الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الركود وحياة المطار

ساطع راجي

2013 / 10 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


الاحداث نفسها تتكرر يوميا، استعيدوا نشرة أخبار قبل عامين أو راجعوا عددا لصحيفة صدر قبل ثلاثة أعوام، أعيدوا مشاهدة حلقة من برنامج تلفزيوني حواري عرض قبل بضعة أعوام، ستجدون نفس الاشياء يقولها نفس الاشخاص، تعالوا نضع قائمة بمشاكلنا اليوم ونقارنها بقائمة عن مشاكلنا قبل عامين أو ثلاثة بل حتى سبعة أعوام أو عشرة، سنجدها نفسها، وسنجد ان الفاشلين أنفسهم يديرون ملف هذه المشاكل منذ ذلك الوقت، تعالوا أيضا نقارن رد فعلنا على تلك المشاكل، سنجده نفسه، ذات الانتقادات والسخرية والشتائم والعجز، عندما تكون المشاكل نفسها مستمرة كل هذا الوقت وعندما نتمسك بنفس الاشخاص ونفس العقلية في التعامل مع المشاكل ونفس ردود الافعال، سنكون بلا جدال مجتمعا راكدا، والركود يعني التفسخ والتلف، قد تكون قوى السلطة عاجزة عن التجدد والابتكار، قد لاتريد القيام بأي تغيير ربما لانها غير قادرة وربما لأنهى تخشى على مصالحها ومصالح قادتها، لكن الأسوأ إن يدخل المجتمع نفسه، بعامته ونخبه الى حالة الركود، مستمتعا بتكرار نفسه وتأملها، حتى عندما ينتقد الفرد مجتمعه يبقي نفسه منعزلا خارج المجتمع وكأنه مستثنى، ولا يستسلم ويحشر نفسه مع هذا المجتمع الا عندما يفشل في اثبات تميزه كلاميا أو حتى يخلص نفسه كلاميا أيضا من تحمل أية مسؤولية.
النخبة في السلطة والثقافة والاعلام والمال، تدرك حالة التفسخ لكنها لاتبحث عن حلول حقيقية، وهي تدرك ان زمن التفسخ مهما طال فإنه سينتهي بكارثة، وهذه النخب أو الجزء الذي يمتلك عناصر القوة منها تبحث بسرعة وجشع عن خلاصها الفردي وهي تعيش حالة استعداد دائم للهرب من البلاد، تكون علاقات وترتب اوضاع وتكدس أموال، كل شيء يحدث بسرعة وكأن واحدهم يعيش حياته في مطار ويخشى أن تفوته طائرته، ولذلك يرتكب الكثير من الاخطاء، يتورط في عمليات النهب والكذب والقتل، هو هارب لامحالة كما يظن ليس جبنا بل لأن "الوضع سينهار" وهذه التفكير فهمته قوى آخرى تريد تأسيس دويلاتها الخاصة في العراق لذلك تزيد من الظروف الطاردة، صار لدينا عدد أكبر من سكان المطار الذين يحشون حقائبهم وأرصدتهم بكل ما تطاله أيديهم مقابل جماعات مسلحة تنهب الارض المتروكة، ساكن المطار لايبني، بل يعقد صفقات ويوقع عقود ويحول أموال، تبقى الارض فارغة ليستولي عليها المسلح بالعقيدة الجامدة والاسلحة الفتاكة وبرغبة القتل.
إذن ما يبدو تكرارا هو في حقيقته إنهيار لا تظهر قوى لمعالجته أو ايقافه بل على العكس هناك من يسعى لتسريعه، مرة لأنه يريد الخلاص من حياة المطار المقلقة ومرة لأنه يريد الاستيلاء على الركام المتبقي بعد الانهيار ليبني منه بيته الخاص أو دولته الموعودة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: فكرة وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة غير مطروحة ق


.. استقبال حجاج بيت الله الحرام في مكة المكرمة




.. أسرى غزة يقتلون في سجون الاحتلال وانتهاكات غير مسبوقة بحقهم


.. سرايا القدس تبث مشاهد لإعداد وتجهيز قذائف صاروخية




.. الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد يترشح لانتخابات الرئ