الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدستور .. دستور يا أسيادنا عسكر 2013

حسين عبد المعبود

2013 / 10 / 4
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


الدستور .. دستور يا أسيادنا عسكر2013
هل مصر تعود إلى الوراء .. بل إلى ما بعد الوراء .. أم تسير إلى الأمام ؟ فكل يوم يمر يثبت أن ما حدث في 30 / 6 / 2013 ما هو إلا ثورة مضادة ، ولن يستطيع الإعلام الكاذب الفاجر أن يقنع أحدا باستثناء الفلول وعشاق البيادة أن ما حدث استرداد لثورة 25 يناير ، وأن الشعب قد استرد ثورته من الإخوان الذين سرقوها ، فهي كلمة حق يراد بها باطل ، وأن الفريق السيسي فعل ما فعل طمعا في كرسي الرئاسة ولو من وراء ستار ، وليس تلبية لمطالب الشعب مستغلا الفلول ، وحسن النية لمن كانوا ثوارا ، ومدعي النخبوية ، واستخدامهم كغطاء سياسي للوصول إلى سدة الحكم والجلوس على كرسي الرئاسة بشكل مباشر ، أو غير مباشر حسب ما تسمح به الأيام القادمة ، وما يسمح به المجتمع الدولي ومدى تهيئته لقبول ذلك أو رفضه ، أو على الأقل فرض واقع جديد يميز العسكر ويجعلهم فوق البشر بالقانون .
وإلا بما نفسر جرائم القتل وسفك الدماء التي تمت وتتم بشكل غير مسبوق في تاريخ مصر الحديث ؟ وبما نفسر الاعتقالات الانتقامية التي فاقت أعدادها ما تم اعتقاله في عهد مبارك .. بحساب المدة الزمنية لحكم مبارك وحكم المجلس المؤقت ؟ ولا تفسير لذلك إلا إشاعة جو من الإرهاب لقبول الأمر الواقع بتعديل دستور إخوان 2012 وترقيعه بما يعطي ميزات للمجلس العسكري تفوق ما سمح به دستور الإخوان ؛ ومصاحبة ذلك ببروبجندة إعلامية تتغزل عشقا وغراما في المؤسسة العسكرية التي نجلها ونقدرها بكل فروعها ورجالها ، والمؤسف أنهم اختزلوها في شخص الفريق السيسي فقط ، ويمجدون دور البسطاء ومدعي النخبوية الذين يدعون إلى ترشحه للرئاسة بحملة ( كمل جميلك ) كغطاء شعبي مبرر لما يحدث .
هل يكتب دستور لأمة أو يعدل في ظل حالة الطوارئ ؟ هل يكتب دستور في ظل همجية القتل وسفك الدماء والاعتقالات بحجة الحرب على الإرهاب ؟ وإن كان ذلك حقا فلننتهي من الحرب على الإرهاب أولا ثم نكتب دستورنا ؛ هل يكتب الدستور أعضاء معينين من قبل مؤسسة الرئاسة المؤقتة ، أو من قبل مكاتب الأحزاب والنقابات والهيئات لا منتخبين ؟ هل يكتب دستور لم يكن للشعب صاحب السلطة الحقيقي أي دور في اختيار أعضاء اللجنة المشكلة لكتابته ؟ أمر عجيب تصنعه السلطة الحاكمة بإعلام مزيف يظهر أكبر عملية افتراء على الشعب وتزوير إرادته وكأنها إرادة شعبية .
هل من المعقول أن يشترط الدستور موافقة المجلس العسكري على شخص وزير الدفاع ؟ ليكون الجيش دولة داخل الدولة المصرية ، نتحمل نفقاته ، وندفع فاتورة امتيازاته من كدنا وعرقنا ، وفي النهاية هو دولة لها سيادة تامة وصلاحيات كاملة وسلطات مستقلة ولا ِشأن للدولة المصرية بها إلا الكفالة والرعاية ، ولماذا المراوغة الإعلامية والتهرب من مواجهة الحقيقة ومواجهة الشعب ؟ وقد علمنا بتصريح السيد / عمرو موسى ( بتشكيل لجنة مصغرة لبحث صيغة توافقية للمواد التي تخص القوات المسلحة ) ، أهذا بدلا من أن ينص الدستور على جواز أن يتولي وزارة الدفاع رجل مدني ، وكذا وزارة الداخلية ، ليس شرطا الآن ولكن عندما يسمح المناخ بذلك ؟ لذلك يجب على النخب والأحزاب و القوى السياسية الحقيقية التي ثارت في 25 يناير وثارت في 30 يونيو حبا في مصر ، لا انتقاما من الإخوان أو غيرهم أن ترفض ذلك وتنتفض سلميا للتعبير عن غضبها ولا تسمح بتمييز المؤسسة العسكرية عن أي مؤسسة أخرى ، نحبهم ونوقرهم نعم ، أما أن يكونوا فوق القانون فلا .
وعيبا أن يخرج البعض مبررا ويقول : أن اللجنة عندما تنتهي من عملها سوف تعرض الدستور الجديد أو المعدل على الشعب في استفتاء عام ليقول الشعب كلمته ، فهذه الكلمات لا معنى لها ، لأنها تستخدم لتبرير وتمرير ما تريده السلطة الحاكمة ، وهذا ما فعله الإخوان لتمرير دستورهم ، ولم نر في حياتنا استفتاء جاءت نتيجته عدم الموافقة ، لذلك يجب تغيير صيغة بطاقة إبداء الرأي لتكون : ( نعم غير موافق ، ثم نعم موافق ) بدلا من : ( نعم موافق ، ثم غير موافق ) لتكون النتيجة أقرب إلى الحقيقة ، وتصعب عملية الإغواء والتغرير التي يقوم بها الإعلام وخدم السلطان وعشاق البيادة في خداع العامة والبسطاء ، وحتى لا يكون دستور 2013 أسوأ من دستور إخوان 2012 ، ودستور يا أسيادنا العسكر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإمارات وروسيا.. تجارة في غفلة من الغرب؟ | المسائية


.. جندي إسرائيلي سابق: نتعمد قتل الأطفال وجيشنا يستهتر بحياة ال




.. قراءة عسكرية.. كتائب القسام توثق إطلاق صواريخ من جنوب لبنان


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. أزمة دبلوماسية متصاعدة بين برلين وموسكو بسبب مجموعة هاكرز رو