الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقوقنا بين الأدعية والنذور !!...

سلام ناصر الخدادي

2013 / 10 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


بعد تجارب مريرة ، بين قمع واستهداف وملاحقة وسجن وتصفيات جسدية للقوى الوطنية التقدمية والدينية ، وحرب مع إيران استمرت 8 أعوام ، ثم غزو الكويت وما تلاها من حرب ضروس مدمرة ، أرجعت العراق الى مئة عام للوراء .. مع حصار مرير قاسي وجائر ...
عانى العراقيون الأمرّين طيلة 30 عاما من حكم صدام حسين في السلطة ، بقبضة حديدية لا مناص منها ، معتمدا مبدأ ( العراقي متهم ، حتى وان لم تثبت إدانته ) !!... مترأسا للمؤسسة العسكرية والأمنية والحزبية .. يمد اذرعها الأخطبوطية لكل مفاصل الدولة والبيوت دون استثناء ...
ليجد الشعب نفسه أمام وحش كاسر .. لا يعرف سوى لغة الإعدام او دهاليز إخفاء المعارضين !!.. فما كان منه وهو ( العبد الفقير ) ..إلا أن نجد فريقين ، الأول رفع أيديه الى السماء ، طالبا الرحمة والخلاص من هذا الكابوس المخيف ، وهذا النظام الدموي ذي اللون الزيتوني !!!.. والذي لا يبدو بالأفق اي بصيص نور او كوة ضوء...
في حين كان القسم الاخر .. متكأ على مقولة ( دع الأيام تفعل ما تشاء .. وطب نفسا لما حكم القضاء ) !!.. فآمن بقضاءه وقدره .. قانعا بما كتب له .. مادام وجد نفسه ضعيفا لا حول له ولا قوة .. فلماذا ينطح رأسه بصخرة صماء لتهشمه ومن معه لسابع جد !! ..
وهكذا ؛ عشرة أعوام ، تتبعها ثانية ، لتأتي ثالثة ، والشعب رافعا أيديه للسماء علها تستجيب لطلب الخلاص !!.. متشبثا بكل الأنبياء والأوصياء وعباد الله الصالحين ، ولم يُستثنى احد من الدعاء .. حتى تطول القائمة ، لتشمل أخيرا الأشجار والأحجار !!.. ونذرت النذور ، وأوقدت الشموع ، ولم تترك شاردة او واردة الا ومعها الأدعية والتمائم والاحراز ...
ولم يحدث شيء !!!...
في حين كان فريق ( المتكأين ) قد رضي وقنع بما قسم له .. فمارس حياته بكل ( ممنونية ) مادام هو حي يرزق ، ويشم الهواء !! .. على حد قول احدهم ..وهذه اقصى غاية في الحياة له !!....
حتى أوجدت أمريكا سببا لها ، لتجيش جيوشها وتعد عدتها بماكنة حربية رهيبة ، لتكتسح النظام المترنح أصلا ، فتدمر وتعبث وتهدم وتقتل وتقيل وتسجن وتنصب من تشاء !!...
كل هذا .... أمام أعين ( المتوكلين والمتكأين ) !!.. ولأننا شعب لايجيد الان غير الدعاء والنذور ، لتجربتنا الطويلة وخبرتنا في هذا الميدان (34 ) عاما بامتياز!!، ولا يضاهينا احد عليه .. لذا فاننا نجد كل هذا الخراب والفساد والدمار وسرقة الأموال وتحكم أشباه الرجال بمصير البلاد والعباد ، والفلتان الأمني والاداري .. وتردي الخدمات ، وتدخل دول الجوار وما خلف البحار بشؤون البلد ... اقول ، كل هذا والشعب لم يحرك ساكنا ..
لكنني متفائلا ، واؤكد للجميع :
ان القسم الأعظم ، مازال قلبه على العراق ، ويمارس يوميا الدعاء ليلا ونهارا ، بجهود استثنائية يشكر عليها ، ويردد عبارة لا تفارق شفتيه ابدا : ( عسى أن تُزاح الغمة ، من هذه الأمة ) !!!...
في حين ، ينشط المتكأون علنا .. مرتدين افخم انواع الجبب .. معتمرين العمة على رؤوسهم ، ببريق واضح اللمعان لمحابس راقية في اصابع اليدين !!..
وتستمر النذور ... مع الطبخ في القدور !!...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الاتهامات المتبادلة والدعم الكامل.. خبايا العلاقة المعقد


.. الشيف عمر.. أشهر وأطيب الا?كلات والحلويات تركية شغل عمك أبو




.. هل ستنهي إسرائيل حربها في غزة.. وماذا تريد حماس؟


.. احتجاجات طلابية في أستراليا دعما للفلسطينيين




.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24