الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفاصولياء من صدام الى الجعفري والله أكبر

علي شبيب ورد

2005 / 5 / 26
كتابات ساخرة


لعلّي لست مغاليا إذا قلت أن ( الفاصولياء ) أصبحت رمزا للوطنية في بلادنا بفضل أهل السياسة منذ صدام الهدام ومرورا بالأخ علاوي وانتهاء" بالسيد الجعفري. ومن يتصور ان الفاصولياء من ( البقوليات ) فهو مخطيء جدا. لأنها كما يبدو والحمد لله تحوّلت من ( البقوليات ) إلى ( الأصوليات ) التي تستلهم منها سياسة البلد التي تعتمد أبدا على ( نظرية المؤامرة ) سيئة الصيت. والتي اعتدنا على المثول والذهول أمام جبروتها المذهل ودورها الأفيوني القامع. فما من حصة تمويـنـيـة خلت من حضورها القسري والممل. حتى تبين لنا أن ( الآنسة فاصولياء ) لها دور سحري مؤثرا في البطون من أجل تعطيل أو قتل روح التمرد والإحتجاج لدى العامة. ولولا هذا الدور لما أصرّ خبراء البقوليات على الإكثار منها في العهد المقبور. المهم إننا في الماضي كنا نعتز بدورها
( الوطني ) والريادي في ( كسر الحصار الجائر ) أما اليوم نعتز جدا بدورها ( الوطني ) والحاسم في ( دحر الإرهاب ) والله أكبر وليخسأ الآكلون أعداء خبراء الحمص والعدس والمفكرين في شؤون الحصة التمويتية. الذين بذلوا ويبذلون قصارى جهودهم من أجل ( إسكاتنا ) بمفرداتها البائسة. وإشغالنا عن أفكارنا وأعمالنا بالنقص المتواصل لأغلب موادها ولشهور عديدة.
بعد هذه المقدمة الفاصوليائية عن سياسة الحصة (( التمويـتية )) في بلادنا المبتلاة أبدا بسياسيي دحض الآخر. وتحويله شيئا فشيئا إلى ( متآمر ). نتمنى على الدول المانحة. وعلى اصحاب العقول العابرة للقارات. وبالأخص شركات تقنية المعلومات أن تضيف للموبايل ( حفظه الله ورعاه ) ميزات جديدة قادرة على كشف أسباب ما يلي :
- توزيع الحصة التموينية لشهر أيار / 2005. وعدم توزيع حصص الأشهر السابقة لأغلب المواد منذ ت1/ 2004.
- تشكيل لجنة كتابة الدستور على أساس المحاصصة الحزبية لا على أساس الكفاءة العلمية.
- أغلب موظفي المخازن في الدولة العراقية يتمتعون بحياة مرفّهة نوعا ما.
- إدبار أهل الزيتوني من الأبواب وعودتهم من الشبابيك بلحى ومسابح طويلة.
- بقاء مفردات الحصة التموينية على حالها البائس. مع هيمنة تامة للفاصولياء على الحمص والعدس اللذين يشعران بالغبن والحيف بسبب (دكتاتورية الفاصولياء )اللعينة.
- إستمرار دخول المتسللين والمفخخين العرب وإصرارهم على قتل الشعب العراقي.
- تفشي لغة الدمار على لغة الحوار. وهيمنة تقاليد الشارع على قوانين الدولة.
وكنا نتمنى على دولة رئيس الوزراء القديم أن يواجه المعضلات الإقتصادية بنفس مستوى مواجهة المعضلات الأمنية. لأن هيمنة الفاصولياء على جميع مفردات الحصة التموينية من مخلفات العهد المقبور. إلاّ أنّ ذلك لم يتحقق للأسف. وأملنا في دولة رئيس الوزراء الجديد. أن يشبعنا رطبا - لا خطبا - كما كان يفعل صدام. وأن يضع العراقية فوق الحزبية. فمن السهولة أن تصبح حزبيا ولكن من الصعب أن تكون وطنيا في زمن فيه الوطنية تباع وتشترى بأبخس الأثمان. إن سياسة الهيمنة الحزبية هي التي أوصلت العراق إلى هذا الخراب. ونحن بحاجة إلى برنامج سياسي تنموي جاد ومتكامل يعيد للعراقيين ثقتهم بالوطنية التي سلبتها منهم عهود والزيف والتضليل والقمع الحزبي. وقابل الأيام سيكشف أن التحزّب يؤدي إلى الضغينة. والضغينة إلى الإحتراب. والإحتراب إلى الخراب. الذي يشيع في بلدنا التصحّر واليباب. وهذا البرنامج بحاجة إلى إخلاص ودقة في التنفيذ. وهذا لن يتم إلاّ من خلال كفاءات علمية تقود عملية التنفيذ. لا من خلال بعض الإنتهازيين الذين تغلغلوا في صفوف بعض الاحزاب لتحقيق مراميهم النفعية. وبأساليب خبروها من العهد المقبور.
وأخيرا نتطلع إلى حصة تموينية فعلا ذات مناخ بروتيني. لا حصة ( تمويتية ) ذات مناخ فاصوليائي. وأن يحاسب من يسرق قوت الشعب. بنفس أهمية محاسبة من يقاتل الشعب. وأن نبتعد عن سياسة شد الحزام على البطون. بألاعيب الترشيد والتجريد أو التقشف والتحرشف. القائمة على شمّاعات قامعة رادعة لاذعة. كالحروب والكروب والحصارات والمؤامرات. والإحتلال والإبتذال. والإرهاب والإستلاب. وغيرها من مبررات التجويع والترويع.
إلى متى نظل نقظم ونهظم الحصى والبرادة. وتستقبل بطوننا على مضض ( عزيزتنا الفاصولياء ) كرمز للوطنية والسيادة. إلى متى يصول ويجول في بلادنا خبراء الحمص والعدس والفاصولياء. ويغيّب خبراء العلم والمعرفة الأكفّاء ؟!
إلى متى تتبدّل الحكومات وتبقى الفاصولياء ؟
الله أكبر !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكويت.. فيلم -شهر زي العسل- يتسبب بجدل واسع • فرانس 24


.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً




.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05