الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سردار احمه .. لاشيء جديد

سردار احمه

2013 / 10 / 2
الادب والفن


يلتحفنا الحزن ويمضي بنا إلى الألم, يشدنا من ثوبنا ليفرش لنا الملل المنسدل من الفراغ المفروض علينا كما ندعي, الملل الذي نفرضه على ذاتنا ونعلم بهِ دون اكتراث للنهوض منه او المحاولة للأبتعاد عنه,
نستيقظ ونتفق مسبقاً مع اليوم الجديد بأنه ممل ولاشيء جديد, والحقيقة أنه لاشيء يبقى على نحوه تماماً حتى لو كان حدثاً صغيراً مثل ازدياد الأشعارات في حسابك على الفيس بوك, او أن قهوة الصباح كانت اكثر لذةً, وأن النهار ظهرَ اكثر جمالا ً بصفاءِ سمائهِ وهوائهِ العليل المتسرب من النافذة ولكن نبقى على انه لاشيء جديد حصل وأن كان جزئياً.
في حديث لي مع صديق لم اتحدث معهُ منذ زمن طويل لعدم امتلاكه حساباً على الأنترنت, علمت كم أنا متغير, بدا لي أنني اكثر وسامة وشعري اجمل من ذي قبل, وعلمت بأني بدين ولي بطن غير متناسقة كثيرا مع جســدي, واشياء كثيرة كانت قد تغيرت وأنا اتجاهلها, فأدركت أنني ابدو مرحاً ونشيطاً وامتلك اصدقاء اوفياء.
تفاصيل صغيرة في حياتنا تتغير بدون ان نعلم, ربما لأن المستقبل هو الهاجس الوحيد المحفور في عقولنا, أن اصبح ثرياً وامتلك سيارة فخمة, أن اجمع عدداً ضخماً من الأعجابات على عبارات قد نشرتها, أن اتعرف على فتاة لأنني أصبحت في سنً يملك فيه كل شاب قصة حب مع فتاة بدون الأهتمام لتسمية تلك العلاقة والأهتمام لنجاحها او فشلها, فعقلنا بات منشغلا ً بما حولنا ولم نعد نكترث للقناعة.
القناعة بامتلاكك صديقا واحدا فقط ولكنه جيد ومخلص ويحبك, وأن تقتنع بفشلك المستمر بأقامة علاقة مع فتاة, فالعيب ليس بفشلك معها بل العيب بأنك تحاول تقليد طرف اخر يملك صديقة فاتنة يمسك يدها كل يوم و يمضيان في الشارع العام.
دائماً اصبحُ اكثر تفائلا ً عندما استمع لـِ فريد الأطرش وهو يغني الحياة حلوة بس نفهمها, علينا ان نفهم اولا ً واخيراً أننا لن ندوم طويلا ً سنرحل ذات يوم, فنحن بعيدون جداً ومنعزلون عن التفكير بالموت الذي يحل علينا ضيفاً ثقيلا ً في أي وقت يريد دون مراعاة ظروفك المالية, او وظِيفتك الحكومية, او شعور زوجتك وهي تفقد زوجها ووالد اطفالها, أو امك التي ستبقى حزينة على رحيلك, لذا تعايش مع يومِك كما تمليه عليك واجباتُك, لا أن تقضي يومكَ بالأنشغال في تفكيرك الغارق في تفاصيل لأمنيات تجعلكَ أكثر حزناً.
وغالباً تكونُ حياةُ الكاتب او الراوي اكثر حزناً ومللا ً من حياة القارئ الذي يتلقى الكلمة ويبدأ بأخذ الوعود على نفســه بأنه سيتغير منذ اليوم .!

https://www.facebook.com/serdar.ehme








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??