الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احباطات الواقع وخيار الرؤيا

احمد جبار غرب

2013 / 10 / 2
الادب والفن


على قاعة المسرح الوطني وضمن فعاليات مهرجان (ايام مسرحية عراقية )قدمت الفرقة المسرحية التابعة لمحافظة بابل مسرحية الرقم 3742وهي من تأليف وإخراج غالب العميدي
لعل ما يثير المسرة والاغتباط ان يكون المسرح متنفسا وتعبيرا للبوح بالمشكلات التي يعاني منها الانسان لكن بلغة ممتعة وجميلة درجنا على التعاطي معها لغة الحركة والإيماءة ومتدرجات الصوت والموسيقى المصاحبة التي تعطينا دلالات الحالة وانتمائها الوجداني تشدك منذ بدايتها حتى نهايتها يقول عالم النفس النمساوي سيغموند فرويد (ان التعبير عن السخط والغضب يأخذ مناحي شتى لعل اجملها ما يوازي الواقع في تمرده وانبعاجه وان ايقونة الانفعال هي ثمرة طبيعية للخروج من ضغط الكبت المدمر) ولعل مسرحيينا قد استفادوا كثيرا من ضغط الواقع للتعيير عنه برؤيا وجمالية تبيح امامنا تساؤلات كثيرة وحلول فلسفية للخلاص من الواقع الذي نعيش فيه من هنا كانت الرؤية الابداعية والعمل الخلاق الذي ينتجه الفنان ويجسده الممثلون في الفرقة المسرحية ولعظمة هذا الفن(المسرح) بنى الفنان رسالته الانسانية والتزامه الاخلاقي في كل مشكلات حياتنا من هنا يتعرض المؤلف والمخرج غالب العميدي في مسرحيته الرقم 3742 والتي قدمت على صالة المسرح الوطني ضمن فعاليات مهرجان(ايام مسرحية عراقية) يتناول المؤلف موضوعة اشكالات الواقع المزري الذي يشبه العدم من خلال تكرر ماساته وانهيار منظوماته الفاعلة والذي لا يمكن التنبوء فيه بما يمكن ان يكون عليه المستقبل عبر تساؤلات مجموعة من السجناء الذين عظمت مشاكلهم ومعاناتهم من اجل الخلاص من واقع مرتبك ومتجدد لا سبيل الى الخروج من مأزقه وربما استفزنا المخرج في اعتبار الوطن الظالم والمستبد سجنا عبر قادته وان كنا فيه احرار وهي احدى المدلولات الرمزية التي يوظفها المخرج لإشعارنا بالضالة.. حياة الاستبداد لا تنتهي والحلم يتحول الى كابوس بسبب الاستبداد الداخلي فينا (من وجهة نظر المؤلف) والحجاج يتناسل من حقبة زمنية الى اخرى وبأ اشكال انسانية جديدة (وهنا جعله المخرج رمزا للظلم والقسوة والطغيان) وفي كل مرة نلمح بصيص الضوء من اجل الخلاص سرعان ما يتبخر بسبب سلوكيات منحرفة نحن نعيشها بذاتنا ..لقد حاول المخرج ان يذهب بنا بعيدا في رؤيته الاخراجية الى نقض الحياة وتغيبها بسبب تراكمات الواقع وعبثية الاقدار التي تزيحنا نحوه حتى اوصل لنا ان العيش فيها مجرد وهم وان الحياة الاخرى هي دار الهناء ورغم ذلك ايضا لم نتخلص من امراضنا التي نقلناها الى هناك وقد ارسل الينا ثيمات رمزية لعل ابرزها ان السبب في خروجنا من الفردوس سببه ان ادم اكل الثمرة المحرمة والتي اغوت فيها امنا حواء ابونا ادم وبالتالي كان المنا المستمر الذي لا يهدا ابدا لكن حقا ما يؤسف له ان هناك اتجاها او ما يشبه ذلك ان يتحول الحلم الانساني الى مجرد وهم غير قابل للتنفيذ في ظل هذا الواقع وبالتالي يهيئ لنا العالم الاخر على طبق من ذهب كأخر الحلول وحتى هذا العالم لا يخلو من منغصات حيث توجد الواسطة والمحسوبية والتفاوت الانساني وهذه قدرية غير مقبولة مع الابداع الانساني وإرادته القاهرة في تجاوز الصعاب وخلق المستحيل ولاشك ان المخرج حاول ان يدنو من دائرة العبث عبر اعتبار الموت هو الحرية التي نامن فيها على مستقبلنا !!عموما كان العرض شيقا اجاد فيه الممثلين الستة علي حسن علوان وباسل ماجد وثائر هادي وعلي غالب وحسين الغبيني وجواد الصائغ والممثلة الوحيدة يسر جبار ان الرحلة الزمنية التي قام بها هؤلاء ومع وجود الذاكرة الجمعية من خلال المصور السينمائي الذي وثق كل تحركاتهم وحتى انتقالهم للعالم الاخر كانت عبارة عن ومضة في سماء الوجود الانساني وان كل الحكاية ماهي إلا شريط سينمي تنتهي بانتهائه وهذا ما حدث فعلا ..جهد جميل بذله الفنانون جميعا اشعرتنا بالفخر في وجود طاقات مبدعة في المحافظات توازي ما تتمتع به العاصمة في التمثيل والإخراج








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مغني الراب الأمريكي ماكليمور يساند غزة بأغنية -قاعة هند-


.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت




.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً


.. سكرين شوت | إنتاج العربية| الذكاء الاصطناعي يهدد التراث المو




.. في عيد ميلاد عادل إمام الـ 84 فيلم -زهايمر- يعود إلى دور الس