الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ربما التقسيم هو الحل .

صالح حمّاية

2013 / 10 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


حقيقة لا أدري لما تعلوا الأصوات دائما بالتهويل و التحذير في كل مرة تذكر فيها مسألة التقسيم الجغرافي في بلداننا ، فهل شعوب المنطقة سعيدة بهذه الوحدة التي تعيش في ظلها ؟ ، ثم هل هي حقا وحدة حتى يُفضل أن يتم الدافع عنها ؟ ( التقسيم على غرار ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز في عددها الأخير ).

برأيي إن هذا الحديث عن الوحدة المتوهمة التي يدافع عنها هو مجرد هراء سقيم ، فأغلب دولنا من الجلي أنها تعاني أزمة توافق بين مكوناتها الشعبية ، و حتى بالنسبة لسايس-بيكو التي يزعم البعض أنها قسمت المنطقة فهي قد كانت في الواقع أكثر سعة في تقديراتها ، لأنه بحسب ما نراه ، ولو ترك الأمر للمواطنين ليقرروا لكان الواقع أكثر فداحة .

إن اغلب التقسيمات التي تحدث عليها نيويورك تاميز على سبيلا المثال و لو دققنا فيها لوجدنا أنها منطقية في الواقع ، فلو نضرنا للبلدان التي عنيت بالأمر لوجدنا أن الأنظمة و الشعوب فيها فشلت في تحقيق الوحدة المجتمعية القائمة على الرضا بينها ، ما يعني أن التقسيم الذي دعت إلية نيويورك تايمز إنما كان لخدمت شعوب تلك البلاد لتقليل التناحر بينها ، وليس للنيل منها ، (وكذلك يمكن قراءة تقسيم سايس – بيكو الذي خدم شعوب المنطقة بحيث قلل حجم القمع الذي يمكن أن تتعرض له تحت حكم سلطة سلطنة أو خلافة شمولية كبيرة ) .

الحقيقة أن التقسيم قد يكون هو الحل الأمثل لمشاكل مجتمعاتنا ، فهذا التقسيم سيقلل لا محالة من حجم الصراعات بين طوائف و إثنيات تلك الدول (السودان نموذجا) وسيحرر ولو جزء بسيط من الشعب من الديكتاتورية ، أما بالنسبة لم يزعمون أن هذا التقسيم سيضعف هذه الدول بجعلها دويلات متناحرة ، فالرد هو : و هل هذه الدولة كانت قوية أصلا لتضعف ؟ ، ثم هل هي كانت غير مستقرة لتتزعزع ؟ ، وهل هي عاشت في ظل ديمقراطية و رفاهية وأمن حتى يجد المواطن شيئا يتحسر على خسارته .

إن اغلب بلداننا منهكة بصراعات إما علنية كالسودان و اليمن و العراق و لبنان ، او إما مستترة كباقي الدول ، لهذا فالتقسيم هو الحل الأمثل لتحرير المقموعين و المضطهدين فيها ، ومن أجل حقن الدماء التي تراق يوميا في هذه الصراعات .

إن التقسيم في الواقع يمنح شعوبنا فرصة اكبر للعدالة والحرية ، فمادامت هذه الشعوب أتبث فشلها في التعايش التعددي السلمي جنبا لجنب ، ومادام مواطنوها يصرون على اعتناق الأفكار الشمولية فالأفضل إذن أن تتقسم ، بل أن ينقسم كل من لا يمكنها التعايش معا ، فالوحدة المتوهمة ليست سوى فشل وصراعات و قمع مفرط و ارهاب في أحسن الأحوال .

الأحرى بمناهضي التقسيم وبدل أن يحشدوا لرفض تقرير الأقليات لمصريها أن يحاربوا الذهنية الأحادية داخل المواطن لنصرة قضيتهم ، فقد تبث وكما هو واضح أن المشكلة ليست في مخطط غربي شيطاني يحاول أن يقسم الشرق الأوسط ، بل هو في " ذهنيات شمولية رافضة للتعدد" تؤدي بهذه الدول إلى التمزق.

الذهن الأحادي يفتت الأوطان لتلاءم ذهنه الأحادي ، بينما الذهن التعددي ينشئ أوطانا كبرى بقدر رحابة عقله على تقبل الأفكار والمعتقدات مهما ما اختلفت وتنوعت .. على هذا فالسبيل لتوحيد المجتمعات والبلدان هو بجعل الذهنيات تعددية .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احسنت يا اخي ـ التقسيم هو الحل!!
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2013 / 10 / 2 - 06:30 )
لو القينا نظرة خاطفة على ما تعانيه الاقليات الدينبة ولا سيما في بلاد تدعي ان الاسلام هو الحل لكل مشاكلها ولكن في الواقع ان الاسلام اثبت عكس ذالك والا لماذا يضطهد الشيعة في الجزيرة العربية وجرمهم الوحيد انهم شيعة توالدوا من اجداد شيعة.ان الادعاء ان التقسيم سيضعف الدول الاسلامية هو هراء والا متى كانت الدول الاسلامية متحانسة مع بعضها داخليا وخارجيا؟.الم تطلب جانعة الدول العبرية بالتخل الغربي لتدمير ليبا والأن تدعوهم للتدخل لتدمير سوريا بحجة دكتاتورية الاسد مع ان هم والاسد سيان وهم يعلمون علم اليقين بان الغرب ليسوا جمعيات خيرية تدافع عن حقوق الانسان؟؟. لو سالت شعوب الخليج عن وضعهم ابان الاستعمار البريطني مقارنة على ما هم عليه الآن لاجابوا وبكل ثقة ان حالهم الاول افضل لان الاستعمار ياخذ ويعطي وليس في قاموسه سني وشيعي وسلفي وكافر ومسلم ورافضي وناصبي وهي البوم الاسس التي يقوم عليها الحكم الديكتاتوري لعائلات محتلة.نعم التقسيم هو الحل .
*********

أوسع الحكام علما لو مشى في طلب العلم إلى الصين لما أفلح أن يصبح جحشا !
مم نخشى ؟
ليست الدولة والحاكم إلا بئر بترول وكرشا
احمد مطر.


2 - هذا رايي عزيزي صالح
ميس اومازيغ ( 2013 / 10 / 2 - 08:49 )
عزيزي صالح حماية تقبل تحياتي/ان الموضوع في صميم اهتمامي وكان آخر مقال لي بهذا الموقع يخصه وانني اختلف معك في ما انتهيت اليه ذلك ان التطور الذي تعرفه البشرية يسير احببنا ام ابينا الى تكوين مجتمع دولي لن يبقى فيه للدولة هذه الصفة بقدر ما سوف لن تكون غير ولاية من ولايات النظام العالمي او الحكومة العالمية.طبعا هذا لن يقع غدا وانما نحن على الطريق منذ انشاء هيئة عصبة الأمم ولقد قطع في هذا الشأن شوط كبير بالأتفاق على الزامية بعض قرارت مجلس الأمن دون نسيان دو ر المحكمة الجنائية الدولية...الخ لذا لا ارى سببا في التشظي والأنفصال في اقطارنا بل الواجب العمل على جمع شمل شعوبها لكثرة ما يجمعها وقلة ما يميز بعضها عن غيرها وانك اشرت الى السبب الذي يدفع الى الرغبة في التشظي والذي حددته في طغيان الفكر الشمولي على المسؤول السلطي ومن يعتمد عليهم في خدمة مخططاته لذا فان الأداة الفعالة للوقوف في وجه حاملي هذا الفكر هي الديموقراطية وابعاد الدين عن السياسة .فلو ابعد الدين عن السياسة في السودان واعتمدت الديموقراطية وايلاء اللغات الوطنية ما تستحقه من اهتمام لتتنافس من اجل بقاء الأصلح هل سيستقل الجنوب؟...الخ


3 - تابــــع 1
ميس اومازيغ ( 2013 / 10 / 2 - 09:06 )
وشمال افريقيا التي ارى انها على فوهة بركان ما يكون سبب الخوف من حصول انقسامات بها غير انعدام الديموقراطية واعتماد الهوية الدينية؟فالتاريخ والغرافيا يبرهنان بما لا يدع مجالا للشك على الهوية الأمازيغية لأقطار ما سمي بالمغرب العربي فلم يا يترى الهروب الى الأمام في محاولة جعلها مستعمرات عربية؟لم لا يعترف فيها برسمية اللغة الأمازيغية الى جانب العربية على قدم المساواة بما يساعد على اعادة كتابة تاريخها وتخليصه من شؤائبه التي اعتمدت من اجل اغراض ايديولوجية وبالتالي تمكين اللغتين من امكانية التنافس لبقاء الأصلح؟هل اعطيت للأمازيغية فرصة في هذا الصدد وقد صمدت في وجه كل محاولات ابادتها بعد ان انقرضت كثير من اللغاة التي عايشتها؟لماذا تبخيس هويتنا بدون سبب عقلاني مبرر ومقبول؟ ثم لم لا نترك امر العقيدة علاقة بين العبد ومعبوده سيما ان القرآن حمال اوجه لن يتحقق بشان شروحاته الأجماع دون نسيان حق الملحد واللاديني في المواطنة مع غيره من معتنقي غير الأسلام دينا؟
اما بشأن الأكراد فامرهم واظح الا يحق لهم اقامة دولة خاصة بهم؟من من العقلاء سيقبل ما انتهى اليه اردوغان بشان قرار السماح بتعليم ...يتبع


4 - تابع2
ميس اومازيغ ( 2013 / 10 / 2 - 09:15 )
اقول بشان السماح بتعليم اللغة الكردية اختياريا في مدارس خاصة؟انسي هذا الشمولي الفكر ان الأكراد ساهموا باموالهم في تعليم لغته هو؟ انسي الرجل ان اللغة اكثر من رموز للتخاطب لما لحمولتها من اهمية؟ الا يتضح من خلال قراره هذا ان الحل هو تمكين اكراد توركيا من تقرير مصيرهم بانفسهم مع القيام من قبل المجتمع الدولي على الضغط على باقي الأقطار التي بها اكراد ان يمكنوهم من حق جمع شملهم في اطار دولة مستقلة؟ ان الحقيقة واظحة وظوح الشمس وكل ما هنالك انه ما يزال بين ظهرانينا توسعيين استغلاليين من ابناء جنسنا يعتقدون انهم يمارسون السياسة ناسين انهم يمارسون الدعارة السياسية.وحوش آدمية سرعان ما سوف يرمى به التاريخ الى مزبلته النتنة.

تقبل تحياتي

اخر الافلام

.. غزة بعد الحرب.. قوات عربية أم دولية؟ | المسائية


.. سلطات كاليدونيا الجديدة تقرّ بتحسّن الوضع الأمني.. ولكن؟




.. الجيش الإسرائيلي ماض في حربه.. وموت يومي يدفعه الفلسطينيون ف


.. ما هو الاكسوزوم، وكيف يستعمل في علاج الأمراض ومحاربة الشيخوخ




.. جنوب أفريقيا ترافع أمام محكمة العدل الدولية لوقف الهجوم الإس