الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برودة في اجواء بالغة السخونة

مالوم ابو رغيف

2005 / 5 / 26
الارهاب, الحرب والسلام


في حمى التصريحات الصحفية والاذاعية المقرؤة منها والمسموعة،بان الارهاب يلفظ انفاسه الاخيرة وفي ظل خطط التعاون مع الشيطان لاجتثاث الارهاب وفي ظل الاعلانات التلفزيونية الدعائية بمداهمة اوكاره والقبض على فلوله المندحرة ،في ظل كل هذه الزوبعة الاعلامية ،لا زالت اسراب سيارت الموت تهاجم المواطنين في الشوارع والمساجد وفي مجالس العزاء وفي البيوت والناس نيام ،ولا زالت السكاكين العمياء تحز الرقاب بأياد تعودت على جز رقاب الاغنام ايام الاضاحي ومواسم الحج وزدادت مهارة وقسوة بنحر رقاب البشر .لا يزال المال العام يُسرق والمسؤلون يزدادون بدانة وثراء ،حيث اصبح الاعتقاد راسخا ان الحكومة وفي جميع مراحلها الموقتة ما وُجدت الا ان تكون واسطة للنهب والسلب والتهريب وفرصة للغنى الفاحش.
لقد اصبحت مشاهد الموت والانفجارات مسالة عادية ولم تعد تثير لا مراسلي الصحف ولا مراسلي التلفاز الذين اعتدنا ان نراهم في بدايات المأساة ،يهرعون بصحية كامراتهم الى موقع الحدث لينقلون وعلى الهواء مباشرة انفعالات الناس و الامهم وتصويرالفاجعة كما هي من دون رتوش.
اصبح القتل والذبح شيئان عاديان وروتينيان ولم تعد الحوادثه والمجازرالمفجعة تحرك ساكنا الا في قلوب من طالته الكارثة واصابته المصيبة ،ولم نعد نشاهد مسؤلا من الذين اثقلهم الجلوس على الكرسي طوال اليوم ، يسارع بالذهاب الى موقع الحدث ،اكان من هؤلاء الذين يدعون شرعية تمثيلهم للناس او من لهم علاقة مباشرة بالحفاظ على امن الناس واسلامتهم ،ولم نعد نرى غضبا ولو كان زائفا ،في عيون اصحاب الامر والسلطة مهما بلغ عدد الضحايا ،حتى جلسات الجمعية الوطنية قطبية البرودة رغم نقاطها الساخنة التي تبعث على الضحك وكان هناك شيئا اكثر سخونة من الموت في وضح النهار ذبحا وا حرقا او انفجارا او تقطيعا،فاي مهزلة هذه التي نشهدها الان .
ليث كبه المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء يصرح في مؤتمره الصحفي ببرودة اعصاب متناهية قلما وجد مثلها حتى عند العشرة المبشرين بالجنة الذين قد اطمئنوا بالا وخاطرا بان لهم ما طابت الانفس من حور العين وانهار الخمر ،يقول السيد كبه ان الارهاب يلفظ انفاسه الاخيرة لان القتل اصبح عشوائيا.
منذ متى يا سيد كبة لم يكن القتل في العراق عشوائيا.؟
ان لم ترى فانك بلا شك قد سمعت عن الاعمال المنكرة من قتل واغتصاب للنساء والاطفال وتفجير للمفخخات والعبوات الناسفة في كل الاماكن التي يقوم بها الارهابيون الذين تود التصالح معهم بشكل يماثل لما حدث في جنوب افريقيا او في المغرب وكانك لا تعرف الفرق بين هذه الحالات وحالة العراق .؟
بينما كان السيد ليث كبه يدلي بتصريحاته للصحفين عن نهاية وشيكة للارهاب وعن المصالحات الوطنية كانت اشلاء الناس تتطاير في بغداد والمحمودية وتلعفر وطوز خرماتوا حتى تهيئ لنا ان الارهاب قد انتهى فها هو يلفظ انفاسه الاخيرة عشوائيا، حمما قاتلة اخذة معها مئات الضحايا من الناس الابرياء الذين لا ذنب لهم سوى ان يتولىالسلطة اناس باردون!!!
ومثله مثل الذين سبقوه بتصريحاتهم المتناقضة من امثال قاسم داود ،يقول السيد ليث كبة بلغة الواثق من نفسه ان غازي العبيدي قد اُطلق سراحه ايام حكومة علاوي لاسباب يجهلها ولا يعرف ان كانت الحكومة الحالية قد القت القبض عليه ام لا ،بعدها نفاجئ بتصريح مزدوج من وزارة الدفاع والداخلية ينفي اطلاق سراح غازي العبيدي في وقت ما وانه لا يزال بالسجن لحد هذه اللحظة .
فايهما نصدق .؟ هل نصدق ان الارهاب يلفظ انفاسه الاخيرة بعشوائية الضربات ام عشاوئية التصريحات المتناقضة .؟
اليس ذلك دليلا قاطعا على عشوائية الحكومة وعدم درايتها بما يحدث في شوارع وازقة وطرق البلد وعدم معرفتها اي شيئ عن المجرمين الذين يقبعون في السجون .؟
كل ما فعلته الحكومة الموقرة للضحايا واسرهم انها منحتهم لقب الشهداء وزيارة يتيمة قام بها الجعفري لمحافظة الموصل لتطيب الخواطر،اما المجرمون فلا يزالون طلقاء يحملون الموت معهم اينما حلوا ورحلوا ومن القي عليه القبض سيخرج يوما ما في اطارعفو عام يجود به عليهم رئيس الجمهورية او رئيس الوزراء او الجمعية الوطنية وفق محاصصة طائفية او حرص على ما يسمى بالوحدة الوطنية او فتوى من رجل دين صالح باسم الحكمة والتعقل وتاجيل عقابهم الى يوم القيامة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد انتخابات -تاريخية-.. لا أغلبية مطلقة في البرلمان الفرنسي


.. احتفالات بالانتصار.. -الجبهة الشعبية الجديدة- تتصدر التشريعي




.. -سأقدم استقالتي-.. كلمة رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال ب


.. سمكة قرش ضخمة تسبح قرب مرتادي شاطىء في تكساس




.. بايدن.. مصيبة أميركا العظمى! والدولة العميقة تتحرك! | #التا