الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقدسية تفتدي عروبة القدس بجديلتها

نافذ الرفاعي

2013 / 10 / 3
الادب والفن


على بوابة دمشق في القدس امتشقت حسناء مقدسية طيفها و قالت له : وأنت أيها الجليليّ هل أتيت اليّ انا المقدسية؟ ام الى حلمك الموعود بإنسانيتك العالية، جئت الى طموحك بحياة للإنسان وهل يستطيع ان يعيش بروحه والقداسة العالية المسكونة بالسلام، عبرت جبل طابور كي تطل على ارجل عنات الحافية الهة الخصب الفلسطيني في السهل زمن الجدب، وجدت منجلها المكسور في سنبلة منتهكة.عبرت جبال جلبوع زاحفا على زخم العبارات باحثا عن زنابق دمي المسفوح في جنين، ما زال يقطر من ايدي القتله الانجليز السفلة الذين اغتالوا الشاعر في طرف المرج وهو يغني نشيد الحرية الحمراء.
كنت على ابواب نافخ قرن الثور السامري يصد جبل جرزيم مبشرا بأحلامك التي جالت في حي الياسمينة بنابلس لتمتلئ عطرا .
في رحلتك نحو الحجيج الى بيت المقدس عبرت صدى ثائر كمن في واد الخوف ممزقا الذعر المزروع هناك وأنار قنديل أم هاشم بزيت زيتون ميلاد بيت لحم ، واسكنه السبع من جديد ، وأثار النقع .
التقى صراخك بنشيد المقدسي عندما طلبت منه قائلا: ائتوني بجديلة الناسكة التي افتدت خبزنا.
وصلت الى عاصمة السراب وشربت نخبك في زرياب، وخرجت مخمورا كي لا تخدعك الطريق نحو القدس بحثا عن خبطات ناقة ابن الخطاب، وتعثرت بروسية شقراء تقف على حاجز عسكري اسرائيلي تبرز مفاتنها حد قداسة الموقف واستهجان المكان، تروج لأخر وأسوء احتلال في التاريخ .
أمرتك: قف.. على باب القدس وقفت..عرفت تلك الجندية انك من هنا رغم طمس اسمك وكتابته بالعبرية.
وجئتني سائلا : ما جرى؟
قلت لك: لولا حضورك كانوا هودوها وأضحت خيال مجتمع استعلائي ممتلئ بالقهر والعنصرية والاحتلال، لولا قطرات دمك حالت دون نزعها الاخير.
جئت بمنتهى الهدوء، اعتقدتك شيخا زاهدا درويشا او راهبا ولكنك مبتسم، اخبرتني انك طلقت السياسة ثلاثا ونعتها بكل الشتائم والسباب ، وفرزت كل رفاقك من عصرها على محطات العمر ورميت بكثير منهم من مفكرتك لقلة الوفاء وشراءهم الوعد البخس. ونزعت عنك عباءتك المهجورة.
وعلا صوتك: نحن لا نبحث عن "مغانم" لأنها سرقت كما الثورة والأحلام، ولا نشتري اليأس لأننا اخترنا يقين الحياة، وانحزنا الى احلام الكتاب والشعراء والثوار والفقراء منذ اللحظة الاولى. ووقفنا مع انفسنا وليس مع المدعيين والافاقيين والمرتزقة.
وأخبرتني قائلا : اشعر بعمق الجرح لدى فقراء الثورة وعبأ الحياة وتكاليفها الصعبة، وأقارن الحواويط وامكانياتهم وثراءهم، وما زالوا منحازين الى كل الحالمين الذين يحضنون نداء الحرية ونبضها في قلوبهم، رغم انهم متعبون من غياب الوفاء، وما زالوا يبحثون عن الضوء في اخر النفق، ولا يعلمون انهم هم مشاعل تضيء في ظلمة الطريق وعسر الضالين للسبيل .
وهمست لي : كم كنت تتوق الى امرأة حسناء طاغية تنثر عبير عطرها عليك بعدما أدمتك السياسة ، وقلت لي: مضغنا احلامنا ولم نزدردها لأنها تأبى إلا ان تخرج لتملأ عالمنا وتعانق ضجيجنا، وصممت ان تبقى في عالم الثقافة وأصدقاؤك المفترضين، تتجاول الكلمة وتتوه في بهاءها ووقعها.
وعليه اعلن لك انا المقدسية: لن أرحل ولن أعقر جديلتي إلا دفاعا عن القدس ، انتظر صلاتك في القدس ، وأنا معك في الحلم ايها الجليلي الذاهب الى باب الشمس والمناطير مع احفاد يونس لتبني خيمة، يهدمها الاحتلال كل يوم، وتزرع حلما ويقينا بالإنسان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-