الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى متى ؟

ثائر الربيعي

2013 / 10 / 2
حقوق الانسان


الى متى ....سنبقى ندين ونستنكر بشدة قاسية جداً التفجيرات الإرهابية الإجرامية التي طالت الأرواح البريئة من نساء وأطفال وشيوخ وصغار وكبار,من أقصى الرصافة لأقصى الكرخ؟
الى متى ...سنبقى نعزي عوائل الشهداء,وندعو للجرحى بالشفاء العاجل , فالموت هو الحقيقة المطلقة لوجود الله العلي القدير,ولكنني أريد ان أموت لقضية وليس في سبيل اية قضية ؟
الى متى... سنبقى نصدر في كل يوم بيانات تندد بهذه الأفعال الوحشية لمرتكبيها فاقدي الإحساس بالانسانية ,وهم يشاهدون بأم أعينهم التي سينتقم منها الدود لما ,ماخلفته سياراتهم المفخخة ,والعبوات الناسفة ,من أشلاء مقطعة متناثرة,وأجساد محترقة ,وانهار من الدماء تسيل على الارصفة وملتصقة على الجدران ,فهي الشواخص بعد كل فاجعة؟
الى متى... ستبقى دماء الأحرار العراقيين رخيص جدا,وأولاد الطلقاء مطلقين السراح يعيثون بالأرض فساداً وينشرون الفوضى في كل زقاق ومحلة وشارع وبين كل جامع وحسينية ,وكنيسة ؟
الى متى ... سيبقى الإرهاب صاحب المبادرة الاولى وله زمام الأمور في ضرب ما يريده من اي مكان في محافظات العراق والتفجيرات لا يصدها اي رادع من حيث الوقت والمكان والزمان برغم كل التحوطات والاحترازات الامنية التي تقوم بها الحكومة ؟
الى متى ... سنبقى نعلق الأخطاء تلو الأخطاء على شماعة عدم ادارك الأمور بشكلها الصحيح ,والاستهانة بالعدو وخبراته وهو يمتلك حتى الطائرات المسيرة بدون طيار والأسلحة المتوسطة والخفيفة وبعض الأحيان حتى الثقيلة؟
الى متى ... ستبقى دول الجوار وغرف مخابراتها تخطط وترصد الملايين والمليارات الدولارات لافشال التجربة الديمقراطية ,والعبث بفضاء الحرية ,والرقص بفنونه على جراحاتنا ,وكأنهم هم بشر من النوع الاول الدم الازرق فصيلة (النبلاء) ونحن بشر ولكن من طراز العبيد الذين يرضون بأي قتلةً يريدها لهم فاقدي الضمير الانساني ؟
الى متى ... سيبقى القائمون على الوضع الامني في مناصبهم وعلى كراسيهم دون ان نجد اسقالة من ضابط يقول أنني مقصر في عملي وواجبي اتجاه الوطن وشعبه وساترك المكان والمنصب لمن هو الاكفىء مني والأجدر للحفاظ على من هو حرمته افضل من حرمة الكعبة؟
الى متى ... سنبقى نطالب بالإصلاحات والتغييرات والآخرين ويسمعون نداؤنا وهم لا يكترثون ,وصوتنا كسر المدى ودوا الصدى,ولكن دون جدوى ,وثقافة الاستبداد التي خلفها النظام البائد لاتزال فكراً يؤمن به من لايرتضي التغيير؟
الى متى ... ستبقى دموع الأمهات الثكلى دون توقف وهي ترفع يداها للباري وتقول كما قال ابا الاحرارعليه السلام (الهي ان كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى) ومع كل مصيبة تقع علينا هنالك من يهلل فرحاً وينشد الغناء ويقول اما ان تتركوا السلطة او يبقى الحال على هذا الحال ؟
الى متى ... تبقى التناحرات والنزاعات والصراعات السياسية بين احزاب لها تاريخ مشرف قارعوا السلطة بأوج طغيانها ,والاخر ينتظر الفجوة والفراغ ليسدد ضربته ويصيب الهدف بنا ,ليعطي رسالة انهم ليس لهم علاقة بكم ؟
الى متى ... يبقى الفاشلون والانتهازيين موجودين في كل ركن من اركان الحكومة دون ان تأخذهم حمية على الوطن وأهله وهم في كل تغيير وفي كل عزاء يلطمون ؟
الى متى ... سيبقى الكفوئين والمهذبين والناجحين وأصحاب الخطاب الذاتي الموحد في مقصورة زاوية الاحتياط ,وعلى الرف نضعهم لسنوات طويلة حتى عشعش عليهم خيط العنكبوت ,وتركوا البلد دون رجع ؟
الى متى ... يبقى اللصوص والسارقين للبسمة من شفاه الأطفال والأمل والفرح منا ,ويكنزون الذهب والفضة ,ويملئون جيوبهم , وهنالك من يلتحف العراء والعيش بالكفاف ,لينتظر لقمة زائدة منهم ليسد رمق معدته ؟
الى متى ... سيبقى صوتي يصرخ يستصرخ بحلاً يطيب للنفس رضاها بعد عناء المحن والشدائد,ومن حوله ينظرون اليه ويفهمون مايريده منهم ,انه يريد الخلاص والتحرر من العبودية ,وكسر القيود الحديدية ,وهم مع الاسف جداً لا يكترثون,ولا يحركون ساكن ,ولم يهتز ضميرهم ,لان الحقيقة تقول انهم ليس لديهم اي ضمير؟
الى متى ... سيبقى صوت المثقف محاصر ومكبل وكلما صدح الصوت تناولته انواع المعاول والتهم ,لتحطم الجدارالحر,لتبقى ثقافة الخوف محل ثقافة حرية الراي والتعبير,يعلوه صوت المنافقين والكذابين الذين يبيعون الكلام معسولاً لمن يريده ؟
الى متى ... ينتهي زمن العاجل ...والعاجل ...والعاجل ,والذي مفاده انفجرت سيارة مفخخة وأودت بحياة المئات من الابرياء بين شهداء وجرحى ،ويأتي زمن الرخاء والطمأنينة والسلام ,بعد ضرب الأوكار الإرهابية وهم في جحورهم قبل تنفيذ مخططاتهم الدنيئة ؟
الى متى ... سنبقى ننظر،ونترك التطبيق الفعلي وهذا البلد المثخن بالجراح ,يمد يده لمن هو صادق مع ذاته ,يحب الجميع ويقف على مسافة واحدة من الجميع ؟
الى متى ... سيبقى الاختلاف بالرأي يفسد في الود قضية ،وفتاوى القتل على الهوية, وتفجير الأحزمة الناسفة على مجالس العزاء ،للقاء بالرسول ؟
لكننا لن نقف مكتوفي الايدي لنرى الحقوق تضيع وتضيع معها المكتسبات والمعطيات وبصيص الامل ,ويذهب مشروع بناء الدولة الحديثة التي خرجت مع عنق زجاج الطاغية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السلطات التونسية تنقل المهاجرين إلى خارج العاصمة.. وأزمة متو


.. ضجة في المغرب بعد اختطاف وتعذيب 150 مغربيا في تايلاند | #منص




.. آثار تعذيب الاحتلال على جسد أسير محرر في غزة


.. تراجع الاحتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية.. واعتقال أكثر




.. كم بلغ عدد الموقوفين في شبكة الإتجار بالبشر وهل من امتداداتٍ