الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ويحدثونك عن الاصلاح في مصر - الله مش هي دي الديمقراطية

فهد ناصر

2005 / 5 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


(ويحدثونك عن الاصلاح في مصر( الله مش هي دي الديمقراطية
رغم كل أشكال الرفض والمعارضة التي تقوم بها حركة كفاية والقوى السياسية الاخرى في مصر الا ان حسني مبارك وحزبه الوطني الحاكم قد أجروا الاستفتاء على تغيير المادة 76 هذا اليوم وسط تظاهرات قوية جدا في القاهرة نظمتها حركة كفاية، هذه التظاهرات التي قوبلت بهجمة من قوى الامن وشهدت مصادمات ما بين اعضاء كفاية من جهة وبين قوى الامن وانصار الحزب الحاكم من جهة اخرى.حسني مبارك يريد ان يقول للمصريين وكل القوى السياسية المطالبة باحداث تغيير جذري في الدستور المصري (ما احنه عملنه التغيير والاصلاح الي بتئولو عليه...طاب مش عاوزين تقولون نعم لمبارك بالاستفتاء حتقولوها بالانتخاب....مهي دي الديمقراطية الي احنه عاوزينه مش الي انتم عاوزينها.....).
الاستفتاء الذي يجري هذا اليوم في مصر يضع المواطن المصري الذي ارهقته ممارسات وسياسيات الحكومة والحزب الحاكم في وضع محير تماما، وهذا ما ارادته الحكومة ومجلس شعبها،فاذا تم رفض التغيير الذي اجري على المادة 76 في أستفتاء هذا اليوم فان ذلك يعني نعم لاستفتاء التمديد لحسني مبارك المعمول به خلال السنوات الماضية في مصر.هي مهزلة ولعب قذر بارادة المصريين وتحجيم سافر للقوى السياسية ومواصلة خنق الحريات السياسية وتشديد القبضة الامنية.
فور اعلان مجلس الشعب المصري أقرار التعديل الذي أقترحه الرئيس حسني مبارك على الفقرة الجهنمية(76) من أحدى المواد الدستورية والخاصة تحديدا بأنتخاب رئيس الجمهورية باسلوب الاقتراع السري بدلا من الاستفتاء المعمول به لسنين طويلة،اقول فور الاعلان عن التعديل تذكرت مثل الكثير من من أكتوا بنار الدكتاتوريات القميئة وسياسات الحكومات الشوفينية والمستبدة،تذكرت الدستور المؤقت الذي أقره نظام الحكم البعثي في 1990 وأشد ما تذكرت تلك المواد المتعلقة بتأسيس الاحزاب السياسية في العراق والمواصفات والشروط التي وضعها صدام حسين وأراد بموجبها أن يوجد أحزاب بعثية أخرى وان كان ذلك بأسماء مختلفة،فعلى الحزب ان يكون مؤمنا بقادسية صدام وبمبادىءثورة 17 تموز ....الخ وعلى الرغم من ان الحديث عن الاحزاب السياسية قد يختلف بعض الشيء عن أنتخاب رئيس الجمهورية في مصر الا ان الشروط والقيود التي حددها وأقرها مجلس الشعب التابع جملة وتفصيلا للحزب الحاكم والتي أقرت أستحالة ان يتجاوزها أي مرشح آخر غير مرشح الحكومة او الحزب الحاكم،اي أطلاق حسني مبارك مرشحا اوحدا،كونه الاكثر قدرة وكفاءة و و و....الخ بما يمكنه من الحصول على تزكية 250 نائب في مجلس الشعب الديمقراطي جدا إإإ. هي فضيحة أخرى للحكومات العربية الغارقة في الرجعية والاستبداد ومصادرة الحريات،الحكومات الفاقدة لابسط ما يمكنها من البقاء والاستمرارية كحكومات شرعية سوى الارهاب والقمع والسجون والاحكام العرفية والعسكرتارية المطلقة،أو أنها فضيحة الشرعية الدستورية التي تصاغ كما تريد الانظمة المتعفنة، او هي فضيحة الديمقراطية المرائية والكاذبة التي يريدون من خلالها أدامة تسلطهم وتحكمهم بمصائر وحياة عشرات الملايين وتحديد شكل حياتهم وحرياتهم وادامة فقرهم وحرمانهم وأبقاء قوانين الطوارىء والاحكام العرفية والسجون والتعذيب كابوسا مرعبا يهدد حياتهم في أية لحظة يريدون فيها مواجهة حكوماتهم والمطالبة بحياة تليق بهم كبشر.
الكثيرون وقفوا ضد مشروع التغيير الدستوري الذي لايطال سوى فقرة واحدة وسط دستور طويل وعريض يصب كله في صالح الحكومة والحكام كون هذا التغيير لايهدف الا لامتصاص حالة الرفض المتنامي والحراك السياسي المطالب باحداث تغيير دستوري وسياسي جذري يمكنه ان يحدث تغييرا واسعا في الاوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في مصر والغاء كل القوانين التي من شأنها ان تحد من الحياة السياسية وأبرزها قانون الطوارىء الذي حول الحياة السياسية في مصر الى جحيم وسجون ومحاكم عسكرية وأختطاف وتغييب وزنازين انفرادية وتعذيب متواصل.
أن الاصلاح السياسي في المجتمعات المتحضرة والتي تقر بكرامة وارادة الانسان،هو أصلاح جذري يهدف الى أحداث تغييرات شاملة وواسعة النطاق على الحياة السياسية فيها وتوسيع الحريات السياسية وأعطاء الانسان دورا في أخيار النظام السياسي الذي يريد،الا ان الاصلاح الدستوري الذي حدث في مصر هو لاقرار وترسيخ الدكتاتورية وتسلط الحزب الواحد وفرادة وتفرد الحاكم الاوحد،أصلاح يهدف في محصلته لان يتوافد ملايين المصريين ليختاروا سبب مآسيهم وفقرهم وسجونهم وتشردهم في المقابر بالانتخاب هذه المرة بدل الاستفتاء الشنيع.ان حسني مبارك يقول للمصريين بالاستفتاء سأحكمكم وبالانتخاب أيضا( الله مش هي دي الديمقراطية.....وله أيه....).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خطوة جديدة نحو إكسير الحياة؟ باحثون صينيون يكشفون عن علاج يط


.. ماذا تعني سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معب




.. حفل ميت غالا 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمراء


.. بعد إعلان حماس.. هل تنجح الضغوط في جعل حكومة نتنياهو توافق ع




.. حزب الله – إسرائيل.. جبهة مشتعلة وتطورات تصعيدية| #الظهيرة