الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تــداخل أمكنــــة - إلى فاطمة ناعوت

حسين سليمان- هيوستن

2005 / 5 / 26
الادب والفن


أقول أنني إنسان شرير ذلك
لأنني قبلت أن أحيا فوق هذه الأراضي.
فتصلح لي الخطأ قائلة: بعد كلمة "قال- يقول" الخ لا بدا أن تكون "الهمزة" تحت الألف! فأقول: أن البنت التي فتحت عليّ الباب فتحته على نفسها أيضا.
فترد علي: والله انك عنيد!
أظن بأنني البنت!
التي فتحت عليّ الباب. فاستغرقتُ في صنع ملابسي... امشي في ساعة ليلي في شقتي بين المطبخ والحمام وأضع الرتوش كي أتحول. لقد حانت ساعة النوم!
هناك في فضاء الليل الذي أراه من النافذة- دوما تنقل لي النافذة ( الأنثى) في مثل هذه الساعة شعورا بالغربة وأنني بالفعل من دون أحد، رغم أن الناس مثل النمل حولي، لكنني لست مجنونا كي أظن أنهم غيري، بل كلهم أنا، وكلهم البنت التي أريد.
أضع الرتوش كي أكونها، البنت، فقط من اجل خبرة التحول وكيف سيكون شعوري حين أصير بنتا.
فرأيت وجهي في المرآة.
الليل الآن. والرجال البغيضون. هناك مدية في يدي أرميها كي تنكسر.
الساعة ستدق على سندريلا. يقرصها عقرب الدقائق عند باطن ساقها كي تنتبه إلى السحر الذي أراد أن يخلص.
ينتهي السحر ونصبح في بيت زوجة الأب!
إن. أقول إن تصعيب الحياة لعبة الجبابرة.
فركضتْ تنزل الدرج بين رنين الأساور تأخذ معها صوت الأمير وهو يسألها لمن هذه الأصابع. أصابع القدم.
- تضع الصينيات أقدامهن في جُبلة بيتون منذ الصغر حتى يتمكنّ من لبس حذاء سندريلا الضائع!
وهي تمر بين المطبخ والحمام وتلقي نظرة من وراء رأسها كما كان يفعل النبي مع أصحابه.
لقد تحولت يا عمري! صرت مثلي!
اسمع الآن موسيقى الحرب العالمية الثانية. موسيقى حرب. فتظهر صورة النسوة العاشقات ينتظرن بشوق وفخر وصول المحاربين الذين خربوا الأرض. تهتف ملايين المحبات واقفات على الرصيف والزهور في أيديهن بينما يمر القطار السريع المحارب أمامهن… بالأسود والأبيض… والصورة: لقد عبئنا الأبطال في قنطار.
فخذوا أبطالكن لتلوين التاريخ بألوان قوس قزح.
هتلر ينزل يده، يحلق نصف شاربيه، بالأسود والأبيض، وقد أدرك لعبة تقسيم الأرض.
الصورة غير كاملة. لقد أخفاها السياسيون.
فالحقيقة خائفة ولا تعرف أن تقف على عتبة لسان.
الحمد لله أنني لا اعرف ماهي الحقيقة. من يريد أن يعرف الحقيقة؟
لا أحد.
فسأتحول إلى بنت إذن. أمشي بين المطبخ والحمام وأنا انظر إلى حبيبي حبيبتي في كرسيها أمام الكومبيوتر. نظرة نبي.
نبي جبران- زير النساء الذي لم يترك واحدة من شره.
ترسل النافذة الليل نحوي.
فأشير لحبيبتي أن تعدل الستائر. أغلقي، بالله عليك، الظلمة على ظلمة أخرى كي نعيش في عزلتنا.
*
تدق مرة أخرى الساعة. فأصاب بالقشعريرة لأنني أكره تنبيه الزمن.
"لا مناص، فرائحة اللوز المر كانت تذكرني دوما بمصير الغراميات غير المواتية. هذا ما أدركته حين حضرت على عجل"
الدخول إلى الحب في زمن الكوليرا كان دخولا صعبا مملا. ستون صفحة وانا أتحضر كي أكوّن فكرة عن كيف يأتي الحب المتأخر.
فتهدي لي كتابا: إلى المتأخر. الذي تأخر. فأرد عليها: كنت قد تهت في صحراء موسى يا علامتي.
من الصعب العيش في مكان واحد.
*
الزمان يمر ولا تني الساعة...تدق دقاتها السحرية كي يواصل العالم دورانه حولي. فأقول له: إنني قد تعبت أيها العالم.
لن أكون مركزك بعد اليوم! سوف اخرج من بيتك، وأفتح الباب وأدعك تدور حول نفسك منطويا كي تصبح عجوزا يقتات من ذكرياتي.
*
فنغلق سويا المكان. نفاجئ العالم العجوز بصورة الزمان الرحب المفتوح على قصيدة عربية….
لكن، أسألها في عنوان النص: أين كل ذلك… كل ذلك من تداخل أمكنة؟
فترد: أنت عنيد. المكان هو واحد، لا تداخل فيه…. والأراضي ليست إلا أرض واحدة ونحن عليها لسنا إلا غروب وشروق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??