الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وثيقة الشرف والعمل بشرف !

خالد اليعقوبي

2013 / 10 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


تعرضت العاصمة العراقية بغداد وبعض المدن الاخرى ، يوم الاثنين الماضي ، الى هجمات ارهابية وتفجيرات تسببت في خسائر بشرية ومادية، كما ان الارهاب قد طال بعض المناطق التي تمتعت لفترة طويلة بنعمة الامن والاستقرار كما حدث في تفجيرات اربيل التي سبقت تفجيرات العاصمة بيومين فقط .
هذا الامر يذكرني بما جرى يوم الخميس 19-9-2013 ، حين عُقد تجمع أو مؤتمر للقوى السياسية الفاعلة وبعض مايسمى بالقيادات الشعبية مع شيوخ عشائر وشخصيات اخرى تعتقد الجهة المنظمة للتجمع باهميتها وسط مقاطعة من قوى اخرى "نعتقد نحن" باهميتها للتوقيع على وثيقة شرف ومبادرة سلم اجتماعي سبق ان وقعت على العديد من مثيلاتها ، وان اختلفت العناوين ، القوى العراقية المختلفة دون ان يلمس المواطن العراقي نتيجة تذكر منها سوى الخطب الرنانة وظهور البعض كملائكة يقدمون النصائح والمواعظ للشعب.
بالتأكيد نحن مع كل لقاء يجمع القوى السياسة ويقرب من وجهات النظر ويحقن الدماء ويساهم في الحفاظ على السلم الاهلي ويدفع بشكل اساس الى العمل على اسناد العملية السياسية في العراق ، الا انه لابد لنا من طرح بعض الملاحظات حول هذا التجمع :
1-هل ان توقيت هذا التجمع مناسب ؟ لاسيما ونحن نعتقد ان عنصر التوقيت مهم واساس في العمل السياسي، اذ انه وقبل فترة وجيزة كان لدينا تجمع اخر برعاية السيد عمار الحكيم واتفق حينها على خطوات تعزز من قدرة هذا التجمع في لملمة الامور ومعالجة المشكلات في الساحة العراقية واعتقد أن تلك الخطوات لم تُفعّل ، حيث تم الاكتفاء بالمصافحة والمصالحة.
2- كان هنالك وبعد يومين من هذا التجمع استحقاق انتخابي مهم اخر في اقليم كردستان وهو استحقاق يختلف عن سابقيه من حيث التنافس الانتخابي بغياب شخصية كبيرة ومهمة مثل الرئيس طالباني، وهذا الامر كان واضحا في نتائج تلك الانتخابات، لذلك نرى أن الحضور الكردي في هذا التجمع لم يكن بالفاعلية المطلوبة.
3- هل ان رئاسة الجمهورية هي الطرف المناسب لرعاية مثل هكذا اجتماع وهي المؤسسة التي تعاني ، من فترة ليست بالقصيرة ، من مشاكل ادارية وفنية جعلتها عرضة لاتهامات كثيرة من قبل نواب وشخصيات اخرى بسبب عدم قدرتها على اتمام مارسمه لها الدستور من دور لاسيما وان التباعد والانقسام بين اركانها الثلاث اصبح واضح جدا وان الكثير من دوائرها شبه مشلولة في اداء الوظائف المناطة بها.
لايمكن على الاطلاق استبعاد الدعاية السياسية المبكرة لاطراف ترى انها اصبحت تعاني كثيرا في اقناع الناخب العراقي باعادة تجديد الثقة بها كما اكاد اجزم بان البعض من كبار القادة شاركوا بالمؤتمر محرجين أو" مكرهين " خشية من اي ملامة من قبل اطراف اخرى رغم قناعتهم بعدم جدوى توقيع مثل هكذا وثائق !.
كثير من الشخصيات التي شاركت في هذا التجمع هي في مسؤوليات اساسية ومهمة في الدولة وتستطيع فقط من خلال ممارساتها اليومية وفق قسمها بكتاب الله واستنادا لما خوله لها الدستور من صلاحيات ان يحدثوا تغييرا كبيرا على حياة العراقيين من خلال كذلك تطوير العمل في مؤسسات الدولة المختلفة إذا ما عملوا بشرف في تأدية واجباتهم ، اذ ان القسم على العمل وفق الدستور هو اسمى من التوقيع على وثيقة في تجمع ما بوجود دستور دائم مستفتى عليه من الشعب.
لذلك نعتقد ان بعض الاطراف السياسية لم تمارس مايكفي من الدور المطلوب منها لؤد الفتن والحفاظ على الامن والسلم الاهلي في دعم مؤسسات الدولة لاسيما الامنية منها، ولذا نظن اننا بحاجة للعمل بشرف خدمة لبلدنا وشعبنا دون الحاجة لتوقيع وثيقة شرف فالمحافظة على الشرف لايحتاج لتوقيع كما قال العقاد " كن شريفا امينا لا لأن الناس يستحقون الشرف والامانة، بل لانك انت لاتستحق الضعّة والخيانة".

الدكتور خالد اليعقوبي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تدرس نقل السلطة في غزة إلى هيئة غير مرتبطة بحماس|#غر


.. القوات الإسرائيلية تدخل جباليا وتحضيرات لمعركة رفح|#غرفة_الأ




.. اتهامات جديدة لإسرائيل في جلسة محكمة العدل الدولية بلاهاي


.. شاهد| قصف إسرائيلي متواصل يستهدف مناطق عدة في مخيم جباليا




.. اعتراضات جوية في الجليل الأعلى وهضبة الجولان شمالي الأراضي ا