأخرى.. لكنه ما زال متأثرا بملامح المسكين نظيف في المؤتمر الصحفي، يرى من خلال تأثيرها.. العروض الأخرى في مختلف القنوات.. ألم يضحك أحدكم مثلا.. أو حتى ابتسم.. إذا كان استمع إلى أغنية أم كلثوم- في ذلك اليوم- على قناة روتانا:" إشكي مش حاسأل عليك.. إبكي مش حارحم عينيك.. ياللي مرحمتش عينيا لما كان قلبي في إيديك.. دارت الأيام عليك.. رايح أسيبك للي ما يرحم.. ولا تقدر عليه.."!
ينقلك الريموت كنترول بين المحطات، لتجد لكل فيلم أو أغنية.. قديمة أو حديثة.. تأويلا يتناسب وظروف المرحلة!.. فبعد انتهاء المؤتمر الصحفي كان هناك فيلم لاسماعيل ياسين على قناة الأفلام، عادة لا يحب بعضهم سذاجة أفلام إسماعيل ياسين.. لكن ذلك الفيلم يحكي عن سلطان تكرهه الرعية.. وبتأثير البحث عما هو وراء الكلمات على الفضائيات.. لا بأس من دقائق تنفقها أمام فيلم يحكي قصة(السلطان باشاميل)الذي أشار عليه(الوزير كاراميل)قائلا(خلاص مفيش فايدة.. كفاية يا مولاي.. كفاية عناد.. اهرب)! فعاند السلطان باشاميل:(رؤوس كتيرة حتطير قبل ما تطير بتاعتي.. أهرب وأسيب السلطنة لمين يا جاهل؟!)..
ترى كيف سيتعامل التليفزيون المصري مع أغنية المطربة لطيفة(كفااااية... إني أشوفك جوايا)! أو أغنية أم كلثوم:(دا انا كفاية.. كفاية.. كفاية إني سبتك للزمن)! هكذا إذن استحكم الغرام بين مبارك وعشاقه من المصريين! إلى حد أن صورته تقفز إلى أذهانهم من خلال إيحاءات الأفلام والأغاني.. بل والإعلانات الدعائية! فهناك إعلان دعائي جديد على إحدى القنوات.. عن غسالة ملابس إنتاجها يغرق الأسواق.. ظهر فيه فريقان.. أحدهما يرفع لافتة(كفاية)والآخر يرفع لافتة(مش كفاية)! وطبعا قوات الشرطة- في الإعلان- قبضت على رافعي لافتة كفاية!
لا يبقى إلا أن يرسل له المواطنون رسائل على الموبايل: أسألك الرحيلا!.. ومن عندنا.. نهديه(باقة أغاني)! ( إبقى قابلني لو ناموا عينيك.. بكره حتعرف وتشوف بعينيك.. ما هو يا انا ياانت.. والله ما تنفع الطيبة معاك.. والبادي أظلم.. وأنا باتحداك)!.. وبلاش تعاند.. بلاش تكون رئيس امبارح ورئيس دلوقتي.. ورئيسي لبكره ولآخر وقتي!.. وبمناسبة عودة نظيف(بالنصيحة)الأمريكية.. نهديه مقطعا من أغنية شيرين: هي دي بداية النهاية.. حارمي كل ماضيك ورايا!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بكاء رونالدو حديث المنصات العربية • فرانس 24 / FRANCE 24


.. التشكيلة المتوقعة للجمعية الوطنية الفرنسية بعد الجولة الثاني




.. كيف يمكن للديمقراطيين استبدال بايدن في حال قرر التنحي وما ال


.. حاكم ولاية مينيسوتا: نحن قلقون بسبب التهديد الذي ستشكله رئاس




.. أحزاب يشكلون الأغلبية في الحكومة والبرلمان الجزائري يطالبون