الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفجيرات اربيل الارهابية ضد من؟

كوهر يوحنان عوديش

2013 / 10 / 1
الارهاب, الحرب والسلام


استطاع الارهابيين ان ينفذوا مخططاتهم واعمالهم الارهابية القذرة في مدن العراق الجنوبية منذ اسقاط النظام العراقي السابق بسبب ما رافق ذلك من انفلات امني وانتشار العصابات والميليشيات المسلحة في هذه المدن، اضافة الى ضعف اداء الحكومة المركزية والعمل بجدية للسيطرة على زمام الامور وعدم تشكيل حكومة وطنية ترعى مصالح الشعب العراقي وتصون كرامته وتحفظ ارواح ابنائه بكل طوائفه ومذاهبه واديانه وقومياته دون استثناء. اما بالنسبة لاقليم كوردستان فان الوضع كان مختلفا كليا عن اوضاع المدن العراقية الاخرى وذلك بفضل قيادته الحكيمة والاداء الحكومي الجيد من الناحية الامنية والسياسية والاقتصادية، اضافة الى وعي الشعب الكوردستاني وتكاتفه بكافة اطيافه للارتقاء بالاقليم الى المستوى الحضاري والمدني والديمقراطي الذي يستحقة ابناء هذا الاقليم، هذه الاسباب وغيرها كانت عقبة امام النفوس الضعيفة واولاد الجهل لتنفيذ اعمالهم الارهابية الا في حالات نادرة كانت اخرها الهجوم الارهابي الذي تعرض له مقر مديرية الاسايش في اربيل من بعد ظهر يوم الاحد المصادف 29/9/2013 والذي ادى الى استشهاد ستة من منتسبي القوات الامنية واصابة العشرات من هذه القوات وقوات الدفاع المدني بجروح مختلفة.
مفاجئة استهداف اربيل بهذه التفجيرات لم تكن سارة وبنفس الوقت كانت صدمة للشعب الكوردستاني وللعديد من الدول والشخصيات الدولية وذلك للتدابير الامنية المتخذة من قبل الاجهزة المختصة التي تعوق وتعرقل تنفيذ مثل هذه الاعمال البشعة بيسر وسهولة، لكن تثبيت توقيتها وتنفيذها بالتزامن مع اعلان نتائج انتخابات برلمان اقليم كوردستان وتفوق الحزب الديمقراطي الكوردستاني برئاسة السيد مسعود البارزاني، يدل على ان هذا العمل الارهابي كان مخططا له بشكل جيد وجاء توقيته مع هذا اليوم بالذات لخلط الاوراق وتعكير فرحة الفوز بالانتخابات التي بدأت بالنزاهة وانتهت بخير وسلام.
نعرف جيدا ان اعداء الشعب الكوردستاني لا يحبون له الخير ويحسدونه على ما وصل اليه من تطور وعمران واستقرار ونمو اقتصادي كبير وترسيخ لمبادىء حقوق الانسان والديمقراطية التي اصبحت تتعاظم يوما بعد يوم، فظنوا انه التوقيت المناسب بل الافضل للقيام بعملهم الارهابي لتوتير العلاقات بين الاطراف الكوردستانية وهدم كل ما تم بنائه منذ عام 1991 حتى اليوم، خاصة وان البعض من الاطراف التي لم تحصل على الاصوات المناسبة او التي كانوا يطمحون اليها قد اعلنت مرارا وتكرارا انها سوف تطعن بنتائج الانتخابات، لكن ظنهم لم يكن في محله ابدا لان حكمة القياديين كانت وستكون ابدا اكبر من ظنونهم الدنيئة.
بدل الادانة والشجب وتوعية الشعب الكوردستاني لما يجري من حوله من دسائس وبكافة الطرق والاشكال حاول البعض المتاجرة بدماء ابناء الاقليم وتكريس العملية الارهابية لخدمة اهدافهم ومصالحهم الحزبية، فحاولوا ان يظهروا لابناء الاقليم ان الهجوم الارهابي استهدف الحزب الديمقراطي الكوردستاني بالذات وليس الشعب الكوردستاني عامة، ونحن نقول اذا كان الامر كذلك فلماذا استهدفت جهة حكومية ولم يستهدف مقر حزبي؟. ان التفجيرات لم تكن ضد فئة او طائفة معينة ولم تكن ضد الحزب الديمقراطي الكوردستاني وانصاره لتعكير فرحة فوزهم ولم تكن ضد دائرة الاسايش وحدها بل كانت ضد جميع الفئات والطوائف ضد جميع الاحزاب بلا استثناء، كانت باختصار ضد الشعب الكوردستاني وارادته الحرة في العيش الكريم كانت ضد الامن والاستقرار والاعمار كانت ضد الانسانية ومبادئها العظيمة.
من المؤكد ان اللسعة التي لا تقتل تقوي وهذا هو حال ابناء الاقليم مع التفجيرات الاخيرة التي لن تزيدهم سوى عزما واصرارا على التعمير والتقدم وترسيخ مبادىء الحرية والديمقراطية ومبادىء حقوق الانسان، لذلك يجب على الجميع افرادا وهيئات ومؤسسات واحزاب وسياسيين التكاتف والالتحام مع البعض لتطوير كوردستان وجعلها مثالا للامان والسلام وتفويت الفرصة امام اعدائها لهدمها ثانية والرقص على جثث ابنائها كما فعلوا سابقا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟