الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تنظيم القاعدة الإرهابي وزمام -المبادأة-

سعد الكناني
كاتب سياسي

(Saad Al-kinani)

2013 / 10 / 1
الارهاب, الحرب والسلام


في النصف الأول من العام الحالي وعلينا الاعتراف ان تنظيم القاعدة الإرهابي زاد من سيطرته والتحكم في زمام المبادأة في العراق ،ويقوم بفرض تعاليمه بقوة السلاح.وشنت القوات العراقية عمليات عسكرية واسعة النطاق ألقت خلالها على أعداد كبيرة منهم .وانحسر نفوذ التنظيم المتشدد على مدى السنوات الأخيرة وفقد السيطرة على الأراضي رغم أنه كان يشن على نحو شبه مستمر هجمات مسلحة وأخرى عبر سيارات ملغومة وقنابل ضد أهداف حكومية ومدنية.وفي الأشهر الأخيرة ظهر التنظيم بمظهر القوي غير الآبه بعشرات آلاف عناصر الأجهزة الأمنية المنتشرين في كل شبر من محافظات العراق وخصوصا الساخنة منها .حتى أنها بدأت بتغيير نوعية عملياتها المتبعة في الأشهر الأخيرة، وعمدت إلى تهجير العوائل من كل الإطراف وكذلك استهداف المقرات العسكرية المنتشرة بين الإحياء السكنية عبر الانتحاريين. وكذلك قيامه بتوزيع منشورات في المحافظات الغربية والشمالية والتي تضمن "تحريم" ارتداء أنواع محددة من الزى أو سفور النساء وتبرجهن وقائمة طويلة من الأمور التي يراها المتشددون الإسلاميون حراما في الدين الإسلامي ويعرض المخالفون للمعاقبة!.وهذه المنشورات علامة أخرى على النفوذ الذي اكتسبه مجددا التنظيم المتشدد والظهور بجرأة أكثر من مناسبة وتحدي أجهزة الدولة الأمنية.وقبل عام 2008 كان الإرهابيون يسيطرون ليلا على بعض المناطق الساخنة ، وتعود الدفة مجددا إلى الأجهزة الأمنية خلال ساعات النهار.وفي مؤشر واضح على إعادة نفوذهم إلى مدن الموصل والرمادي وتكريت وكركوك وبعقوبة وتحكمهم بمفاصل الحياة ،وزع المسلحون مناشير في عدد من الإحياء السكنية وسط المدن أنفة الذكر تحرم ارتداء بعض الملابس!، والمخالفون عرضة للعقوبة، وفي تحذير قاس على جديتهم أقدم المسلحون على قتل اثنين من أصحاب محال بيع الملابس في العاشر من أيلول الماضي في منطقتي المثنى وسيدتي الجميلة في الموصل .بدأ كل ذلك حينما أعلن القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي عملية "ثأر الشهداء" في العاصمة العراقية بغداد وعدد من المحافظات العراقية من بينها نينوى.وقال قائد عمليات نينوى الفريق الركن باسم الطائي ان 15 يوما الأولى من العملية تمكنت قيادته من اعتقال 202 من "الإرهابيين" المطلوبين لديها وقتل 15 منهم وضبط مئات العبوات والأسلحة المختلفة.وتزامنت هذه التطورات مع ارتفاع وتيرة استهداف عموم العراقيين من قبل ما يسمى " الدولة الإسلامية في العراق والشام"، وبلغ عدد القتلى العراقيين منذ ك2 ولغاية 30 أيلول من العام الحالي 10800 قتيل حسب إحصائيات المصادر الصحية وتقارير الأمم المتحدة بعد قيام التنظيم بتنفيذ سلسلة من الإعمال الإرهابية في العاصمة العراقية بغداد وبقية المحافظات الأخرى تكاد لا تنقطع الفواصل في تنفيذ هذه الإعمال الإرهابية وهي شبه يومية ، وأشر تزايدا في أعمال العنف في عموم العراق ،ويجمع التنظيم الإتاوات من الأطباء والصيدليات وأصحاب مولدات الكهرباء الأهلية والتجار إضافة إلى المقاولين وأصحاب محلات الصرافة فضلا عن عدد من دوائر الدولة.وتجري كل هذه الأعمال أمام مرأى أجهزة الأمن المختلفة التي يبدو أنها تعجز عن بسط سيطرتها وتقويض نشاطات المسلحين في بغداد والمحافظات الساخنة. وكانت السلطات الرسمية وأجهزة الأمن تفخر في السنوات الأخيرة برفع الكتل الكونكريتية المحيطة بالمباني الحكومية والعسكرية في إشارة على انتصارها على القاعدة قبل أن تعاود نصبها مجددا في الفترة الأخيرة.وعمدت المقرات العسكرية بالتحديد إلى تحصين نفسها مجددا وغلق عدد من الشوارع المحيطة بها، بعد سلسلة استهدافات بأحزمة ناسفة وسيارات ملغومة استهدفت المقرات العسكرية خاصة بالفترة الأخيرة .ورغم عمليات أمنية تنفذها الفرق العسكرية المنتشرة في بغداد وبقية المحافظات والشرطة المحلية على نحو مستمر إلا ان مسلحي القاعدة زاد نشاطهم ضد قوافل الجيش واغتيال العسكريين والمدنيين وتفجير المنازل .يأتي هذا كله في ظل خلاف حاد بين "المكونات السياسية" والية مسك الملف الأمني وطريقة التعامل مع الإحداث من قبل المالكي وحزبه وإشكالية الفساد الحكومي الذي نخر مؤسسات الدولة وغيرها من ملفات سلبية.وأحدث هذا الخلاف وطرق المعالجة الأمنية بحسب مراقبين فجوة أمنية كبيرة في مقدمتها ان المواطن العراقي أصبح لايثق ولا يتعاون مع الحكومة واستغلها تنظيم القاعدة الإرهابي منذ فترة لتنفيذ أعماله الإجرامية بمنتهى السهولة ! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا