الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤتمر السّابع للأنصار الشيوعيّين.. قرارات وتوصيّات

نصير عواد

2013 / 10 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



لا يختلف نصيران على أنّ اللّقاء لوحده، بعد أعوام من الفراق والانشغال بهموم الحياة اليوميّة، يشكّل حالة فرح وتجديد لكثير من الأفكار والعلاقات الأنصاريّة التي عمّدتها الدماء والمعاناة. تجلّت في الآراء والأخبار التي نقلها الأنصار من صالة جلسات المؤتمر السّابع للأنصار الشيوعيّين الذي عقد في الفترة 30 آب _ 2 أيلول بمدينة يتوبوري السويدية. بل حتّى الأنصار الذين لم يحضروا المؤتمر كانوا على تواصل دائم مع الأخبار القليلة والصور الكثيرة عن أعمال المؤتمر الّتي بادر إلى نشرها وتجديدها كل ساعة القائمين على صفحة الأنصار الشيوعيّين على (الفيس بوك) حيث كانت هناك الكثير من التعليقات والنكات والمماحكات التي تعكس روح الأنصار وطبيعة العلاقات الإنسانيّة الّتي لا تنال منها السنين والمسافات.
إنّ أوّل ما يُلفت الانتباه في وثائق المؤتمر السّابع للأنصار الشيوعيّين هو كميّة القرارات والتوصيّات التي وصلت إلى أربعين قرارا وتوصيّة، لم تترك شاردة وواردة إلا وتوقفت عندها. والمفرح فيها أنّها، القرارات والتوصيّات، بدأت بلمحة فنيّة وتوصية بتنفيذ نصب رخامي في مقبرة شهداء الحزب الشّيوعي العراقي بأربيل تُكتب فيه أسماء جميع شهداء الحركة الأنصاريّة، وهي سابقة لم نعتدْ عليها في الحالة السياسيّة العراقيّة التي دأبت على الابتداء بالشعارات والتنظير والتحليل. وتساوقا مع ذلك نعثر في تفاصيل القرارات والتوصيّات على أكثر من لمحة فنيّة كبناء نصب تذكاري للنصير الشيوعي وتكريم الأنصار بميداليّة عليها شعار الرابطة، وهي كلها بوادر تشير إلى الذوق الرفيع والاحساس العالي عند رابطة الأنصار البيشمه ركَه بأهمية الفن في توثيق التجارب الحقيقيّة. فلقد أكدت الفقرات السّت الأخيرة من القرارات والتوصيّات (34 _ 35 _ 36 _ 37 _ 38 _ 39) على دور الإعلام والثقافة في المحافظة على والتعريف بتاريخ الحركة الأنصاريّة، وتكوين لجان تختص بالسينما والمسرح والأرشفة والإعلام ترتبط مباشرة باللجنة التنفيذيّة. إن الروح الأنصاريّة المنفتحة على الثقافة والسّياسة في صياغة الوثائق نلمسها في تفاصيل إنسانيّة صغيرة نحن بحاجة إليها في بلد تصدّع خطابه السياسيّ وطال الخراب فيه البشر والشجر والحجر. فإلى جانب المواد المعنيّة بالثقافة نصادف فقرات إنسانيّة طيبة عن توجيه شكر خاص لسيدتين قدّمتا كل ما يمكنهما لخدمة المندوبين، وتوجيه رسائل للأنصار الذين يعانون أوضاعا صحيّة صعبة، والعمل على دعوة الأنصار المنسيّين خارج صفوف الرابطة للانتساب إليها، والبحث عن رفاة شهداء ما زلنا نردّد أسمائهم.
لقد أجابت التوصيّات والقرارات، ضمنيا، على الكثير من الأسئلة الّتي شغلت بال الأنصار في الآونة الأخيرة، من بينها القيام بجرد دقيق لعدد الأنصار ومتابعة حقوقهم أسوة ببيشمه ركَة الأحزاب الأخرى والاعتناء بقبور الشهداء. مع أننا كنْا نطمح أن يكون لشهداء الأنصار أولوية عند اللجنة التنفيذيّة الجديدة وأن يُشمل كافة الشهداء بهذه الالتفاتة الإنسانية وأن يُجرى البحث عن كلّ قبورهم، فكاتب السطور من بين المطالبين بحقه في أن يُشمل الشهيد "أبو سحر _ ناصر عواد" بهذه الالتفاتة.
رغم توقفنا عند فاصل شخصيّ، البحث عن قبر الشهيد أبو سحر، إلا أنّنا لا ننكر أنّ هناك أكثر من فقرة في قرارات وتوصيات المؤتمر السّابع أشارت إلى حقوق الشهداء وتكريمهم والعناية المعنويّة بعوائلهم، وهذا ليس بجديد على مناضلين خاضوا تجربة مهمة وتاريخيّة كتجربة الأنصار الشيوعيّين بكردستان العراق، ما زالوا على تواصل ومحبة دائميّن مع الشهداء.
إنّ كثافة وطبيعة القرارات والتوصيّات التي صدرت عن المؤتمر تضع اللجنة التنفيذيّة وفروعها أمام مهام جسام، تسّتدعي الانفتاح والعمل ونكران الذات لإنجاحها. فالعبرة ليس بعدد القرارات بقدر ما هي في نسبة تنفيذها، خصوصا وأنّ هناك الكثير من هذه القرارات لا يتوقف نجاحها فقط على جهود رابطة الأنصار، بل كذلك على الوضع العراقي برمته وخصوصا القوى السياسيّة الكردية. بمعنى أنّ تثبيت قرارات لا يمكن تنفيذها ستأتي مستقبلا بمردودات عكسيّة قد تضعف الثقة بالرابطة وتعطي للمتربصين فرصة ومساحة للنيل من التجربة. نحن نُدرك أنّ اللجنة التنفيذية قادرة على تزويد فروعها كل ستة أشهر بالموازنة المالية، وأنها قادرة على تهيئة كادر ليُكمل مهام الرابطة في المستقبل، وأنها قادرة على توزيع العمل على الجميع من دون أنّ يقع كاهله على واحد أو أثنين من الأنصار، إلا أنّنا لا نظنها قادرة، في القريب المحسوس، على الحصول على اعتراف رسمي برابطة الأنصار الشيوعيّين من الحكومة المركزيّة التي بدأت ترى بمنضمات المجتمع المدني شرا مستقبليا لسياساتها الطائفيّة. وقد لا تكون الرابطة، تقنيا، قادرة على عقد مؤتمراتها القادمة داخل الوطن بسبب الظروف الصعبة أو عدم اكتمال النصاب القانوني. إنّ "السعيّ" إلى تقديم من أرتكب جرائم ضد رفاقنا الأنصار إلى القضاء لينال عقابه، ما زال هدفا نبيلا للكثير من عوائل ورفاق الشهداء، من بينهم كاتب السطور. ولكننا نرى فيها فقرة غير قابلة للتنفيذ الآن، وأنّها جاءت على الأغلب لاستيعاب ضغط الأنصار على رئاسة المؤتمر. وعلى الرغم من أن الفقرة جاءت ضمن قرارات وتوصيات المؤتمر إلا أنهم وضعوا في بدايتها كلمة "نسعى" الدالة على الأماني وعدم القدرة على التنفيذ. وفي نظرة سريعة على العلاقات السياسيّة والتكتلات الانتخابيّة والصراعات الحزبيّة المحتدمة في العراق سيتأكد لنا أن هذا " السعي" ليس له اليوم ما يدعمه على أرض الواقع، خصوصا وأنّ المعنيّن بهذه الفقرة أحدهما على فراش الموت والآخر موعود بكرسيّ السلطة.
تأسيسا على قرارات وتوصيات المؤتمر السابع للأنصار الشيوعيّين المنشورة في موقع الينابيع فإنّ كميّة ونوعيّة التغيّيرات الحاصلة في عمل الرابطة واضحة ولا تخطئها العين، وأنّها يمكن أن تكون أرضية صالحة يتأسس عليها عمل مستقبليّ جيد. صحيح أنّ الأسماء المنتخبة والعاملة في اللجنة التنفيذيّة بقيت، تقريبا، على حالها، وهو أمر نجد تبريرا له في طبيعة عمل الرابطة الذي يحتاج إلى تواجد دائم لبعض الأسماء في الاقليم وقرب دوائر القرار والوزارات المعنية. الملفت أنّ هذه التغيّيرات لم تّتوقف عند التوصيّات والقرارات فقط بل نجدها كذلك في بنية النظام الداخلي للرابطة المقدم للمؤتمر، وإنْ لم تكنْ كبيرة. فهنالك فقرات إنشائيّة تمّ حذفها وهنالك مصطلحات جرى فيها التقديم والتأخير لغرض الانسجام مع النص، وهناك فقرات حُذِفت وأخرى أُنشِأت. ومن بين التغيّيرات الكبيرة في النظام الداخليّ هي تلك الحاصلة في أهداف الرابطة، المادة الثّالثة، بعد أنّ جرى تخليصها من العموميّات المكرّرة والتركيز فيها على دور الأنصار وحقوقهم، وإضافة فقرة جديدة تسعى لاعتبار نضالات الأنصار جزء من نضالات الشعب العراقي ضد الديكتاتورية، بعد أن كانت محصورة باعتبار شهداء الحركة الأنصارية شهداء للشعب العراقي. كذلك المادة الرابعة، الخاصة بالعضوية، جرى توسيعها واضافة فقرة جديدة تشترط فيها على العضو (أنّ يدافع عن الرابطة وتاريخ الحركة الأنصاريّة المشرف). كما حصلت تغيّيرات واختصار في المادة الثامنة لتسهيل عمل الهيئات التنظيميّة، وتوسيع صلاحيات الفروع بعد أن تمّ أضافة فقرة تقول فيها ( يسري على لجنة الفرع، في عملها، ما يسري على اللجنة التنفيذيّة).
وأخيرا نتمنى للّجنة التنفيذيّة الجديدة لرابطة الأنصار الشيوعيّين، وفروعها، الصحة والصبر والتوفيق بما كلّفوا به من مهمّات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يغير نتانياهو موقفه من مقترح وقف إطلاق النار في غزة؟ • فر


.. قراءة عسكرية.. اشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال




.. ما آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة؟


.. أمريكا.. طلاب جامعة كولومبيا يعيدون مخيمات الحراك المناصر لغ




.. شبكات| غضب يمني لخاطر بائع البلس المتجول