الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
خالد نزار و السيسى .. مصر و الجزائر (4)
جوزيف شفيق
2013 / 10 / 4مواضيع وابحاث سياسية
شهدت الجزائر عزله دوليه غير مسبوقه بسبب توقيف المسار الإنتخابى حتى أن أحد الوزراء وصفها بأن الجزائر كانت كالكلب الأجرب , الكل يبتعد عنه , و بالطبع كان أشد المواقف من فرنسا نتيجة العلاقه التاريخيه و هذا نفس ما يحدث حالياً مع مصر , و للعلم السعوديه اتخذت نفس الموقف تقريباً فلقد دعا المللك فهد وزير الدفاع خالد نزار لزيارة المملكه و أخبره بأن السعوديه تدعم القضاء على المتشددين الإسلاميين وقال له " أنهم ليسوا مسلمين و أن الحل معهم هو العصا ثم العصا ثم العصا " واصفاً الحل الذى يجب إستخدامه مع التيار الإسلامى .
فى 9 فبراير 1992 و بعد سلسلة من الهجمات المتتاليه للإسلاميين أُعلنت الحكومه حالة الطوارئ و زادت حدة الإشتباكات بين الأمن و مؤيدى الجبهه الإسلاميه للإنقاذ و قامت الجبهه الإسلاميه للإنقاذ بتشكيل ما يسمى بالجيش الإسلامى للإنقاذ كجناح عسكرى للجبهه
بعدها قامت الحكومه الجزائريه بحظر " الجبهه الإسلاميه للإنقاذ " لتورطها فى أعمال عنف و إرهاب و حل كل مجالس البلديه التى فازت بها , و بدأت حملات الإعتقالات فى صفوف أعضاء الجبهه بشكل عشوائى
و كما إستقال البرادعى فإن محمد بوضياف تم إغتياله فى 29 يونيو 1992 بعد حوالى 5 شهور من رئاسته للمجلس الأعلى للدوله
فى 2 يوليو 1992 تم تعيين على كافى رئيساً لمجلس الدوله و استمر العنف و القتل فى الشوارع و نشأت " الجماعه الإسلاميه المسلحه " من إنشقاق بـ " الجيش الإسلامى للإنقاذ" لتصبح أكثر تطرفاً فى القتل من الجيش الإسلامى نفسه فارتكبت مجازر بحق المدنيين الجزائريين
فى البدايه يهاجمون رجال الدوله و الشرطه و الجيش أو ما يسمونهم بـ ( حكومة الإنقلاب ) ثم يخططون لإغتيال رجال الفكر و الصحافه و الفن و الثقافه ( أئمة الكُـفر ) ثم يدخلون على القرى فيقتلون و يذبحون الرجال و يبقرون بطون الحوامل و يغتصبون النساء و يقتلون الأطفال و الرضع أمام أعينهم
مع تزايد الهجمات على الشعب من الإسلاميين و تحت ضغوط شعبيه نتيجة لفشل الجيش فى حماية الشعب , قرر الجيش الجزائرى تسليح الشعب فى مواجهه الإسلاميين
كانت النتيجه لثلاثة عشر عاماً من العنف هو 200 ألف قتيل جزائرى بحسب المصادر الرسميه .
نتيجة شهرين فى مصر هى أكثر من 600 قتيل بحسب المصادر الرسميه
قامت الحكومه الجزائريه بتشكيل محاكم خاصه إستثنائيه تنظر قضايا الإرهاب و أصدرت عشرات الأحكام بالإعدام و أقامت المعتقلات فى المناطق الصحراويه فما عادت السجون تكفى لأعداد المعتقلين , و تم دك مناطق جزائريه بالصواريخ و الدبابات فى صراع امتد حتى طال كل بيت جزائرى
و بداخل المؤسسه العسكريه قام اللواء " خالد نزار " بتطوير المنظومه الأمنيه الجزائريه لتصبح من أعقد المؤسسات الأمنيه بحيث تشمل 8 مؤسسات أمنيه و مخابراتيه
مع تصاعد العنف المسلح تعرض اللواء خالد نزار فى عام 1993 لمحاولة إغتيال تم الإعداد لها بشكل جيد و لكنها فشلت.
فى يوليو 1993 يفاجئ الجنرال " خالد نزار " الجزائر كلها بتقديم إستقالته و المفاجئه الأكبر كانت فى تعيين الجنرال المستقيل " اليمين زروال " وزيراً للدفاع
بالتأكيد دفعت هذه الإستقاله نحو سياسة المصالحه و فتحت أبواباً مغلقه و لكنها كانت لابد منها بعدما وصلت الحلول الأمنيه إلى طريق مسدود , قام خالد نزار بإزاحة نفسه و لكن رؤيته و فكره ظل هو الأساس الذى تستند إليه المؤسسه العسكريه الجزائريه حتى الآن
قام " خالد نزار " بإنقلابه و توقيف المسار الإنتخابى ربما ليكون ملهماً لجنرال أكبر دوله عربيه و هى مصر بعد ما يقرب من عشرين عاماً
و يبقى السؤال للجنرالات : هل أنقذتم فعلاً بلادكم من مصير أسود أم أن أيديكم تلطخت بدماء مواطينكم ؟؟
و يبقى السؤال أيضاً للإسلاميين : لماذا تقومون بإفشال كل ثوره و كل فرصه للديمقراطيه .. متى تدركون أن برنامجكم الإنتخابى بالعوده إلى الماضى لم يعد ممكناً تحقيقه حتى لو فاز بأصوات الناخبين ؟؟
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع لبنان..ما خلفياتها؟| المسائية
.. بايدن يشدد على إرساء -النظام- في مواجهة الاحتجاجات الجامعية
.. أمريكا.. طلاب يجتمعون أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شف
.. الجيش الإسرائيلي: 12 عسكريا أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات
.. الخارجية الأمريكية: هناك مقترح على الطاولة وعلى حماس قبوله ل