الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلقة الثالثة و الثمانون من ثورة 14 تموز

وصفي أحمد

2013 / 10 / 2
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


العقود السبعة التي أعقبت سقوط المماليك
خلال العقود السبعة التي تلت سقوط المماليك وبداية مركزة الإدارة في ظل نظام اصلاحي عثماني , تبدو الدلائل حول النشاطات السياسية لرجال التجارة ضئيلة ومتناثرة في تتابعها الزمني إلى درجة أنها لا تشجع على استنباط استنتاجات ذات طبيعة عامة . ومع ذلك يبدو أن هؤلاء _ كطبقة _ لم يخلّفوا ورائهم إلا أثاراً ضئيلة في الصفحات السياسية من تاريخ العراق . ومن ناحية أخرى فإن التجار و الصرافين اليهود استمروا في لعب دور رئيسي في الشؤون اليومية لطائفتهم . وإضافة إلى هذا , فإن هنالك حالات معزولة نجح فيها تجار مفردون , بفضل ثرواتهم أو طموحهم أو براعتهم أو بفضل توفر الفرصة , في الارتقاء إلى مراكز السلطة , ولكن نفوذهم كان قصير الأمد سريع الزوال . وعلى سبيل المثال فإن عبد القادر بن زيادة الموصلّي أصبح مقرباً من والي بغداد علي رضا باشا اللاز ( 1831 – 1842 ) ورئيساً للجمارك عنده . ففي سنة 1841 كتب المبعوث السياسي البريطاني أن الباشا :
(( واقع تحت سيطرة هذا الموظف إلى درجة أنه وضع إدارة الحكومة تحت يديه .... )) .
ولكن ما أن أستدعي علي باشا اللاز إلى اسطنبول سنة 1842 حتى سقط عبد القادر بن زيادة من مركزه , وكذلك , فإن عائلة دانييل , وهي عائلة من جباة الضرائب , ارتفعت عاليا في ظل عطف محمد رشيد باشا الكزلكي ( 1850 – 1856 ) , أو أنهم , كما قال مؤرخ معاصر غفل الاسم : (( اختلطوا به اختلاط الماء بالنبيذ ...... حتى وصلوا إلى حد إخفاء الوضع الحقيقي عنه واختلاس الأموال العامة .. وذهبوا بعيداً إلى حد احتكار القمح و الشعير والرز المزروع في ملحقات بغداد وعدم طرح المؤن الا بعد ارتفاع الأسعار وحسب مصالحهم )) . ولكن المركز التي حصلت عليه عائلة دانييل لم يدم طويلاً بعد موت الباشا سنة 1856 . ومن ناحية أخرى فإنهم أضافوا الكثير إلى ممتلكاتهم من خلال المضاربة بعد ذلك بالأراضي , وأصبحوا في العهد الملكي أصحاب أراضي في غاية الثراء .
وفي البلدان العشائرية التي كانت بعيدة عن التناول في القرن التاسع عشر , حيث كان الناس لا يشعرون بسلطة الدولة العثمانية إلا قليلاً أو بشكل متقطع , راكم بعض التجار من أبناء العشائر نفوذاً ملحوظاً . وفي ما يتعلق بهذه البلدات , يبدو أن الغزوات العشائرية كانت تؤلف المرحلة الأولى من التجارة . وإحدى البلدات التي لعبت دوراً بارزاً في الجمع بين التجار و المغيرين , أو في تحويل التجار إلى مغيرين , كانت (( سوق الشيوخ )) , التي كان قد أنشأها قبل ذلك بحوالي مئتي سنة زعماء اتحاد عشائر المنتفق . وفي القرن التاسع عشر , لم يكن هناك في كل منطقة الفرات الأدنى تجاراً أغنى من تجار سوق الشيوخ . ولم يكن هناك جزء , مهما كان تافهاً , من ثرواتهم إلا وكان قد نجم عن متاجرتهم ببضائع غنموها من القوافل . وقد ساعد البلدة موقعها كبوابة لوادي الفرات وللصحراء الجنوبية – الغربية , ومناعتها من الضرائب , وهو ما جعلها تنمو كبلدة سوق هامة , حتى أصبحت عشية الحرب العالمية الأولى عبارة عن مصغر للدولة – المدينة , وكان التاجر الرئيسي فيها , الحاج حسن حمداني , حاكمها الفعلي . يتبع
وصفي السامرائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ?? بنعبد الله -ينسف- حصيلة حكومة اخنوش


.. فرنسا.. اتهامات بتنفيذ عمليات تطهير اجتماعي ضد الفقراء والمش




.. محمد نبيل بنعبد الله ضيف برنامج نقطة الى السطر


.. فرنسا: تعليق جلسة بالبرلمان بعد رفع نائبة يسارية العلم الفلس




.. استطلاعات الرأي في الانتخابات الأوروبية ترجح فوز قوائم أقصى